دوائي الضرير

موقع أيام نيوز

يقدر يهرب من قدر ربنا اللي كاتبهوله.. و ماحدش عارف مش يمكن اللي حصل دة يكون فيه خير.
سعاد تراجعت بخجل و نعم بالله يابنتي... معاكي حق... ربتت على وجنتها بحب ربنا يسعدك..
سارة يسعدني انا بس ماينفعش.. ماقدرش ابقى سعيدة لوحدي.
نظرت سعاد لعاصم و لكن خجلها من موقفها الحاد الغير مبرر الذي أخذته منه و من شقيقته لم يعطيها فرصة للحديث.. فصمتت بخجل..
أما عاصم فقد شعر بها و هو يعتبرها في منزلة والدته فلم يقبل أن تعتذر له... فقام من مكانه ليجلس بجوارها و يضعها في الوسط بينه و بين سارة.
أمسك يدها بإحترام و بإعتذار فقط حتى يرفع عنها الحرج...
عاصم حقك عليا يا مدام سعاد.. بس صدقيني لو بإيدي كنت دفعت روحي و الباقي من عمري فدا سارة و ياسين الله يرحمه.. بس دي حكمة ربنا..
و انا واثق في ربنا و في لطفه بينا و إنه هايعوضنا خير.
سعاد ربنا يعوض عليكم يابني و يسعدكم و يرزقكم باللي يعوض ۏجع قولبكم و قلوبنا.
عاصم و يخليكي لينا يا ....
سعاد مقاطعة يا إيه
عاصم و قد فهم قصدها يا أحلى و أجمل ماما في الدنيا.
و تبادلا إحتفالا بإحلال السلام.. حتى دخل آسر و هدى و معهما زياد

اللذان تفاجئا بوجود عاصم و سارة في ذلك الصباح المبكر.. فقالت هدى بفرحة عارمة...
هدى مش معقول سارة و عاصم.. ازيك يا سو... و هي تجلس يجوارها و ټحتضنها وحشاني خالص.
سارة الحمد لله يا حبيبتي... انتي وحشاني اكتر.
عاصم و عاصم مش واحشك ولا إيه.
هدى قامت و انا اقدر برضه... انت كمان واحشني يا حبيبي.
ثم جلست مرة أخرى بجوار سارة ليستمعوا لآسر و هو يقول..
آسر باداء مسرحي اااااه.. قلبي.. ياللعار.. امي و جوز اختي.. ليه يارب كدة ليه.
سارة إيه الهبل دة
عاصم استني يا سارة سيبيه يكمل.. كمل يا باشا كمل.. هايل يا فنان.. ابدعت.
آسر انحنى بمرح شكرا شكرا.. بس برضه إيه اللي انت بتعمله دي يا عاصم بيه انت امي و عادي كدة.
عاصم و إذا كان عاجبك كمان... امي انا كمان على فكرة و احنها و براحتي.
نظر آسر ليجد والده يجلس مبتسما على حل تلك القطيعة التي زعزعت إستقرار و سعادة أسرته فتحدث بتصنع...
آسر و انت قاعد كدة يا أبو آسر و سايب مراتك تتباس كدة عادي.
جميل هاعمل ايه يعني ماهي اختك قاعدة و ساكتة كمان... اتكاترو عليا يا آسر.. اهئ اهئ اهئ..
وقف و بكى على كتف آسر بتمثيل متقن... فنظر الجميع لبعضهم ثم قاموا بالتصفيق الحار لذلك الثنائي المبدع وسط إنحنائهما التحية.. و قالت سارة..
سارة ماتبطل أڤورة بقى انت و ابوك.
هدى و هو انتو شوفتو حاجة.. دة انا عايشة في المسرح القومي مع الاتنين دول.
آسر حتى انتي يا هدى.. طيب انا ماشي.
هدى رايح فين..
آسر شغلي.
هدى بالواد!!
آسر ايون.. اومال عايزاني اسيبه يتربى في الجو دة.. ابدا.
وقفت سارة و ذهبت نحوه حتى تأخذ منه زياد..
سارة بقولك إيه روح شغلك براحتك و سيبلي انا حبيب عمتو دة اشبع منه شوية.
آسر و هو يعطيها زياد اتفضلي يا ستي.. ثم بحب عاملة ايه يا قلبي.
سارة عاملة ايه بقى و بتاع إيه بعد اللي انت عملته دة
آسر و هو يغمزها بعينه يابنتي لازم التاتش بتاعي.
سارة ماشي ياخويا.. صحيح اومال ماما هنية و الحاج عبده فين.
هدى مما انتي عارفة يابنتي بابا مايقدرش يغيب عن البلد اكتر من يومين.. و هو قاعد هنا بقالو يجي 10 ايام.. سافرو امبارح الصبح.
