دوائي الضرير
المحتويات
مع جميل الذي قابله و هو في طريقه للخارج..
عاصمو هو يحمل صينية عليها أكواب العصير إيه دة يا عمي ما لسة بدري.. على فين كدة
جميل معلش بقى يا عاصم أصل عندي جامعة و امتحان مهم جدا النهاردة.. بس ما تقلقش انا مايرضينيش انك تزعل و عزمتنا على الغدا عندك هنا النهاردة.
عاصمابتسم بود بس كدة.. دة انتو تنورو يا عمي.
جميل طيب قولي بقى الأول.. سارة مالها إيه اللي تعبها اوي كدة
جميل طيب.. عموما انا مش هاتأخر.. و كمان مش عايزك تزعل من سعاد.. عاملها زي الحاجة هنية و عدي لها كلامها عشان خاطر سارة حتى.. ماشي.
عاصمابتسم بتعب صدقني يا عمي مش زعلان منها ولا حاجة.. بس هي محملاني ذنب انا ماعملتوش.
عاصم مع السلامة يا عمي.
نزلت سعاد فوجدت جميل قد خرج من المنزل فقابلها عاصم..
عاصم هي سارة نامت ولا ايه
سعادو كأنها تتهمه بالإهمال في صحة زوجته تنام ازاي يعني من غير ما تفطر و تاخد الدوا
عاصمتنهد بيأس منها دادة سهير بتجهزلها الفطار.. و بعده هاديها الدوا.
عاصمو قد طفح كيله منها و من معاملتها فوضع ما بيده و تكلم بعصبية مفرطة يعني إيه ماتعبش نفسي.. هو انتي نسيتي انها مراتي ولا إيه.. و انها مسؤلة مني كمان.
سعاد غلطة.. غلطة و نفسي تتصلح.
عاصم يووووه بقى.. مش طريقة دي.. و على فكرة تلميحك دايما اني المفروض اسيب سارة او انك هاتخليها تسيبني دة مستحيل يحصل.. سارة هاتفضل مراتي لأخر يوم في عمري.
عاصم لا مش بالعافية.. بالحب.. و انتي عارفة اني بحب بنتك اكتر من روحي.. ولا انتي عندك شك في دة.
و إذا كان على اللي حصل.. فاللي ماټ دة كان ابني انا كمان... ابني فاهمة.. يعني الچرح مقسوم نصين بيني و بينها.. هي مش مصيبتها لوحدها.
انهى حديثه و هدأت نبرته و قال في محاولة لكي يعود لهدوئه من اجل زوجته فقط..
تركها في حيرة من أمرها.. فهي بالفعل تعلم تمام العلم بمدى عشق عاصم لسارة و لكن خسارتها كانت كبيرة و بسبب طليقته هو..
أما هو فلم يكن لديه عمل كما قال و لكن طاقته قد نفذت من الجدال مع سعاد و إتهامها المتواصل له بأن له يد فيما حدث..
حضر بالفعل جميل في موعد الغداء كما قال و حضر آسر و هدى أيضا ليزورا سارة و يطمئنا عليها ما أن علما بمرضها و انتهى اليوم بهدوء و تحفذ..
الفصل الخامس و الأربعون...
مر بعض الوقت أيضا و قد استقرت أحوالهم في القاهرة.. و بدأت الحياة في أن تعود لمجراها الطبيعي
و لكن مع كل أسف سارة لم تعود..
فقد إستسلمت تماما لحالة الإكتئاب التي إحتلتها.. فلم تخرج و لم تتحدث وحتى لم تعود لعملها و لا لدراسة رسالتها.. مما أثر على نفسيتها و صحتها بشكل أكبر.
فقد بهت لون بشرتها.. و فقدت الكثير من الوزن نظرا لقلة طعامها و سوء حالتها النفسية..
و كانت حالتها تلك تؤلم قلب عاصم للغاية.. فقد كان يقف أمام ذبولها و كأنه مقيد اليدين يشعر بالعجز أمام ضياعها و هو يشاهدها تبهت أمامه رويدا رويدا.
و في أحد الأيام كان عاصم عائدا من عمله الذي أصبح يذهب له فقط كي لا يضغط على
سارة بوجوده معها كما كانت تعتقد..
دخل إلى المنزل ليقابله الفراغ كما إعتاد و لكنه رأى فاطمة تدخل الى المنزل من الحديقة الخلفية.. فقد ظن أن وجود فاطمة بجانب سارة قد يساهم في تحسين حالتها و لو قليلا و لكن حتى فاطمة كانت تجد صعوبة في التعامل معها في الوقت الراهن..
