رواية اولاد فريده بقلم ايمان فاروق
المحتويات
ان يطمئنهم عليها وتعود مرة أخرى الي احضان الحارة الطيبة من جديد .
. . . . . . . . . . . . . . . .
وضعت المفتاح بمزلاج الباب لينفتح الباب أمامها وهى لا ترى شئ امامها سوى صورة السيدة فريدة التي تركت بيتها ورحلت مما جعلها تنقبض من تلك الفكرة فهى الأخرى ام ولديها ابن تتمنى له السعادة ولكن ليس على حساب نفسها لن تستطيع التحمل ان تهجر حياتها الماضية هباء هكذا دون النظر لمشاعرها بل من الممكن ان يشاركها البيت حتى يكون مستقبلة ولكن هذا تفكير اناني من أبناء ام زوج ابنتها وهى ترى ان ابنتها مشاركة في هذه الچريمة ولذلك ستتواصل معها وتنهرها على هذا الأمر ..هى اخبرتها انها ستذهب الى بيتها بالريف وهناك اخواتها واقاربها ولن تكون وحيدة او غريبة بينهم ولكن موضوع الدار هذا قاس جدا لذلك عليهم البحث وعلى ابنتها مؤازرة زوجها في البحث عن المفقودة لترفع بعد ان جلست على احد الأرائك التي تحتل غرفة المعيشة لتتناول انفاسها المتلاحقة بفضل درجات السلم العالية لتستنشق الهواء وتطلقه في هدوء وهى تلمس شاشة الجوال ليأتيها رقم ابنتها وتتواصل معها وتقوم بمطالبتها بالذهاب الى بيت ام زوجها للوقوف معهم في مصيبتهم نعم هى مصېبة ولكن ابنتها لا تعلم مداها لوعلق معها الهاتف وهى تدعوا الله لها بالهداية حتى ټعذب بأحب ما تملك وتبتلى فيه كما كانت سبب في بلاء تلك السيدة التي لم تفعل لهم سوى كل خير لتغفوا بعدها من شدة ارهاقها ويوقظها زوجها بنكزة من يده قائلا برفق ام احلام ..ايه اللي منيمك كده .. قومي
ريحي جوا .
ام احلام بفلجة من تلك الوكزة ايه في ايه يابوا أحلام ..انا مش نايمة ..تلاقي بس الضغط وطي شويه .
الزوج وهو يقترب ليجلس بجانبها ويربت على كتفها بحنو قائلا الف سلامة عليكي .. ودا من ايه كده ..طب تحبي نروح لدكتور ..والا اعملك فنجان قهوة يفوقك شوية .
الزوجه مطمئنة لزوجها الذي يبدو عليه مظاهر القلق متخفش دا بس لاني زعلت شوية من كلام ام محمود وانفعلت شوية على بنتك احلام ..قالت كلماتها لتثير انتباهه نحوها ليطالبها بسرد ما قصته اليها ام محمود وتقوم هى بالفعل بسترسال القصة برمتها من اول الخطة التي كانت ابنتها تخطط لها بالتعاون مع أمال سلفتها والى أن وصلت للجارة ام سعد اليوم وما اخبرتها به عن حال السيدة فريدة وموقف ام محمود معها وحديثها اللازع التي زرفتها به ليحرك رأسة بحزن مستغفرا لله ويتوجه الى الداخل وهو يردد الحوقلة نعم لقد عجز لسانه على الكلام فموقف ابنته مخزي للغاية امام ام زوجها وخاصتا انه يعلم أن السيدة فريدة لا تتدخل في شئونهم بتاتا لهم ولا ابنائها الآخرين أذا فلماذا هذا الموقف العدائي لها فخى نعمة مهداة لها ومشوارها في الحياة اصبح على مشارف النهاية فلماذا يتخذونها عائقا أمامهم لذلك قرر أن يتواصل هو الأخر بابنته ليستدعيها حتى يتثني له الحديث معها عن قرب فالهاتف لن يكون مريح له ..ليتواصل معها بالفعل وتجيبه على الفور ويخبرها انه يريد لقائها ولكنها تجيبه معلش يابابا أنا في طريقى لبيت حماتي علشان مش لقينها ولازم اكون مع كمال في الازمة دي .
. . . . . . . . . . . . . .. .
اخذا يأكل الطريق اكلا حتى يعود بها .. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..كما اخبره اخيه الأكبر الذي ذهب لأستقبال وأحضار امانته الاخرى ليشاهدها وهى تحمل جبلا من الحزن لتلقيه عليه بعبراتها المشتاقة لريح أمها فور قدومه اليها لتستشعره حينما ارتخت بين أحضانه قائلة بأنفاس متهدجة وحشتني قوي يا اخويا ..وامي كمان وديني ليها يمكن اقدر اتنفس ..احسن حاسة اني بمۏت.
كلماتها جعلته يؤصد امامها الأن هذا الموضوع فحالتها لن تستحمل ثقل اخر من الأحزان فيكفيها ما يشاهده هو عليها ليستعيد انفاسه متنهدا
متابعة القراءة