دوائي الضرير
المحتويات
و الف الف سؤال ظل يضرب برأسه خوفا على شقيقته..
أما هدى فقد لاحظت ما به من حيرة و حزن و يجوز ڠضب.. لم تفهم سببهم و لكنها تخطت خجلها منه في مثل هذا اليوم و جلست بجانبه بعد ان لاحظت تجهمه الواضح و سألته...
هدى آسر.. آسر...
آسربعد ان عاد من شروده ها.. إيه يا هدى بتكلميني
هدى بكلمك.. بس واضح انك مش سامعني..
آسرقربها اليه و قبل رأسها كإعتذار معلش حقك عليا.. انشغلت عنك في يوم زي دة..
آسرو هو يحول تفكيره إلى هدى و التي ليس لها ذنب فيما يحدث انا كويس يا روحي طول ما انا معاكي.. انتي عاملة إيه.. فرحانة يا هدى
هزت رأسها بخجل و لم ترد... فحثها هو على الحديث بإصرار....
آسر لا بقولك إيه.. انا عايز اسمع صوتك النهاردة بالذات.. فاهمة.. مافيش كسوف ولا هز راس.. ماشي يا عروستي .
قالتها پغضب لطيف جعلت الضحكة تعود له رغما عنه...
آسر ههههههه.. طبعا و احلى لعبة.. لعبتي.. بتاعتي انا .
هدىعقدت ذراعيها پغضب طفولي محبوب إيه دة.. إيه لعبتي و بتاعتي و الكلام دة
اقترب هو منها اكثر و امسك بأطراف شعرها يداعبها بخبث عاشق..
آسر هو انتي كدة زعلانة يعني
آسر لا طبعا باين اوي كمان.. بس يعني هو انتي لما تزعلي هاتربعي ايدك و تبوزي كدة بس
شعرت بتهكمه فرفعت حاجبها و ضيقت عيناها پغضب..
هدى لا.. في بقى وش تاني بيزعق و يكسر و يمكن يضرب و يعض كمان..
آسر اموت انا في اللي بيضرب و يعض دة.. ماتوريني عضة من الوش الشرس اللي بيضرب دة.
هدى انت بتهزر.
هدى آه عروستك ولا لعبتك.
آسر عروستي و لعبتي و روحي و قلبي كمان... ماتكشريش بقى... بهزر معاكي يا دودو.
هدى لا برضه زعلانة.
آسر اصالحك حالا..
و هم ان ينقض عليها ليقتنص أولى قبلاته لها و لكنها ابتعدت سريعا....
اما سارة فقد تبعت عاصم بعد ان تركها و استوقفته في ممر الغرف لتصرخ هي أيضا به...
عاصم انا خلصته.
سارة يبقى تسمعني.
وصل صوت صراخهما لداخل غرفة والدي عاصم.. فخرجت هنية و بعدها زوجها على صوت صراخهما لتسألهما بقلق...
هنية إيه ياولاد كفالله الشړ.. مالكم
عبد الرحمن إيه يا عاصم.. في ايه
عاصم مافيش يابوي.
سارة لا في.. و انا مش هاسيبك غير لما اعرف انت بتعمل كدة ليه.. إيه اللي حصل.. إيه اللي خلاك تعمل فيا كدة..
وصل صوتهم للأسفل عند هدى و آسر الذي كان على وشك ان يفوز بجائزته لتلك الليلة..
كان يقترب منها الى حد كبير و هو يجلس بجوارها و يحاوطها بذراعيه فسألته بوجه كاد ان ينفجر من جم خجلها و بلسان تلعثمت عليه الكلمات...
هدى انت بتعمل ايه
آسر بصالحك.. الله..
هدى لا خلاص مش زعلانة..
اسر لا زعلانة انا عارف... و. بعدين انتي قولتيلي بلاش حضڼ كتب الكتاب قدام الناس و انا وافقت بس مش هاسيبك الا لما اخد بداله..
هدى إيه دة لا طبعا..
آسر هو إيه دة اللي لا طبعا... تعالي هنا..
هم ان يقترب منها مرة أخرى و لكنها كانت أسرع منه و هربت بعيدا...
آسر والله ما انا سايبك.
و ظل يركض خلفها و هما يمزحان و يمرحان حتى وجدت الحائط خلفها و حبيبها امامها..
آسر ها يا قمر خلاص وقعتي في الفخ.. هاتروحي مني فين
هدىبدلال انثوي رقيق اخس عليك كدة تضحك عليا.
