دوائي الضرير
المحتويات
منيها..
عاصم مش زعلان ياما.. ماحدش بيزعل من بته... و هدى دي بتي.
هنية طيب اني هانزل أجهز الفطور على ماتغير خلجاتك و تنزل.
تركته وحيدا و نزلت ليتبعها بعد قليل فوجد عبير تشارك والديه الطاولة.. تنحنح و دخل ألقى عليهم التحية..
عاصم اصباح الخير .
عبير اصباحك نادي يا واد عمي.
لاحظ عاصم تجاهل والده له فقال له..
عاصم اصباح الخير يابوي.
هنية حاضر ياحاچ.
صدم عاصم ليس فقط لتجاهل والده و لكن أيضا عندما خاطب والدته بإسم شقيقته الصغرى فعلم ان والده غاضب منه و بشدة... فربتت هنية على كتفه حتى تجبر بخاطره..
هنية ماتزعلش يا ولدي... انت عارف ابوك طيب.. بس....
عاصممقاطعا مش زعلان ياما.. ماحصلش حاچة... روحي انتي اعمليله الجهوة احسن يستعوجك..
ثم نظر لعبير بتركيز و قرر إنهاء موضوعها هي أيضا...
عاصم بس إنتي إيه اللي چايبك بدري اكده يا عبير.. خير يعني مش عوايدك.
عبير مافيش يا عاصم.. بس جولت اچي أساعد مرات عمي في تنضيف البيت بعد الفرح..
عاصم اممم.. عمرك ما عملتيها يعني و ساعدتي حد.. سبحان مغير الاحوال..
عبير مش جولتلك يا عاصم اني اتغيرت..
عبيربخجل مصطنع و مبتذل أيضا هو.. هو انت يا عاصم يعني.. جصدي انك كنت... انك... اصل...
عاصم مالك مامجمعاش اكده..
عبير لا ابدا.. بس اصل انت جلتلي امبارح انك.. انك يعني...
عاصم اني هاروحلكم البيت يعني
عبيربفرحة ايوة.. مش انت جلت اكده..
عاصمبهدوء و غموض جولت.. و اني عند كلمتي.. ياللا بينا..
عبيرو لم تستطيع اخفاء فرحتها صح يا عاصم
سمعت هنية حديث عاصم و هي تخرج من المطبخ حاملة قهوة زوجها فدهشت و سألته بريبة...
هنية انت بتجول إيه يا عاصم
عاصم خير ياما في حاچة..
هنية انت رايح فين دلوجتي..
عاصملعبير اطلعي استنيني في العربية يا عبير و أني هاحصلك..
ماتخافيش ماهاعوجش عليكي.. كلها كام يوم و أرچعلك..
خرجت لتنظر هنية لعاصم پخوف بعد ان وضعت القهوة بعيدا...
هنية جصدها إيه يا عاصم.. عبير تجصد إيه بإنها ترچعلي..
عاصم هاتكون تجصد إيه يعني ياما.. تجصد انها تاچي تساعدك..
عاصم ماتخافيش ياما.. اللي فيه الخير يجدمه ربنا..
هنية يا ولدي هو انت غاوي توچع جلبك و جلوب اللي حواليك معاك ليه
عاصمپألم ياما حرام عليكي عاد.. وچعت جلب مين أني طيب.
هنية انت عارف و اني عارفة.. و اللي انت ناوي عليه ده ماهايحصولش.. انت مش هاتچيبهالي تاني .
عاصم تجلجيش انتي عاد و كله هايبجى خير.. مش هاتأخر.
ثم قبل جبينها و خرج خلف عبير.. و مر على والده الذي اعطاه ظهره بمجرد رؤيته.. و لكن عاصم لم يكن صافي الذهن حتى يتحدث معه الان.. فقرر تأجيل تلك المواجهه حتى يعود من منزل عمه...
و بعد دة كله ممكن عاصم يرجع لعبير..
ممكن يعمل كدة عشان يقطع الطريق على سارة خالص و اهو اتعود على عبير و طويلة لسانها...
الفصل السابع و العشرون....
خرج عاصم بصحبة عبير تحت نظرات والدته القلقة او المړتعبة حتى من فكرة ان تعود عبير المنزل مرة أخرى مصطحبة معها مشاكلها و فظاظة إسلوبها و غرورها و عنجهيتها الغير مبررة..
إتجه عاصم معها إلى منزل ابيها كما وعدها تحت دهشة عبد الرحمن الذي لم يعلق و تخوف هنية من ان يردها لعصمته مرة أخرى..