سارة خسارة كان نفسي اسلم عليهم قبل ما يسافرو.
سعاد سيبوكو بقى من الرغي دة و ياللا نفطر مع بعض.. انا جهزت الفطار.
آسر لا انا هافطر في المكتب عشان اتأخرت.
عاصم و انا فطرت قبل ما انزل.. هامشي انا دلوقتي يا سارة و هاعدي عليكي بعد ما اخلص ماشي.
سارة ماشي يا حبيبي.
عاصم ياللا يا آسر.
آسر ياللا يا سيدي.. لهدى و انا ماليش واحدة حبيبي قبل ما امشي.
هدى لا... مش سيبتني مع زياد صاحيين طول الليل و نمت.. روح بقى شغلك خليه ينفعك.
آسر هي بقت كدة.. ماشي.. ادينا خدنا مخالفة بسببك يا استاذ زياد.. ياللا يا عاصم ياللا يابني.. دة انا ليا الجنة من اختك دي.
عاصم قولتلك 100 مرة مش عاجبك اخدها فورا.
آسر تاخد مين يا عم دة انا دافع ډم قلبي دة انا اروح فيكو في داهية.
هدى يعني عشان دافع فلوس بس مش عشان بتحبني مثلا يا وحش.
آسر ماهو انا دفعت عشان بحبك يا قلب الۏحش.
ابتسمت هدى ببلاهة و نظر لهما عاصم بغيظ... ثم امسك بعنق آسر من الخلف و سحبه و رحل كل منها لعمله و جلس الباقون على مائدة الافطار..
جميل سارة انا مش عايزك تزعلي من حد فينا عشان خبينا عليكي..
عاصم اللي طلب مننا دة و بصراحة كلنا شوفنا ان عنده حق.. كلنا خوفنا عليكي اوي.
سارة ابتسمت بحنين عارفة يا بابا.. و صدقني انا خلاص مش زعلانة من حد.. انا عارفة ان انتو عملتو دة عشان خايفين عليا.. خلاص بقى ياريت ننسى اللي حصل و نرجع تاني بقى نعيش حياتنا تاني عادي.
هدى دة احلى خبر سمعته دة... يارب الفرحة ترجع لنا تاني بقى.
سارة اومال زيزو باشا دة بيعمل إيه لما مش هايرجعلنا الفرحة.
هدى لا زيزو بيرجع عليا بس مش بيرجع الفرحة لا.. بيرجع حاجات تانية.
سارة ضحكت ههههه.. يا مفترية.. و بعدين حبيب عمتو يعمل اللي هو عايزه.
هدى ماشي يا عم.. لقيتلك حماية اهو.
سارة طيب يا ستي انا هاريحك منه ساعتين كدة إيه رأيك
هدى بفرحة إيه دة بجد.. و تسيبيني انام.
سارة لا هانسيبه هنا مع جدو و تيتا و نخرج انا و انتي.
جميل ليه يا سارة هاتروحو فين
هدى أكيد هاتفسحني.
سارة لا برضه.
هدى اومال هاتقتليني ولا ايه
سارة بضحك ههههه.. لا مش للدرجة دي.. دة آسر يزعل اوي.
هدى حبيبي آسوري.
سارة بضحك ههههه.. ايوة دة دافع ډم قلبه.
هدى بغيظ ماشي يا ظريفة.. اومال إيه يا خفة.
سارة هاتنزلي معايا عشان عايزة اشتري شوية حاجات من المول اللي جنبنا دة.. ممكن يا ماما نسيب زياد معاكي الساعتين دول.
سعاد طبعا يا

حبيبتي.. بس يا هدى هاتيله غيار و بامبرز و اللبن بتاعه.
هدى حاضر يا طنط.
سعاد بتصحيح ماما... قوليلي يا ماما.
هدى بغرحة بجد!
سعاد طبعا بجد.. و انا هاهزر معاكي انا ولا ايه
قامت من مكانها و قلبتها عدة قبلات بفرحة كبيرة..
و بالفعل تم ما أرادت سارة.. فقد خرجت سارة بصحبة هدى و قامت بشراء بعض الملابس و الاكسسوارات و العطور..
و عادت هدى للمنزل و لم تذهب سارة معها لمنزل والدها مرة أخرى بل عادت لمنزلها هي الأخرى لتقوم بتجهيز تلك المفاجأة لعاصم كما خططت..
و في نهاية اليوم..
عاد عاصم لمنزله بعد ما إتصلت به سارة و أخبرته أنها ستسبقه الى هناك و أنها سوف تنتظره على العشاء.. تعجب قليلا و لكنه لم يعقب و لم يسأل عن السبب.. فكل ما يهمه هو انه سوف سيلتقي بحبيبته قريبا و حديهما دون أحد.
