دوائي الضرير
المحتويات
ماعرفناش نعملها.. ماشي يا قلبي
سارة ماشي.. ياللا بقى انا لازم ارجع لهم .
عاصم ماشي.. ياللا.
اوصلها إلى الغرفة التي تجمعها مع هدى و عاملات صالون التجميل و تركها و ذهب إلى غرفته التي يشاركها مع آسر أيضا..
انقضى النهار و كان الجميع مشغول بعمله حتى بدأ المدعويين في الحضور.. و أول من انتهى من الاستعداد بالطبع هم آسر و عاصم اللذان اتجها معا نحو حديقة المنزل حيث مجلس الرجال و جلسا على كرسيين مخصصيين لهما وسط زغاريد النساء و تهنئة الرجال من المدعويين..
و حضر المأذون بعد فترة وجيزة و اقتربت هنية و سعاد من سارة حتى تخرج الى مجلس الرجال كما طلب منهم المأذون حتى يتمم إجراءاته... فسألها في روتينية...
هزت رأسها بخجل دون حديث و لكن لم يكن هذا كافيا بالنسبة له فقال...
المأذون لا معلش انا لازمن اسمعها بودني.. موافجة يابتي
عاصم و حتى يرفع عنها الحرج ما خلاص بجى ياعم الشيخ مش لازمن تكسفها عاد... و أحنا يعني هانعملو الفرح دة كله و الليلة دي كلياتها و هي ماموافجاش عاد ولا إيه.. أكيد موافجة.
جميل بتشجيع لإبنته و حبيبته سارة.. ردي عليه يا حبيبتي.. موافقة.. و أكمل بمزاح ولا اخدك و نروح
عاصم إيه يا عم جميل انت بتلكك ولا إيه.. خليك محضر خير.
ضحك الجميع على ذلك العاشق في حب فتاة كالمراهق..
المأذون ها يا بنتي.. خلصينا بقى الا في واحد هنا هايرتكب چريمة لو ماچوزناهوش حالا.. موافجة .
المأذون و مين وكيلك
سارة بابا.
المأذون على بركة الله..
بدأت مراسم عقد القران وسط هدوء شديد حتى أنتهى المأذون فأنطلقت الزغاريد وسط أصوات الطلقات الڼارية التي أطلقها الغفر و المدعويين إحتفالا بزواج ابن كبيرهم..
استمر الحفل لمدة كبيرة و كانت النسوة يحتفلن و كانت هدى و سارة ترقصن على انغام الموسيقى الفلكلورية بسعادة يراها الجميع... ثم جلست الفتاتين بعد فترة...
سارة هدى..
هدى ايه
سارة
انا خاېفة.
هدى من ايه
سارة عبير و أمها.. لو طالو الاتنين زمارة رقبتي دلوقتي هايعملو عليها شوربة.
هدى سيبك منهم.. خليهم ياكلو في نفسهم.
و إستمر الإحتفال بفرحة عارمة و لكن زاد تجاهل سارة لهما البنزين لڼار حقدهما.. حتي قررت عبير الخروج عن صمتها...
عبير طبعا.. واحدة و واخدة عاصم كبير البلد بعد ما ابوه ېموت.. و التانية اخيرا لجيت حد يبصلها و يرضى بيها بعد ما خطيبها سابها لما اتشلت..
اني عارفة ربنا ماخدهاش ليه.. ولا كنا شوفنا لا الزفتة الدكتورة دي ولا عرفناها.
صالحة ايوة.. و كان زمانك انتي مكانها دلوجت.. وقفت عبير فسألتها بتوجس على فين يا عبير
عبير عابارك للعرايس عاد ياما.
صالحة اجعدي يا بتي بلاش فضايح.
عبير واه ياما.. فضايح إيه كفالله الشړ.. دة اني بجولك هاباركلهم.
صالحة بلاش چنان يا عبير و فوتي ليلتك على خير.
عبير ماتخافيش ياما.. ثواني و رچعالك.
و اتجهت بالفعل نحو الفتاتان لتلقي بعضا من سمها...
عبير مبروك يا عروسة منك ليها.
هدى اسمها منك ليها عموما متشكرين يا عبير.
عبير لسارة مبروك عليكي اول جولة يا عروسة.
سارة بتعجب اول جولة اول جولة يعني ايه
عبير افهميها زي ما تفهميها بجى عاد.. بس أني عايزة انصحك نصيحة.
