دوائي الضرير
المحتويات
هاتولع دلوقتي.. قومي.
تركاهما بالفعل و عاصم الذي يلعن ذلك الحظ الذي جعل آسر المستفز كما دعاه نسيبه.. نظر هو لسارة فوجدها تلهو بالسکين الموضوع امامها بلا أي إهتمام فتنهد و تحدث...
عاصم سارة.. طيب ممكن اعرف انتي زعلانة ليه دلوقتي.
سارة مش زعلانة.
عاصم لا زعلانة... و اوي كمان... دة انتي هاتفرقعي مش بس زعلانة..
لم تعلم هي كم تسعده تلك الكلمة و كم يفرح قلبه ان يقولها لها هي.. و هي فقط... و قال بنبرة هامسة ماكرة...
سارة لا.. بس ياترى مين السبب في كدة أنا مثلا
عاصم إبتعد مرة أخرى و قال بغيظ ما هو كله من ابوكي..
سارة و ماله بابا بقى إن شاء الله كان عمل لك ايه
عاصم بغيظ من غيرة جميل التي يراها كبيرة مش هو اللي مارضيتش اننا نكتب الكتاب و قال يبقى مع الفرح و خلاص..
سارة عنده حق..
عاصم رفع حاجبيه و قال پصدمة عنده حق!! بقى عنده حق عشان رفض اننا نتجوز لحد دلوقتي..
سارة نظرت له بتمعن بتقول كدة و كأنه فارق لك اننا نكون مع بعض او نكتب كتابنا دلوقتي بدل من بعدين مثلا.
التفتت بعيدا عنه بحزن هذه المرة فهي لم تنسى ما حدث كليا... فأثره مازال باقيا في روحها و قلبها.. فتنهد هو و حك جبينه بحيرة ثم اقترب منها و امسك يدها لتسحبها منه فيمسكها مرة أخرى بإصرار و بقبضة قوية فتقول بحنق...
عاصم لا.. و بطلي تقوليلي الكلمة دي بتضايقني.
سارة بتضايقك ليه.. مش انا لسة مش مراتك.
عاصم بصبر رسمي ايوة.. بس انا من يوم ما حبيتك و انا بعتبرك مراتي.. بعتبرك حتة من قلبي.. لا انتي فعلا حتة من قلبي.. انتي روحي يا سارة مش بس هاتكوني مراتي..
لم ترد عليه فسألها بندم حقيقي...
عاصم انتي لسة زعلانة مني يا سارة.. صح
مش قادرة انسى نظرة الشفقة اللي شوفتها في عيون الكل بسبب حالة الحيرة و التوهان اللي كنت فيها.
ڠصب عني.. بجد مش قادرة.
عاصم مقبلا يدها بكل حب و مين قالك تنسي.. انا مش عايزك تنسي.
عاصم سارة اسمعيني كويس.. انا متربي في بيت و بيئة طلعتني راجل من صغري.. من اول ما دخلت المدرسة و كان ابويا يقولي انت بقيت راجل و لازم تكون قد كلامك و أفعالك كمان.
كان يقولي ان ابن العمدة مسؤول زي العمدة تمام.. و حفيد العمدة اللي هو انا يعني مسؤول زيهم بالظبط.
ماكنش ينفع مدرس يشتكي مني اني عملت مشكلة او اتخانقت في المدرسة.. او اني ماذكرش كويس و ماجيبش درجات عالية و اعتمد على المدرسين انهم يجاملو ابويا و جدي و يدوني درجات انا ماستاهلهاش..
و كبرت على كدة.. أني اكون دايما قد مسؤولياتي.. دايما مسؤول عن هدى.. عن امي و عن البيت لو ابويا و جدي مش موجودين.. يعني.
سارة و أنا.. ليه ماعملتش معايا كدة
عاصم مش عارف.. جيت لحد ما قلبي اشتغل و كل حاجة تانية باظت.
سارة بتعجب و عدم تصديق يا سلام..
عاصم بصدق صدقيني.. لما قلبي دق و حبيتك عقلي وقف.. كل اللي اتعلمته في حياتي كان راح من دماغي.
خۏفت اعيش اللي انا عيشته مع عبير معاكي تاني.
سارة للدرجة دي مأثرة فيك.
عاصم مش قصدي... بس لما تبقى اللي المفروض أنها تكون أقرب واحدة ليا من اي حد.. أقرب لي من امي حتى مش طايقة تبص لي لازم اخاڤ.