وصلا بسلام وسط صخب ثرثرتها الذي لم يعيرها ادنى اهتمام و صمته الغامض الذي لم يجعلها غرورها ان تشعر به.. دخلت قبله لتدعوه للدخول بترحاب شديد به قائلة..
عبير ادخل يا عاصم.. ادخل يا واد عمى انت مش غريب.. يابوي.. ياما يابوي انتو فين عاد.. ادخل يا عاصم تعالى.
ليخرج عم حامد و زوجته صالحة لإستقبال زوج ابنتهم المزعوم حسب رغبة عبير ليرحب به حامد بشدة أيضا...
حامد واه واه.. عاصم واد اخوي بذات نفسه عندينا.. يا مرحب يا مرحب.
صالحة تعالى يا عاصم.. البيت بيتك عاد.. نورت يا ولدي..
عاصم منور بيكم يا مرات عمي..
حامد لو كنت جدمت نص ساعة بس كنت جابلت ولاد عمك.. لساتهم خارچين لأشغالهم.
عاصم ربنا يعينهم... ابجى اشوفهم بعدين.. و بعدين ما أحنا كنا لساتنا مع بعض المبارح في الفرح..
حامد ربنا يديم الفرح.. ولو اني ماكنتش رايدها لأختك الچوازة دي.. ماعرفش اني مستمسكين بيه آسر ده ليه
عاصم يا عم حامد خلصنا منيه الحديت ده... و لو ان آسر راچل مايتعيبش و شاري هدى و هايشيلها في نن عنيه كمان .
حامد بإستسلام حتى لا يقطع حبال الود التي على وشك الترابط بزواج عاصم من ابنته مرة أخرى اييه.. هانجولو إيه عاد.. النصيب بجى.. المهم.. تشرب إيه بجى ولا نفطرو مع بعض
عاصم لا يا عمي يچعله عامر اني مستعچل.. اني بس كنت چاي اوصل عبير بدل ما ترچع وحديها.. و بلهجة ذات مغزى دي بت عمي برضيك..
صدم حامد بما قاله عاصم... فصالحة قد أطلعته عما يحدث و عن نية عاصم في الرجوع لعبير حسب حديثهما معا.. فتلعثم قليلا قبل ان يرد...
حامد ايوة طبعا.. دة الضفر عمره ما يطلع من اللحم..
عاصم و هو يعتدل بهيبته الخاطفة و يعدل عبائته طيب.. استأذن اني بجى..
نظر حامد لعبير ثم صالحة التي قصت عليه ما حدث بين عبير و عاصم و عن مكالمتهما التليفونية و التي قال فيها انه سوف يتزوج عبير مرة أخرى.. ثم أكمل أيضا بتلعثم..
حامد ما.. ما لسة بدري يا عاصم انت كنت چيت في ايه و هاتمشي في ايه..
عاصم معلش يا عمي ورايا مصالح كتير لازمن اجضيها...
جحظت عينا عبير التي كانت مندهشة من تجاهل عاصم الذي ظنته سيأتي معها ليفاتح والدها في زواجهما...
عبير عاصم انت هاتمشي
عاصم ايوة يا عبير عايزاش حاچة مني
عبير بتلعثم عاصم.. مش انت جولتلي امبارح انك.. انك يعني هاتاچي معايا عند ابوي.
عاصم تصنع الغباء و الجهل ايوة.. و اديني چيت اهو.. في حاچة تانية.
عبير هو انت مش جولتلي انك ناوي.. ناوي ت.. تردني
عاصم بدهشو مصطنعة و برود مدروس إيه.. اردك اني جولتلك اني ناوي اردك.. كيف يعني
عبير ايوة.. مش انت جولتلي اكده.
عاصم أني عمري ماجولت اني هاردك.. جولت لك مېته اني هاردك..
عبير امبارح.. اومال انت جولتلي انك هاتاچي معايا عند ابوي ليه
عاصم واه.. و هو اني محتاچ حچة ولا سبب عشان ازور بيت عمي اياك.. ولا إيه يا عمي
حامد بحرج لا يا عاصم.. إيه الحديت اللي عاتجوله ده.. دة بيتك و مطرحك.. بس اصل يعني...
عاصم اصل إيه و فصل إيه يا عمي.. ما تتحدتي يا عبير و جولي أني جولتلك إيه يخليكي تفكري اني ممكن ارچعلك.. و كيف أصلا..
