دوائي الضرير
المحتويات
اني عايز اسمع منك انت.. تعالى اجعد چاري و احكيلي ايه اللي حصل.
عاصمبعد ان جلس بجانب والده على الفراش يعني انت يرضيك يابوي يدخلو بيت الحاج عبد الرحمن المنياوي و يهينو ضيفة جاعدة فيه..
عبد الرحمن لا طبعا ماعيرضنيش... و دي كمان ماهياش اي ضيفة.. دي الضاكتورة اللي بتعالچ اختك.. ولا ايه
شعر عاصم انه اصبح شفافا و ان والده يرى ما بقلبه بكل سهولة فتلعثم قليلا و هو يرد...
عبد الرحمن و طردتهم
عاصم لا يابوي ماحصولش و أسأل امي و هدى.. اني كل اللي جولته اللي ماعيحترمش ضيوف بيت الحاج عبد الرحمن يبقى مايدخلوش.
عبد الرحمن و انت أكده ماطردتهمش يعني
عاصم اللي تشوفه يابوي..
عبد
الرحمنبتراجع بس كمان امك جالتلي أنك كنت بتزعق جامد و صوتك كان چايب اخر البلد..
مجرب لسان بت اخوك اللي كيف المبرد اللي ماعيحنش لحال حد.. و ماحبتش أن سارة تتوچع منها..
عبد الرحمن خاېف عليها كد اكده يا عاصم
نظر له عاصم و لم يرد ففهم والده رده.. فربت على كتفه بدعم و حب..
ثم وقف ليخرج من الغرفة المهم ياللا عشان نتعشو زمان امك و اختك هدى چهزو لنا العشا..
عاصمو هب واقفا خلفه سريعا طيب و .. جصدي يعني و..
عبد الرحمنبتفهم بعت البت فاطنة تنادم عليها.. زمانها وصلت تحت..
عبد الرحمن و يكتبلك كل خير يا ولدي.
اتجه مع والده الي غرفة الطعام ليجد هدى تجلس و بجانبها سارة و معهم هنية ترص الاطباق..
عبد الرحمن كانكم هاتاكلو من غيرنا اياك.
هنية و احنا نجدرو برضيك يا حاچ.. ياللا بسم الله.
جلس الحاج عبد الرحمن في مكانه على رأس المائدة و بجانبه أفراد أسرته و معهم سارة...
عاصمبسماجة اخوية و هو انتي لما بتقعدي معاه بالساعات ولا مع امك كان حد بيسألك بترغو في ايه... كل واحد يخليه في حاله وحياتك.
هدى بقى كدة.. ماشي ياعم.. بس انا حاسة كدة انك هاتحتاجني قريب.
عاصم ربنا ما يحوجنا ليكي ياختى.. كلي و انتي ساكتة بقى.
هنية ربنا ما يحرمنا من مناجرتهم و خناجهم يا رب..ثم نظرت لسارة الصامتة و انتي يا سارة ساكتة ليه و ماعتكليش كمان.
سارةابتلعت ريقها بصعوبة و اصطنعت ابتسامة مچروحة أبدا يا ماما هنية سلامتك.. ما انا بأكل اهو..
عبد الرحمن اول مرة تأكلي و انتي ساكتة أكده.. فين هزارك و ضحكك.
سارة معلش بس اصلي عندي شوية صداع بس..
هنية واه.. بعيد الشړ عنك يابتي.. منين بس الصداع ده
سارة مالك بس انتي اټخضيتي كدة ليه بس يمكن قلة نوم.. أو عشان ماشربش قهوة النهاردة.
عاصم أو يمكن من كتر العياط.
عبد الرحمن صح كنتي عاتبكي يا سارة لا لا يا عاصم.. سارة اعجل من اكده..
اني الحاجة هنية و عاصم جالولي على اللي حصل النهاردة.. و جالولي على اللي عملوه مرة اخوي و بتها.. و انتي عارفاني
يا سارة راچل حجاني.
و اني بنفسي هاتصرف فيه الموضوع ده.. و هاخليهم ياچو يحبو على راسك كمان..
سارة لا لا يا حاج عبد الرحمن مافيش داعي.. هما بس ماكنوش يعرفو.. مجرد موقف و عدى.
عاصمبتهكم صح عدى..
سارة ايوة عدى خلاص.
ساد صمت لعدة دقائق تتخلله بعض النظرات الجانبية بين عاصم و والده مفادها أن سارة تكذب و أن هناك تبعات لما حدث و هو سيثبت له ذلك.. حتى قاطع عاصم ذلك الصمت المتوتر محدثا سارة..