ساعتها سألت ربنا قولت له ليه.. طيب اشمعنى انا دونا عن الناس كلها اللي بليتني بالمړض دة.. و لو انا رضيت ليه ما ادتنيش زوجة تقدر تتفهم و تقدر حالتي و ترضى بيا كدة.
ماكنتش عارف الإجابة.. بس لما قابلتك عرفتها..
سارة ولاحت على ثغرها إبتسامة جميلة عرفت ايه
عاصم عرفت ان البهاق دة ماكنش إبتلاء قد ما كان نعمة.. نعمة قدرت بيها اعرف مين حبيبي و مين عدوي.. نعمة اقدر اعرف بيها معدن الناس كويس..
نعمة عرفتني اني لازم اسيب عبير و ارميها برة حياتي خالص.. عشان حياتي تكون نضيفة و جاهزة لإستقبالك انتي.
سارة طيب و ماعملتش كدة ليه لما فتحت عنيا
عاصم تنهد بثقل ماكنتش لسة مستعد اوي..
كان لسة اللي عملته عبير معاكي في اول مقابلة بينكم مأثر فيا..
الموقف دة رجع فكرني بكل اللي حصل قبل كدة... و رجع إحساس النقص يطاردني من تاني.. و رجع إحساس الخۏف يسيطر عليا تاني من أنك ترفضيني..
و الاكتر من اني اشوف نظرة ندم في عنيكي بعد ما نتجوز.. بس.
سارة و دلوقتي
عاصم غير مباليا بنظرات من حولهما دلوقتي انا ندمان على كل دقيقة ضاعت مني بعيد عنك من ساعة ما فوقتي.. ندمان و بتمنى انها ترجع تاني عشان اقدر اعيشها زي ما كنت المفروض اعيشها... اعيشها معاكي.
ابتسمت هي بسعادة شديدة لم تقدر أن تخفيها.. فنظر لها هو بشك...
عاصم افهم بقى إيه سر السعادة اللي على وشك دي
سارة خلاص ارجع اكشر يعني!!
عاصم أكيد ماقصدش كدة.. بس اقصد يعني خلاص كدة سامحتيني
سارة يعني.. مش اوي.. بس أصل....
لم تكمل فسألها بإهتمام...
عاصم بس إيه يعني مش فاهم..
سارة ماهو الكلمتين دول هما اللي كان المفروض تقولهم من الاول.
عاصم بعدم فهم كلمتين ايه
سارة بشرح انك بتعتبرني مراتك.. و انك ماتقدرش تعيش من غيري و انك بتحبني كمان.
عاصم إبتسم بمكر و سعادة بس أنا ماقولتش اني بحبك.
سارة طيب ما تقول و هو حد حايشك..
عاصم نظر لها بسعادة بس كدة... طيب بحبك.. بحبك يا سارة.. يا سعادتي و فرحتي و كل حياتي.. بحبك... بحبك.
سارة بإبتسامة سعيدة شوفت.. اهي طلعت سهلة اهي.. و بعدين كمان انت مش لازم تقولها صريحة.. كلامك دة بيقولها.. افعالك من ساعة ما جيتلي المطار بتقولها.. عنيك و كلامك معايا في التليفون كل يوم بيقولها.
حاجات كتير بنعملها و نقولها بتثبت مشاعرنا من غير ما نعبر عنها صريحة.
عاصم يعني ماقولش اني بحبك تاني
سارة لا طبعا تقولها.. و تقولها كتير كمان..
عاصم و انا موافق.. من هنا و رايح ليكي عندي بحبك كل ساعة...
سارة يا سلام.. و دي هاتعملها ازاي بقى و انت مش هاتبقى معايا طول الوقت.
عاصم عادي.. هاكلمك في التليفون.. هابعتهالك واتس.. هاتصرف.
سارة بتفكير امممم... طيب و انت نايم هاتصحى كل ساعة و تصحيني و تقولي بحبك
عاصم لا دي ليها حسبة تانية خالص.
سارة حسبة إيه دي بقى
عاصم شوفي يا ستي قاطعه رنين هاتفه قبل ان يكمل رده .. ثواني طيب دي الشركة..
الو.. ايوة يا چيلان..
چيلان السكرتيرة صباح الخير يا مستر عاصم.. انا اسفة اني بكلم حضرتك و انت كنت قولتلي انك اجازة النهاردة..
