دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

أن آسر قد طلب نقله من موقع عمله في وسط البحر المتوسط إلى مقر الشركة بالقاهرة لمدة عام حتى يظل بجانبها في اول زواجهما و في أخر عام لها بالجامعة..
أما عاصم و سارة فقد كانت حياتهما في سعادة لا متناهية.. فقد كان عاصم يقضي معظم وقته في عمله كالمعتاد و لكنه كان يسرق بعض دقائق ليتحدث مع زوجته عن طريق ال face time.. و هو تطبيق يدعم مكالمات الڤيديو..
و هي كانت منشغلة بدورها في رسالة الدكتوراة التي قد أهملتها منذ فترة.. فعادت مرة أخرى لها حتى تنتهي منها و تحصل على درجة الدكتوراة في مجال علم النفس..
و في أحد الأيام كانت تتابع إحدى المحاضرات المتأخرة عليها على جهازها اللوحي عندما قاطعها رنين هاتفها برقم عاصم و لكنها رفضت مكالمة الڤيديو و اتصلت به بمكالمة عادية.. فرد هو بتعجب...
عاصم الو.. إيه يا حبيبي ماردتيش ليه على face time
سارة معلش خلينا كدة احسن.
عاصم ليه طيب.. وحشتيني و عايز اشوفك.
سارة لا معلش ابقى شوفني لما ترجع دلوقتي لا.
عاصم هو إيه اللي لما ارجع دة.. بقولك افتحي الكاميرا دلوقتي عايز اشوفك.. تقوليلي لما ترجع.. 
و قد لانه نبرته بإستعطاف ولا انا ماوحشتكيش زي ما انتي وحشتيني ولا ايه
سارةسريعا لا طبعا يا قلبي وحشتني والله.. بس معلش عشان خاطري خليها لما ترجع.
عاصم طيب ممكن اعرف ليه
سارةمتزمرة كالأطفال بصراحة بقى قاعدة على آلأرض و فرشاها كلها بورق الرسالة و شعري منكوش و لبسي مبهدل.. و أصلا نعسانة مۏت و عايزة انام و ماعنديش وقت للنوم.. خلاص.. عرفت ليه اسكت بقى.
عاصمضاحكا لتزمرها و طفولتها هههههههه... كل دة و لما انتي نعسانة ما تنامي يا قلبي شوية و قومي كملي.
سارة مش هاينفع.. ورايا حاجات كتير اوي اوي.
عاصم ماليش فيه.. برضو عايز اشوفك.. و بعدين أنا بحبك في كل وقت و بأي شكل.. ياللا بقى ولا انا هافضل اتحايل عليكي كتير كدة
سارةبتوجس و لو اتريقت عليا.. هاضربك على فكرة.
عاصمضاحكا ههههههههه.. و انا اقدر اتريق برضه على روح قلبي و بعدين أنا اخاڤ احسن تضربيني.. و لو اني ممكن اتريق شوية عشان اشوف هاتضربيني ازاي يعني.
سارةبغيظ بقى كدة طيب مش فاتحة بقى و وريني هاتعمل ايه
عاصم لا من ناحية اعمل فانا ممكن اعمل كتير اوي..
سارة يا سلام.. هاتعمل إيه بقى إن شاء الله
عاصم هاقوم دلوقتي اخد عربيتي و اجي اشوف انا المنظر اللي مش عاجبك دة بنفسي.
سارة عبال ما تيجي هاكون لمېته.
عاصمبحسم طيب بصي بقى انتي تفتحي الكاميرا دي حالا و الا قسما بالله...
سارةمقاطعة انت مش هاتبطل طريقتك دي و تبطل تحلف عليا
عاصم لا.. افتحي بقى.
سارة حاضر.. بس من غير تريقة.
عاصمإبتسم بحب ماقدرش اصلا.
و بالفعل فتحت الكاميرا و قامت بتصوير آلأرض من حولها لتظهر امامه اطنان و اطنان من الورق تخفي تلك السجادة التي تفترش الارضية و وسطهم اجهزتها اللوحية و أيضا اللاب توب الخاص بها.. و لكنه لم يراها هي فقال بتزمر أيضا...
عاصم إيه يابنتي دة كله.. انتي بتراجعي المناهج من أولى ابتدائي ولا ايه
سارة اهو.. شوفت هاتبتدي تتريق اهو.
عاصممدافعا بس مش عليكي.. انا بتكلم على الورق.. ياللا لفي لكاميرا بقى.. عايز اشوفك انتي.
سارة عاصم بقى عشان خاطري.. لما ترجع.
عاصمبجدية سارة هو انتي من امتى بتتكسفي مني.. ولا هو انا من امتى اتريقت عليكي أصلا.
سارة طيب خلاص ماتزقش.