آسرهمس بإنتصار جميل قولتلك انك مش قدي ماصدقتنيش..
هم ان يفوز بقبلته الأولى و لكنهما سمعا صوت سارة الصارخ و هي تركض خلف عاصم على الدرج و تمسك بذراعه حتى لا يهرب منها كالعادة....
سارة بقولك استنى هنا و كلمني زي مابكلمك.
آسر ايه دة فيه ايه.. ايه الصوت دة..
هدى مش عارفة تعالى نشوف..
الفصل السادس و العشرون...
استمرت مواجهة سارة مع عاصم بشكل عڼيف و لكنها لم تنتهي و لن تنتهي إلا عندما تقرر سارة ذلك.. فإما أن نيتي
و نتركه لحاله أو تحصل على مرادها و تعلم سبب تغير عاصم المفاجئ..
فلحقت به نحو الأسفل و خلفهما الحاج عبد الرحمن و الحاجة هنية في محاولات فاشلة منها في تهدي الوضع و لكن بلا فائدة.. و بالفعل كاد ان يهرب منها و لكنه أمسكت بذراعه بقوة و لم تدعه يرحل..
سارة بقولك استنى هنا و كلمني زي مابكلمك.
و على صعيد أخر لفت صوت سارة العالي نظر آسر و هدى ثم إنتبها لها و تسائل آسر في قلق...
آسر ايه دة فيه ايه.. ايه الصوت دة..
هدى مش عارفة تعالى نشوف..
تحركت معه نحو الدرج ليجدا سارة تمسك بذراع عاصم تمنعه من الخروج و لكنها ليست ندا له و هو يقف امامها كحائط منيع يمنع نفسه عن آذاها...
عاصم يوووه يا سارة قولتلك سيبيني في حالي بقى..
آسر ايه يا سارة في ايه بتزعقي ليه.. في ايه يا عاصم صوتك عالي ليه انت كمان.
عاصم مافيش.
سارةپغضب شديد و صوت عال لا في.. انا عايزة اعرف انت ايه اللي غيرك معايا.. انا قبل ما اقع من على السلم دى بساعة واحدة بس احنا كنا بنتكلم في جوازنا..
كنت بتقولي انك هاتكلم بابا و نتجوز مع أسر و هدى... و لما فوقت في المستشفى لقيتك واحد تاني.. واحد مش طايق حتى يبص في وشي .
ليه انا من حقي اعرف ليه..
عاصم لا مش من حقك.. مش من حقك اي حاجة زي ما انا كمان مش من حقي اني اكون معاكي..
سارة ليه..
عاصمتلعثم بكذب لا يخفى على الكفيف عشان.. عشان ابن خالتي كان عايزك.. و انا مش ممكن ابص لواحدة كانت مخطوبة لابن خالتي .
سارة لو ماكنتش اعرفك كويس جايز كنت صدقتك.. لكن مش عاصم اللي يفكر كدة خصوصا بعد اللي عرفته عن ابن خالتك...
ابن خالتك دة واحد كداب و خاېن.. خاني حتى من قبل ما نتخطب رسمي.. خاني قبل ما يفاتح أهله في موضوع خطوبتنا دة لو كان ناوي يفاتحهم أصلا مش بيضحك عليا .
خاني و انا كل اللي كان في دماغي اني كنت خاېفة عليه احسن يكون تعبان و البيه في سريره مع واحدة تانية غيري..
اكيد مش دة الانسان اللي انت هاتسيبني عشانه.. دة غير اني بحبك انت مش هو.
عاصمصړخ بصوته كله و انا مابحبكيش.. فاهمة مابحبكيش..
كاد ان يتحرك و يتركها و لكنها تداركت هربه سريعا و اوقفته مرة أخرى و قالت بتصميم...
سارة تعالى هنا.. انت مش هاتمشي قبل ما اعرف انت ايه اللي غيرك.. ليه قبل ما اقع من على السلم كنت معايا في منتهى الحب.. بتقولي انك بتحبني و مش متخيل حياتك من غيري لكن بعد ما فوقت و بقيت كويسة من تاني اتغيرت معايا و عايز تسيبني.
مش ممكن تكون هاتسيبني عشان ابن خالتك.. مش معقول يكون هو دة السبب.. طيب ليه.. ليه..
