دوائي الضرير
المحتويات
الموضوع احنا كنا متفقين على سؤال واحد.. ولا ايه
سارة ماشي.. معاك حق..
عاصم جاوبيني بقى قالتلك ايه...
سارة قالتلي كدة.. انكو ولاد عم و مسيركم هاترجعو لبعض تاني.. و مافيش داعي اني اعلق نفسي بحبال دايبة أو اني ارسم عليك.
عاصم ترسمي عليا و هي قالتلك كدة ليه
سارة المدام فاكرة ان في بينا حاجة.
عاصم و انتي قولتيلها ايه
قالتها و كأنها تطلب ان ينفي تلك الصفة في علاقتهما.. و كأنها كانت تطلب منه أن يقول ما يخفيه و ان علاقتهما ليست صداقة فقط.. و لكنها شعرت بالإحباط عندما رد ببرود..
لم يمهلها الوقت لترد بل قام يفر من أمامها اما هي.. فتنهدت بيأس منه..
سارةو هي تقلده ايوة طبعا اصدقاء.. افففف.. ماشي يا عاصم أنا وراك و الزمن طويل لحد ما تقر و تعترف.. ماشي.
مر ذلك اليوم بسلام و آتى اليوم التالي و استيقظ الجميع ليمارسوا روتينهم اليومي لتذهب هنية الي غرفة ابنتها لتوقظها
هدى لا يا ماما صاحية يا حبيبتي.. انتي جايبالي الفطار ليه هنا
هنية اصل اخوكي طلع من الفچر يا حبة عيني ما فطرش حتى.. و كدة مش هاتجدري تنزلي تحت النهاردة..
هدى ايه.. يعني انا هافضل محپوسة في الاوضة هنا طول النهار.. و هو عاصم ازاي يخرج من غير ما يصحيني و ينزلني...
هدىو ظهر على وجهها الضيق ااه.. طيب يا ماما..
هنية ياللا بجى نفطرو... اني عملالك فطور إنما ايه ملوكي.. صنع ايديا وحياة عنيا.
هدىبحزن تسلم عنيكي و ايديكي يا ماما.. بس خليه شوية.. ماليش نفس..
و دخلت سارة الى الغرفة على اخر كلمات هدى مستندة على ذراع فاطمة حتى ترشدها لغرفة هدى الجديدة و هي تقول بمرحها المعتاد...
هنية تعالي يا ستي شوفي صاحبتك.. جال ايه مالهاش نفس...
سارة ازاي دة.. دة ريحة البيض و السمن البلدي هي اللي جابتني لحد هنا مش بطة لا..
فاطمةبعتاب لطيف اكده يا ست سارة.. طيب اني زعلت..
سارة يا عبيطة انا بقول كدة بس عشان مابينلهمش اني مش عارفة البيت.. استري عليا بقى.
ضحك جميعهم ماعدا هدى التي فقط اكتفت بابتسامة باهتة...
هنية ياللا يا حبيبتي بألف هنا و شفا..
ظلت سارة بصحبة هدى بغرفتها طوال اليوم.. لم تذكر لها مطلقا اي شئ يخص علاجها ولا عجزها.. و لكنها اطمأنت من نجاح تلك الخطوة من ضيق هدى الذي كان ظاهرا في صوتها و نبرتها..
إلى أن طلبت منها هدى أن تتركها وحدها حتى ترتاح قليلا..
اتجهت سارة أيضا لمقصورتها بحجة أن ترتاح قليلا مثل هدى و لكنها أجرت اتصالا هاتفيا هاما..
سارةللهاتف
call Assem. اي اتصل بعاصم فهو هاتف مخصص لفاقدي البصر حتى يساعدهم على استعماله مثل المبصرين و لكن ببصمة الصوت
و انتظرت حتى أتاها الرد...
عاصم ها.. اجي ولا لسة.. انا زهقت..
سارةضحكت بمرح ههههههههه.. ايه ياعم بالراحة علينا.. مالك داخل سخن كدة.
عاصم ما انا زهقت انا خلصت شغل اسبوعين قدام و مافيش حاجة تاني اعملها.. قوليلي اجي بقى و حياة عيالك يا شيخة.
سارةضحكت ثانية ههههههههه.. عيالي مرة واحدة.. لا طالما حلفتني بعيالي اللي لسة في علم الغيب.. خلاص تعالى يا عم..
