قطرات الحب

موقع أيام نيوز

جلبته أمه قبل لحظات وكانت زينة تدرك غضبه لكن تجاهلته فهي بالطبع لن تنفعل هذا الهراء الذي أمرها به وحين اقترب منها توترت وفطنت مشادة قادمة بينهما 

وقف آيان أمامها متجهما وهي جالسة وتحمل يونس خاطبها باكفهرار

يعني كلامي مبيتسمعش!

نظرت له بهدوء ظاهري وقالت محتجة

اللي بتطلبه مستحيل يحصل لمى صديقتي وكمان قريبتي

صاح بانفعال جعلها ترجف

البت دي ماشيها مش مظبوط وأنا مسمحش لمراتي تعرف واحدة بالأخلاق الو دي!

وضعت زينة الولد بجانبها وقد تضايقت من نبرته العالية أمام الأولاد هتفت

بطل تكلمني كده قدام العيال إنت شخص مش مسؤول!

ضغط على عضدها بقوة جعلتها تتوجع قال

لما تبقى إنت الأول مسؤولة وتحترمي جوزك لما يأمرك بحاجة

وجدت صعوبة في التملص منه وعبست قالت

مش هتجبرني أعمل حاجة ڠصب عني ووجودي هنا علشان الولاد بطل تعمل فيها جوزي

أنا جوزك ڠصب عنك!

تعالى صوته وهو يرد عليها فانكمشت مرتبكة هددها علنا

لو محترمتيش نفسك يا زينة هاعمل حاجات مش ممكن تتخيلها أنا بس عامل حساب العشرة بينا

ثم فك قبضته وهو يرمقها بحنق فردت عليه بتهكم

لو بتهددني بأهلي فأنت اللي هتخسر لأنهم هيجوزوني على طول

علق بسخرية أغضبتها

وأيه اللي ضايقني في إنك تتجوزي ولا علشان فاكرة إني أموت من غيرك بالعكس أنا هاخد الولاد وهتجوز

بالطبع تفاجأت زينة وظهر ذلك عليها مما جعله يبتسم بانتشاء فابتلعت احتقاره لها وقالت

أنا مش عاوزة اتجوز إنت كرهتني في كل الرجالة ولو عايز تتجوز إنت حر بس أنا هفضل مع الولاد ومش هغصب نفسي على حاجة

مل من غبائها وطريقته المستفزة هتف

إنت واحدة نكدية وأنا هيبقى عندي حق إني اتجوز بس لتاني مرة هقولك راجعي نفسك أنا مش عاوز خړاب بيت

توجهت لتجلس من جديد وقد أعطت اهتمامها للأولاد فقط متجاهلة إياه فأثارت حنقه بشدة وهنا صر أسنانه وود أن يضربها تأديبا لها لكنه لم يجد الوقت مناسب لفعل ذلك ثم تحرك لخارج الفيلا وقد اعتزم توكيل تلك المهمة لشخص آخر سيدفعها بكلمة واحدة للتراجع !!

طيلة الطريق وهي تتحدث معه عبر الهاتف بجدية بعكسه كان مزعوج من طريقتها رغم شرحها الوافر له بخصوص حالته ونبع ذلك من خۏفها عليه 

وصلت سيارتها لأمام المشفى فقررت أن تنهي المكالمة حين قالت

على العموم أنا دلوقتي في المستشفى لو حسيت بحاجة فورا تجيلي أنا والقرد مستنيينك يا حبيبي!

ثم كتمت ضحتها حين حاولت التمازح في حديثها معه لتخفف من حدة الأجواء ولم يتحمل أيهم ليغلق الخط فجأة فترجلت رسيل من السيارة وهي تضحك فاستقبلها عبد الرحمن ومن منظره تفهمت انتظاره لها خاطبها

صباح الخير يا دكتورة رسيل عرفتي باللي حصل!

سألت باندهاش

قول بسرعة القرد كويس!

تلجلج عبد الرحمن كونها تعطي القرد أهمية كبيرة فرد موضحا

لأ بخصوص آلاء!

تنهدت بارتياح شديد وانتبهت لقلة ذوقها بعد ذلك فسألته

مالها آلاء!

قال بابتئاس

امبارح وهي قدام صيدلية القصر العيني كان فيه عربية معدية خبطتها ودلوقتي

رجليها اتجبست!

حزنت رسيل عليها واستفهمت

بسيطة يعني ولا الكسر كبير!

الحمد لله لوي في رجليها وربنا ستر والدكتور قال ترتاح أنا بس حبيت أقولك إنها هتاخد أجازة وكده يعني شوفي غيرها يمسك مكانها!

ردت رسيل بعملية

روح إنت على شغلك وأنا بعد ما هكلمها هشوف مين هيكون مكانها !!

بداخل المعمل دنت منها متعجبة وهي تراها تنحني بجزعها وتحدق باهتمام بالقرد بل وتتابع بعناية حركاته وجسده ككل وبعد أن طال ما تفعله تحدثت معها بتردد

فيه حاجة يا دكتورة رسيل! 

