رواية حلم كاملة بقلم سارة مجدى
المحتويات
و توتر ابتسم بشماته و اقترب منها و قال
أنت طالق يا رقيه طالق طالق
و فى خلال لحظات الصدمه التى احتلت الجميع معادا غسان الذى يجلس فى احد الاركان عيونه ثابته على نوار التى لا تهتم لوجوده و لانظراته التى تعيد اليها القليل من كرامتها المهدوره و التى استباحها هو بأسم الحب اذا فليجرب ذلك الاحساس و ليرى ما كانت تراه
البيت ده بيت بركات و اللى هيفضل فيه هما ولاد بركات و احفاده الخاېن ملوش مكان بنا و الغدار و اللى كاره الخير لينا ملوشمكان بنا
ثم نظر الى حلم و قال بأقرار
وجود راغب فى البيت ده قرارك يا حلم لانك الاولى منه انك تفضلي فى البيت ده زى ما قرار وجود غسان فى ايد نوار
اقتربت حلم من رقيه و قالت بأبتسامه شامته
لما عمي رماكي دلوقتي زى ما ابويا رما امي زمان و حق اختى رجع و ابنك راكع تحت
رجلها يتوسل حبها و رضاها و انهاتفضل معاه
اقترب راغب و ضم امه الى صدره و هو يقول
مش هسمح لك تهيني امي
نظرت اليه حلم و قالت
تقدر تاخدها و تمشي من هنا البيت ده مبقاش بيتكم
لينظر اليها بتحدى و قال
يلا يا امي
ثم نظر الى جنه و قال بأمر
نظرت اليه جنه و قالت
انا فعلا هطلع الم الهدوم بس هدومي و عايزه ورقه طلاقي توصلني على بيت بابا
ليقطب جبينه بحيره و قال پغضب
طلاق ايه ايه اللى انت بتقوليه ده انت اټهبلتى
ابتسمت بسخريه و هى تقول
معتقدش ان قلبك هيوجعك لما طلقني و لا هتركع قدامي تتحايل عليا علشان افضل معاك انا مش فارقه معاك اصلا يا راغب و لاهفرق اصلا
و رجاء وقالت
اديني فرصه ارتب اوراقي و افكاري انا مش عارفه اشوف مين صاحب حق و مين مظلوم و مين ظالم انا مش شايفه دلوقتي غير انى انااللى مظلومه وسطكم و انضحك عليا
وقبل ان تتحرك خطوه واحده دوت صرخه عاليه ولحقتها صوت سقوط و دماء كثيره ليشعر الجميع بالصدمه و تحولت النظرات الى خوف واحساس جديد بالخساره
بعد مرور سته اشهر
كانت تدلف من بوابه المؤسسه الكبير لراعيه كبار السن و المشردين بعد ان اصبحت المديره فمنذ ما حدث معها و مع اخوتها و هى تأخذ خطوات ثابته لمستقبلها دون التفكير فى الماضي و كل ما يحمله من الم و خيبات و ساعدها فى هذا طبيبها الذي اصبح صديقها دلفتالى غرفه مكتبها و خلفها المساعد الخاص يخبرها بكل المستجدات
نظرت اليه ثم أومأت بنعم و قالت بهدوء اعتادت عليه مع التدريب مع طبيبها النفسي
و الناس اللي وصلت كل امورهم تمام و مش ناقصهم حاجه
ابتسم عاصم و هو يقول بأقرار
متقلقيش حضرتك كل اوامرك و اوامر الوزاره بتتنفذ بالحرف و بدون تهاون
ابتسمت براحه و هي تشير له بالانصراف بعد ان قالت
اول ما القافله الاخيره توصل عرفني
أوامر حضرتك
اجابها و غادر الغرفه و اغلق الباب خلفه بهدوء اخرجت هاتفها من الحقيبه حتى تتصل بنوار تطمئن عليها كعادتها اليوميه بعد عده ثوانوصلها صوت اختها السعيد منذ انشأت تلك الحضانه
سياده المديره المهمه عامله ايه
لتضحك حلم بصوت عالى و هى تقول بمرح
انا حلوه اهو زى كل يوم أنت بقا عامله ايه
زى الفل بس مش فاضيه دلوقتي علشان بنفخ البلالين هبقا اكلمك بليل او اشوفك بقا انت وحشتيني
