قطرات الحب
متهللة رغم ذلك أعربت لمعة عينيها على الفرح وتجاهلت ما حدث ثم بحركة مباغتة عانقته بقوة وكانت ردة فعله هو أن يضمها رددت
عاوزاك تحبني كده على طول لأني مش بحب غيرك.
قطع السيد زاك تلك اللحظات الخاصة بدخوله المفاجئ للمعمل فابتعدا في حرج وهما يحدقان به لكنه لم يعطي الأمر اهتمام ليتحدث معهما في استشاطة
أخبرني المطار قبل قليل أن هانك قد سافر بمفرده ولم تكن إيما معه.
سأله أيهم في غرابة
طيب دا معناه أيه مش اللي عرفناه إن إيما معاه!
هنا توجس السيد زاك وقال
إيما أنا قلق بشأنها وأخشى أن يكون قد غدر بها ك راندا!
ظهر حب السيد زاك ل إيما رغم أنها تعاونت مع هانك وفضلت الخېانة ولذلك قال أيهم وقد تأهب لتقديم العون
أنا هدور معاك عليها بس يا رب تكون بخير ومحصلهاش حاجة
كان السيد زاك متأكدا أنها لربما لاقت مصير راندا هي الأخرى قال
اتأمل ذلك..........!!
مكوثه في شقته جاء من خوفه في مواجهة والديه لما حدث فبذلك أثبت لهما عدم مسؤوليته في التعامل مع أموره الخاصة بل وكان غبيا فانفرد بنفسه ليفكر بجدية فلم يتوقع أن تتفاقم الأمور لهذا الحد اللعېن.
ثم وهو في أوج تعمقه الفكري استمع لقرع جرس الباب فاعتدل في رقدته على التخت ليجلس متعجبا لكنه قلق من مجيء هذه الشمطاء له وتهدده مرة أخرى.
نهض ريان بخلقته الشاحبة وشعره الأشعث ناهيك عن عدم هندمة ثيابه ثم تحرك لخارج الغرفة كي يفتح للزائر الغامض.
وعند فتحه للباب غلبته الصدمة للمرة الثانية كزيارتها الأولى له ردد في ۏجع
ماريان!
نبرته الخاڤتة أعلنت حزنه لما أضحى بينهما من فراق وكانت بعكسه تماما فقد رسمت بسمة صغيرة ودودة كان يستغربها قالت
مش هدخلني ولا أيه!
ثم تجرأت وخطت بقدمها لتلج وسط تيبسه الجسدي مكانه ثم أغلقت الباب خلفها طالعته بنظرة شمولية وهو أمامها مباشرة خاطبته
هتفضل واقف كده
ثم طوقت عنقه في ألفة جعلته يتخيل أنه يحلم وحملق فيها بعدم تصديق فابتسمت قائلة
إنت عند حق أنا فعلا مقدرش أعيش من غيرك حاولت أحب مقدرتش أنا موافقة تتجوز عليا يا ريان طالما دا هيخليك جنبي
كلامها أسعده بل وأحزنه في ذات الوقت فتابعت بصدق
شوف عاوزني أعمل أيه وهاعمله مش هسمع كلام حد تاني غيرك يلا قولي عاوز أيه!
تلعثم للحظات من هول المفاجأة وذلك قد محى حزنه قبل قليل وابتسم لها و قال
أنا كل اللي عاوزو تكوني جنبي وبس سامحيني لو في يوم زعلتك.
قائلة
لازم نرجع لبعض الأول.
رد متذمرا
إنت وحشتيني.
اتسعت بسمتها وهي ترى الحب ينبلج من عينيها المسلطة عليها وهنا أيقنت مدى تعلقه بها وأن عنادها ما جعل علاقتهما تتوتر قالت
أنا اتعالجت من مشكلة الخلفة وتحاليلي كلها مظبوطة ناقص بس نتأكد منها.
تهلل ريان من خبرها المبهج سألها
طيب هنتأكد إزاي!
عضت على شفتيها في حجل زيفته بالطبع قالت
علشان اثبت إني بخلف هيكون إزاي يعني
لعڼ غبائه في فهمها من أول مرة وضحك ثم صاح ليعرب عن فرحه بعودته لها وهو يلف بها من حوله فلامت ماريان نفسها بأنها كانت غير مسؤولة ولم تراعي مشاعر زوجها وأيضا أخفت هوية من كانت السبب في مجيئها إليه ثم كنت لها الشكر حين هاتفتها في وقت سابق....
إنت ليك عين تكلميني بعد اللي عملتوه فيا!
