روايه عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

متجهة لغرفة مكتبها وسحبت إحدى المحارم تكتم دماء يديه وتضعها على جرحه ..كان يرسمها بعيناه ..كيف له أن يتحمل أن تكون لغيره وليس بشخص عاديا بل أخيه ..توأم روحه

استند نوح على الجدار يراقبهما بصمت .أوجعه صمت راكان الذي شطر قلبه ونظراته التي ترسم ملامحها عن قرب ..أطبق على جفنيه عندما شهقت وهي تضع كفيها على فمها بعدما فكت ضماده ورأت جرحه 

راكان إيه اللي عمل في أيدك كدا دي كانت عايزة خياطة ...إزاي تكون مهمل كدا 

سحب كفيه بهدوء حينما تأزمت حالته بقربها ..حاول أن يقاتل بضراوة ألم قلبه ولكنه ضعف أمامها...كره نفسه كثيرا 

بتعملي معايا كدا ليه

 

 

ياليلى ..أنا مش قولت لك إبعدي عني ..جذبت كفيه وهي تحاول تضميد جراحه 

دفع كفيها غاضبا حد الألم الذي شعر به قلبه ..وبدا صارم متجهم الملامح ..عندما ضغط على آلام قلبه فتحدث

إنت عارفة الست اللي تحب واحد وتروح تتخطب لواحد تاني بتكون إيه 

صدمة تجلت على ملامحها وهي تهز رأسها وكأن الصاعقة التي تلقتها جعلتها غير متزنة فارتجفت شفتيها وحاولت لملمت شتات نفسها 

إيه اللي بتقوله دا هترجع تنفخ نفسك عليا وتعملي الطاووس المغرور اللي مموت العذارى بعجنهيته 

دنى للحد الغير مسموح وهو يطالع عينيها فأردف 

علشان تعاقبيني رايحة تتجوزي أخويا ياليلىملقتيش غير سليم ..قالها وهو يجز على أسنانه ويضغط على كفيها حتى آلامها 

راكان صړخت بها عندما شعرت بتقطع أصابع يديها ..مازال على وضعه وكأن هناك شيئا تذكره لكلمات يونس 

إيه تنكري إن هزيتك ..أشار على قلبها وأكمل بعينان يملؤها الألم 

تنكري إن دا مااتهزش من قربي ...دارت الأرض حول قدميها وارتجفت شفتيها تحاول الحديث

غرورك اللي مصورك كدا ..نظرت له والكبرياء يعتلي كل ذرة بكيانها عندما تذكرته مع نورسين فأجابته بعيون مشټعلة من الغيرة 

لا ياحضرة النايب إنت ولا هزيت فيا شعرة واللي زيك ميعجبنيش ...قهقه بصوتا مرتفع ورغم أن كلماتها نخرت قلبه وحولته لأشلاء متمزقه فاقترب بإبتسامة سخرية

غلطانة يالولا ...وعلى حين غرة وضع كفيه موضع نبض قلبها فجأة وتحدث 

حطي إيدك هنا وإنت تعرفي إنك كذابة ..نفضت كفيه سريعا وتوقفت تصيح پغضب حينما شعرت بإنهزام قلبها أمامه فتحدثت 

 

سؤال واحد نفسي أفهمه أزاي شخصية مرموقة زيك وعكاك ومقرف كدا ..ڼصب عوده واستدار إليها 

لا دا شكلك مراقبة حياتي كويس بصي ياليلى اللي بتعمليه دا غلط ..ابعدي عن سليم إنت كدا بتحطمينا إحنا التلاتة 

هزة عڼيفة أصابت جسدها من مغذى كلماته 

تاهت نظراتها بكل إتجاه تهرب من عيناه فتسائلت 

تقصد إيه من كلامك دا ..هنا خلع كبريائه واتجه إليها وتعمق بالنظرات داخل مقلتيها 

يعني جوازك من سليم مش صح بلاش توجعيني وتوجعي قلبك ..ووعد هبعد عنك خالص ..انتابتها عاصفة من الضياع بين قلبها وعقلها فأجابته 

وإيه اللي يخليني أرفض سليم ياحضرة النايب ..هزها پعنف حينما وصل الڠضب لذروته فصاح 

أنا إيه مش مكفيك لأخر مرة بقولك جوازك من سليم غلط ..انزلت يديه وهي تنظر إليه بسخرية 

وياترى غلط ليه ..وضعت إبهامها وبدأت تدور حوله وأردفت 

أيوة علشان متكنش مهزوم قدام نفسك وإن البنت اللي رفضتك هتكون لأخوك ..مش كدا ياحضرة النايب ...لم تكد تنهي حديثها فصړخ بها وهو يهزها 

لا علشان مكرهش أخويا ..لو سمحت متوصلنيش إني أكره أخويا ...كانت نظراته ثاقبة وهو يشدد على كل حرف يتفوه به أخترقت كلماته أعماق قلبها فاهتز جسدها وتسائلت وهي تنظر إليه 

تقصد إيه من كرهك لأخوك 

تمنت لو يضمها ويعترف لها إعترافا تنتظره ..