اجابتها نوار بمرح مشابه و قبل ان تعلق على قصه البلالين اكملت نوار قائله
اتصلى بعائشه اطمني عليها شكلها خلاص هتعملها و نبقا خالات
اتسعت ابتسامه حلم و هى تقول
حاضر و انا يمكن اجي النهارده فعلا بس عايزه افهم حكايه البلالين
لتضحك نوار بمرح و قالت بسعاده
ده عيد ميلاد آدم يلا بقا علشان الحق اخلص
و اغلقت الهاتف سريعا لتنظر حلم الى الهاتف بأندهاش لكنها ابتسمت براحه ان اختها و اخيرا استطاعت ان تحصل على السلامالنفسي و التوازن من جديد بعد كل ما حدث مع غسان
اعادت راسها الى الخلف و هى تتذكر كل ما حدث منذ سته اشهر فى ذلك الاجتماع الاخير الذى جمع عائله بركات كامله و لاخر مره
حين انهت جنه كلماتها التى تفهمتها و لا تلومها عليها فجميعهم مخطئون فى حق جنه هي ايضا ساهمت فى چرح قلب صديقتها وافقت على ان يتزوجها راغب و هي تعلم جيدا انه يحبها و انها تسكن قلبه و ان لا يوجد مكان بقلبه لجنه و رغم ذلك ذهبت بنفسها لها واخبرتها برغبه راغب فى الزواج منها
حين تركتهم جنه يشعرون بالصدمه من موقفها و خاصه راغب و رقيه الذان كانا يراهنان على حب جنه الكبير له كانت تصعد درجات السلمتغشي عيونها الدموع لتشعر بدوار و فى ثوان كانت ممده ارضا اسفل الدرج و اسفلها بركه كبيره و كأن القدر يقف معها فى معركتها الجديده و يعطيها اول المفاتيح للخروج منها دون ذيول او و كأن القدر يؤيد قرارها و يريد ان ېصفع راغب و رقيه صفعه اخيرهلم يتوقعوها اي منهم
حملها راغب سريعا و غادر المنزل تاركا و الدته و الجميع و التى لحقت به كانت حلم لكن عائشه اوقفتها و هى تقول بحيره
رايحه فين يا حلم
مقدرش اسيب جنه يا عائشه
اجابتها حلم بأقرار ثم نظرت الى يوسف و قالت
هبقا اكلمك
حاوط يوسف كتف عائشه و هو يقول
روحي يا حلم بسرعه جنه محتجالك و متقلقيش
بالفعل صعدت سريعا بجانب جنه حين ابتعد راغب بعد ان وضعها فى الكرسي الخلفي للسياره طوال الطريق الى المستشفى كان الصمت سيد الموقف فلا كلام يشفع و لا تبرير يمحي ما حدث
تكفى نظرات الندم داخل عيون راغب ليس لكل ما حدث و لكن لظلم وقع على جنه دون ذنب او سبب سوا غروره او انانيته
حين وصلا الى المستشفى سريعا اخذ الاطباء جنه و بدأوا فى عمل الازم لها و الازم لانقاذها جلست حلم فى ابعد مكان عن راغب الذي وقف بجانب باب الغرفه التى تضم جنه تلك الفتاه الرقيقه التى عشقته واحبته بكل كيانها وروحها
لم تبخل عليه بشئ فى وقت كان هو لا يراها بل يحاول نسيان حلم بها و بأسوء الطرق و اخسها
رفع عيونه ينظر الى حلم التى تجلس بهدوء واضح عليها التوتر و القلق لكنها اكثر ثباتا انها تغيرت اصبحت اقوى متصالحه مع نفسها ومع الجميع تعلم الان ماذا تريد و هذا واضح فى عيونها خاصه خلال تلك المواجهه المريره التي كشفت كل الحقائق و كشفت من الجانيالحقيقي و انه لم يكن فقط عمه و لكن والدته هى اليد الخفيه لكل ما حدث
كانت تعلم جيدا انه ينظر اليها تعلم ايضا بماذا يفكر فحديثها مع الطبيب النفسي جعلها تستطيع استيعاب و فهم حتى النظرات ولذلك و من قبل ان تكتشف مذكرات والدتها كانت تدرك نظرات زوجه
متابعة القراءة