سارة نظرت لها بتعجب انتي تنصحيني انا
عبير اشتري مني بس.. مانتيش خسارنة حاچة.. اسمعيني و رزجك على الله.
سارة بتأفف قولي.
عبير حاولي تنبسطي.. انبسطي و افرحي على جد ما تجدري عشان وعد مني.. فرحتك دي ما هاتطولش كتير.
هدى إيه يا عبير الجنان اللي انتي بتقوليه دة..
عبير اللي هايحصل يا بت عمي.
هدى ما تبطلي جنان بقى.. انتي تنسي عاصم خالص فاهمة.. عشان حتى لو ما كانش في سارة.. عمر ما هايبقى في عبير تاني.. فاهمة.. اتفضلي بقى روحي اترزعي مطرح ما كنتي.
عبير طيب بالراحة شوية الا يطج لك عرج.. و العصبية ماهياش زينة عليكي في ليلة زي دي..
ثم تركتهم و ذهبت..
هدى غوري جاتك البلى..
سارة مش قولتلك.. مش هاتسيبني في حالي ابدا.. انا عارفة.
هدى بقولك إيه.. انتي البت دي تنسيها خالص و تمحيها من حساباتك.. عارفة ليه
سارة ليه
هدى عشان هي عمرها ما كانت پتخاف من اي حد ابدا... الا حد واحد عارفة مين .
سارة مين
هدى عاصم.. هو الوحيد اللي كان بيعرف يشكمها و يمشيها على العجين ماتلخبطوش.. و لحد دلوقتي كمان على فكرة... و هاتفكر 1000 مرة قبل ما تعمل اي حاجة تضايقك بيها... خليها بس تفكر تقربلك و شوفي عاصم هايعمل فيها إيه..
سارة بجد
هدى ايوة بجد.. سيبك منها بقى و قومي نرقص شوية.. ياللا..
و ظل الاحتفال قائما داخل السرايا و خارجها حتى خرج آسر عن صمته اخيرا..
آسر إيه يا عم انت.. أحنا هانقضي الليلة دي كلها هنا ولا ايه لا انا عامل حسابي اقضيها مع مراتي.
عاصم و مين سمعك ياخويا.. انا كمان زهقت و عايز اخد سارة و اخلع.
آسر طيب إيه ما كفاية كدة .
آسر معاك حق.. كفاية كدة.
ثم وقف و قبل ان يشير لوالده حتى ينهي الزفاف جاء له أحد المدعويين و قال...
رجل مش هاترجصلنا بالخيل ولا إيه يا عاصم بيه.. ده فرحك عاد.
عاصم لا ارجص إيه.. مرة تانية ان شاء الله..
كاد ان يتركه لولا صياح أهل بلدته الذين اصروا على طلب ذلك الرجل و لم يكن من عاصم سوى الموافقة فأحضروا له حصانه الخاص و بدأ معه وصلة رقص على أنغام الموسيقى الفلكلورية..
أما بالداخل كانت الأجواء كما هي مليئة بالفرحة و السعادة.. حتى قاطعها صوت فاطمة التي دخلت تهرول..
فاطمة سي عاصم عايرجص بالخيل برة.
هدى إيه دة بجد.. تعالي يا سارة.
سارة إيه في ايه
هدى عاصم بيرقص على الخيل برة.. تعالي نتفرج عليه.. هايعجبك اوي..
و بالفعل وقفت سارة مع هدى في الشرفة يشاهدان عاصم و هو يتمايل مع حصانه على انغام المزمار و الطبل البلدي كالفرسان.. كان شكله مبهر و هو يتحكم في فرسه بكل سهولة و قوة.. ثم جائت عيناه عليها.. معذبة فؤاده... ابتسم بتلقائية فابتسمت هي بخجل ممزوجا بسعادة..
نزل عاصم بعد قليل من على فرسه و طلب من والده إنهاء الزفاف فوافق عبد الرحمن خاصة عندما أيد آسر طلب عاصم...
تعالت أصوات الموسيقا و ضړب الڼار و خاصة زغاريد النساء إحتفالا بالعرسان.. ثم دخل الاهل و المقربين فقط إلى السرايا حتى أخذ كل عريس عروسه إلى غرفته الخاصة و وقف الاهل معهم قبل ان يتركوهم...