عاصم عاجولك ايه يا ضاكتورة.
سارة ايوة يا استاذ عاصم..
عاصم اسمحيلي يعني أسألك سؤال بما انك كدة ولا كدة مابتاكليش.
سارةبحرج لا خالص ما انا بأكل اهو..
عاصمبتهكم بجى بتاكلي ما علينا... هي عبير و هي خارجة ماتحدتتش وياكي.
ظهر الارتباك جليا على سارة حتى أنها أوقعت شوكتها التي تأكل بها...
هنية سيبيها يا حبيبتي.. هاجيبلك غيرها.. يا يا فاطنة.. هاني شوكة نضيفة ليام سارة جوام.
فاطمة حاضر يا ستي الحاجة.. حالا اهو.
عاصمباصرار ها يا سارة.. بجولك هي عبير و هي خارجة ماتحدتتش وياكي.
سارةبتلعثم و ارتباك لا.. لا و هاتكلمني في ايه..
عاصم اصلي كنت شوفتها و هي خارچة هي و امها راحت ناحيتك و دخلتلك الكراڤان كمان.
سارةو زاد ارتباكها ااه.. ااه.. أصلها جات عشان.. عشان تعتذرلي يعني على اللي حصل.
عاصمبدون تفكير ولا مقدمات كدابة.
أصاب الجميع الذهول حتى نهره عبد الرحمن...
عبد الرحمن عاصم.. عيب اكده..
عاصم عاتكدب يابوي.. عاتكدب عشان تداري علي بت اخوك.. جالتلك ايه يا سارة..
سارةبقوة مزيفة قلتلك كانت جاية تعتذرلي عن سوء التفاهم اللي حصل.. بس.
عاصم برضه كدابة.
هنية ما مصدجهاش ليه بس يا ولدي..
هدى عشان عبير عمرها ما اعتذرت لحد ولا راعت شعور حد..
عاصم اهي بتك الصغيرة جالتهالك.. و بعدين لو نفرض أن كلامك صح.. ماجولتيش ليه أنها اعتذرت لك و كان الموضوع خلص.
عبد الرحمن ايوة صحيح.. انى لسة جايل لك اني هاجيبهم يستسمحوكي و يحبو على راسك.. سكتي ليه طالما اعتذرولك..
ولا كنتي عايزة تولعي في الدنيا حريجة بين الاخوات
سارةدمعت عيناها و قالت بسرعة لا.. لا والله يا حاج عبد الرحمن.. انا عمري ما افكر اعمل كدة.. انا بس.. ماتخيلتش أن الموضوع كبر اوي كدة.
هنية لا يا حبيبتي.. الموضوع كبير و كبير جوي كمان.. ضيف في بيت الحاج عبد الرحمن و اتهان.. دة لولا أنك واحدة عاجلة و منينا و علينا كان طار فيها رجاب دي .
عاصمبإصرار قالتلك ايه يا سارة.
سارةبحدة قولتلك اعتذرتلي و مافيش داعي لأي مشاكل ممكن تحصل.. و عموما انا بعد كدة هافضل في الكراڤان طول مافي ضيوف هنا.. عن اذنكم..
هنية طيب كملي وكلك طيب .
سارة شبعت الحمد لله.. أصبحو على خير.
تركتهم و رحلت وسط تجهم الجميع و ما أن خرجت حتى نطق عاصم بإصرار..
عاصم كدابة.. و انى متوكد.. و بكرة
الصبح هانروح انا و انت يابوي حدى بيت عمي و انا هاثبتلك..
تصبحو على خير..
تركهم هو أيضا و صعد لغرفته حتى يستعد لمعركة الغد..
ياترى سارة بتكدب ولا بتقول الحق ...
و هل هما اعتذرولها فعلا و هي خبت على عاصم و اهله عشان تولع الدنيا زي ما قال الحاج عبد الرحمن و اهي تعتبر فرصة انها تبعد عبير عن عاصم اكتر و اكتر و يبقى ليها لوحدها..
الفصل الثامن...
انتهت الليلة على ذلك... و أتجه كل إلى غرفته..
لم يتوقف عقل عاصم عن التفكير.. فقد كان عقله يبتكر طرق جديدة لم تخطر في تاريخ البشرية للفتك بتلك التي تدعى عبير...
و دخلت سارة إلى مقصورتها و لم تسمح لأي أحد بالإقتراب منها ولا حتى هاتفيا.. فقد كانت تبكي بداخل مقصورتها على ما حدث و هي تتذكر ما قالته لها عبير ...
Flash back...
ما أن خرجت عبير و والدتها من المنزل...