و عندما قاربت عقارب الساعة إلى السابعة مساءا دخل عاصم إلى المنزل و قابلته فاطمة...
فاطمة سا الخير يا سي عاصم.
عاصم مساء الخير يا بطة... عاملة ايه
فاطمة شالله تسلم يارب.
عاصم اومال ستك سارة فين.. اوعي تقولي مارجعتش لحد دلوقتي.
فاطمة لا رچعت من بدري و طلعت الاوضة و ماخرچتش من ساعتها.
عاصم معقولة!! ليه!! اوعي تكون تعبانة.
فاطمة لا بعد الشړ عنيها.. هي زينة جوي.. دي حتى من شوية جالتلنا نطلعولها العشا فوج.. و طلعته من شوية.
عاصم عقد حاجبيه بتعجب كمان!! طيب انا هاطلع اشوفها.
صعد إلى الغرفة بلهفة حتى يلاقي محبوبته و لكي يعرف سبب عدم إنتظارها له في منزل والديها و لما لم تخرج من الغرفة منذ عودتها و الذي يأمل ان يكون السبب خيرا..
فتح الغرفة بهدوء تحسبا لو كانت نائمة و لكنه تفاجئ كثيرا بما رآى..
فقد كانت الإضاءة خاڤتة جميلة.. تتزين الغرفة ببعض الزينة الرومانسية منها لافتة جميلة مزينة مكتوب عليها love you.
طاولة صغيرة يوضع عليها العشاء بشكل منسق و جميل وسط بعض الشموع الصغير ذات الراحة العطرة..
رفع نظره قليلا ليقابل معذبة فؤاده.. كانت ترتدي فستانا أبيضا مزين ببعض الورود الرقيقة.. و لكن بشكل جميل رقيق.
سارة وحشتني.
عاصم إيه دة كله
سارة إيه.. عجبتك الاوضة
نظر للغرفة مرة أخرى ثم حطت عينيه عليها ثانية و قال...
عاصم جدا.. بس إيه المناسبة
سارة هو لازم يكون في مناسبة عشان اقول لجوزي حبيبي اني بحبه
عاصم يعني انتي بتحبيني
سارة اخس عليك.. عندك شك في اني بحبك و بمۏت فيك كمان
عاصم لا.. بس بحب اسمعها منك.
سارة بس كدة ليك عليا افضل اقولهالك كل ثانية لحد ما تزهق منها و مني انا كمان.
عاصم يبقى هاتقضلي تقوليها طول عمرك.. عشان أنا لا يمكن ازهق منك ولا من كلمة بحبك اللي بسمعها منك.
سارة طيب بحبك.. و بحبك.. و بحبك.. و بحبك.. و بحبك.
كانت تقولها و تفصل بينها بقبل وزعتها على كل ملامح وجهه.. حتى أن غمرته السعادة و جعلت قلبه يرقص طربا..
عاصم دة إيه الرضا دة كله.
سارة بإبتسامة واسعة لا و خلتهم يعملولك كل الاكل اللي انت بتحبه...
عاصم كله كله
سارة ضحكت بسعادة و فرح كله كله يا سيدي.
عاصم بس إيه اللي انتي عملتيه عند باباكي الصبح دة
سارة عملت ايه
عاصم يعني.. لما دافعتي عني قدام مامتك..
سارة حاوطت عنقه بحب انا ادافع عنك قدام الدنيا كلها.. عشان انت تستاهل اني اعمل كدة.
عاصم و انا مايهمنيش من كل الدنيا دي كلها غيرك انتي و بس.
و نعما بليلة جميلة و كأنهما طيران يسبحان في سماء غرامهما.
الفصل التاسع و الأربعون والاخير..
عادت الحياة لطبيعتها مرة أخرى أخيرا.. لم تنسى سارة إبنها ولا حتى عاصم و لكنهما فوضا أمريهما لله الذي سيعوضهما بالتأكيد.
و في أحد الأيام كان عاصم قد خرج لعمله كعادته كل يوم و لكن في وسط أتته مكالمة مفاجئة من فاطمة تخبره أن سارة ليست بخير و عليه الحضور فورا.. و بالفعل ترك عمله و ركض سريعا و إستقل سيارته التي قادها بسرعة چنونية حتى يذهب بها ليطمئن على حبيبة قلبه..
وصل إلى المنزل و ركض إلى غرفته ليجد سارة مستلقية على الفراش و تظهر عليها علامات التعب و الاعياء و فاطمة تقف بجوارها و بيدها فنجانا دافئا من النعناع المنعش حتى يهدئ معدتها قليلا..
فتح الباب و ركض نحوها بسرعة و جلس بجوارها و أمسك يدها بلهفة...
عاصم سارة.. حبيبي مالك.. في ايه
سارة بتعب برضة كلمتيه يا فاطمة.
فاطمة يعني
تم نسخ الرابط