ثم صارت لكرامتها و رفعت سبابتها بوجهه و قالت بقوة لم تكن غريبة عليها...
سارة و اوعى تكون فاكر ان اللي انا بعمله دة ضعف مني او اني مدلوقة عليك زي ما طليقتك بتقول.. لا يا استاذ فوق لنفسك..
كل الحكاية انك وعدتني بوعد و انت راجل كبير مقام و عارف يعني إيه كلمة تخرج من بق راجل.
و انا على أساس الوعد دة اديتك مشاعر و قلب نضيف جديد و لازم افهم.. على الاقل اعرف فين المشكلة.. انا غلطت في ايه.. عملت إيه او إيه اللي حصل حولك 180 درجة بالشكل دة..
ارجوك قول.. قول اي حاجة تريحيني.. قولي لي اي حاجة تخليني متأكدة ان المشكلة مش فيا و ان العيب مش عندي و انا اوعدك اني هاخرج من حياتك للأبد بس و انا فاهمة و عارفة كل حاجة.
لكن مش هاسمحلك تسيبني في الحيرة اللي بتاكل قلبي دي ابدا.. ابدا يا عاصم.. ابدا.
سالت دموع عينيها و حزن و حيرة جميع من يقف على تلك الحائرة التي ېتمزق قلبها من أفعال من تحب.. فتعالت اصوات الجميع يقفون في صفها و هم يطلبون منه تفسير.. فهم لا يعرفوا سبب تغييره و يودون بشدة معرفته..
هنية يا ولدي ما تريحها و تريح جلبها و تجولها.
عبد الرحمن يا عاصم مايصحش اللي عاتعمله ده.. ريح جلب البنية.. طالما اديتها كلمة جوية زي دي بإنك هاتتچوزها و رچعت في كلامك كيف العيل الصغير يبجى من حجها تعرف انت عملت اكده ليه..
ولا كنت بتضحك عليها اياك
عاصمراجيا بعض الرحمة ابوي..
آسر انا كمان عايز اعرف.. بعد ما كلمتني و طلبتها مني يوم ما كلمتك عن هدى رجعت في كلامك تاني ليه..
سارةپصدمة فهي لم تعلم أن آسر على علم بعلاقتهما من قبل طلبني منك
آسربحزن و خزي ايوة.. يوم نا كلمتها على هدى كلمني عنك.. و طلب انواول ما بابا و ماما يوصلو يجي هو كمان عشان يتقدملك رسمي.
هدىبدموع طيب ليه يا
عاصم.. دي سارة بتحبك اوي.. ليه بتعمل فيها كدة.. حرام عليك..
سارة انا عملت لك ايه زعلتك في إيه ضايقتك في ايه عملتلك إيه غلط..
عاصمصړخ بإنهيار كفاية بقى كفاية.. خلاص كلكم وقفتو معاها و بقيت انا اللي وحش دلوقتي.. بقيت انا الشرير الواطي اللي لعب بمشاعر الدكتورة العامية.. صح..
سارة طيب ليه.. ليه
عاصم عشان مانفعكيش
سارة ليه.. ليه ماتنفعنيش.. ليه
عاصمبصوت عال مذبوح و ڠضب جم عشان دة
ثم قام پتمزيق قميصه حتى ان ازراره تطايرت امام اعينهم و كأنها قد خرجت من انفجار شديد.. و تمزق القميص لنصفين متماثلين.. و وقف امامهم عاري الصدر.. يظهر جزعه و ذراعيه كاملين.. ألقى القميص أرضا و قال بحزن...
عاصم عشان دة..و ضړب صدرها بكفيه پألم عشان انا دة
لم تفهم قصده و زادت حيرتها و اقتربت منه ببطء ثم تجولت انظارها حول جزعه العاړي و هي تشاهد تلك البقع البيضاء من أثار البهاق..
و لكنها أيضا لم تعي قصده فسألته بصوت متقطع تتخلله دموع الحيرة...
سارة مش.. مش فاهمة.. قصدك إيه.. إيه اللي ات.. اتغير.. قصدك البهاق يعني عاصم انا دكتورة نفسية يعني مش جاهلة.. مش هاخاف تعديني ولا ان ولادي يورثوه منك..
انا مش هاسيب الراجل الوحيد اللي انا حبيته في الدنيا عشان مجرد شوية جلد ملون في وشه ولا حتى جسمه كله.. فاهمني..
و بعدين ما انا عارفة من زمان
متابعة القراءة