صالحةپغضب شوفتي اتحمج عليها كيف ده كان ناقص يخلينا نروحو نبوسو رچليها..
عبيربغيظ شوفت.
صالحة ولا هنية و بتها.. شوفتي كانو عايتحدتو عنيها كيف
عبير شوفت ياما شوفت.. بس وحياتك انتي ياما ما اني سكتالها.. عاصم اني اللي سيبته و ماحدش هايخده تاني غيري.. حدش هاياخده مني.
صالحة هاتعملي ايه يا بت صالحة..
عبير دلوجت تشوفي.
ثم إتجهت حيث موقع مقصورة سارة و طرقت بابها.. كانت سارة تجلس و هي تستمع لأحد الكتب النفسية باللغة الإنجليزية من أحد مواقع الطب النفسي.. حتى تشتت تفكيرها عما حدث.
و لكن هيهات.. فعقلها آبى إلا أن يذكرها بما حدث و يعيده عليها مرارا و تكرارا.
سمعت الباب يطرق بأيدي غريبة عليه فقامت لتفتح الباب..
سارة ايوة.. مين
عبيربعجرفة احنا صحاب البيت اللي انتي جاعدة فيه.
عرفت سارة صوتها و جهزت نفسها لمعركة أخرى.. فأغلقت التطبيق الذي كانت تستمع إليه و اتجهت لتفتح الباب..
سارة اهلا و سهلا.. بس معلش صحاب البيت ازاي يعني.. هو مش صحاب البيت دة يبقى الحاج عبد الرحمن و عيلته.. و انا بصراحة ماعرفكوش.
صالحةبنفس عجرفة ابنتها لا ما اهو اني ابقى مرة اخو الحاج عبد الرحمن.. و دي تبقى بت اخوه و مرة عاصم ولده..
سارةبتصحيح قصدك طليقته.
عبيرمغتاظة من مجرد معرفتها لتلك المعلومة ايوة طليقته.. بس جريب اوي هانرچعو لبعض.. اني برضيك بت عمه و هو ابن عمي و مسيرنا في الاخر لبعضينا.
سارة تمام.. الف مبروك مقدما برضه.. اسفة ماقولتلكوش تتفضلو..
صالحة نتفضلو فين ياختي.. انتي عايشة في عربية نجل ولا ايه
سارة لا يا حاجة.. دة اسمه كراڤان.. اتفضلو..
عبيربتقزز كان واضحا في صوتها نتفضلو فين.. انتي اتخبلتي اياك.. الناس مجامات يا ست انتي.. و المنياوية مايدخلوش اي مكان اكدة.. لازمن يكون كد مجامهم.. فاهمة
سارة اظن عيب كدة.. و مافيش داعي أبدا للكلام دة..
عبير و هو انى جلت ايه عيب.. بقول أن الناس مجامات.. و كل برغوت و على كد دمه..
فماتحوليش تبصي على حاچة ماهياش بتاعتك عشان ماتتعبش روحك على الفاضي.. اظن فاهماني..
سارة لا الحقيقة مش فاهماكي..
عبير اني افهمك..
ثم قامت بدفعها پعنف لداخل المقصورة حتى ان سارة كادت ان تقع و دخلت عبير و والدتها خلفها..
سارة ايه ده.. ايه اللي انتي بتعمليه دة..
عبير مش كنتي بتجولي اتفضلي.. اديني اتفضلت اهو.. ثم نظرت للمقصورة و محتوياتها بتقزز و لو أنه عادي يعني...
و عادت نظرت لها و قالت بنبرة خبيثة و مستفزة..
عبير طجطجيلي ودانك بجى و اسمعيني زين عشان الحديت اللي هاجوله ده ماهكررهوش تاني..
عاصم واد عمي.. و چوزي.. كان في بناتنا شوية مشاكل و هانحلوها مع بعضينا جريب..
و انتي اهنا داكتورة لهدى.. يعني انتي في الأول و في الأخرة حتة مستخدمة عندينا.. بتشتغلي و تاخدي أچرتك و ليكي لجمتك زيك زي خدامين السرايا.. فاهمة!
يعني مالكيش صالح بأسيادك.. و خصوصي عاصم لا الاجيكي جاعدة معاه تتحدتو زي ما شوفتكم جبل سابج.. ولا تتحدتي معاه من اصله.
عجلك يوزك تلعبي عليه و تعملي معاه حركات بنات بحري دي.. الله في سماه اكون وكلاكي بسناني.. انتي لسة ماتعرفيش مين هي عبير بت صالحة.. فعشان مصلحتك خليكي بعيد عنيه على كد ما تجدري.. فاهمة.
ثم
متابعة القراءة