فاطمة سي عاصم.. حمد الله بالسلامة.
عاصم الله يسلمك يا فاطمة عاملة ايه.. مرتاحة هنا
فاطمة كله بحسك يا سي عاصم.. شالله يخليك.
عاصم انا عارف ان أحنا جبناكي هنا فجأة كدة بس اديكي شايفة الظروف.. ستك سارة و اللي حصل لنا كان كتير.. و انا عارف ان سارة بتحبك و حاسس ان وجودك معاها هايفرق كتير..
فاطمة واه يا سي عاصم.. هو اني في ديك الساعة لما اخدم الست سارة.. دة اني اچيلها على نن عيني.
و إذا كان على البلد فأني مبسوطة جوي جوي اهنه.. اجله الشغل اهنه ماهايجطمش الوسط كيف دوار العمدة.
عاصم طيب يا ستي الحمد لله ان انتي مبسوطة هنا معانا.. المهم فين ستك سارة
فاطمة جاعدة في الچنينة برة.. نشفت ريجي عشان اخليها تخرچ من اوضتها و تنزل معايا.
عاصم فطرتيها يا فاطمة
فاطمة خدت حتة عيش من بتاع الخوجات ده اللي اسمه.. اسمه إيه ده....
عاصمابتسم على فطرتها توست
فاطمة ايوة.. هو اللي دوست على حد دة.. عملتهولها بمعلقة مربى مشمش و معاه فسكافيه ده بلبن و خلصتهم بطلوع الروح.
عاصم طيب كويس يا فاطمة... دة انتي طلعتي اجدع مني.. دي ماكنتش بتدوق الزاد حرفيا... برافو عليكي.
فاطمة شالله يخليك يا سي عاصم.
عاصم طيب بقولك إيه.. حضريلنا الغدا بقى عبال ما اجيب سارة و اجي.. احسن انا واقع من الجوع و واحشني اكلك اوي يا بطة.
فاطمة بس اكده من عينيا التنين... ربع ساعة و الوكل يكون على السفرة.. طيارة.
تركته و اتجهت للمطبخ و اتجه هو لسارة كي يحاول ان يقنعها بتناول بعض لقيمات الطعام ككل يوم...
دخل إلى الحديقة ليجدها جالسة إلى أحد المقاعد بلا حركة.. بل بلا روح فتوجه نحوها و جلس بجوارها فلاحظت هي وجوده و نظرت له و قالت....
سارة عاصم.. انت جيت
عاصم آه يا روحي.. لسة حالا.
سارةسحبت يدها منه بتوتر و حاولت الهرب طيب انا.. انا هاقوم اخلي فاطمة تحضرلك الغدا.
عاصم خليكي.. انا قولتلها.
سارةبتوتر طيب.. طيب قوم غير هدومك عشان تتغدى.. هي مش بتاخد وقت أصلا زمانها حضرتلك السفرة.
عاصماخفي تعجبه بهدوء تحضرها ليا لوحدي انتي مش هاتاكلي معايا ولا إيه
سارةبتهرب معلش اصلي.. اصلي لسة يادوب مخلصة فطاري و مالحقتش اجوع.
عاصم معقولة لحد دلوقتي.. دي الساعة قربت على 5 المغرب.
سارة صدقني يا عاصم مش جعانة.
عاصمتنهد بتعب لإمتى يا سارة.. لإمتى هاتفضلي كدة..
سارة قصدك إيه..
عاصم قصدي على حالك دة.. طيب مافكرتيش فيا انا.. لو جرالك حاجة انا هاعمل ايه من غيرك.. هاعيش ازاي.. هاتسيبني ارجع اكون لوحدي تاني و انتي عارفة اني مش هقدر اعيش من غيرك...
سارةفركت أصابعها بخجل انا عارفة اني تعبتك معايا اوي.. بس صدقني انا مش عارفة ارجع لنفسي.. مش قادرة انسى.. حاسة أن حياتي خلاص.. وقفت ولا يمكن خلصت.
عاصم لا يا سارة... حياتك لسة ماخلصتش يا حبيبتي.. حياتنا لسة فيها كتير.. حياتك ماينفعش تقف و لسة في حياة ناس تانية معتمدة عليها.. لسة فيها انا.. ولا هو انا قد كدة مابقاش ليا قيمة عندك..
و بعدين مين قالك تنسي او انك المفروض تنسي بالسرعة دي.. بس لازم نحاول.. حاولي يا سارة عشان خاطري.
