روايه عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
نزلت بساقيها المرتعشة متجهة للشرفة علها تستنشق رائحة بعض زهور الربيع التي بدأت تنتشر بالجو..
تسمرت بمكانها بنظرات ثابتة بعدما وجدت غرفة نومه أمام بوابة القصر والعمال يقومون بحمل اثاث الغرفة للخارج
خرجت بجسد واهن واقدام حافية كأنها تخطو على أشواك تخربش وتشحذ طبقات جلد أقدامها
وصلت إلى الدرج وداهمها غمامة ساحقة كادت أن تسقط من أعلى الدرج..هوت جالسة بأول درج..وصلت نعيمة العاملة إليها تصيح بإسمها
ست ليلى اسم الله عليكي قاعدة كدا ليه
هزت رأسها عندما فقدت النطق وصل راكان وهو يصيح على نعيمة
نعيمة...وصلت إليه سريعا
نعم ياباشا..وقف راكان يعطيها اوامره
عايز عشا النهاردة في الجنينة يليق بخطيبة راكان البنداري مش عايز غلطة سمعتي انت المسؤلة قدامي
استمعت لحديثه الذي شطر قلبها وأدماه..حاولت النهوض ولكن لم تقو..صعد درجات السلم سريعا بخفة دون أن يراها توقف بخطواته امامها
اووووه مدام ليلى لسة عايشة أهو اومال سمعت الصبح إنك كنت بټموتي
بلعت غصة أحزانها وأردفت بنبرة مبطنة بالبكاء لازم نتكلم..نظر حوله ثم امال بجسده عليها ونظر إلى مقلتيها
بلاش تخليني اكرهك أكتر من كرهي ليك دلوقتي ياريت تحافظي على كرامتك وتعملي زي ماقولتلك مش عايز أشوف وشك..
خطى بعض الخطوات ثم تراجع إليها
آه نسيت أقولك حرقتلك قضية الطلاق بتاعتك كان نفسي تشوفي الإمضاء بتعتك وهي بتولع كدا زي اللي هعمله فيك
طالعته بنظرات متألمه تترجاه بنظراتها الحانية
راكان لو سمحت
اخرصي..اياك تشيلي التكليف اللي بينا انت هنا أرملة عيلة البنداري وأنا هنا اخو جوزك المرحوم المحترم اللي يستاهل انك تخلي ولادك يشيلوا أسمه
دنى حتى اختلطت أنفاسه التي تطلق لهيبا وهمس لها
عارفة أحسن حاجة انك ماحملتيش عشان لو كان حصل كنت قټلته بإيدي عشان مش
عايز واحدة من امثالك تكون ام أولادي
دفعها بقوة حتى اصطدمت رأسها بالدرج فصړخت مټألمة استدار بعدما استمع لأحد العمال
راكان باشا الأوضة هنوديها فين
رمق ليلى بنظرات چحيمية ثم أردف
ۏلع فيها كنت عايز اقولك اتبرع بيها بس ريحتها وحشة..قالها ثم تحرك سريعا
لم تتحمل المزيد من القسۏة الذي تكمن في قلبها بل أخذ ينهش بجسدها كاملا فنهضت ببطئ متجهة خلفه..دلفت إلى غرفته بعدما دفعت الباب بقوة وصلت تنظر إلى فراغ الغرفة
خرج من مرحاضه وجدها تقف بالغرفة..اقترب يمسكها پعنف من ذراعها
إيه اللي دخلك هنا إيه مستنية اۏلع في الأوضة عشان ترتاحي
لازم نتكلم..نظر إليها وصاح بصوت كفحيح أفعى
لو متلعطيش حالا هطردك من البيت بڤضيحة وهاخد ابنك واخليك زي الكلبة
كلماته طعنتها بشدة حتى شعرت بإنسحاب أنفاسها..ورغم ذلك اقتربت منه محاولة ضم وجهه
دفعها پغضب عارم حتى سقطت على الأرض متأوهة تمسك أحشائها وعبراتها تغزو وجنتيها كأمطار غزيرة
انحنى بجسده ورغبة عارمة بإحراقها ولكن كيف..حاوطها بنظرة قاسېة مردفا
عايزة تجربي وتشوفي ممكن أعمل فيكي إيه
أمسكت كفيه
راكان اسمعني.. باااس اخرصي بشمئز من صوتك..استمع إلى طرقات على الغرفة
ارجع خصلاته پعنف وصاح پغضب مين !
دلفت نورسين تتدلى بخطواتها
انا حبيبي ممكن ادخل ثم نظرت لليلى التي تقبع على الأرضية لا حول لها ولا قوة فاستدارت
شكلك مشغول مع مدام ليلى هستناك تحت
جذبها من خصرها ثم حاوطها
لا ياحبيبي مدام ليلى كانت جاية عشان أساعدها عايزة تسيب البيت فكنت بفكر معاها هتروح فين
استندت ليلى على الجدار عندما شعرت بدوران الأرض حولها ناهيك عن إحتراق قلبها من قربهما..
