دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

في حبه.
عرفت أخيرا أن ملاذها و ترياق جرحها لم يكن سوى معه و به.. أدركت أن جرحها لم يخف ببعدها عنه و لكنه أصبح أعمق و ألمها أكثر.. أدركت أن شفائها و عزائها هو.. عاصم.
شعر برقة يديها و هي تتلمس ملامح وجهه و عندما توقفت أناملها 
عاصم إيه... شيلتي ايدك ليه
سارة اسفة لو قلقتك و صحيتك.
عاصم لا قلقتيني ولا صحيتيني.. انا كنت صاحي أصلا.
سارة من امتى
عاصم إعتدل في جلسته من قبل ما تصحي أصلا.. بس ماحبتش اقلقك.
سارة و عملت نايم ليه بقى
عاصم إبتسم و تلمس وجهها بحب عشان اسيب قلبي يتمتع بلمسة ايدك دي اللي وحشته و وحشتني دي.. أمسك بيدها و مطولا صباح الخير.
سارة صباح النور.. نمت كويس
عاصم لا... بس صاحي كلي نشاط ولا كأني نمت 3 ايام بحالهم.. عارفة ليه
سارة تؤ.
عاصم عشان نايم و انتي في .. انتي ماتعرفيش كنتي وحشاني قد ايه.
لم تستطع ان ترد سوى بدموعها التي لا تعرف سببها هذه المرة.. فلم يجد لسانها كلمة واحدة يمكنها ان تعوض عاصم كل ما فعل لأجلها او ما فعلته هي به.. فسألها بعتاب لطيف..
عاصم ممكن اعرف ليه الدموع دي دلوقتي
سارة مش عايزة اتأسفلك تاني عشان ماتقولش عليا زنانة.. بس بجد انا كنت أنانية اوي معاك.. و كمان قلبي وجعني اوي لما قولت امبارح انك...
صمتت فلم يقو لسانها على تكرار ما قال.. فحثها هو على الإستمرار..
عاصم إني إيه
ملك پبكاء انك اتمنيت انك ټموت و هو يعيش عشان انا مازعلش... بس أنت غلطان يا عاصم.. عاصم انا ماقدرش اعيش من غيرك.. هو ممكن ربنا يعوضني عنه بطفل تاني.. لكن انت مستحيل الاقي حد أحبه و يحبني زيك.. انا مش ممكن ابدلك بالدنيا كلها يا حبيبي.. صدقني.
عاصم مصدقك طبعا.. بس كفاية عياط بقى.. عشان خاطري.
سارة عشان خاطري انا يا عاصم ماتزعلش مني..
عاصم و انا مش زعلان منك.. بس بشرط.
سارة هدأ بكائها قليلا إيه هو
عاصم بس وافقي عليه الأول.
سارة نظرت له بحب طالما معاك يبقى موافقة.. إيه هو.
عاصم اننا نسى اللي فات كله.. ننسى كل اللي حصل دة و كأنه ماحصلش.. و نرجع تاني نعيش حياتنا اللي فارقناها بقالنا كتير.. عايز نرجع تاني لبعض يا روحي.. موافقة!
سارة إبتسمت بسعادة طبعا موافقة.
شعرت هي أنها تريد أن تثبت له حسن نيتها و أيضا شعرت برغبتها فيه.. فإقتربت منه و حاوطت بيدها و ظلت تنثر عبيرر و لكنه تعجب

منها قليلا.. فسألها هو سؤال مباغت...
عاصم سارة.. انتي بتعملي إيه.
توقفت هي عما تفعله بشكل مفاجئ و نظرت له بتساؤل...
سارة بخجل مابعملش حاجة.
عاصم لا كنتي بتعملي.. بتعملي كدة ليه
سارة قصدك إيه
عاصم ابتسم بمكر قصدي إن عمرك ما بدأتي... يعني ممكن تلمحي او تديني اشارة.. دايما بتطلبيها مني بطريقتك انتي لكن عمرك ما بدأتي...
اشمعنى النهاردة... ليه دلوقتي
انزلت سارة يديها من حول عنقه و نظرت له بخجل....
سارة عايز الصراحة
عاصم طبعا.. أحنا من النهاردة مافيش بينا غير كل صراحة و بس.
سارة عشان.. علشان ماكنتش عارفة ولا حاسة قد ايه انت واحشني غير لما قعدتني امبارح على رجلك و عيطت على صدري.
ساعتها مش بس حسيت انك واحشني.. لا انا كمان حسيت انك كنت واحشني اوي.. كمان حسيت انا قد ايه كنت أنانية و مافكرتش غير في نفسي و بس.. 
سيبتك انت تداوي چرحك لوحدك و كمان طلبت منك تساعدني في چرحي او تداويه لوحدك كمان.