اشټعل غضبه بصورة كبيرة واحتدت نظراته حتى شعر بإختناقه من تجاهلها لحديثه 

عايزة تفهميني بعد دا كله ومفهمتيش حاجة .

اغتاظت من حديثه وغروره فأردفت بقوة 

لا مش فاهمة ولا عايزة افهم ..جذبها بقوة من خصرها عندما فقد سيطرته من برودها المستفز ...هنا تدخل نوح 

راكان اټجننت اهدى ..دفعها بقوة وصړخ به 

حاولت يانوح وجابت اخري ..بنت خالتك بتعاقبني متعرفش أنها كدا بدمر أخويا 

اقتربت ترمقه پغضب 

أنا معرفش قصده إيه أنا وسليم بنحب بعض ماله دا..دفع نوح وهو يصيح پغضب ووصل وتوقف أمامها صارخا بوجهها 

لا والله بتحبي سليم ..تمام ياباشمهندسة...أفتكري إني جتلك وحذرتك 

خليه يبعد عني يانوح ..قالتها پقهردا واحد مريض عايز الكل تحت إشارته وبس ..ربت نوح على كتفها 

ممكن تهدي ياليلى ..راكان مايقصدش حاجة هو قصده أنه بيح..صړخ راكان پغضب وقاطع حديثه 

نوح اټجننت ..اللي ملكش فيه ماتتكلمش فيه..أشار بسببابته وعيناه ټحرقها ودلوقتي هتقولي 

ليه سليم ياليلى ...قاطعتهم نورسين 

راكي اتأخرت ليه ياله ...إستدار يرمق ليلى بنظرات ڼارية ولم يعر سيلين إهتمام وتسائل

مستني جوابك ياباشمهندسة..دنت نورسين توزع نظراتها بينهم ثم حاوطت ذراعيه ترفع رأسها إليه حتى لامست شفتيها ذقنه وتسائلت 

مالكم حبيبي في إيه 

لم يجب نورسين وظل يطالع ليلى منتظر جوابها 

آخر مرة بسألك صدقيني بعدها هيكون مفيش طرق تجمعنا تاني ...دلوقتي ممكن طريق يجمعنا فيما بعد حتى لو بعد سنين ..أنما لو فضلتي بعنادك ...هضيعنا كلنا 

اتجهت بنظراتها لأيدي نورسين التي تحاوطه ونظراتها ولمساته له ثم سحبت نفسا عميقا 

متشكرة لحضرتك على النصيحة ..وأتمنى أباركلك قريب مع إني اشك قالتها ثم تحركت للخارج وعبراتها تسابق خطواتها ...انزل أيدي نورسين يطالع نوح بصمت ثم تحرك مغادر 

واستقل سيارته وبدأ يدور بها دون وجهه معينة كحال قلبه ...أما عندها جلست بجسدا هاوي على المقعد ..بعد تأكدها من حبه ولكن كيف لها أن تثق به بعدما استمعت لحديثه ورجائه 

مساءا تحرك متجها لحفلة خطوبة نوح ...وجدها تجلس بجوار والدتها ووالدها اتجه إليهم ثم ألقى السلام عليهم وبعد السلام تحرك إلى حمزة الذي يجلس يطالعه بنظرات مبهمة ..وصل ثم جذب كرسي وهو يكاد يختنق 

معرفش نوح بيعمل إيه هو كمان تسائل بها راكان ...بيشعلل القلب ياحبيبي 

قطب مابين جبينه متسائلا 

تقصد إيه أشار بعينيه على أسما التي تجلس بجوار ليلى وعلامات الحزن تخيم عليها 

أومال بقيت غبي كدا ليه ياحضرة النايب ..نوح بيعمل كدا علشان يضغط عليها بس شكل يحيى الكومي مزود العيار شوية ..وضع راكان ساعديه على المنضدة 

إنت مخبي عليا إيه ياحمزة . فعل مثلما فعل راكان ..وأردف 

هقولك بس متعرفش نوح ...أنا سمعت يحيى بېهدد أسما بأنها تبعد عنه ...جحظت أعين راكان وهو يهز رأسه رافضا حديث حمزة 

أومأ بحمزة بعينيه وأردف 

طيب حياة ليلى عندك سمعته بيهددها ..رغم كلمات حمزة الساخرة إلا أنها أحيت روحه لبعض اللحظات فرفع أنظاره يتأملها بحب ..كانت تتحدث بإبتسامتها الجميلة لأسما مرة ولدرة مرة ..تمنى لو أصبح واحد منهما ..أطبق على جفنيه ېعنف نفسه 

أتجننت ياراكان ..حتة بت خلتك مچنون بحبها دا اللي قبلها معملش كدا حدثه قلبه

تم نسخ الرابط