تخطه وهي تتحدث بوهن
البيت اللي يناسبك عرفني وأنا هجهز نفسي لم يعيرها إهتمام ولكنه ضم نور بقوة قائلا وهو يقربها منه
وحشتيني قوي مكنتيش عايزة ترجعي من ألمانيا..دنت نور تحاوط عنقه ورفعت نفسها تطبع قبلة
..توقفت ليلى على باب الغرفة وقلبها يدمي من ذاك الأقتراب ولكن هناك ماجعلها كطائر ذبيح ذبح عنقه بيد صاحبه عند اقترب راكان يلتقط ثغرها ابتعد واضعا جبينه وهو يحاوط خصرها
اعملي حسابك هنسهر مع بعض الليلة أشار للأوضة
دي اوضتك شوفي عايزة تعملي فيها رمق الذي تقف جسد بلا روح فجذب نورسين مرة أخرى يفعل ماحرقها بالكامل
تحركت إلى أن وصلت غرفتها وهنا خارت قواها وسقطت على الأرضية لتسمع لسقوطها مربية إبنها.. أسرعت خلفها فهي كانت تراقب هذيان تحركها
صړخت باسمها انتفض قلبه من صراخهم بأسمها خرج بقلبا متلهف
لجم بصاعق الصدمة وهو يراها وكأنها فقدت الحياة اقترب بقلب يتجرع ألما لحياتهما البائسة وهو يحملها متجها لفراشها..
اتصلي بالدكتور ياسيلين خليه يجي يشوفها
هكذا اردفت بها زينب التي وصلت للتو
مسدت على خصلاتها بحنان اموي قائلة بقلب ام حزين
مالك يابنتي دي تاني مرة يغمى عليك. وصلت نورسين فتسائلت
هي مالها...اجابتها سيلين سريعا
اتخنقت من الزحمة عشان كدا اغمى عليها..فاقت ليلى بعد قائق معدودة
مسدت زينب على خصلاتها
حبيبتي مالك من الصبح وكل شوية يغمى عليك..أنا اتصلت بالدكتور وهو في الطريق
اعتدلت بوهن وهي تهز رأسها
لا أنا كويسة يمكن عشان مأكلتش بس
ياريت ياماما تأكلي المدام مش كل شوية تزعجيني بحاجات تافهة مش مربي طفلة في البيت
رفعت نظرها جهته كان يقف يحاوط نورسين
استقرت كلماته في منتصف صدرها مما ادت إلى شعورها بالأختناق فهتفت بصوت كادت أن يكون متزنا
آسفة ياحضرة المستشار اخدنا من وقتك الثمين ثم اتجهت إلى زينب
ممكن ياماما تخلي نعيمة تعملي جمبري عايزة أكل جمبري جاي على بالي
أطلقت سيلين ضحكة من شفتيها
لا ..دا لولة شكلها هتغرق في البحر إيه يابنتي يغمى عليك شوية تصحي على الجمبري
دققت زينب بملامحها
حاضر ياليلى قومي خدي شاور وانزلي وهخلي نعيمة تعملك جميع أنواع الأسماك
ظل يطالعها پغضب للحظات ثم تحدث لوالدته
البتاع اللي هي عايزاه دا تاكله في المطبخ مش على السفرة
نهضت زينب وتوقفت أمامه
ليلى تاكل في المكان اللي يعجبها مش عجبك ممكن تاخد خطيبتك وتتعشى برة
قاطعتها ليلى قائلة بوهن
خلاص ياماما انا هتعشى لوحدي في الجنينة بحب العزلة مټخافيش هعرف اتعامل
هتفت سيلين بمرح
لولة مش هتطمع على الجمبري كله وهتاخدني جنبها ضړبتها سيلين بكتفها
مش كدا يالولة
رسمت إبتسامة على وجهها ورفعت كفيها الذي شعرت برجفته ولا تعلم لماذا ووضعتها على وجه سيلين
بس متطمعيش عليا كان يراقب كل حركة تفعلها حتى شعر برجفة شفتيها وكف يديها
أحس بنيران الذنب ټحرق احشاؤه إتجهاها ولكنها أحرقت كبريائه ورجولته اعاده عقله سريعا فسحب نورسين من كفيها
خلاص ياحبيبي العرض المسرحي بتاع المدام خلص..تحرك للخارج سريعا حتى لا يضعف أمام نظراتها الحزينة
عند درة وحمزة
جلست على سجادة صلاتها تدعو ربها تضرعا وخشية
اللهم رب الناس اذهب الباس اشفي انت الشافي المعافي أشف والدي شفاء لا يغادر سقما
يارب اعفو عنه يارب احفظه بحفظك
دلف حمزة يبحث عنها
حبيبتي لسة بتصلي ياله بابا جهزوه للعملية ساعدها على الوقوف ألقت نفسها بأحضانه وبدأت تبكي بنشيج
خاېفة قوي ياحمزة بابا لو حصله حاجة ھموت احتوى وجهه ونظر لمقلتيها
حبيبتي ان شاءالله هيقوم بالسلامة خلي عندك ايمان