فحسيت ان دي ممكن تكون طريقة كويسة للإعتذار يعني عشان اصالحك بيها.. بس لو ضايقتك فأنا...
سحبت يديها من على كتفه بخجل و ابتعدت قليلا عنه و لكنه كان أسرع منها و امسك بها و لم يفلتها ثم نظر لعينيها بعمق....
عاصم انتي إيه
سارة انا اسف..
وضع عاصم أنامله على فمها ليمنعها من الحديث و قال...
عاصم اوعي تكملي.. اوعي تعتذري او تتأسفي تاني على اي حاجة حصلت ما بينا... حبيبي انا مش بلومك.. انا بس استغربت..
و لو على طريقتك دي عشان تصالحيني فدي احلى و اجمل طريقة في الدنيا.
غمزها بحب فإبتسمت هي على إستحياء..
سارة يعني مش زعلان مني
عاصم لا خلاص.. عمري ما ازعل منك ابدا ثم قال بمرح إلا لو ماكملتيش إعتذارك دة.
ضړبته في كتفه بخفة ليكمل هو ما بدأته....
مرت عدة أيام و قد تغير الوضع كثيرا بينهما.. فلم يذهب عاصم لعمله و لم تسمح سارة بأي زيارات من ذويها و لكنها كانت تحادثهم هاتفيا عدة مرات باليوم حتى لا يقلق أحدا عليهما... و في صباح يوم ما...
عاصم رايحة فين
سارة انت صحيت امتى
عاصم و لم يفتح عينيه حتى اول ما خرجتي من .. رايحة فين.
سارة رايحة اجهزلك الحمام و اخليهم يحضرولنا الفطار عبال ما تجهز و تخلص لبس.
عاصم ليه.. هو أحنا خارجين
سارة ايوة..
عاصم إعتدل قليلا في جلسته ليه رايحين فين
سارة انا رايحة عند بابا.. وحشوني و عايزة اشوفهم.. خصوصا الواد زياد حبيب عمتو دة.. و سيادتك عندك شركة و شغل سايبهم بقالك اكتر من اسبوع.. فقولت كفاية دلع بقى لحد كدة.
عاصم لا طبعا مش كفاية.. يعني حرمان 5 شهور تختصريه انتي لأسبوع بس.. دة ظلم دة.
سارة لا هاتروح شغلك و تبطل دلع.. ياللا قوم.
عاصم طيب خليها يومين عن كل شهر.. يعني ليا 3 ايام تاني.
سارة لا.. وياللا قوم بقى... بطل دلع و كسل ياللا و قوم.
عاصم طيب انا عندي حل وسط.. شوفي أحنا...
و قاطعته بأكثر طريقة يحبها.. 
سارة بنبرة هائمة من فيض تلك المشاعر الجميلة عاصم.. اخس عليك.
عاصم ما حلو دة.. بقولك إيه ماتسيبك من الشركة و الشغل و ابوكي و نكمل نوم احسن.. دة انا نعسان مۏت والله و جسمي مكسر تصنع الألم ااااه يا جسمك المكسر يا عاصم ياني.. ااااه..
سارة ضحكت بمرح مكار اوي انت.. بطل شقاوة بقى.. بطل بقى و قوم.. ياللا.
و هربت منه قبل ان يمسك بها و يأسرها بين .. فقال بغيظ..
عاصم ماشي ماشي.. اهربي براحتك.. هاتروحي مني فين.
كانت قد هربت إلى الحمام فطلت برأسها منه و أخرجت له لسانها ثم أغلقت الباب.. فإبتسم هو تلقائيا و حمد ربه على عودة حبيبته إليه..
و تم ما أرادته فقد تناولا الفطور معا بكل حب ثم أخذها بالفعل كي يوصلها إلى منزل والدها قبل ان يذهب لعمله... 
قابلهما جميل الذي تفاجئ كثيرا بقدومهما معا و لكنه تفاجئ أكثر بحال سارة الذي قد لاحظ أنه تغير كثيرا و إبتسامتها التي عادت كي تنير وجهها مرة أخرى بعد غياب طويل.. فتح لهما الباب و قال بترحاب كبير..
سارة بإبتسامة واسعة صباح الخير يا بابتي.
جميل إحتضنها بفرحة عارمة مش معقول.. سارة.. دة إيه الصباح الجميل دة..
سارة عامل إيه يا چيمي.. واحشني خالص خالص خالص.
جميل دة انتي اللي وحشاني خالص خالص خالص خالص خالص كمان.. تعالي.. و نظر لعاصم عاصم تعالى يابني.. ادخل.
عاصم و هو كان حد فاكر عاصم ولا صبح عليه حتى..

ماهو من لقي أحبابه بقى.
جميل ضحك بمرح على غيرته المفتعلة ههههههههه... معلش ماتأخذنيش.. البنت الشقية دي خدت عقلي بمفاجئتها دي.
