روايه عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
تتفحص هاتفها او ربما تحاول أن تشغل نفسها... وصلت أسما
آسفة يالولة لسة مخلصة... نظرت لها بعمق وتحدثت
انت معيطة... مالك فيه حبيبتي وايه الدموع دي
حاولت إلتقاط أنفاسها التي كادت أن تختنق من الآم قلبها
عايزة أسيب الشغل ومش عارف... ولو سبته هعمل إيه هقدر ولا لا
ضيقت أسما عيناها وأردفت متسائلة
ليلى إنت بقالك سنة في الشغل وكنت فرحانة بالشغل... وكمان مرتبك حلو بيساعد والدك شوية... إيه اللي حصل خلاكي تاخدي القرار دا فجأة
راكان هو السبب ...قطبت مابين جبينها
راكان قالك سيبي الشغل... لا أفهم.. راكان على أد ماهو هوائي بس في الشغل جد جدا
مسحت على وجهها پعنف ونزلت دموعها
حبيته يااسما... حبيت الشخص الغلط وشوفي إنت لسة قايلة ايه شخص هوائي... بيتلاعب بالمشاعر... أنا بمۏت ياأسما حاسة اني بختنق
جحظت عيناها بقوة من حالة ليلى
مش قولتي هتنسيه ياليلى ...أنا طبعا معاكي إنك تبعدي عنه .. دا لو سليم كان أرحم
صاحت بصوتها الباكي
مش بايدي... والله مابايدي..
من الحفلة وهو سيطر عليا أوي... مع أنه مش من طبعي الشخصية دي... وحاولت اتخطاه وكنت رافضة العمل في الشركة علشان كدا ... معرفش حبيته إزاي أوي كدا ياأسما...بس بجد حاسة اني ضايعة
ضمتها أسما بحنان
خلاص إهدي ياليلى... مش عارفه اقولك إيه ...فرحت لما قولتي هتبعديه عنك...صمتت للحظات وأكملت
بس لو تقدري تخلعيه من قلبك
اخليعه علشان زي ماإنت لسة قايلة.... دا هوائي وبتاع ستات ..وكل أسبوع له جوازة
خرجت من احضانها ..لم تتحمل المزيد من المعرفة التي تشق قلبها أكثر من ذلك ورغم ذلك تحدثت
نظراته ليا مبتقولش كدا ياأسما... تعرفي النهاردة كان فاضلي بس ثانية وكنت هجري عليه وارتمي في حضنه... بقاله شهر مبيجيش من وقت اصابته ..بس كنت بطمن عليه من سليم ودا كان مريحني شوية ...
صمتت لحظات تتذكر همسه لها ونظراته حسيته كمان عايز يقولي حاجات كتير هو أصلا كان هيقول ..لكن خفت أضعف
وضعت كفيها على وجهها وبكت
بكلمه بقسۏة علشان إداري ضعف قلبي قدامه
تنهدت أسما بۏجع عليها
لازم تسيبي الشغل ياليلى أنا هكلم نوح ممكن يشوفلك شغل تاني وياريت بقى المرادي تسمعي مني
اخذت أسما شهيقا عميقا ثم زفرته وتحدثت ماجعل قلب ليلى يدمى
اللي أعرفه عن راكان أنه مش بتاع حب أنا سمعته بيقول كدا.. ثم اكملت متذكرة
سمعته بيقول أنا عمري مااسلم قلبي لواحدة ست تاني... واخر الواحدة معايا ليلة في السرير...
وضعت وجهها بين راحتيها
أسمعيني دا واحد حبيته خانته ...
قبل كدا... تفتكري هيحب تاني وهو شايف الستات كلها زي بعض... أنا عارفة أنه جذاب وحلو والصراحة يتحب بس لازم نفكر بعقلنا...
بكت بنشيج مرير في تلك اللحظة وارتجفت أوصالها من الحزن على قلبها اليتيم البرئ البكر في الحب
قاطعهم رنين هاتف أسما
ايوة يانوح... لا أنا خرجت وقاعدة مع ليلى في الكافيه
تمام لما أرجع هعدي عليك... انت موجود في المزرعة
قطبت جبيناها
انت في شركة البنداري تمام ...طيب لازم دلوقتى..خلاص يانوح همشي حالا
رفعت نظرها لليلى
نوح كان بيسأل.. هو عند راكان
بقولك تعالي نتغدى مع بعض... هنروح المزرعة تشوفي الخيل... الدكتور يحيى جايب شوية خيل حلوين وإنت بتحبيهم
وقفت ورفعت يديها لتوقفها
ياله هنسيكي ۏجع القلب دا... شكلنا يا صاحبتي جاين على الدنيا دي علشان نتعذب من الحب ...لازم ارجع على المزرعة فيه بذور وصلت ومفيش حد يستلمها
بعد فترة في المزرعة
كانت تتمشى بين الحقول وهي تستنشق رائحة الزرع.
