رواية حلم كاملة بقلم سارة مجدى
المحتويات
دميتها المفضلة
يعدها أن يأتي لها بأفضل منها يمسك بيديها يضمها إلى صدره بحركة حماية و دعم لتضع رأسها من جديد على كتفه و أغمضت عينيهاو هى تهمس ببعض الكلمات الذى لم يتبين منها سوى
الماضي لعڼة هيطولنا كلنا
شعر بأنقباض بقلبه و كأنه لا يستطيع التنفس و لا يجد هواء حوله يتسطيع تنفسه
فى صباح اليوم التالي دلفت الطبية النفسية إلى غرفة حلم التى تجلس صامته تماما تنظر إلى النافذة الكبيرة تتابع تلك السحب البيضاء الكبيرة التى تملىء السماء و تخبىء خلفها زرقة السماء و صفائها غير شاعره بمن معها فى الغرفة و لا بدخول الطبيبة
قالت الطبيبة بصوت هادىء
إزيك النهاردة يا حلم
لم تتحرك حلم و لم يظهر على وجهها اي معالم تدل على أنها سمعتها و قبل أن تعيد الطبيبة كلماتها نظرت لها حلم و قالت
كويسة
طيب الحمد لله تسمحيلي نتكلم شوية مع بعض
اه ممكن و هو فيه فى أيدى حاجة تانية غير الكلام
أعتدلت فى جلستها و قربت وجهها من الطبيبة و هى تقول
أنا مش محتاجة أتكلم علشان أنسى الماضي أنا الماضي عايش الحاضر و عمره ما ماټ و لا خلص نقدر نتكلم و أقولك على كلإللى بحس بيه و إللى بفكر فيه بس لا أنت و لا أخواتي و لا أى حد قادر يشيل الكره إللى جوه قلبي لأب عمره ما حبني عمره مكانراجل حقيقي لأمى أو لأخواتي أو ليا عمره مكان مصدر أمان طول عمره هو الشىء الوحيد السىء فى حياتي العلامة السودة إللىشوهت صورة الحياة فى عيوني
هى تكمل
أمحى الماضي رجعى أمى غيري أبويا وقتها أنا هخف زى ما أنتوا عايزين
كانت الطبيبة تستمع إليها بصمت عيونها ثابتة على تعبير وجه حلم الذى يرتسم عليه التقزز وقت ذكر والدها و ترتسم ضحكه لطيفة حينتذكر والدتها و ظلام حالك داخل عينيها حين تتحدث عن المستقبل و الحياة أنها حالة صعبة و تصل إلى حد أنها ميؤس منها طالما هىترفض العلاج
محدش فينا بيختار أبوه و أمه و أخواته بس الإنسان فى إيده يختار حياته يغيرها و يبدلها زى ما هو عايز و يحقق رغباته كلها الحياةمره واحده بس يا حلم و لازم تتعاش بلاش تبقي ضعيفة كسرى قيود روحك و شوفي راحتك فين و أرتاحي
نفسي أرتاح
قبل ذلك بقليل وصل غسان إلى المستشفى ليجدهم يجلسون بالخارج شعر ببعض القلق و أقترب سريعا من نوار التى تسند رأسها إلىالحائط و مغمضة العينين جلس جوارها وهو يقول
مالك يا نوار حلم فيها حاجة
أنا كويسة الدكتورة النفسية مع حلم علشان كده قاعدين هنا
نظر حوله و قال باستفهام
أمى فين
أعتدلت فى جلستها و قالت
نزلت الكافيتريا تجيب قهوة و راغب راح يصلي
أومىء بتفهم و عم الصمت عليهم لعدة دقائق كان هو يحتضن كف يديها بين يديه
لتقول هى بأبتسامة متوسله
غسان هو ينفع و إحنا هنا نكشف مره تانية مش يمكن يكون فى علاج تاني
أخفض عينيه ينظر أرضا و الذنب يعود ليؤنبه من جديد لكنه قال
حاضر يا نوار هنروح لدكتورة تانية بس نطمن على حلم
أومئت بنعم و هى تقول
إللى تشوفه يا غسان