عاصم مش مشكلة.. في حاجة مهمة يعني
چيلان لا بس في طرد وصل لحضرتك من شركة الدعايا اللي بنتعامل معاها.. و أحنا مش موصينهم على حاجة و في نفس الوقت قالوا انه طرد مهم.
عاصم آه اه.. طيب كويس انه وصل.. استلميه انتي و حطيهولي في مكتبي.
چيلان حاضر بس هو في حاجة تاني.. الورق بتاع الشركة الالمانية جهز.. و هما بعتو أيميل من نص ساعة بيستعجلو الرد و كنت محتاجة امضتك عليه..
عاصم تنهد بملل يعني حتى يوم الاجازة مش عارف اخده.. حاضر جاي.. سلام.
اغلق بملل يا رتني ما رديت.
سارة إيه في حاجة ولا ايه
عاصم لا سلامتك.. بس دعاوي الفرح وصلت الشركة عندي.. و في ورق مهم محتاج امضتي و لازم اروح الشركة دلوقتي.
سارة بملامح حزينة يعني لازم الشركة النهاردة.. دة أحنا ما صدقنا بابا رضي عننا و وافق اننا نخرج مع بعض.
عاصم مش عارف.. تعالي نروح لهدى و آسر و نشوف هانعمل إيه.
اتجها نحو هدى و آسر الذي تأفف ما ان رآى عاصم..
اسر يا دي النيلة.. إيه اللي جابك تاني لهدى شوفتي بقى مين اللي بيجر شكل التاني
هدى يا شيخ بطل رخامة بقى ثم لاحظت سارة الحزينة مالك يا سو مكشرة ليه كدة
آسر إيه دة مالك يا روحي الواد دة زعلك تاني ولا ايه
عاصم يابني خليك محضر خير مرة واحدة في حياتك.. مرة واحدة بس.. ماتقدرش تعيش من غير ما تولع الدنيا.
آسر ماتاخودنيش في دوكة ياخويا و قولي مزعلها ليه
عاصم عندي شغل مهم و لازم اروح الشركة و هي زعلانة.. كمان دعاوي الفرح وصلت و هاروح اجيبها.
هدى طيب و انتي زعلانة ليه.. خليكي معانا عبال ما يروح و يرجع
سارة لا انا هاروح.
آسر ليه بس..
سارة مش عايزة ابقى عازول بينكم.
هدى عازول إيه انتي عبيطة
سارة لا.. خلاص.. انا هاخد تاكسي و اروح.
عاصم تاكسي إيه لا طبعا..
سارة خلاص وصلني انت الاول.
عاصم طيب ما تيجي معايا.
آسر ماينفعش طبعا.. انت ناسي ابويا قالك إيه قبل ما نخرج..
و قلد نبرة والده الحازمة..
آسر ماتسيبهومش لوحدهم ابدا يا آسر دي لسة مش مراته
ولا نسيت.
عاصم بمكر آه صحيح.. خسارة.. دة انا كنت ناوي نكمل اليوم كله برة و نتغدى و نتعشى كمان برة و نروح سينما ولا حاجة.. خلاص بقى تتعوض.. خدهم انت و روح يا آسر و انا هاخلص و اجيلكم..
هدى أمسكت بذراع آسر لا استنى.. آسر عشان خاطري.. اليوم دة
مش هايتكرر تاني... سيبهم يروحو الشركة مع بعض و نتقابل و نتفسح شوية.
آسر متصنعا القوة و الرفض لا لا ماينفعش..
سارة نظرت لأخيه بخبث لا والله!! يابنتي هو موافق أصلا.. و يمكن لو عاصم ماكنش قال كدة كان هو اللي اقترح الخروجة دي.
آسر مفقوس انا اوي صح
سارة اوي بصراحة.
آسر خلاص روحو انتو و أحنا هانقعد شوية و نتقابل في مول مصر كمان ساعتين ولا حاجة... السينمات فيه حلوة اوي.. بس انت عارف يا عاصم لو ابويا عرف هايشلوحني انا و انت..
عاصم عموما لو عرف فأكيد مش هايكون عرف مني.. ياللا يا سارة عشان نلحق وقتنا..
سارة اوكي.. باي يا هدى.
هدى باي يا قلبي.
تركاهما و رحلا إلى الشركة فنظرت هدى لآسر بغيظ...
هدى بعد ان رحلا بجد بقى هو انت ليه بترخم على عاصم كدة حرام عليك.
آسر هدى حبيبتي.. صدقيني انا
متابعة القراءة