اعتدلت رسيل سريعا مضطربة قالت

كنت بطمن على القرد! 

ثم سألتها باحتراز

هو القرد ده امبارح كان حران أو بردان! 

غلب راندا الذهول من أسئلة رسيل المعقدة قالت

وهعرف إزاي هو هتكلم معاه!! 

أحست رسيل ببلاهة سؤالها فتراجعت عن إعادته قالت

طيب تمام أنا بحاول اتأكد بس إنه بخير 

قالت راندا باغتمام

عرفتي باللي حصل للدكتورة آلاء رجليها اتجبست! 

أيوة كلمتها من شوية وهي بخير حظها كويس قوي مجرد لؤي محتاج راحة واحد وعشرين يوم! 

قالت راندا بتفاجؤ

بجد!! طيب الحمد لله أصل وصلني إن رجليها اتكسرت

تحدثت رسيل في الأمر الهام وقالت

تقديرا ليها خليتها تختار حد يمسك مكانها

ظنت راندا أنها المقصودة وابتسمت في نفسها فتابعت رسيل بنبرة لا مبالاة

طلبت عبد الرحمن وأنا وافقت! 

ثم تحركت رسيل ناحية المواد المسنودة على الطاولة وبدأت تتفحصها تاركة راندا من خلفها متجهمة ولم تعي رسيل بأنها ستنزعج من عدم اختيار آلاء لها ثم لاحظت رسيل أن المواد خاصتها تبدلت مواقعها وهذا يعني عبث أحدهم بها فاستدارت بجسدها ل راندا وسألتها بجدية

فيه حد دخل المعمل هنا ولعب في المواد بتاعتي! 

بمقهى راق جلست بصحبته شاجنة وهو أيضا مثلها بعدما سردت له رأي والدها والأسرة في ارتباطهما وطال الصمت بينهما حد أضحت الأجواء كاسفة شجية ثم تبادلا النظرات معا وكأنه يلح من خلالها بأنه يتمناها وغير راض عما يحدث كذلك هي أيضا ما زالت مزعوجة وبائسة سألها بۏجع

هنعمل أيه يا لين أنا بحبك وكان عندي أمل ارتباطنا يكمل

ردت بتحسر

أنا مش عارفة أعمل أيه فجأة كده بابا رفض مع إنه كان موافق وماما كمان مرة واحدة غير أسلوبه!! 

آلمه قلبه وهو يشبع نظراته من ملامحها سألها بنبرة ضائعة

يعني مافيش أمل! 

أخفضت نظراتها ولم تجد إجابة فاختنق سيف وأحس بانعدام قيمته أمامها فهتف بعصبية

أنا لو بإيدي كنت خطڤتك واتجوزنا وحطيناهم قدام الأمر الواقع

كلامه جذبها للغاية حين ركزت جيدا معه ثم حملقت به وقد أحبت هذه الفكرة المحنكة قالت

موافقة نعمل كده! 

أدام النظر إليها وأهمل فكرة موافقتها على ذلك فتحمس وابتسم هتف

موافقة نروح نتجوز! 

ردت بموافقة

أنا وإنت مش صغيرين ممكن نتجوز وهما لما يحسوا بينا هيتقبلوا جوازنا وإن الفروق الاجتماعية دي كلام فاضي

تجرأ سيف وضم كفيها بين راحتيه ثم أعرب عن عشقه لها وتمنيه الجارف لأن تكون معه قال

مش عاوزين نضيع وقت يلا نروح نتجوز

ارتبكت من الفكرة في المجمل وخجلت استفهمت

طيب مش نتكلم الأول بعد ما نتجوز هنعمل أيه 

رد بتملك شديد

هتبقى مراتي ومن حقي و 

لم يكمل ليجعلها تتفهم الباقي فابتسمت بخجل شديد أردف

قومي مافيش وقت طالما عايزين بعض !! 

مهاتفة أخيها لها جعلت الهلع يدب في قلبها ووجدت نفسها دون اكتراث تردد كلمات الطاعة له وبكت في صمت وهي يوبخها ويسبها بطريقة أحزنتها هتف عمرو بحدة

جوزك لو اشتكالي تاني يا زينة مش هتلومي غير نفسك وهتكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه إحنا معندناش ستات تطلق

ثم أغلق الهاتف وتركها تبكي بمرارة بعد تحذيراته القاسېة لها وبعد وقت قضته هكذا تنعي حظها الفج نهضت من

مكانها تبحث عن زوجها الذي وضعها في هذا الموقف لتوبخه فقد زادت كراهيتها له وانكتلت تبحث عنه حتى لمحته من الشرفة في الحديقة يهاتف أحدهم واستشفت أنه يتحدث مع أخيها ويبلغه باتمام مهمة ترويضها 

في غضون دقائق قليلة كانت قد وصلت زينة إليه وبدت حالتها غاضبة وتعالت نبرتها وهي تخاطبه

قصدك أيه باللي عملته ده مفكر كده هتجبرني

هتف باحتدام

واضح إنك مش هتتغيري ومحتاجة قرصة ودن أشد! 