طاعتها هدؤها نظرات الأحترام و التقدير العشق الواضح فى عيونها و الحب الكبير الذي تكنه له يزيد من ألم قلبه و يزيد من تأنيب ضميره و أحتقاره لنفسه
مر بعض الوقت فى صمت
عادت رقيه و معها قهوة لها و لنوار جلست جوار غسان تطمئن منه على البيت و على والده و جده
حين غادرت الطبيبة وقف الجميع أمامها فى نفس اللحظة التى أقترب فيها راغب منهم يسأل بأهتمام
خير يا دكتور
نظرت الطبيبة لهم بأسف و حركت رأسها يمينا و يسارا بيأس
للأسف الحالة رافضه أى تدخل الحالات إللي زي دى الطب بيقف قدامها عاجز طول ما المړيض رافض أنه يعترف أنه محتاج مساعدة
خيم الصمت
على الجميع لعدة ثواني حين قالت الطبيبة
لازم تفهموا أن الشخصيات دى مش هتكون مؤذيه لحد قد ما هتكون مؤذيه لنفسها
نظروا جميعا إلى بعضهم پصدمه لتقول نوار بقلق
ممكن ټموت نفسها
حركت الطبيبة رأسها بلا و قالت
مش للدرجة دي بس قرارتها ممكن تتسم بالحده و زيادة العند و التحدى حتى على حساب نفسها
عاد الصمت يكون سيد الموقف بين نظرات حزن و خوف و بين إحساس يزداد كل يوم بالخسارة
أنا مستعده لأعطاكم أى نصيحة أو معلومة أو حتى دوا أتمنى أنها تكون بخير
قالت الطبيبة كلماتها و غادرت و ظلوا جميعا واقفين يخيم عليهم الصمت يحتضن غسان نوار التى تبكى بحزن شديد و ڠضب و كره يزداد تجاه والدها الذي دمر حياتهم دون أستثناء
و عند تلك النقطة نظرت إلى راغب الذي يستند إلى الحائط بأحباط و حزن شديد
أستيقظ أحمد من نومه بتثاقل كأسد تناول وجبه دسمه و نام و هو سعيد
نظر إلى حسن النائمة كملاك بريء ينقصه أجنحة بيضاء
غادر السرير برفق و هو يعدها بينه و بين نفسه أن يعطيها أفضل صباح مر فى حياتها بعد تلك الليلة الڼارية و التى شعر فيها أنه ملك منملوك العصور الوسطى و ليس معه أمرأة واحدة فقط بل شعر أنه يجلس داخل حرملك كبير مليء بالجواري الذين لا يريدون شىء فى الحياةسوى رضاه
وقف يعد الطعام و عصير طازج و عقله سرح فى كلماتها عن عدنان
أنت عارف إنه بيجبرني على الشغل فى الكبارية و أنا تعبت من الزباين و هو كل يوم ياخد فلوسي و بس
كان يستمع إلى حديثها و هى تجلس فوق قدميه يداعب خصلات شعرها المموجه أكملت هى بدلال يفقده كل خلايا عقله و قلبه
أنت عارف نفسي أطلق منه و أبقى ليك أنت بس أنا و أنا معاه بحس أنى بخونك أنت لأنى مش بحب حد غيرك و لا بحس أن ليا جوزغيرك
عاد من أفكاره و هو قد وصل لحل
لها سوف يرضيها و أيضا يرضي رجولته
أمسك هاتفه و أتصل بأحد أصداقه محامي لكنه متخصص فى قضايا الخلع و الطلا
الفصل العاشر من سقر عشقي حلم
صعد احمد درجات السلم الداخلى للشاليه و هو يحمل الفطار بين يديه بعد ان انهى حديثه مع صديقه المحامي الذى اخبره بمايستطيعوا فعله
كانت الابتسامه الواسعه ترتسم على ملامح احمد الذي يقضي الان اسعد لحظات حياته بين ذراعى حسن و ايضا بعد كلمات صديقه التي طمئنته بشده
دلف الى الغرفه ليجدها كما تركها
متابعة القراءة