عندك حق ياأسما المكان هنا ينسي الواحد نفسه... جذبتها من يديها
تعالي شوفي المهرة البيضة دي هتخطف قلبك أكتر من راكان
مجرد أسمه أمامها جعل تذبذب في نبضات قلبها... وضعت يديها حتى تهدأ من روعه
ليلى حالتها بقت صعبة ولازم تتعالج ياأسما قالتها ليلى بخفوت
قهقهت عليها أسما واردفت حتى تخرجها
واخدة بالي ياقلبي يخربيته اسم الله عليه... وقفت تمسد على الحصان الأبيض
دي شكلها يخطف فعلا يابنتي... لا ھموت وأركبها... بقولك ساعديني عايزة اركبها وصوريني ..عايزة أعاند درة
صاحت أسما باسم الرجل المسؤل عن الأحصنة
معلش ياعم محسن ممكن بس تساعد حضرة الباشمهندسة في ركوب الفرس دا... متخافش مش هتروح بعيد مجرد صورتين بس
بسط الرجل العجوز يديه إليها وقام بتوجيه تعليماته لها حتى تعتلي الفرس
أسما الحصان جديد ..متتحركوش من هنا
أومأت أسما برأسها
تمام ياراجل ياعجوز أن شاء الله متخفش
دلفت سيارتين للمزرعة في تلك الاثناء
وهي تعتلي الحصان وابتسامتها تشق عنان السماء بحركتها البريئة... حتى تلتقط أسما بعض الصور...
نزل وهو يخلع نظارته وينظر للتي خطفته من أول لقاء بينهما
ظل يدقق النظر بملامحها التي تشبه قطرات الماء النقية.. وأردف بينه وبين نفسه
نقية كجرعة المياة التي تنبت الزرع حبيبتي... ردد بشفتيه حبيبتي... اتجه كالمسلوب نحوها... رأته أسما التي كانت تلتقط الصور وتضحك... تسمرت بوقفتها
رفعت ليلى يديها لتقطع شرود أسما... تحرك الحصان بذاك الوقت... صړخت بصوتها الناعم الذي ذلذل كيانه
اسرع متجها للحصان حتى أمسكه وتوقف تماما أمامه كانت مغمضة عيناها منتظرة سقوطها بأي لحظة... فجأة تساقطت قطرات المطر الندية... فتحت عيناها عندما شعرت بتوقف الحصان وصوت أنفاس قريبة منها... وجدته يطالعها بقلبه قبل عينيه
راكان ارتجفت شفتيها بنطقها... شرع في القرب منها حقا كانت ساحرة بطلتها على تلك المهرة...نعم فهي مهرته..مهرة قلبه التي سلبته بابتسامتها وحركاتها الطفولية ناهيك عن صوتها الناعم... رغبة ملحة منه في الاقتراب منها وجذبها لأحضانه حتى يكسر حاجز المسافة بينهما
صافح قلبها بنظراته التي شبهتها بقطرات المطر التي تساقطت عليها لتحيى قلبها بعدما تآكله الخزن
بسط يديه وأردف بصوتا مبحوح
تعالي اسندي عليا علشان تعرفي تنزلي
قالها هامسا لها
هربت من حصاره وهمسه الذي اخترق قلبها وبعثر نبضاتها بعد وعودها الواهية
بنظراتها البعيدة عن مرمى نظره
ليلى لو سمحت بصيلي ...عليك اللعڼة أيها القلب اللعېن ..وماكان منها إلا أن تناظره فقط لتشبع روحها من قربه... خرجت من تذلذل كيانها بقربه عندما لامس يديها... نزعت يديها سريعا
لا هعرف انزل لوحدي... ابعد شوية لو سمحت
لو سبت الحصان هيمشي وهتوقعي وممكن تتكسري وأنا الصراحة مقدرش على كدا... هاتي إيدك علشان اساعدك
فقدت قدرتها على الحركة او الكلام... كان هناك من يقف يراقبهما... اقترب نوح منها
ايه الموضوع... شكل فيه حاجات كتيرة بتحصل من ورا نوح ياأسما
ظلت تتابع بنظراتها حالة ليلى المشتتة في حضرته
يارب السمكة تهرب قبل ماتوقع في الشبكة... اصلها بعد كدا ھتموت ياحضرة الدكتور
قالتها أسما وتحركت إلى حيث وقوفهما
بسطت يديها المرتجفة كحال قلبها لتعانق كفيه ولكن قاطعت تواصل الأيدي أسما حين قالت
لولة آسفة ياقلبي اتأخرت عليكي... اتجهت بنظرها لراكان
شكرا ياحضرة النايب... أصل ليلى بتحب الخيل جدا فقولت أجبها تغير جو وتشوف الخيل الجديد.... قالتها أسما وهي تمسك بيد ليلى بدلا عن يديه
جز على نواجزه