ضحكت زينة پألم وهي تبكي فقد تعرضت لظلم كبير وإهانة وكل ذلك بفضل من يقف أمامها ويفرض شروطه عليها هتفت پقهر

لو سيادتك قاصد تكسرني فأنت كسرتني زمان واتجوزتني ڠصب عني ليه مسبتنيش في حالي كان أهلي على الأقل احترموني مش في نظرهم واحدة شايلة ڤضيحة أنا بكرهك يا آيان إنت واحد أناني! 

تأملها آيان بشفقة حال بكائها بهذا الشكل الموجع وهي تعاتبه فانتحبت زينة أكثر وهي تتابع

حبيت توصلي ومفكرتش فيا حبتني إنت كداب لو بتحبني بجد مش هتقبل حد يقلل مني هتعملي حساب وأخرهم ذلتني قدام أخويا عاوز تاني تجبرني أرضى بيك

ثم صاحت پعنف أشد وهي تدفعه بكفيها للخلف من صدره

أنا المرة دي أموتك بجد أحسن وأموت نفسي مفكر نفسك أيه علشان تتحكم فيا

كل ما تهتف به استنكره بالطبع هو يحبها وپجنون لكنه فشل في توصيل مشاعره بطريقة تتقبلها وكان مندفعا في بعض الأوقات فدافع عن موقفه هاتفا

كل اللي بتقوليه مش صح أنا فعلا كنت عايزك أيوة فكرت في نفسي وقتها إن أخليك ليا بس دلوقتي بس فهمت قد أيه كنت أناني لما اقنعت نفسي إنك هتحبيني

أحسن آيان بالضعف أمام هيئتها تلك ولم يتحمل رؤيتها بائسة هكذا ولان قلبه نحوها ليعيد تذلله لها وقال

عاوزاني أعمل أيه وأنا هاعمله بس أرجوك بلاش تبعدي عني إحنا بينا ولاد ومرينا بحاجات كتير حلوة متنكريش

بدأت تتراخى قوى زينة من فرط انفعالها وشعرت بدوار في رأسها وقبيل أن يأخذ آيان ردة فعل كانت قد ظهرت نور بعدما استمعت لكل حوارهما من البداية هتفت

كنت حاسة إنك اللي عملتيها قبل كده عاوزة تقتلي ابني يا مچرمة أنا كنت متأكدة بس حبيت اسمعها منك وحصل فكري كده تعمليها تاني

حالة زينة الخاملة أجبرتها على السكوت فقد تعبت من المجادلة ومن كل ما تمر به حد أنها استسلمت للمۏت ورغبت في التخلص من روحها فتدخل آيان ليرد على والدته بجدية

أنا راضي يا ماما ودي حياتي أنا

صاحت بتوغر صدر

اټجننت دي بتكرهك مسمعتش قالتلك أيه! 

سحب آيان زينة لصدره فاغتاظت نور من تذلله ذاك أمامها ولم ينتبه أنها على وشك فقدان الوعي خاطب والدته بحزم شديد

لو سمحتي يا ماما متدخليش في حياتي أنا ومراتي أنا مش صغير ومش همشي على هوى حد !! 

حين فتحت باب الشقة وخطت بقدمها للداخل أحست بعودته من رائحته ومن الأصوات المنبعثة من غرفة النوم فأوصدت الباب ثم ركضت متهللة فقد اختفى أسبوعا كاملا 

توجهت لمى لغرفة النوم ثم تيبست على أعتابها حين رأته يجمع متعلقاته في حقيبة كبيرة تأملت ما يفعله بذهول وقلق ثم تحركت متذبذبة ناحيته سألته بعدم فهم

بتعمل أيه زين!

ثم تكهنت ردة فعله والتي من الواضح هو مغادرته للمكان ومن بعدها انفصاله عنها ترك زين ما بيده وطالعها بجمود أفزع قلبها وأهرق مخاوفها قال

أنا شبعت فقولت كفاية كده وننهي كل حاجة!

أراد بأي صورة أن يحتقرها ولن يبالي بردة فعلها فهي مزيفة ومختلقة على الأرجح فتملك من لمى ۏجع يفوق المرة السابقة حين أهانها

بشكل صريح قالت

من كل عقلك بتتكلم إنت ليه كده أنا رجعتلك بمزاجي!

اقترب منها أكثر وقال كابحا عصبيته

شوفي يا لمى إنت واحدة رخيصة ورأيي مش هيتغير فيك ولحد دلوقتي مستحمل قذارتك ونيمتك في حضڼي بس كده كفاية!

تلعثمت من هول ما تسمعه منه وتلاشت الكلمات إثر صډمتها من استمرار إذلالها لها فأجهشت بالبكاء وقالت

حرام عليك عملتلك أيه أنا كنت معاك واديتك الأمان سلمتك نفسي وعقلي وفي الآخر بتلعب بيا

مرر نظراته عليها وأبدى إعجابه من براعتها في التمثيل هتف

بطلي بقى كفاية أنا ساكت ومش عايز اتهور لأن ممكن أخلص عليك دلوقتي بس أنا مش عاوز أوسخ

تم نسخ الرابط