روايه عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

بعدي ..قالها وهو يتوجه بنظراته إليها احتضنت العيون بعضها للحظات وكأن الأرض تبدلت غير الأرض والزمان غير الزمان والقلوب تأن وتصرخ ..تسلطت عيناه على ملامح وجهها الذي تغير لبعض الشحوب لا يعلم كيف أتى بهذا الهدوء متناسيا الميعاد الذي جمعهم والأحضان التي ملئت صدورهم بدفئ مشاعرهم كيف تحول كل هذا وأصبح رمادا حركته الرياح وهجر المكان تجمدت من حديثه فهمست له 

دا مكانك ومينفعش اخده تقابلت نظراتهما مرة اخرى بحديث العيون مردفا 

ماليش مكان هنا النفس بيضايق البعض مش كدا يانوح قالها مصوبا نظراته الحزينة إلى نوح الذي كور قبضته پغضب حتى ضغط حمزة عليه ثم اتجه بأنظاره للجميع 

مدام ليلى رئيسة مجموعة البنداري اتجه إليها يشير بيديه على الكرسي 

طالعته بنظراتها المټألمة فالقلوب تحترق بهدوء قاټل أمام الجميع والألسن عاجزة عن مايحدث أمامهما.. كدا كله تمام ثم جمع أشيائه متحركا دون حديث آخر 

صدمة أصابت البعض وأولهما نوح الذي يجلس بعيدا عنه وكأنه لا يعرفه وليلى التي نزلت كلماته عليها كضړبة زلزلت كيانها الهش فوق عڈابها..تقابلت نظراتها بنوح الذي أومأ بعيناه إليها فتحركت لمقعده تجلس عليه وجسدها ينتفض كحال قلبها تود لو تترك كل شيئا وتهرول خلفه ولكن كيف بعد الذي صار بينهما بتلك الفترة الأخيرة ...لحظات قليلة وبدأت سيطرتها على نفسها في الإجتماع متخطية الحواجز... 

أنهت الأجتماع بعد فترة ليست بالقليلة واتجهت بخطواتها المتعثرة تختلي بنفسها بغرفة مكتبها ثم جمعت أشيائها متحركة للخارج سريعا وصلت منزلها بعد قليل دلفت للداخل ولكن جحظت عيناها من ذاك الشخص الذي يجلس ينتظرها بالداخل هب من مكانه يضع كفه على فمها

لو سمعت صوتك شوفي كدا واتملي بعينك كويس هقتله نظرت لشاشة هاتفه وسلاح أحدهما متوجها نحوه نحو معذب روحها وقلبها همست باسمه واتجهت ليده الأخرى المربية وطفلها الذي يعلو بكائه

 

البارت الواحد والثلاثون

كالذي ينتظر ذنبا يغفر...

أنتظر مجيئك..

ألم يخبرك قلبك بأني إشتقت لك !!

تعال وأعد ترتيب النبض الذي بعثره غيابك 

أتيتك بقلبا ينتفض عشقا وشوقا لأعد ترتيب نبضك ونبضي

ألم تعلمين ان قلب العاشق لايهدأ حتى يبادله محبوبه الوله

 

خرجت ليلى من غرفة الاجتماعات وقلبها ينتفض بشدة تكاد تأخذ أنفاسها بصعوبة هي لم تحتاج سوى الأختلاء بنفسها دلفت سريعا إلى مكتبها وهي تضع يديها على صدرها تحاول أن تلتقط أنفاسها التي شعرت بإنسحابها انسدلت دمعة بجانب جفنبها إزالتها وهي تضغط على هاتفها بقوة حتى لا تفقد سيطرتها وتقوم الإتصال به..ارتفع صوت شهقاتها حتى وضعت كفيها على فمها ظلا لفترة ثم اتجهت إلى سيارتها 

قبل شهر فلاش باك 

جاء الصباح استيقظت على ألما يفتك بها فتحت عيناها تنظر حولها متذكرة أحداث الأمس وجدت أسما تجلس بجوارها تقرأ بمصحفها ..اتجهت أسما لها بعدما استمعت لتأوهاتها ابتسمت تمسد على خصلاتها 

صباح الخير حبيبتي نمتي كويس..اتجهت تنظر بشاشة هاتفها متسائلة 

الفجر أذن ولا إيه!

اجابتها أسما بإبتسامتها الجميلة 

صبح صبح ياعم الحج..الساعة خمسة ونص حبيبتي الفجر إذن من ساعة..اعتدلت تتثاءب وهي تضع كفيها على فمها ثم توقفت فجأة بللت حلقها وابتلعت ريقها بصعوبة تتسائل عنه 

راكان..راكان فين !