ارچعلك كيف بعد كل اللي عملتيه.. بعد الكلام اللي زي السم اللي كنتي بتسمعيهولي ليل نهار عشان مرض مالياش يد فيه.. بعد ما شوفتك بعيني بدل المرة 1000 و انتي بتتخانجي مع هدى عشان بتوجفلك لما كنتي بتهيني امي.. ارچعلك كيف اني..
أرچعلك كيف و انتي كنتي عايزة تعملي ست الدار على أمي صاحبة الدار.. في الوجت اللي مافيش واحدة في حريم إخواتك تجدر حتى انها تختار الغدا اللي نفسها تروح ليه.
حامد إيه الحديت اللي عاتجوله ده يا عاصم... أني حريم ولادي عايشين احلى عيشة معانا أهنا في دواري.
عاصم ده جدامك بس و جدام ولادك... لكن ابجى اسألهم اكده بعيد عن مرتك و بتك اللي عاملة عليهم ريسة و مشغلاهم كيف الخدامين في دارهم.
ولا هي مش دار رچالتهم تبجى دارهم برضيك يا عمي.
صالحة مصمصت شفتيها و جلست بمكر حدش في حريم البلد كلاتها متهني كد حريمنا يا عاصم.
عاصم مش عليا اني الحديت دة يا مراة عمي.. اني منيكم و عليكم و عارف اللي فيها عاد..
عبير طيب امي و عاملة عليهم حما.. و اني ذنبي إيه.. تاخدني بذنبها ليه
عاصم عشان خابر انك اسوء منيها.. عاملة عليهم عمة من
جبل ما نتچوزو حتى.. و كنت بشوف معاملتك ليهم لما كنا ناچي زيارة اهنه.. كنتي تجصدي تتمريسي عليهم جدامي عشان تعرفيني ان ليكي مكان في داركم.
بس عمرك ما فكرتي انك بكده بتأكدي فكرتي انك تتعاملي زيك زيهم.. ما انتي برضيك ليكي حما ممكن تدوجك المر كاسات..و اختر تعمل عليكي عمة و تشغلك في الدار كيف الفواعلية.. بس اني امي طيبة.. و هدة خيتي مافيش زييها.. مش زي ناس.
صالحة جصدك إيه
عاصم جصدي مفهوم يا مراة عمي ماعيزش شرح.
عبير وقفت امامه برجاء بس أني اتغيرت.. انت شوفت ان اني اتغيرت..
عاصم اتغيرتي.. اتغيرتي صحيح.. بس للأوحش.. للأسوأ...
حامد بكفياك يا عاصم.. انت چاي تهينها في بيتها ولا چاي تعلمنا الأدب ولا إيه..
عاصم ولا اهينها ولا غيره.. بتك عنديك يا عمي.. عجلها و فهمها كويس اني مش ممكن ارچعلها أبدا.. لو اخر ست في الدنيا.. مش ممكن ارچعلها... و كفاية لحد اكده.. وبلاش نفتح في الحديت اكتر من اكده عشان ماحدش يزعل مني..
عبير جصدك ايه
عاصم جصدي انتي فاهماه كويس.
حامد ماتجول يا عاصم في ايه.. ماتسيبناش نضرب اخماس في اسداس اكده.
عاصم حاضر يا عمي.. اني هاجولك.
انت تعرف يا عمي الهانم بتك المحترمة اتطلجت ليه من چوزها
حامد ببديهية لا تخرج من رجل في مثل مكانته نصيب يا عاصم.. نصيبهم اكده.
عاصم و لو الحكاية حكاية نصيب.. اتنازلت عن كافة حجوجها ليه إيه طلع واطي جوي اكده عشان يساومها عشان تبريه.
لم يجد حامد ما يرد به على عاصم نظرا ليقينه من حسن خلق زوج ابنته الثاني و انه من المستحيل ان يطمع في حقوق ابنته.. فأكمل عاصم..
عاصم طيب امتى عرفت غلطها في حجي و اشمعنى دلوجتي
حامد چيب من الآخر يا عاصم.
عاصم حاضر يا عمي.. هاچيب من الاخر.. بتك عايز ترچعلي عشان نفس السبب اللي چوزها طلجها عشانه.
عبير بكفاية يا عاصم بكفاياك.
عاصم و كفاية ليه.. خاېفة من ايه
حامد كمل يا عاصم.. تعرف إيه بالظبط.
عاصم عبير اتطلجت لأنها ماعاتخلفش.
حامد ايه كيف ده انت عاتجول انت
عاصم هي دي الحجيجة.. طلعت ماعتخلفش و عشان چوزها مايفضحاش اتنازلت له عن كل حجوجها..
حامد نظر لها پصدمة مش معجول.. صح الجدين ده.. انطجي..