عبد الرحمن الف مبروك يا ولاد.. خدو بالكم من بعض.. ثم وجه حديثه لآسر آسر يا ولدي.. انا ربنا يعلم اني حبيتك من اول يوم دخلت فيه دارنا.. و لما طلبت يد هدى مافكرتش مرتين اني اوافج.. عارف ليه
آسر بإحترام ليه يا عمي
عبد الرحمن عشان كنا شوفنا اختك و عاشرناها و كمان حديتها عنيك من جبل ما نشوفك حتى كان
بيجول جد ايه انت إنسان محترم و انك أكيد هاتراعي ربنا في هدى كيف ما كنت بتراعي اختك و اكتر.
عشان اكده بجولك.. خليك على نفس الصورة اللي خدناها عنيك.. و اوعي تزعل هدى واصل.. فاهم يا آسر.. هدى دي چوهرة عيلتنا.. و بجيت في أمانتك.
آسر هدى في عنيا يا عمي ما تقلقش.
جميل حاوط ذراعي ابنته بحب سارة.. خدي بالك من نفسك يا قلبي.
سارة بدموع حاضر يا حبيبي.. و انت كمان.
جميل عاصم.. خد بالك منها يا عاصم.. سارة شافت في حياتها كتير.. لو زعلتها تبقى زعلتني.. و انا صدقني ممكن اتهاون في اي حاجة في حقي انا شخصيا.. لكن في سارة لا.. سامع يا عاصم.
عاصم سامع و فاهم يا عمي.. و صدقني سارة عمرها ما هاتيجي تشتكيلك مني.. و دي كلمة مني.
سعاد ربنا يسعدكم يا ولاد...
هنية الف مبروك.. ربنا يهنيكم.. ياللا بجى عاد اطلعو ياللا على اوضكم .
و صعدوا معا كلا مع عروسه ..
أدخل عاصم سارة اولا إلى الغرفة ثم تبعها و أغلق الباب خلفه.. و دون اي كلمة اقترب منها و بقوة بين ذراعيه.. ود أن يظل على هذا الوضع لما تبقى من حياته..
تعلقت هي الاخرى به و كأنه طوق نجاتها من غرق محتوم..
الفصل الثاني و الثلاثون .....
انتهى الزفاف و صعد كل من آسر و عاصم مع عروسه و دخل كل زوجين إلى غرفتهما...
أدخل عاصم سارة اولا إلى الغرفة ثم تبعها و أغلق الباب خلفه.. و دون اي كلمة اقترب منها و بقوة بين ذراعيه.. ود أن يظل على هذا الوضع لما تبقى من حياته..
.. فقال بتنهيدة حب حاړقة و نبرة لوعة عاشق وجد ضالته بعد غياب دام لسنين طوال...
عاصم ياااااااه.. اخيرا.. اخيرا يا سارة اتجوزنا.. اخيرا بقيتي ليا و بتاعتي انا بس.. انا مش مصدق..
سارة لا يا حبيبي صدق.. أحنا خلاص اتجوزنا و بقيت ليا و بتاعي انا بس.
.. ثم سأله بإستغراب...
عاصم بقيت ليكي و بتاعك
سارة بغيرة غاضبة ايوة.. ولا انا بس اللي بتاعتك و انت مش بتاعي!! لا يا خويا انت بتاعي انا و بس و ليا انا و بس عشان اي واحدة تبقى تفكر 1000 مرة قبل ما تفكر فيك و تبقى عارفة انك متجوز واحدة مچنونة ممكن ټقتلها لو فكرت انها تقرب منك.
عاصم ضحك بسعادة على غيرتها التي لم تعد تخفيها بعد الان هههههههه... واه واه... سانة سكاكينك و حامية عليا ليه بس اكده من اولها اكده عاتدبحيلي البسة ولا ايه
سارة إيه البسة دي
عاصم القطة يعني.
سارة لا يا عم ولا قطة ولا فرخة.. انا بقولك بس زي ما انت قولت ان انا ليك لوحدك.. انا كمان بقولك انك ليا لوحدي.. صح يا عاصم
سألته برجاء حتى يطمئن قلبها خاصة بعد حديث عبير لها فكانت تحتاج هي لذلك.. أما هو فقد فهم نظرة القلق و نبرة الخۏف البادية في صوتها فرفع كفه ېلمس وجنتها بحنان و هو يقول...
عاصم صح يا قلب عاصم... عاصم ليكي انتي و بس.. بتاعك لوحدك و مافيش اي واحدة في الدنيا دي كلها تقدر تاخدني
متابعة القراءة