عاصم و هدى عاملة ايه
سارة استوت على الآخر.. خلاص جابت آخرها من الحبسة في الاوضة اللي كانت نسيتها و رجعت لها مجبرة ياعيني.. و هما يومين تلاتة بالكتير و تقولك هاتلي الدكتور..
عاصم يارب.. طيب ايه هانعمل الحركة دي تاني
سارة لا طبعا.. هاتبقى مفقوسة اوي... لما تيجي هاقولك نعمل ايه
عاصم ماشي انا جاي...
و بالفعل أتى عاصم و لكن اتى ليلا و تناولوا العشاء معا و أوصل هدى لغرفتها مرة أخرى و انتهي اليوم بتفكير هدى في أنها بالفعل تريد أن تستقل بنفسها مرة أخرى..
بدأت علاقة هدى بسارة أن تقوى أكثر و اكثر.. كانت تتحدث سارة معها عن أى شيئ غير مرضها.. مما جعل هدى تشعر أنها أصبحت شبه طبيعية.. فكل الأطباء السابقين لسارة كانو يضغطون و بقوة على جزء عجزها و مرضها..
و هو الأمر الذي جعلها تنفر منهم و من العلاج و من كل شئ.. فتشجعت هدى قليلا و بدأت أن تتحدث أكثر عن أي شئ.. حتى لو كان تافها كانت سارة تتقبله منها كبادرة فتح قلبها لها...
و في أحد الأيام..
كانت سارة تجلس مع هدى في شرفة المنزل بعد أن انزلها عاصم صباحا قبل أن يغادر لعمله.. كانتا جالستين في الشرفة التي اقنعتها أخيرا بالخروج إليها و لو لنصف ساعة فقط.. فقد خرجت هدى فقط من غرفتها و لكنها رفضت و بشدة الخروج خارج حدود المنزل حتى و لو للحديقة التي تقع داخل حدود سور منزلها حتى لا يراها أحد المارة عاجزة.
كانت هدى تتصفح أحد المواقع الاجتماعية و سارة تستمتع بحرارة الشمس الدافئة في اخر ذلك اليوم البارد....
سارةپغضب طفولي لطيف لا ما انا مش عشان اقنعتك ترجعي تمسكي الموبايل و تشوفي احوال الدنيا إيه اللي انتي سايباها من 8 شهور.. تديني انا الصابونة.
هدىضحكت بمرح ههههههههه.. صابونة! في دكتورة نفسية محترمة و كمان تعليم امريكاني زيك كدة تقول اديكي الصابونة.
سارةضحكت بدورها ههههههههه.. و انا اعملك إيه ما انتي مطنشاني من ساعة ما قعدنا و ماقولتيش كلمتين على بعض.. و بعدين انتي هاتعملي زى آسر اخويا.. دايما يقولي كدة..
هدى و بيقولك ايه اخوكي
سارة دايما يقولي أمريكية تربية شبرا.. و بعدين ما انتو اللي بتستفزوني.. الله!!
هدى هو شكله ايه آسر اخوكي دة.. انتي دايما تكلميني عنه و بتقولي أنه بيعاملك زي بنته مش أخته بس.. لكن عمرك ما ورتيني صورته.
سارةو هي تعطيها هاتفها خدى قلبي في الصور اللي هنا هاتلاقيله صور كتير معايا.. بس ماتركزيش فيها اوي عشان اكيد هتلاقي فيها شوية صور هبلة يعني.
بس اصلا مش هاتشوفي جديد.. اصل احنا شبه بعض جدا.. هو كمان عنيه خضرا و شعره اصفر.
هدىنظرت لها بخبث سارة.. انا مشلۏلة مش عامية.
سارةتصنعت المفاجأة ايه دة صحيح... خلاص بقى عديها.
ضحكتا معا على خفة ظل سارة ثم اخذت هدى منها الهاتف و اخذت تقلب فيه حتى وجدت ضالتها.. وجدت بعض الصور التي تجمعها برجل وسيم للغاية.. و لكنه يشبه أخته بالفعل..
فشعره الاسود و عيناه الكحيلة زادا من وسامة ملامحه.. ظلت تنظر له و تشاهد صورهم معا لبضع دقائق...
هدى مش معقول.. دة انتو شبه بعض جدا.
سارة اخس عليكي.. بقى انا مناخيري مخنشرة و طول الدولاب كدة.
هدىضحكت ههههههههه.. مش قصدي.. بس فعلا ملامحكم قريبة من بعض اوي.. شعركم نفس اللون و عنيكم شبه بعض جدا..