لم ترد عبير و لم تقدر صالحة على للتنفس حتى لمجرد كشف مخططهم القذر فأكمل حامد يدهشة اكبر..
حامد طيب.. طيب و عايزة ترچعي لعاصم ليه دلوجتي.. ما تنطجي.
لم يرد عليها إحداهن فأكمل عاصم...
عاصم اني اجولك.. عشان طلعت معيوبة زيي.. اني عندي بهاق و هي ماعتخلفش.. تتچوزني بجى و نحط عيبي على عيبها و احط بلغة في بجي و اسكت.
عشان ماجدرش اجولها مابتچيبيش عيال ليه.. ماهو انا كمان معيوب..
حامد صح الحديت ده يا عبير.. انتي ماعتخلفيش و كنتي عايزة تتچوزي عاصم بس عشان ميجولكيش تخلفي له عيل.
عاصم و ترچع تجولي انها اتغيرت.. اتغيرتي كيف و انتي لسة من قيمة شهرين جعدتي تتريجي على سارة و تعايريها بعماها..
عبير و تحولت عينها پغضب جامح ايوة ايوة.. جول اكده بجى.. تبجي هي اللي ملت ودانك بالكدب ده عشان تسيبني و تتچوزها.. مش يمكن تطلع هي كدابة.. ولا انت بتصدجها اكده و خلاص من غير ما تتأكد
عاصم غبية.. و لو هي كدابة مش صعب علينا يعني نروحو لأي دكتور يكدبها و يجول انك بتخلفي و زينة.. صح ولا اني غلطان.. ثم نظر لها بتقزز عمرك ما هاتتغيري يا عبير.. هاتفضلي طول عمرك جاسية ماعندكيش جلب.
عبير و هي بجى الحنينة اللي عندها جلب.. توجع بيني و بينك بالكدب و تتبلى عليا عشان تاخدك مني الكدابة خطافة الرچالة.. صح
رفع عاصم سبابته في وجهها و احتدت عيناه بنيران الڠضب لمجرد ذكرها لسارة بالسوء..
عاصم محذرا اوعي.. اوعي يوزك شيطانك و تجيبي سيرتها على لسانك العفش ده.. فاهمة.
عبير صعقټ من رد فعله للدرچة دي.. مش طايج عليها كلمة واحدة.. ليه عملتلك إيه.. سحرالك ولا إيه.. فيها إيه احسن مني..
عاصم اختنق صوته بالحنين و الشوق لمحبوبته فيها كتير.. كتير جوي أحسن منك و احسن من اي بنت في الدنيا.. كفاية جلبها اللي مافيش اطيب منيه.. حنيتها على كل اللي حواليها.. ضحكتها اللي بتنور الدنيا.. فيها كتير جوي يا عبير.. جوي.
عبير و هي الطيبة الحنينة دي مش هي اللي راحت توجع بيني و بينك و تقولك كلام ماحصلش..
عاصم بضحكة جانبية تهكمية زي المرة اللي فاتت بالظبط.. فاكرة انها تافهة زيك تعمل حركات العيال دي.. لا يا عبير للأسف مش هي اللي قالتلي.. انا اللي سمعتك بنفسي و انتي بتكلميها امبارح..
عبير پصدمة ايه
عاصم ايوة.. سمعتكو بتتكلمو امبارح بالليل لما خرچتي وراها في جنينة القاعة اللي كان اهل آسر حاچزينهاله.. و سمعتها بتقول كلام كتير و انتي ماعرفتيش تكدبيها في حرف واحد منه..
و اوعاكي تكوني فاكرة اني ماعرفتش مين اللي دسلها الحنش اللي كان هايجتلها في العربية
بتاعتها.
عبير پصدمة اكبر انت.. انت عاتجول إيه.. و چبت الحديت ده منين.
عاصم مش بجولك غبية.. ناسية انتي اياك الكامرات اللي اني زارعها في كل حتة في الدار و في الچنينة كمان.
بعد ما دخلت هي المستشفى روحت اني اشوف الكامرات عشان اعرف الحنش دة خش لها العربية كيف.. و اني متوكد ان مافيش لا حنش ولا حية تجدر تهوب ناحية الدار عشان اني مأمنها زين جوي.
الكامرات صورت الواطي اللي دسلها الحنش.. و كان سهل اعرفه.. چمعت كل رفاعي في البلد اهنه و في البلاد و النچوع اللي حوالينا و سألتهم إن كان حد باع حنش زي اللي لجيته لحد من جريب.
لحد ما
متابعة القراءة