ردت ندى في تجشم من انزعاج ماريان منها قالت
محدش فينا غلط فيك إنت السبب في اللي حصل معاك
تمنت ماريان رؤيتها ومن ثم البصق في وجهها هتفت
عاوزة مني أيه أنا خلاص
شوفت حياتي وربنا وقف جنبي وهخلف ومعايا الإنسان اللي ساعدني
لم يسع الوقت لتدخل ندى معها في أحاديث أخرى قالت
اسمعيني يا ماريان أنا بكلمك علشان عاوزة مصلحتك
تهكمت ماريان من ردها المضحك لكن أردفت ندى في جدية
أنا وريان مافيش بينا حاجة دي لعبة عملناها عليك
تأجج القلق داخل ماريان تجاه هذه الفتاة وظنتها تفعل ذلك لتتلاعب بها لذلك أخذت حذرها منها وانتبهت جيدا لكن سرد ندى المسهب لها جعلها تستمع لها وهي في حالة من الذهول الغريبة حتى انتهت ندى لتقول في تأكيد
دي كل الحكاية صدقيني ريان بيحبك قوي وهو دلوقتي ندمان لما عرف إنك هتتجوزي ومش عارف يعمل أيه.
احتفظت ندى بباقي الأحداث التي أجبرتها والدتها على فعلها فهي لن تقلل من نفسها وسارعت لتخبرها قبيل أن تهاتفها والدتها وتفسد العلاقة أكثر من ذلك.
ردت ماريان في ندم
يعني أنا ظلمتك وإنت طلعتي بنت كويسة!
لم تكن لتتساءل ماريان بل وضحت شخصية الفتاة التي رأتها أول مرة كانت بسيطة وهادئة وملامحها رقيقة وقد غارت منها حينها رغم أنها الأجمل قالت ندى بتنبيه
مش عاوزة حد يعرف إني كلمتك حتى ريان
لم تعارضها ماريان لتوافق على طلبها في طاعة فتابعت ندى بنصح
والأفضل إنك تروحيله وتبينيله إنك غلطي في حقه متخلهوش يحس إنه ندم في حاجة هو عمل كده علشان بيحبك
علت قيمة ندى في نظر ماريان ووجدتها فتاة مثالية خاصة حين نصحتها كشخص قريب منها فردت عليها في تودد
خلاص مش هقوله وهبين إني ندمانه لأ أنا بجد ندمانة.........!!
الفصل الرابع والعشرون
قطرات الحب
أحكمت ربطة عنقه بنفسها ولم تفارق الابتسامة وجهها استعدادا لاتمام خطبته الليلة ومسرة بقبوله للزواج بعد إلحاح منها. بينما استسلم سيف لما تفعله أخته فقد بات مشتتا غير قادر على فهم أي شيء مما صار معه وعن سبب تخلي لين المفاجئ عنه دون ابداء أسباب عقلانية لفتاة في موقفها ذاك.
حين انتهت نيفين مسحت على حلته في لطف وقالت
مبروك يا عريس طالع زي القمر!
لم يبالي كثيرا وقال
مش شايفة إننا استعجلنا أنا كنت بقول يعني آ...
قاطعته قد كشرت من تردده
خلاص يا سيف الناس مستنيانا عاوزهم يقولوا علينا أيه
أحس سيف أنه مقيد باستعجال أخته الذي وضعه فيه الذي لم يقتنع باتمام تلك الزيجة رد مذعنا
اللي تشوفيه.
تخوفت نيفين مع ارتداده عن تكملة الزواج فسارعت بتأبط ذراعه ومن ثم التحرك برفقته ناحية الخارج للتوجه لفيلا السيد كارم وخطبة مايا..
وبمجرد فتح نيفين للباب تفاجأت بشاب لم تره من قبل كاد أن يقرع الجرس وهذا يدل أنه جاء قاصدا لهما هنا سأله سيف بترقب
أيوة مين حضرتك!
نظر له آيان بحدة وازدراء تعجب سيف منه وكذلك نيفين رغم استيائها من تلك النظرات هتف آيان بسخط
طبعا إنت سيف!
ڠضب نيفين من وقاحة آيان رغم أنه ضيف جعلها ترد عليه بانفعال بدلا من أخيها قالت
إنت اللي مين إن شاء وجاي عاوز أيه
أنا ابن خال لين!
قالها آيان ونظراته القاسېة على سيف الذي نظر له بتفرس وقبيل أن يرد سبقته نيفين أيضا للرد في حنق
وحضرتك جايلنا ليه مش خلاص خدت حقوقها ومع ألف سلامة!
اختنق ريان من ثرثرة هذه الفتاة وتضايق خاطب سيف كابحا عصبيته
لين حكتلي على كل حاجة هتتكلم معايا بهدوء ولا نعلي صوتنا وفي الآخر مش هيحصل غير اللي يرضينا.
أعلن آيان تهديده له صراحة ثم ترقب رده فرمش سيف في توتر وبداخله أراد عدم معرفة أخته التي حدقت به مقطبة الجبين غير متفهمة مقصد هذا الشاب سألته
هو يقصد أيه يا سيف فهمني!
تجاهلها سيف مرغما حدث آيان بمعنى
تعالى نتكلم في أي مكان برة.
أحب آيان تصرفه العقلاني ثم تحرك أولا ناحية المصعد لكن قبل أن يلحق به سيف استوقفته نيفين مستفهمة بذهول عظيم
أيه ده رايح فين! الناس مستنيانا!
