دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

إيه يا ولدي.. بجولك لسة بدري.. دة ولا على بكرة المغرب أما ربنا يسهل لها.
عاصم كيف يعني ياما مانتيش شايفة حالتها عاملة كيف.
سارة عاصم انا تعبانة اوي بجد.. عشان خاطري وديني للدكتور.
عاصم حاضر حاضر يا قلبي ماتخافيش.. روحي انتي ياما غيري خلجاتك عبال ما اغير اني كمان.. مش هاستنى للصبح اني.
هنية بكيفكم عاد.. حاضر.
و في خلال نصف ساعة كان قد بدل الجميع ملابسهم و ارتدي عاصم بنطال من الچينز فوقه قميصا فقط ليسهل حركته.. و لم تستطع سارة تبديل ملابسها فألبسها مئذرها الشتوي الذي اخفى جسدها بالكامل.
و هتف باسم حسان حتى يتحمل عنه الحقيبة التي كانت سارة قد جهزتها مسبقا لمثل هذه الطواريء.. و إنطلق الجميع إلى المشفى...
و قد جائت لحظة الحقيقة..
ة
الفصل الثامن و الثلاثون....
وصل الجميع لذلك المشفى الكبير الذي يقع في عاصمة المحافظة و الذي كان يعمل به الطبيب المتابع لحالة سارة..
كانت ساعة مؤلمة على الجميع تلك التي قضوها في الطريق إلى المشفى.. فقد كان عاصم يقود السيارة و بجواره سارة التي تأن من الألم تارة و تكتمه تارة و تارة يخرج صوتها دون إرادة منها.
و بالخلف يجلس الحاج عبده و زوجته التي تربت على كتف سارة و تمسح حبات العرق التي تنزل على جبينها و هي تدعو الله من قلبها ان يسلمها هي و جنينها...
وصلوا اخيرا الى المشفى و نزل عاصم ركضا و ذهب الى باب سارة فتحه و حملها بين يديه..
سارةپخوف بالراحة يا عاصم.. بالراحة.. آه مش قادرة.
عاصم ماتخافيش يا روحي... بالراحة اهو.
و حملها بهدوء و حرص شديدين ثم دخل الى المستشفى فوجد أحد الممرضين في انتظاره...
الممرض استاذ عاصم و مدام سارة!!
عاصم ايوة أحنا.
الممرض الدكتور حاتم كلمنا و قال ان انكم جايين و قالي اوديكم اوضة و هو خلاص على وصول.. اتفضلو.
و أشار الى كرسي مدولب حتى يضع سارة عليه و لكن....
عاصم إيه دة
الممرض كرسي عشان المدام.
عاصمركل الكرسي پغضب شيل الزفت دة من قدامي.
الممرضپخوف من المارد الذي ظهر أمامه يا بيه عشان الهانم ترتاح.. هي مش هاتقدر تمشي.
عاصم مالكش دعوة انا هاشيلها.
سارةقاطعتهما پألم ااااه.. مش قادرة يا عاصم.
عاصمبحب و حنان حاضر يا روحي حاضر.. للممرض پغضب فين الاوضة
الممرض اتفضلو معايا.
عاصم و شوف لي الدكتور فين دة كله
الممرض حاضر.
سارةترجته پبكاء ماما.. هاتلي ماما يا عاصم.. عايزة ماما.
عاصم حاضر يا قلبي.. حاضر هاكلمهم حالا.
هنية يا ولدي تكلمهم إيه بس.. تجلجوهم ليه بس في وش الفجر..
سارةبصړاخ عايزة ماما..
عبد الرحمن كلمهم يا عاصم... ريحها يا ولدي.. كمان اهلها حجهم يكونو معاها في وجت زي ده.. كلمهم يا ولدي.
عاصم حاضر.. حاضر..
خرج عاصم كي يتصل بآسر حتى يخبره ان سارة على وشك الوضع...
آسربنوم الو.. مين معايا!
عاصمبجدية ايوة يا آسر انا عاصم.
آسر عاصم مين
هدىو التي قد استيقظت على صوت آسر فيه إيه يا آسر مين اللي بيتصل بيك دلوقتي!
آسر انا عارف.. اهي بلاوي على الصبح..
عاصمپغضب من برود شقيق زوجته تصدق ان انت اللي بلوة و وحياتك انت بس انا اشوفك لافرمك..
آسر يعني انت مين انت يعني دلوقت
عاصمبغيظ يعني انت تعرف كام عاصم يعني صړخ پغضب انا عاصم جوز اختك يا حيوان.
آسرو ما زال ناعسا آه آه.. عاصم جوز اختي.. آه افتكرتك.. و عايز إيه يابني الساعة دي.. دة أحنا خلاص بقينا الفجر.
عاصم قوم يا بارد فوق كدة و كلمني.. سارة بتولد.
انتفض آسر من نعاسه و انتبهت كل حواسه و قال بقلق...
