رواية عاصفه الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حاجه.. انت مبتحكيش ليه طيب هو انا صدعتك 
فأنفرجت شفتيه بضحكه عابثه وطالعها بدفئ 
 للأسف من طباعي مبعرفش اتكلم ولا احكي كتير عن نفسي 
فهتفت بعفوية 
 ومبتزهقش 
فأزاح حاسوبه عن ساقيه ووضعه على الطاوله واستدار بجسده قليلا نحوها 
 اتعودت 
كانت عيناه تتفحصها بحريه ليمد كفه نحو تلك الخصله التي انسدلت بألتوائها على عنقها فلفها على اصبعه لتتخشب من فعلته 

 هتكملي دراستك في ايه 
كانت ستنتفض من أمامه الا انه استطاع أن يستدرجها بحديثه فأخذت تخبره عن رغبتها في إكمال دراسة تخصصها هنا بأمريكا ولكن بعدما تتمكن من تحسين اللغه وإنهاء دورة تدريبها بالمشفي 
كان يسمعها بأنصات ويثني عليها وهي كانت كالطفله الصغيره أمامه تحادثه بحماس دون خجل أو انتظار تهكمه من احلامها
لتشعر بعدها بقبلة دافئه طبعت على شفتيها لتتسع عيناها بعدما ابتعدت عنها لتدفعه بقوه ثم ركضت من أمامه 
ليفرك عنقه بتوتر نادما على فعلته 
...........
طالعها فارس من مرآة سيارته خلسة وهي تتحدث مع شقيقته تحكي لها عما فعله بها ذلك من يدعى سعيد لأنها رفضت الزواج منه.. جفونها كانت محمرة من أثر البكاء.. ومن حينا لآخر كان يسمع حمدها واستغفارها مازال صوت ترتيلها العذب لم ينساه.. ولكنه نفض رأسه سريعا من تلك الأفكار العجيبه التي اقتحمته وهو ينصت للحديث الدائر بينها وبين شقيقته وربط الأمر أنه ليس إلا اشفاقا 
.............
ارتمت بين ذراعيه بعدما اطمئنت على نجاة 
 الحمدلله قلبي كده اطمن عليها 
فضمھا فريد إليه بحنو ثم رفع ذقنها بأنامله لتتقابل عيناهم 
 اهم حاجه انك ارتحتي واطمنتي 
فهتفت وهي تنظر في عيناه 
 هو انا بقيت حاجه غاليه عندك يافريد 
لتصدح صوت قهقهته عاليا وهو يداعب وجنتيها بيداه
 تفتكري لو انتي مش غاليه عندي يازينه هستحمل هجرك وبعدك عني واصبر 
لتحتد عيناها كالقطه 
 اللي عملته فيا كان صعب 
فتنهد بندم حقيقي 
 انا عارف انه صعب بس كان قدرنا أن نادين تكون في حياتنا ونساعدها 
ولمعت عيناه وهو يتفحص ملامحها وكاد أن يطيح بكل صلابته وينسى وعده لحاله بأن يحترم قرارها في قربه ولكن صوت رنين هاتفه افاقه
ليبتعد عنها يمسح على وجهه بقوة وألتقط هاتفه 
 نادين مالك فيكي ايه.. طيب انا نازل حالا
فسألته بقلق وهي تتبعه 
 مالها نادين 
فلم تجد ردا منه فهو لا يعرف سبب بكائها
..........
دموعها كانت تتساقط بآلم وجسدها يرتجف وهي تتذكر تلك اللحظة بتفاصيلها فهو لم يعرفها.. ظنت حين اڼصدمت به لم تتبين له ملامحها أو أنها من شدة شوقها لذلك الغائب أختلط الأمر عليها ولكن عندما اقتربت منه تسأله عن هويته كي تتأكد
كان نفس الصوت.. ونفس الندبه البسيطة في كفه والتي لم تنسى موقعها.. تركها واعتذر منها أنه لا يعرفها ولم يراها من قبل ورأته وهو يشير للواقف معه وكأنه يخبره انها امرأه مجنونه
ولمحت فريد يتقدم نحوها وبجانبه زينه فتعلقت عيناها بهم وارتمت بين ذراعي زينه التي لم تتوقع منها ذلك
 مش فاكرني يازينه.. افتكرني مجنونه
لم تفهم زينه شئ كما لم يفهم فريد
 نادين فهمينا في ايه
فأبتعدت عن زينه التي أخذت تربت على ظهرها بحنان 
 شوفت طارق يافريد 
................
خرجت من المشفى بأعين تتواري خلف نظارتها السوداء.. ودموعها تتساقط وهي لا تصدق أن المړض هزم والدها.. كانت تظن أن مرضه مجرد كذبه ولكن كانت قوة خفيه سقط قناعها في لاحظه
شردت في آخر ليله لها ب لبنان نفس الليله التي قابلت فيها طارق ولم يعرفها أتاها اتصالا من خادم والدها يخبرها بسقوطه وأنه نقل للمشفي... أسبوعا مره ومازال والدها راقدا يصارع مرضه الذي قاومه كثيرا بقوته ولكن هل للمرض قوة تقف أمامه 
وجلست بسيارتها تبكي بحړقة وضعف إلى أن وجدت رنين هاتفها يعلو لتنظر لاسم المتصل وهتفت بصوت باكي
 ايوه يافريد.. للأسف مافيش تحسن.. انا مش قادره استحمل اشوفه كده... انا اكتشفت اني بحبه مهما كانت قسوته عليا فأنا بحبه 
فتنهد فريد بحزن 
 هيبقى كويس نادين 
فتمتمت بآلم 
 مرضه نهايته مجرد وقت يافريد... تعرف النهارده كان بيكلمني عن ماما وعن جدي وقسوته عليه.. نفس اللي كان بيعمله فيا... كأنه كان بينتقم من الماضي 
لم يجد ما يقوله لها.. فيبدو أن عادلي كانت قسوته طباع متوارثه تغلغلت داخله منذ الطفوله 
 نادين ممكن تهدي وتعدي عليا في الشركه عايزك ضروري 
هتف بنبرة رقيقه تحمل الدعم لتنطلق بسيارتها
 

تم نسخ الرابط