و أدارت هاتفها و ابعدته قليلا ليراها و قد كانت ترتدي منامة بدون أكمام ببنطال قصير بالكاد يصل إلى ركبتيها.. تتوسط الكنزة رسمة كبيرة ل tom و هو يركض خلف Jerry في إحدى مغامراتهما الشهيرة..
تقسم شعرها لنصفين و تعقص كل منهما على هيئة كعكة منفصلة و ترشق قلمها الړصاص بإحداهما.. و تركت بعض الخصيلات تنسدل على وجهها لتجعل منه ثمرة شهية مغرية لأكلها..
فاجئها هو بسؤال مباغت بعينين جاحظتين مما يرى...
عاصم إيه اللي انتي عاملاه في نفسك دة.. و إيه البيچامة دي ماشوفتخاش قبل كدة ليه دي
سارةو قد كادت ان تبكي مش قولتلك شكلي مبهدل.. اتفضل اقفل بقى.
عاصممحذرا سريعا اياكي.. شوفي اياكي تقفلي انا بقولك اهو.
سارة

طيب بطل تريقة.
عاصم تريقة إيه بس.. دة انتي شكلك زي القمر.. إيه الجمال و الحلاوة دي كلها.
سارة يا سلام.. اضحك عليا ياخويا اضحك.
عاصم طيب والله ما بضحك عليكي.. شكلك قمر.. و يمكن احلى من القمر شوية.
و قام بإلتقاط بعض صور لها على تلك الهيئة فسألته ...
سارة بتعمل إيه انت 
عاصم باخدلك كام صورة بالطقم العسل اللي هايجنني دة.. بقولك إيه.. انا بقول كفاية شغل كدة.. انا جايلك.
سارةبفزع استنى يا مچنون انت.
و لكنه لم يسمعها من الأصل فقد اغلق الهاتف و لملم أشيائه بسرعة كبيرة و استقل سيارته ليذهب لها في أسرع وقت..
أما هي فنظرت للهاتف لتجده اغلق الخط بالفعل و لم يسمعها.. فقالت بعيون جاحظة..
سارة المچنون.. دة قفل بجد..و نظرت حولها على هذه الفوضى و قالت پصدمة يا نهار اسود يا نهار اسود.
ثم هبت واقفة بفزع تلملم أوراقها و أجهزتها الالكترونية بفوضوية كبيرة.. رتبت الغرفة سريعا ثم دخلت إلى المرحاض لتأخذ حماما باردا سريع.. فهي تعتمد هذه الفترة على المياه الباردة التي تبرد من سخونة جسدها التي ترتفع درجة حرارته بشكل غريب..
وصل اخيرا الى منزله لتقابله والدته التي تعجبت من وجوده في هذا الوقت.. فهو قد غادر المنزل منذ اقل من ساعتين و لم يحن وقت الغداء بعد.. فدخل على عجل لسألته هنية...
هنية واه.. عاصم!!. إيه اللي چابك يا عاصم دلوجت
عاصمو هو يتجه نحو الدرج ولا حاچة ياما.. نسيت حاچة فوج و راچع اچيبها.
هنية و عاتچري ليه اكده
عاصمو لم يتوقف مستعچل ياما عاد..
تركها في حيرتها و ركض للأعلى و اتجه مباشرة نحو غرفته..
دخل فلم يجدها.. بحث عنها في غرفة الملابس و لم يجدها أيضا فتوقع أنها بالمرحاض.. فتحه بهدوء ليجدها بداخل المغطس.. تغمر جسدها بالمياه التي تغطيها فقاقيع الصابون... تغمض عينها و تسند رأسها و تنام بعمق.
خلع عبائته و جلبابه و أتجه نحوها بدون أي صوت.. اقترب منها و أخذ يتفرس ملامح وجهها بعشق.. جثى على ركبتيه يتأملها على مهل.. تأمل عيونها و ملامحها بإنبهار و كأنه يراها لأول مرة.
لمس وجنتها و توقع ان تستيقظ إثر لمسته و لكنها لم تفعل.. فهمس بإسمها مرتين حتى فتحت عينيها ببطء و انفرجت ابتسامة لطيفة على شفتيها عندما رآته....
سارة حبيبي.. انت جيت امتى
عاصمو هو يتلمس وجنتها بأنامله جيت حالا بس.. إنتي نايمة في البانيو كدة ليه.. ينفع كدة 
سارة الماية باردة و جميلة ماحستش بنفسي.. 
عاصم طيب قومي ياللا..
سارة لا سيبني كمان شوية.
عاصم لا كفاية كدة.. ولا اجي انا
سارة لا والله خلاص.. هاقوم اهو.. هاتلي البرنس.
ساعدها لترتدي مئذرها و لف شعرها بمنشفة جافة و لكنه لاحظ خمول جسدها و تمايله معها دون قصد.. فسألها بإهتمام..
عاصم سارة.. مالك انتي تعبانة ولا ايه
سارةألقت برأسها على كتفه بوهن لا بس عايزة انام.