آسر إيه.. بتقول ايه.. سارة بتولد بجد
هدىسألته بتحفذ إيه.. سارة بتولد
آسرأشار لها بالصمت طيب و هي عاملة إيه يا عاصم.. كويسة
عاصم أحنا لسة واصلين المستشفى حالا حتى الدكتور لسة ماشفهاش.. بس امي بتقول انها كويسة.
آسر يعني إيه مش فاهم.
عاصم يعني انا شايف انها تعبانة و بتتألم بس ام عاصم بتقول ان دة عادي و طبيعي خصوصا في اول ولادة.. مش عارف.. ادينا مستنين الدكتور.
نظر عاصم أمامه ليجد الطبيب يقترب منه فقال بسرعة..
عاصم الدكتور جه اهو.. اقفل دلوقتي هاشوفه و اكلمك تاني.
آسر طيب و انا هاصحي بابا و ماما و هانيجي على طول.. سلام.
اغلق الهاتف و أرتدي سترته سريعا و هو يقول ...
آسر قومي يا هدى البسي بسرعة عبال ما اصحي بابا و ماما عشان نلحق نسافر... ياللا

بسرعة.
هدى حاضر.
و ذهب آسر لوالديه و أخبرهما بما حدث و أرتدى الجميع ملابسهم و وضبوا حقيبة صغيرة تكفيهم لعدة أيام و انطلقو في رحلتهم إلى ابنتهم التي تضع اول حفيد للعائلتين... وقف الجميع أمام السيارة....
جميل ياللا بسرعة يا جماعة.. ياللا يا سعاد هانتأخر.
سعادو هي تخرج من باب البناية جاية اهو ياللا يا هدى احسن عمك جميل هايفترسنا.
جميل و انتي يا هدى يا بنتي.. مش خطړ عليكي السفر في حالتك دي ..
هدى سيبها لله يا عمي.. ربنا يسترها.. و بعدين انا لسة في اول الشهر الخامس..
جميل و نعم بالله يا بنتي بس.....
آسرمقاطعا مابسش يا بابا.. هي مستحيل تقعد هنا و ماتسافرش تشوف ابن عاصم و سارة.. و بعدين هانسيبها هنا لوحدها مع مين.
سعاد معاك حق يابني.. ماينفعش نسيبها لوحدها.
جميل طيب تعالي.. تعالي اركبي جنب جوزك قدام ياللا.
هدى لا يا عمي طبعا مايصحش... حضرتك تركب جنبه.
جميل يابنتي بلا يصح بلا مايصحش.. اركبي ياللا عشان اللي في بطنك و ربنا يسترها عليكي.. ياللا.. و انت يا آسر تسوق بالراحة يا حبيبي عشان مراتك.
آسر حاضر يا بابا.
سعاد ياللا يا جماعة ياللا بقى عشان نلحق سارة.
و إنطلق آسر بسيارته مع عائلته ليذهبون لأخته حتي يكونون بجانبها....
أما في المشفى بالصعيد ...
وصل الطبيب فوجد عاصم ينتظره أمام الغرفة بقلق.. فركض نحوه عاصم....
عاصم إيه يا دكتور كل دة دة أحنا مستنينك من بدري.
وليد بدري إيه بس يا عاصم بيه.. دة انت مابقالكش ساعة مكلمني.
عاصمپغضب و خوف على زوجته و هي عمالة تتوجع طول الساعة دي.
وليدبهدوء و تقديرا لحالته و قلقه استاذ عاصم انا قبل ما ادخل اشوفها كنت عايز اقولك كلمتين..
عاصمبتأهب إيه خير.. في خطړ عليها ولا حاجة.
وليد و هو انا كنت لسة شوفتها عشان تقول في خطړ عليها ولا لا.
عاصم اومال في ايه
وليد عادة اول ولادة ممكن تطول شوية في الام الطلق.. يعني أحنا دلوقتي 4 الفجر تقريبا ممكن ماتولدش قبل الضهر.
عاصم ياااه كل دة!
وليد ايوة.. و عشان كدة مش عايزك تكون قلقان و خصوصا قدامها.. بالعكس انا عايزك تكون قوي و مطمن عشان تطمنها و كمان مش عايزك تقلق عليها.. انا مش هاسمح ان حاجة وحشة تحصل لها.
عاصمبشړ و هو انت فاكر ان لو جرالها حاجة انا هاسيبك.. الله في سماه لتكون محصلها.
وليدابتسم بحب ذلك العاصم لزوجته من غير ټهديد.. انا هاعمل كدة لأن دة شغلي و واجبي.. المهم انت افضل جنبها لان دة هايطمنها و يريحها.. 
ممكن بقى ندخل نشوفها.
دخلا كلاهما الى الحجرة فوجداها تتألم فتوجه عاصم اليها و امسك بيدها أثناء فحص الطبيب لها....
وليد يااااه... دة لسة بدري اوي يا دكتورة.
هنية والله يا دكتور جولتلهم اكده ماحدش صدقني.
