رواية اولاد فريده بقلم ايمان فاروق
المحتويات
بتريث فهو لن يجبر إبن أخيه بالزواج من ابنته واولا وأخيرا هذا قدر مما جعله يقول هاتفا طب ودي فيها ايه الجواز قسمة ونصيب وأنا بنتي غاليه واحسن واحدة في الدنيا وهو الخسران اكيد واكمل بصدق لو علمتم الغيب لخترتم الواقع..يعني اللي مزعلنا دلوقتي لوعرفنا انه ممكن يكون هو سبب شقئنا لو تم يبقى لازم نحمد ربنا على نعمته ودائما انا بدعى ربنا يقربلك الخير ويبعد عنك كل شړ يبقى اي حاجة تبعد عننا هى الشړ لأن ربنا مبيعملش غير كل خير .
كلماته اثلجت بعض من شقاء صدرها مما جعلها ترفع يدها لتمسح العبرات التي سالت فوق وجنتيها وهى تحاول أن تبدوا قوية امامهم فهم اشد منها حزنا فيكفيهم شقاء من أجلها مما جعلها تردف قائلة
صدقني يابابا انا مش زعلانه غير ان الموضوع جه مفاجأة ودا الى صدمني ..انا عارفة ان مواضيع الجواز ده قسمة ونصيب وانا راضية بقدري ونصيبي.
الاب برضى تام عن عقل فتاته التي تحاول الخروج من حالة الحزن المسيطر عليها ليتمتم اليها بالدعاء ربنا يكملك بعقلك ويرضا عنك ياقلب ابوكي ..ويجعلك من الحامدين الشاكرين ..انهى حواره بعد ان امنت هى وزوجته على تلك الادعية التي تمنت ان يجيبها الله لتهداء نفسها الثائرة بالحزن الشديد على حالها .
. . . . . . . . . . . .
رحل كل منهم بصحبة زوجته وهم يحملون ثقل بات على اكتافهم فما صرحت به سلاح ذو حدين مما جعل كل منهم يصارع نفسه قبل ان يصارع من حوله وكل واحد منه يسير بتيته دون الرجوع هل ستبتعد عنهم حقيقتا بهدوء وسعادة ام انها تهرب من قسوتهم عليها هل ستبتعد وتتنصل منهم ام أنها ستظل على تواصل معهم هل يحفرون قبورهم بأيديهم ففي بعدها الهلاك مما جعل كل واحد فيهم يتقلب أرقا طيلة ليلته ..فكل واحد فيهم ظل يصارع نفسه ليلا بعدما ظنت كل واحدة من زوجاتهن انها ستحتفل معهم بليلة مميزة وهن غافلات عن جريمتهن اللاتي اشتركن فيها بتشجيعهم على اقصاء امهم من حياتهم وقسوتهم في قرارهم الذي قتل نابضها ليغفوا بعد ذلك لتكتمل ليلتهم المريرة في خيالهم الباطن لتعود اليهم افعالهم معها على شكل احلام مفزعة ليتمني كل واحدا منهم ان يعود الى الواقع من شدة الخۏف والخزي الذي استشعراه في برزخ احلامهم .
كانت هناك هى الأخرى تستعيد ذكراها الحزينة في يوم عيدها وكسرتها امام نفسها الخاسرة ..فهى اليوم خسرتهم للنهاية بعد موقفهم المخزي معها والاستهانة بها والتخلى عن وجودها بينهم .
عادت لواقعها المرير وابتلعت غصتها وعزمت على أمرها الذي اقرت العمل به وستنفذه دون الرجوع اليهم فهى لن تستطيع السير برفقتهم مرة أخرى ..ستقصيهم من حياتها كما ودوا هم وفعلوا عنهم .. توجهت بخطواط مثقلة وعين باكية الى خزينتها لتسجمع بعض من ملابسها في حقيبة صغيرة في يأس من حالها فهى لن تستطيع ان تأخذ كل اشيائها مرة واحدة ثم توجهت إلى الخارج وهى تمشط جدران المنزل بهدوء حزين لعلها تكون المرة الأخيرة التي تشاهده فيها ..نعم ستودع الجدران فهى التي أوتها واحتضنتها هى وزوجها الراحل وهؤلاء العاقون ..هنا كان يجلس زوجها وهنا كان يستمتع معها بمشاهدة التلفاز وهنا كان يرتشف قهوته هنا في هذا البيت لديها ذكراها الخالدة ورسختها الأيام في ذهنها.. هنا جاهدت معهم وهم يخطون أولى سطورهم في الحياة فهم كانو اولويتها حتى انها ظلت تدور في فلكهم هم دون النظر الى حياتها الى انهم ضحوا بها الأن من اجل سعادة انفسهم فقط بكل انانية وجحود طغى عليهم دون التفكير فيها وفي مشاعرها التي هدروها أرضا دون رحمة او بر .
خطت مكتوبها الورقي وتركته ليعتلى المائدة التي كانت شاهدا دوما على تجمعهم اثناء تناول الطعام في جمع بينهم لتتركهم هى تاركة خلفهم كلماتها التي تودعهم بها سأرحل ولا داعى للبحث عنى ..اهنأوا بحياتكم وبروا زوجاتكم واولادكم حتى يبروكم ..سأدعوا الله ان لا تذيقا مثلما اطعمتونى ..تركت بيتي من اجل ان ينعم صغيركم بالاستقرار كما ساعدتكم سابقا ..فأنا لست بحاجة اليكم وانتم لم تعدوا في احتياجي.. سأرحل بلا عودة حتى لا
متابعة القراءة