عاصم تنامي تنامي إيه بس.. يعني انا جايلك جري من اخر الدنيا عشان تقوليلي انك عايزة تنامي.
سارةحاوطت عنقه بعيون مغمضة عشان خاطري يا عاصم عايزة انام.. خليني انام شوية و بعدين لما اصحى نبقى نتكلم.. وحياتي.
لم بجد بدا من أن ينصاع لرغبتها العارمة في النوم.. فحملها بين يديه و هي تحاوط عنقه بنوم واضح و إتجه بها نحو الفراش.. وضعها برفق عليه و دثرها جيدا..
ثم إتجه إلى الجانب الأخر ليتمدد بجوارها و أمسك المنشفة و بدأ في تجفيف شعرها برقة و حب و هو يتحدث معها و يحكي لها عن يومه و ما حدث معه ككل يوم.. و لكنه لم يجد منها رد فنظر لها ليجدها نائمة.
فابتسم بحب و تمدد بجوارها و هو يحاوطها بتملك و عشق ثم اغمض عينيه ليحظى بقيلولة صغيرة بدوره.
و بعد مدة يسيرة استيقظ عاصم على طرق خفيف على الباب اعتدل و تنحنح ليجلي صوته و هتف...
عاصم ايوة مين
فاطمة اني فاطنة يا سي عاصم.. الست الحاچة بتجول لچنابك الغدا چاهز و سيدي العمدة وصل و مستنظرينك انت و الست سارة..
عاصم طيب روحي انتي و أحنا نازلين وراكي.
تركتهما و نزلت كما أمرها و قد حول هو أنظاره لتلك القابعة بين ذراعيه.. رفع خصلاتها التي تغطي وجهها الذي تلون قليلا مؤخرا بحمرة غريبة عليها.. بدأ في تقبيل وجنتيها و جبهتها ثم نزل إلى جفونها و قمة أنفها و كل قبلة كانت تصطحبها همسة رقيقة بإسمها... 
عاصم سارة.. حبيبي.. قومي بقى يا كسلانة انتي.
سارةبنوم عشان خاطري يا عاصم لسة عايزة انام تاني.. سيبني انام كمان شوية.
عاصم تنامي إيه تاني بس مش كفاية ضيعتي علينا فرصة حلوة.. مش كنا قضينا ساعتين النوم دول في حاجة مفيدة.
سارةاعطته ظهرها و هي تكمل نومها يوووه بقى يا عاصم.. قولتلك تعبانة و عايزة انام.. هبقى اعوضهالك بعدين.
تعجب هو من لهجتها الجافة التي يسمعها منها لأول مرة و كأنه شعر بها لا تريد صحبته أو أنها لا تحبذ وجوده معها في نفس

الغرفة.. لم يعلق على ذلك و لكنه حاول تغيير الموضوع...
عاصمسألها بنبرة هادئة طيب مش هاتتغدي
سارة يا عاصم بقولك عايزة انام.. مش عايزة اكل انا.. عايزة اناااااام.
عاصم خلاص يا سارة زي ما تحبي.
ترك الفراش و اتجه نحو المرحاض و لكن عينيه ذهبت نحوها تلقائيا فوجدها تنام بعمق دون اي منغصات.. فتعجب هو لها.. فهي لم تكن من هواة النوم بهذه الطريقة من قبل..
تنهد بقلق و دخل الى المرحاض و اغلقه خلفه.. انهى حمامه و ارتدى ملابسه و نزل إلى الأسفل ليجد والديه يجلسان إلى منضدة الطعام في إنتظارهما..
فجلس بجوارهما على مقعده...
عاصم كيفك يابوي
عبد الرحمن زين يا عاصم.. كيفك انت
عاصم الحمد لله يابوي.
هنية اومال مرتك فينها عاد مانزلتش معاك ليه عشان نتغدو
عاصم لا مالهاش كيف.. نعسانة.
هنية كيف اكده دة حتى مافطرتش زين.
عاصم معلش.. دلوجتي تجوم و تاكل..
أكملوا غدائهم في بعض الأحاديث السطحية عن العمل و أحوال القرية.. و تطرقت هنية الى الحديث عن هدى و زوجها و مدى اشتياقها لها.. و لكنها لاحظت شرود عاصم و انه لم يأكل سوى بعض اللقيمات الصغيرة.
فسألته بحنان ....
هنية مالك يا عاصم ماعاتاكولش ليه يا ولدي
عاصم سلامتك ياما.. شبعت الحمد لله.
هنية يا ولدي كمل وكلك.. دة صحنك كيف ماهو.
عاصم معلش مالياش نفس.. هاروح اني اشوف شغلي.. بالإذن.
تركهما في حيرتهما ليتسائلا عما يحدث ..
عبد الرحمن هما متخانجين ولا ايه
هنية ماخبراش.. بس كانهم اكده.
عبد الرحمن حد منيهم جالك
تم نسخ الرابط