عبد الرحمن مالكيش صالح انتي يا ام عاصم.. الدكتور هو اللي يجول.
وليدابتسم بهدوء معلش يا حاجة... جيل السمن النباتي دة مابيستحملش حاجة.
سارة بدري إيه و مابيستحملش إيه بس انا حاسة اني بمۏت.. اااه... انا تعبانة اوي ... اااااه.
وليد اهدي يا دكتورة صدقيني لسة بدري.. دة على وضعك دة مش قبل الضهر عشان تولدي بالسلامة.
عاصم الضهر!! و هي هاتفضل كدة للضهر.
وليد ماتقلقش يا استاذ عاصم.. عموما انا هابعتلك الممرضة تعلقلك محلول يهدي الۏجع شوية للصبح على الاقل.
عن إذنكم.
تركهم و خرج فنظر عاصم لها ليجدها تغمض عينها و تعض شفتها پألم واضح.. فقبل كف يدها لتفتح عينها و تنظر له فيقول بحب...
عاصم الف سلامة عليكي يا قلب عاصم.. ماتخافيش انا جنبك و معاكي مش هاسببك.
هزت رأسها دون رد و عادت لوضعها المټألم مرة أخرى..
ظل بجانبها حتى الصباح.. رافقتهم الممرضة التي ارسلها الطبيب و لم تفارق الغرفة و كانت ترشدهم في بعض الأشياء..
تبادل الجميع السلامات و الاحضان.. كانت اول من اتجهت لسارة هي والدتها..
سعاد سارة حبيبتي.. عاملة إيه يا قلبي.
سارةو هي تحتضن امها ماما حبيبتي... اتأخرتو اوي كدة ليه.
جميل معلش يا حبيبتي.. ماكنش ينفع نجري عشان هدى كمان معانا.. خوفنا عليها برضه.
سارة بابا حبيبي.. حمد الله على السلامة.
جميل و على سلامتك يا نن عين بابا.. 
آسر عاملة إيه يا روحي 
سارة تعبانة اوي يا آسر اوي.
سعاد سلامتك يا قلب ماما.. هو الدكتور قال ايه.. دة انا قولت هانيجي نلاقي النونو جنبك.
عاصم لسة شوية يا طنط... الدكتور قال انها ممكن تتأخر شوية.
سارةبصوت مخڼوق من البكاء و الألم بس انا خلاص تعبت يا عاصم.. بجد مش قادرة استحمل.. عشان خاطري كفاية كدة.. روح كلمه والله تعبت.
عاصم حاضر يا حبيبي.. حاضر انا كمان مش قادر اشوفك في الحالة دي اكتر من كدة.. هاروح اشوفه و لو حتى حكمت انه يولدك قيصري.
هنيةضړبت

على صدرها بعد الشړ يا ولدي.. ليه يعني عملية و فتح بطن.. دة هي كلها ساعة و ترتاح خالص.. بس القيصري دي وچعها يلازمها سبوع و اكتر.. حرام.
عاصم الۏجع اللي بعد الولادة نعالجة بمسكنات لكن حالتها دي كدة طولت اوي.
سارةصړخت على حين غرة اااااااه... لا مش قادرة خلاص لا.. قعدوني.. ااااه.
عاصم تعالي تعالي و انا هاروح اشوف الدكتور.
آسر استنى يا عاصم انا جاي معاك.
حملها ليضعها على الفراش ثم خرج كلاهما تحت صوت صرخات سارة التي اشعلت قلب عاصم فدخل إلى مكتب الطبيب كالعاصفة....
عاصمپغضب كالإعصار هو انت هاتفضل قاعدلي هنا في التكييف كدة و سايبها هي بټموت في اوضتها... ماتقوم تشوفها.
وليدبعد ان فاق من صدمة دخول عاصم يا استاذ عاصم اهدى شوية.. انا والله متابع الحالة من هنا... الممرضة بتبلغني بكل حاجة اول بأول.
عاصم ماليش فيه انا الكلام دة.. انت تقوم معايا حالا تشوفها و لو حكمت تولدها قيصري و نخلص.
وليد حاضر حاضر.. اتفضلو معايا نشوفها.
توجه معهما إلى الغرفة و قام بفحصها و اقر انها قد اقتربت كثيرا من ساعة ولادتها.. فأرسل إليها ممرضتين قامتا بتجهيزها بمساعدة والدتها و هدى و الحاجة هنية بينما انتظر الرجال بالخارج و معهم عاصم الذي كان يأكله القلق..
فأقترب منه آسر مواسيا...
آسر هاتعدى يا عاصم.. ان شاء الله هاتكون بخير.
عاصم انا خاېف اوي يا آسر.. مش عارف ليه..ثم تنهد تنهيدة تبين مدى قلقه ربنا يستر.
آسر هايستر ان شاء الله.. كلها نص ساعة و تسمع دوشته و تطمن عليها
تم نسخ الرابط