سعاد من المطبخ مين يا جميل اللي بيخبط
جميل تعالي يا ستي شوفي مين اللي جه
خرجت من المطبخ لتقابل أجمل شئ قد إشتاقت إليه كثيرا.. إبنتها المبتسمة.. بكل حب...
سارة صباح الخير يا سوسو..
سعاد شهقت بسعادة و إحتنتها بلهفة سارة.. حبيبتي يا بنتي.. مش معقول..
سارة بادلتها وحشتيني اوي يا ماما.. اوي.
سعاد انتي اللي وحشتيني اوي اوي يا قلب ماما.. عاملة ايه يا روحي.
سارة كويسة اوي اوي.. انتو اللي عاملين ايه.
سعاد بخير طول ما انتي بخير يا قلبي.. تعالي تعالي ادخلي.
و دخل الجميع إلى غرفة المعيشة ليجلسوا معا.. جلست سعاد بجوار ابنتها و هي تسألها بإهتمام....
سعاد عاملة إيه يا قلب ماما دلوقتي... مش احسن برضه
سارة الحمد لله يا ماما..
سعاد يعني خلاص بقيتي كويسة.
سارة و هي تنظر لعاصم بحب و إمتنان لازم اكون كويسة طول ما معايا واحد بيحبني زي عاصم كدة.
ابتسم عاصم بنشوة و أرسل لها عبر الهواء.. فلاحظها جميل الذي قال بغيرة مفتعلة مرحة...
جميل طيب راعي ان انا قاعد طيب.. بتبوسها قدامي كدة.
عاصم عمي جميل.. دي مراتي ها.. مش خطيبتي لا مراتي.
جميل بمرح تصدق نسيت.. ماشي هاعديهالك بس عشان طلعت قريبنا.
و ضحك الجميع معا ماعدا سعاد التي لم تكن قد صفيت بشكل كامل من جهة عاصم بعد.. لاحظها الجميع و خاصة سارة التي قررت إنهاء تلك الأزمة بين زوجها و والدتها.. فقالت...
سارة مالك يا ماما.. ساكتة ليه
سعاد مافيش يا حبيبتي يعني هاقول إيه.
سارة قولي اي حاجة..
سعاد مش عايزة ازعل حد مني.. مش عايزاكي انتي بالذات تزعلي مني.
سارة انا مش ممكن ازعل منك ابدا.. بس كمان بصراحة لو لسة بتفكري انك تخليني اسيب عاصم يبقى أكيد هازعل.
نظرت لها بإستفهام ثم نظرت له بغيظ لأنه صرح لسارة بنية والدتها في أن تجعلها تتركه..
سعاد هو لحق قالك.. ماشاء الله.. و أكيد طبعا ملاكي و شحنك من ناحيتي.. ما انا عارفة هو بيقدر يضحك عليكي ازاي.
تنهد عاصم بيأس و لم يعقب نهائيا فكل ما يهمه و يشغل باله هو سارة و سارة فقط... فلن يدخل في صراعات غير مجدية مع سعاد تكون نتيجته هي تشتت سارة بينهما.
و قرر بينه و بين نفسه ألا يعرضها لذلك الموقف أبدا و انه سوف يحتمل سعاد فقط من أجل زوجته..
سارة ماما حبيبتي.. انا مافيش اي حد ممكن يشحني عليكي.. دة انتي مامتي حبيبتي.
سعاد آه ماهو باين.. اومال عرفتي منين.
سارة يوم سبوع زياد.. عاصم قال الكلام دة قدامكم كلكم.
سعاد ماشي يا ستي.. خلاص بقى مش مهم.. المهم ان انتي كويسة و خلاص.
سارة ماما.. عاصم مالوش ذنب في اللي حصل..
صمتت سعاد و لم ترد و لكنها أشاحت وجهها بعيدا عن إبنتها يغير رضا.. فنظرت سارة لوالدها تطلب منه العون فإبتسم لها هو بتشجيع لكي تكمل ما بدأت و تنهي سوء الفهم القائم بين سعاد و عاصم و الذي بطبيعة الحال سيعيد علاقتها بهدى لسابق عهدها و يعم الهدوء و السعادة مرة أخرى على الجميع...
سارة ماما صدقيني عاصم اجمل و أحن زوج في الدنيا.. عمره ما كان هايوفر جهد في أنه يحميني او يحمي... إبننا يعني.
بس اللي حصل دة قضاء ربنا و قدره.. و مستحيل نعترض عليه..
سعاد ايوة بس مين اللي كان السبب في اللي حصل
سارة عبير.
سعاد اديكي قولتيها.
سارة عبير بنت عمه و طليقته اللي ماكنش ممكن يرجع لها حتى لو انا ماكنتش ظهرت في حياته..
بس ماحدش
تم نسخ الرابط