سارة طيب خليها في سرك احسن كدة مش هلاقي حد يتجوزني و انا شبه اخويا كدة.
صمتت هدى لبضع ثوان تستوعب ما قالته.. تريد الزواج كيف ذلك.. هل نسيت ما حدث لها من وراء الحب و الارتباط.. فكرت قليلا قبل أن تسأل سارة بتوجس...
هدىبتلعثم هو.. ه.. هو انتي ناوية تتجوزي يا سارة
سارة طبعا يا بنتي.. امال هاعيش سنجل بائسة كدة ولا ايه فجلة انا عشان ماتجوزش و بعدين ماتجوزش ليه يعني.. ناقصة ايد ولا رجل.. دي حتة عين صغننة جدا.. ما تأثرش في حاجة يعني.
هدى لا مش قصدي.. قصدي يعني بعد اللي حصل من خطيبك.. هاتقدري تحبي تاني و ترتبطي تاني.. هاتأمني لحد تاني على قلبك ازاي
سارة طبعا.. ما يمكن ربنا عمل كل دة عشان يكشفه قدامي.. خلاه يخوني دلوقتي قبل ما اتدبس و اتجوزه و اكتشف بلاويه دي بعد الجواز.
هدى طيب و عنيكي..
سارة عنيا كدة كدة هاتخف.. لو مش دلوقتي فهاتخف بعدين.. و حتى لو ما خفتش مش هاوقف حياتي عليها و مسيري الاقي اللي يحبني كدة من غير عنيا.. مش فارقة معايا اوي يعني.
و بعدين مش يمكن دي هي اللي تخليني الاقي الحد اللي يحبني بجد حب حقيقي مش مزيف.
هدى ازاي
سارة تخيلي كدة أن في حد يحبني و انا عامية مش بشوف.. هايكون بيحبني قد ايه.. أن حتى موضوع عنيا يكون مش فارق معاه.
هدى و لما هي مش فارقة معاكي.. ليه فارق معاكم عجزي انا.. ليه كلكم مصرين تعالجوني بالعافية.
سارةبنبرة حانية عشان انتي شفاكي في ايدك.. سهل انك تحاولي تتعالجي و أن شاء الله تخفي.. إنما أنا عجزي ڠصب عني.. خارج عن إرادتي..
كمان انا راضية بنصيبي و مؤمنة بربنا و قضائه و قدره.. لكن انتي مستسلمة و دي تفرق كتير اوي يا هدى صدقيني..
صدقيني يا هدى انا لو في أيدي ارجع عنيا تاني هانحت في الصخر عشان اعمل كدة.. أو انا بعمل كدة فعلا..
هدى إزاي
سارة باخد أدوية السيولة بتاعتي و بعمل المساچ اللي الدكتور علمهولي عشان أحاول احرك التجمع الدموي دة من مكانه..
و كمان انا و اهلي حاولنا نسأل على التدخل الجراحي بس للأسف طلع اختيار فيه خطۏرة و نتيجته مش مضمونة.
عرفتي بقى ان انا موضوعي معقد و أن موضوعك انتي اسهل بكتير
أنهت سارة حديثها لتصمت هدى أيضا و هي تفكر في حديث سارة حتى سمعت صوت هاتفها يعلن عن إشعار جديد من ال facebook.. فتحته فجحظت عينيها و كتمت شهقتها التي انتبهت لها سارة و سألتها بقلق...
سارة هدى.. فيه ايه مالك..
هدى .........
سارة هدي.. في ايه.. حصل حاجة
هدي اتجوز.. اتجوز يا سارة خلاص.
سارة هو مين دة
هدي خطيبي.. خطيبي اتجوز من يومين و منزل صور فرحه على الفيس كمان.
سارة طيب و إيه يعني ماهو كان مسيره يتجوز.. صدقيني يا هدى انتي لازم تحمدي ربنا أنه بينهولك على حقيقته.. و تدعي للغلبانة اللي اتدبست فيه دي.
هدى ادعي لها.. ادعي لمين دي نورا.. نورا اعز اصحابي.
سارةباندهاش اعز اصحابك ازاي
هدى زميلتي من و
احنا في اعدادي.. مافرقتنيش يوم واحد.. انا دخلت فنون جميلة و هي دخلت اداب.. كنا كل ما نتجمع هنا في البلد ما
متابعة القراءة