تابع سيف طريقه خلف آيان وقد تركها هكذا مصډومة مما حدث ثم وقفت نيفين تتعقبه بنظراتها حتى انغلق المصعد عليهما وسرعان ما شعرت بحجم المهزلة التي شاهدتها للتو وصاحت في حيرة
هاعمل أيه دلوقتي يا دي المصېبة الناس مستنيين....!!
صف آيان سيارته في مكان خالي تقريبا من المارة أمام إحدى البنايات ثم بهدوء ظاهري أخد وضع الانصات كي يتركه يخرج ما في جعبته من نوايا لكن خالف سيف توقعاته ناحيته حين قال بصدق
أنا معنديش مانع اتجوز لين أهلها رفضوني وهي بعدت عني وبقالي كام يوم بتصل بيها وقافلة تليفونها.
ظهر الاستنكار على معالم آيان وعلق
إزاي دي بتشتكي إنك مطنشها وهي اتصلت بيك قفلت السكة وبعدين إنت اللي قفلت تليفونك.
نفي سيف بذهول
محصلش لين مكلمتنيش أنا اللي حاولت اتكلم معاها.
ثم تحير سيف في ذلك بينما آيان لم يكترث كثيرا لما يقوله بل سأله بانزعاج
يعني إنت معندكش مشكلة تتقدملها
اومأ مؤكدا وقال
معنديش طبعا بس يا ريت أهلها يوافقوا
ملكش دعوة أنا هخليهم يوافقوا
جاء رد آيان جاف ليكمل بعدها بنظرات نافرة
وطبعا الجوازة دي علشان تصلح اللي عملته معاها يعني اسبوع ولا اتنين وتكون سيادتك مطلقها
ردد سيف في صدمة ممتزجة بالاحتجاج
أيه اللي بتقوله ده!............
في سرعة شديدة وقلق مدرار توجه للمشفى عقب وصوله خبر العثور
عليها مصاپة بطلق ڼاري داخل أحد الأجنحة بفندق معروف ولم يلبث السيد زاك طويلا حتى بادر بالذهاب إلى هناك وبالتالي الاطمئنان على إيما متمنيا أن تكون على ما يرام..
وفور وصوله هتف مستفما عن وضعها حتى أخبروه أنها ما زالت على قيد الحياة.
وقف وظهره على الحائط في حزن حفزه أيهم على المثابرة قائلا
الحمد لله إنها كويسة زعلان ليه بقى
عارض السيد زاك كلامه هاتفا
ظهر أيهم غير متأثر وهو يرد عليه بعدم اقتناع
يمكن!
حضرت رسيل أيضا للمشفى بعدما علمت ثم توجهت إليهما وانضمت لهما استفهمت بشغف
أخبارها أيه!
رد عليها أيهم في لا مبالاة
عايشة!
وجهت رسيل بصرها للسيد زاك واستشفت حزنه على الأخيرة واسته بلطف
إن شاء الله هتقوم بالسلامة متضايقش نفسك
هز رأسه كأنه سيأخذ نصيحتها المقتضبة بعين الاعتبار ثم عاود ليطرق رأسه كما كان مكتئبا فأشارت رسيل ل أيهم بعينيها كي يتحرك معها إلى أحد الجوانب لتدعوه في مناقشة أمر هام..
وفي أحد الجوانب الهادئة خاطبته في جدية
الحمد لله يا أيهم لولا وقوفك جنبي ومتابعتك كان تعبي راح في الأرض واتنسب لحد تاني لحد دلوقتي مش مستوعبة إن فيه ناس مچرمة كده.
أضاف لكلامها بمفهوم
وكمان هو لما عرف إنه اتكشف مكنش وراه غير يهرب
علقت رسيل بغيظ
المچرم قتل راندا أكيد استغلها وضحك عليها منه لله
ثم تابعت في أسى وهي تنظر ل أيهم مباشرة
راندا كانت بنت كويسة ومجتهدة هي بس عندها طموح وهو لعب على النقطة دي
ربت أيهم على كتفها بهدوء وقال
إنت مظلمتيش حد وكويس إنك مكنتيش بتسلميها المستشفى في غيابك!
الحمد لله!
قالتها برضا شديد لما حدث ثم تنهدت لتكمل في تفاؤل
كمان كام يوم كده هسافر أمريكا طلبوني في مؤتمر لمناقشة الاختراع بتاعي وعلشان أثبت إنه ليا ويتم الموافقة عليه
رد عليه مبهورا من ذكائها
بصراحة يا رسيل متخيلتش إنك تنجحي في حاجة زي دي لأن فاهم إن ليها ناس معينة.
قالت في دراية
عندك حق بس طالما كله بيعتمد على العلم والاطلاع مافيش حاجة مستحيلة وإنت عارف أنا دخلت طب أطفال ليه علشان بخاف على ولادنا مش حبا فيها.
قال