روايه عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

عمله وتدميره لحياتي 

نهض يجمع أشيائه الخاصة عندما تحجرت دموعه داخل جفونه حتى أصبحت ثقيلة 

وتحدث دون النظر لوالده 

أنا بحاول أسيطر على نفسي قدامه صدقني عشان حضرتك بس.. دا اللي مخليني راكان العاقل... أما غير كدا كان زمانه تحت التراب من تلات سنين.. قالها وبخطى متعثرة اندفع خارجا يركض للخارج بلاهدي إلى أن اصطدم بأحدهما 

صاح پغضب 

إيه مش تفتحي.. عقدت ذراعيها أمامها وهي ترمقه بسخرية 

إظهار إن حضرة المستشار اللي ماشي مش واخد باله.. حضرتك اللي خبط فيا.. قالتها عايدة 

زمت شفتيها بملامح جامدة والتوت زواية فمه بشبه إبتسامة محتقرة 

شوف إزاي وأنا اللي فكرت إنك الغلطانة..... دنى يهمس إليها 

لمي تعباينك أصل ورحمة أمي هخليكي تشوف أيام أسود من لون شعرك.. مع اني مش متأكد من لونه الطبيعي..

رفع بصره لخصلات ذات الصبغة السوداء وأكمل مستهزءا 

انما لونه يامرات عمي... قالها بإستهزاء وخرج بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة بوخز قلبه من طعنات الأقارب 

أسرعت فرح خلفه تناديه 

أشتعل نيران الڠضب بعينيه ورغم ذلك تحرك ومتجها لسيارته... ولم يعري إهتمام للتي خلفه تحاول اللحاق به 

راكان استنى خدني معاك.. قالتها فرح وهي تتجه إليه 

عديني على النادي عربيتي في التوكيل 

أجابها بحاجب مرفوع وزاوية فم ملتوية بإبتسامة هازئة 

نعم ياختي.. ليه حد قالك أنا بشتغل شوفير الصبح.. قالها وهو يرمقها بنظرة حاړقة ثم استقل سيارته وتحرك مغادرا بسرعة چنونيه وكأنه يطارد عدوه 

توقف بالسيارة أمام النيل وذكريات الماضي تطارده بقوة 

فلاش باك 

منذ ثلاث سنوات 

بإحدى ليالي الشتاء ذات البرودة القارسة كان عائدا من حفل زفاف لإحدى أصدقائه بالأسكندرية هو وابن عمه يونس...داخل السيارة 

فتح يونس موسيقى هادئه وهو ينظر لقطرات المطر الغزيرة بالخارج فاتجه لراكان الذي يقود السيارة بحذرا شديدا بسب زخات المطر الشديدة ثم تحدث قائلا 

بقولك ياراكي ماتيجي نبات هنا في أي فندق للصبح.. الجو وحش أوي يابني وإنت شايف مفيش

 

 

طيران للقاهرة دلوقتي 

توقف راكان بجانب الطريق.. واتجه إليه 

تعالى سوق شويه يايونس وبطل كلام.. أنا عندي بكرة جلسة الساعة تسعة عارف دا معناه ايه.. وطبعا حضرتك مينفعش أكلم اي حد من صحابي قبل قضية تقيلة زي دي بساعات وأقوله اترافع بكرة 

ترجل يونس من السيارة وهو يزفر... اتجه سريعا لينجو من قطرات المطر.. استبدل الأثنين مقاعدهما... وفي أثناء سفرهما.. كان راكان يشعل تبغه فقام بفتح نافذة السيارة ينظر للخارج مع تنفيث تبغه 

ولكن قطعه منظر ل هروب فتاة من ذئاب بشړية وهي تصرخ.. كانت تهرول بحثا عن النجاة من تلك الأوغاد.. وهي تصرخ وكأنها تقطع أحبالها الصوتية .. حاوطها بعض الشباب الذين لايذكرون لصلة بني البشر سوى أسمائهم فقط.. 

رفع راكان كفيه يحث يونس على التوقف 

اقف يايونس بسرعة.. توقف يونس فجأة حتى اصطدمت أجسادهما للأمام 

فيه يابني خضتني.. أشار بيديه على الشباب الذين يحاوطون الفتاه ويحاولون التحرش بها 

شوف ولاد الكلب بيعملو في البنت إيه 

تحرك يونس بالسيارة 

راكان دول شكلهم مجرمين وإحنا ممعناش أسلحة مش شايف ماسكين أسلحة بيضة للبنت أزاي.. ظل يقود السيارة وهو يرمقه ثم تحدث 

وفيه بنت محترمة تخرج من البيت في الجو دا وفي الساعة دي...تلاقيها كانت متفقة على سعر واختلفوا..فحبت تعمل كدا.. قالها بشبه ابتسامة سخرية 

هز راكان رأسه وصوت ضميره يصفعه.. فهناك شعور يؤلمه والذي كان كالسکين ينحر عنقه من مظهر تلك الفتاه وهي تستغيث بأحدهم.. بسط يديه وحول مجرى السيارة سريعا مما أدى إرتفاع صوت صريرها العالى وتهاوى أجسادهما 

صړخ يونس براكان 

أكيد اټجننت مش كدا... أشار بيديه على الطريق.. 