وضعت أسما وجنتيها على راحتيها تتأملها بصمت وبؤس مزق روحها رفعت ليلى رأسها متسائلة 

فيه إيه ياأسما بتبصي كدا ليه أنا بسأل عن راكان...قالتها وهي تنزل من فوق مخدعها 

وبعدين إزاي متصحنيش للفجر كدا تضيعي صلاة الفجر..قالتها وهي تتحرك إتجاه مرحاضها قاطعتها أسما 

راكان مشي امبارح بعد ماحضرتك قلبتي التربيزة عليه ومش بس كدا وعدني انه مش هيقرب منك وقالي خلي بالك منها 

تحركت عندما شعرت بأن قلبها هوى بين قدميها..اغلقت باب المرحاض خلفها واستندت تبكي وهي تهمس لنفسها 

ارتحتي كدا ودا هعرف أعيش من غير مااشوفه إزاي ولا اشم ريحته ابتلعت غصة مريرة ملئت جوفها بطعم الصدأ لازم تفوقي ياليلى متخليش قلبك يجرك وضعت كفيها على قلبها 

يارب ريحني من الۏجع دا...اتجهت لتقوم بالوضوء متجهة للحي القيوم 

بعد قليل أنهت صلاتها وجلست تذكر ربها وتقرأ وردها إلى أن أشرقت الشمس وقامت بصلاة الضحى ...نعم حبيباتي فصلاة الضحى تعادل ثلاثمائة وستون صدقة عن أعضاء الجسم وهي سنة وليست فريضة 

انتهت ليلى من صلاتها وجلست بأجندتها كاعادتها تتدون بعض الأشياء التي تشعر بها 

ثم دونت بعض السطور متنهدة وكأن صورته على صفحات دفترها 

ولا زال الخريف يأخذنا معه في رحلته بين الفصول ..

يتعمد أن يبعثر مشاعرنا .. 

ليخبرنا أن لا شييء يدوم .. 

و أن الأحوال تتغير .. 

و أنه يخبئ في نهاياته أمطارا غزيرة 

يسڪبها على قلوبنا الظمأى ..

ليتنا مثل الخريف ننفض أوراق مشاعرنا الجافة ..

لننتظر أن تعود خضراء في ربيع ننتظره بڪل شغف... مرت الساعات تلو الأخرى إلى أشرقت الشمس وملأ شعاعها بنور ربها بقطرات فصل الخريف الندية..توقفت تعقد ذراعيها تحتضن نفسها تنظر لتلك المناظر الجميلة مبتسمة وكأن حبيبها يعلم بما تشعر به من حضورها بين تلك الأشجار ابتسمت وهي تضع كفيها على أحشائها 

اتمنى ماأشعر به أن يكون حقيقيا وليس حلما فيارب تجعل لي نطفة في أحشائي لكي اتذوق حنانه الذي حرمت منه..دلفت أسما وجلست بمقابلتها تتفحصها بنظراتها 

سمعاكي ياليلى قولي إيه ال وصلكم لطلاق والحب الكبير دا بينكم

رفعت بصرها إليها تكاد تسمع دقات قلبها من فرط اضطرابها نظرت بالخارج وقامت بقص كل شيئا لها ابتداء من خطڤ والدها إلى أن أتى بها لذاك المنزل 

فغرت شفتيها بعدم تصديق ثم نهضت واقتربت منها تتحدث بعصبية

ايه الناس دي وازاي ترمي ودانك للي اسمها عايدة وتوفيق وبعدين تعالي هنا طنط زينب حذرتك ليه مسمعتيش منها 

وضعت كفيها على وجهها واجهشت بالبكاء

عارفة اني غلطت بس ميكنش نتيجة غلطي انه يرميني بالطريقة دي 

ساد صمتا مخټنق بحزن بينهما فربتت أسما على ظهرها متحدثة

ليلى راكان معذور اي حد مكانه كان هيطلقك من وقتها ماهو ال اتعمل مش سهل عليه 

اتجهت بأنظارها وتحدثت بصوتها المفعم بالبكاء

ولا سهل عليا يااسما أنا شوفته بعيوني والحقېرة دي بتقرب منه تستحملي تشوفي جوزك واحدة تقرب منه يااسما وتقفل في وشك وهو بيبنيلك قصر في الجنة وفجأة تلاقي القصر دا جدرانه عبارة ڼار ټحرق قلبك 

ابتسمت أسما بسخرية تنظر للخارج 

لا عيشت أكتر من كدا ياليلى 

تنهدت پألم شديد وكأنها تحارب نصل سکين حاد مغروس في صدرها ثم أردفت بخفوت 

عارفة حسيت بإيه حسيت وكأني في قبر وعايزة اصړخ بس صوتي مش طالع لحد..اتجهت بجسدها تطالعها بنظرات حزينة 

انا عيشت جوا الۏجع ياليلى ونوح واقف متكتف بس إنت جوزك بيحارب وبيتحارب من الكل راكان بيعشقك ودا مش كلام دا حقيقة متخليش شيطانك يلعب بيكي وحاولي تحافظي على جوزك وزي ماقولتي هو مكنش قصده انه يقرب منك ولا يدبحك ياليلى بس قلوبكم اتحكمت فيكم وراكان مش الشخص الضعيف ال يسمح لقلبه يضعفه كدا 

رفعت كفيها تمسد على خصلاتها بعدما استمعت لتأوهاتها ونحيبها

انا ضايعة يااسما مبقتش عارفة دا حب ولا لعڼة بيحبني ولا

تم نسخ الرابط