صمتت بتفكير فأكمل هو بإقناع....
عاصم كمان انا متأكد أن ربنا هايعوضنا.. ربنا عنده كتير كتير اوي يا روحي.. بكرة ربنا يكرمنا و يعوضنا عن الألم و عن ۏجع القلب اللي عيشناه...
سارة اكيد ربنا هايعوضك.. انت تستاهل كل خير.
حديثها عنه بشكل منفرد أثار شكوكه فسألها بريبة...
عاصم قصدك ايه يعني إيه يعوضني دي
سارةوقفت و ابتعدت عنه خطوتين قصدي انك لازم تشوف حياتك.. لازم تدور على راحتك و سعادتك.
عاصموقف و ذهب خلفها برضه مش فاهم قصدك ايه كلامك دة قالقني
سارة قصدي.. قصدي انك المفروض تتجوز..
دهشة.. بل صدمة طاحت بما تبقى من عقله و قلبه على حد سواء.. فقال بإستفسار ...
عاصم ات ايه.. اتجوز.. انتي قولتي اني المفروض اتجوز ولا انا سمعت غلط.
سارة لا ماسمعتش غلط..
عاصم سارة ما انا متجوز.. متجوزك انتي.. ولا نسيتي دي كمان زي ما نسيتيني
سارة لا مانسيتش.. ولا اقدر انساك.. بس أنت لازم تتجوز يا عاصم.. اتجوز غيري عشان ربنا يعوضك عن ابنك اللي راح..
عاصم و انتي روحتي فين لما انا هاتجوز عشان اجيب ابن من واحدة تانية.. ايه ناوية تسيبيني.
سارة مابقتش فارقة.
عاصم يعني ايه مابقتش فارقة لا فارقة
و أدارها له لتواجهه و نظر في عينيها بقوة....
عاصم و بعدين بصيلي هنا و انا بكلمك.. قوليلي قصدك إيه بكلامك دة
سارة قصدي إن انا خلاص.. مابقاش عندي حاجة اديهالك.. مابقاش عندي اللي يخليك تفضل
جنبي.
عاصم ليه يا سارة.. هو أحنا كل اللي كان بينا كان ياسين و بس.. خلاص مابقاش بينا اي حاجة تانية تخليكي تتمسكي بيا و تفضلي معايا.. عايزة تسيبيني بجد يا سارة
سارة عاصم ارجوك تفهمني... انا حاسة اني مش هاقوم من الأزمة دي تاني.. ولا هاخرج من الحالة دي أبدا.. و انت حرام تربط حياتك بواحدة زيي.. خلاص حياتها انتهت.. اتجوز انت يا عاصم.. اتجوز و خلف و عيش حياتك...
عاصم اللي انتي بتقوليه دة جنان.. و مستحيل يحصل..
انا لو اتمنيت خلفة وعيال فأنا اتمنيتك انتي قبلهم.. اتمنيتهم منك انتي.. اتمنيتهم عشان انتي كنتي معايا.. اتمنيتهم لما حبيتك... كنتي انتي دايما الاول و انتي دائما الاساس.. كنت بقول يارب لو ولادي دول مش منك انتي انا مش عايزهم..
يارب لو مش هي هاتبقى ام ولادي مش عايزهم..
و جاية انتي دلوقتي تقوليلي اتجوز واحدة غيرك بالسهولة دي.. زرار هو هادوس عليه هاتجوز واحدة تانية.
سارة لازم يا عاصم.. لازم تقدر...
عاصم طيب و انتي.. هاتقدري.
سارة أقدر على ايه..
عاصم اني اتجوز واحدة تانية..
سارةبكذب ايوة هاقدر.. دة حقك..
عاصموقف أمامها و نظر في عينيها مباشرة يبقى تبصيلي في عينيا و انتي بتقوليها.. بصيلي و انتي بتطلبي مني إن واحدة غيرك تتكتب على اسمي.. اني المس واحدة تانية... إن دي تلمس واحدة تانية.. هاتقدري يا سارة..
هاتنامي عادي يعني و انتي عارفة اني في اوضة تانية و مع واحدة تانية..صړخ بها ردي عليا.
سارةصړخت أمام صراخه لا.. لا مش هاقدر.. بس كمان مش هاقدر اديلك الطفل اللي انت عايزه... مش هقدر صدقني..
عاصم لا هاتقدري.. مع بعض هانقدر.. انتي بس محتاجة شوية وقت.. و انا هاستناكي لو حتى لآخر يوم في عمري..
انا معاكي يا سارة و مش
متابعة القراءة