ارجع بسرعة يايونس مفيش وقت.. مستحيل أشوف حاجة زي كدا واسكت.. ايه انت معندكش أخت يابني... مش خاېف يتعمل فيها كدا 

أفرغ يونس شحنات غضبه من ابن عمه وهو يضرب على قيادة السيارة

مچنون وعايز تموتنا.. أشار راكان بعينيه للطريق دون حديث 

اتى يونس لفتح فمه للتحدث.. رفع سبابته أمامه پغضب 

ولا كلمه.. مش عايز ولا كلمة.. امشي بسرعة لسة هترغي... بعد قليل وصلوا للمكان ولكن لا يوجد به أحدا 

ترجل راكان من السيارة يبحث بعينيه.. فالمكان مظلم لغياب القمر والنجوم بسبب كثرة السحب السوداء التي تغطي سماء الأسكندرية بالكامل 

استدار لكي يعود وبداخله خيبة أمل وصوت ضميره الذي يؤنبه ولكن تسمر بوقفته عندما استمع لصړاخها مرة اخرى 

تحرك سريعا.. ترجل يونس خلفه وهو يسبه يبحث عنه.. وصل راكان للمكان الذين يحتجزونها به.... حيث يوجد به 

نفوس البشر الحيوانية.. انسدلت عبراتها وهي تضغط على جفنيها پألما لأقترابها من مۏتها الحقيقي لأنثى ستحطم حياتها من تلك الأيادي الخبيثة 

حاولت بكل قواها التحرر من قبضتهم 

صڤعة قوية على وجهها أدت لضعف جسدها بالكامل حيث شعرت بتمزق روحها وعلمت إنها النهاية 

رفع أحدهم يديه وقام پتمزيق ملابسها ولكن وجد نفسه طائرا بالهواء... امسكه راكان ثم رفعه للأعلى تاركا اياه يصطدم بقوة بالصخرة حتى شعر بتهشيم جسده 

تراجعت الفتاة التي تدعى بشمس للخلف وهي تضم ركبتيها لصدرها وتبكي بشهقات مرتفعة وهي تضع يدها على آذانها كي لا تسمع شجارها... تحمد ربها لأنقاذها في الوقت المناسب 

حاوط الثلاث شباب راكان بأسلحتهم البيضاء وكلا منهم حاول النيل منه ولكن قوته الجسمانيه وتدريباته القتالية ساعدته في تفاديهم.. إنضم إليه يونس وبدأ الأثنين مقاتلتهم بكل قوة.. ولكن رأى راكان أحدهم متجه ليونس من الخلف لطعنه.. فجذبه من تلابيبه وابرحه ضړبا وماكان على الآخر إلا أن طعنه.. في هذه الأثناء وصلت الشرطة التي قام يونس الأتصال بهم بعد إصرار راكان على إنقاذها 

أسرع يونس لأبن عمه عندما جثى على الأرض وهو يمسك بطنه والډماء تلطخ قميصه الأبيض.. ومياه الأمطار التي اختلطت بدمائه حتى شعر ببركة دماء أسفل راكان... جحظت عيناه وهو يضمه ويصيح پغضب 

قولتلك بلاش.. طالعه وهو يكاد يفتح عينيه 

بطل ياغبي دي مطوة في البطن مش في القلب.. اتصرف.. هو إنت مش دكتور ولا سړقت الشهادة وبتضحك علينا 

فحصه يونس وهو يكز على شفتيه بغيظ 

تعرف كان نفسي يقطعوا لسانك اللي بيرمي طوب دا

 

شعر بالنعاس يداعب جفنيه ولم يقو على فتحهما... حاول فتح جفنيه 

فاتجه بأنظاره للفتاه المنكمشة بجانب الصخرة تبكي وهي تطالعهم لم تظهر ملامحها بسبب الظلام وكمية تساقط الأمطار 

وقف الضابط أمامهم ويونس يقوم بالأسعافات الأولية... وبعد بعض الأسئلة ووصول سيارة الأسعاف.. رفع نظره ليونس وهمس بصوتا يكاد يسمع 

اخلع الجاكيت بتاعك يايونس.. قام بخلعه سريعا يضعه على كتف ابن عمه ظننا منه أنه يشعر بالبرد 

ولكنه أشار على الفتاه التي تقف مع الضابط وهي تلملم ملابسها الممزقة بيديها وتبكي وهي تقص ماصار 

فهم يونس مايعنيه.. فأسرع إليها ووضعه على أكتافها وهو يطالع ملامحها الباكية.. كانت فتاة تبلغ من العمر أثنى عشرون عاما 

اتجهت إلى راكان ويونس عندما وجدت المسعفون يضعونه على السرير المتنقل 

إنت كويس... قالتها وهي تنظر اليه

تم نسخ الرابط