قطرات الحب

موقع أيام نيوز

الوقت قال

إزاي مش ابنك مرة واحدة كده هتتبري منه!

لمحت في رده التهكم الواضح فوضحت بثبات مصطنع

يونس مش ابني دا ابن واحدة صاحبتي جابته في الحړام هي ماټت ووصتني عليه وأنا وبابا اتبنيناه

كأنه اهتاف لسماع ذلك بإعطائها تبرير واحد يسامحها عليه وحين تابعت اختلج قلبه بشدة قالت

أنا مش ممكن اتجوز وأنا عارفة إني على ذمتك أنا أعرف ربنا كويس وحرام تظلمني بحاجة مش فيا.

تسارعت أنفاسه وود الذهاب إليها الآن ليتحدثا بأريحية أكثر بينما ترقبت لمى بظلمة معرفة درجة اقتناعه بكلامها قال بمفهوم

هجيلك أحسن ونتكلم أنا عندي ضيوف دلوقت

رده جعلها تفشل في معرفة تصديقه لها أيضا غلقه للهاتف فجأة جعلها تغتاظ رددت بتبرم

طيب اعمله أيه ده بس اللي فيه فيه..

ولج زين الغرفة مبهوتا ودقاته تتسارع وحبذ أن تكون هي صادقة ورجح ما قالته أو بالأحرى رغب في ذلك ثم دلف للخارج ويعلو وجهه شيء من البشاشة تعبيرا عن مسرته مما سمعه للتو.

لمح اخته وزوجته يجلسن على المائدة حيث أعددن الطعام فتقدم منهن قالت لمى بمفهوم

مبروك مقدما سمر بتقول باين حامل

جلس زين بجانبها وقد طرأ عليه عدم قبول داخلي مفاجئ فما علم به جعله يعاود اعتراضه على الزواج قال

بكرة هنروح نكشف لسه

ردت لمى بابتهاج

أنا متفائلة أخيرا هشيل ولادك يا زين!

ارتبكت سمر رغم أنها دبرت كل شيء غدا إلا أنها اړتعبت من التنفيذ بالإضافة أنها تمنت أن تكون أما بالفعل ثم انتبهت لرنين هاتفها نهضت قائلة

تلاقيها ماما هرد عليها ومش هتأخر.

ابتسمت لين لها ثم نظرت لأخيها وقالت

اترددت كتير أجيلك كنت خاېفة تكون زعلان مني!

لامس يدها وقال بأخوة

إحنا أخوات يعني مهما حصل أكيد مش هنتخاصم

وجدت لين أنها غبية كونها تأخرت في الحضور إليه فإن تفهمت مغزى الأخوة لكانت

قد ذهبت إليه دون تردد. 

حين شرع زين في تناول الطعام سألها

بابا قال إنك اشتغلتي مع واحد كويس عرفيني أكتر عن شغلك...!!

ووالدتها تتناوب في إلقاء الأخبار عليها أصابته حالة من الصدمة والذهول فلم تتوقع منه كل ذلك سألتها بتوجس

وصاحبتك يا مامي دي عرفت مين اللي كانت معاه!

ردت والدتها بجهل

لا يا سمر هي قالت إنها شافته مع واحدة والكلام ده كان من فترة وكانت راكبة معاه عربيته

قالت بتخمين

يمكن تكون زميلة في الشغل والموضوع مش مستاهل

قالت الأخيرة بنفي

للأسف ميرفت أكدت إنهم بينهم حاجة طريقته معاها وهما في العربية مكنتش طبيعية باين بينهم علاقة كبيرة

تاهت سمر وأحست بالقلق قالت

أنا خاېفة تكون مراته القديمة هي رجعت يوم جوازنا

ردت والدتها بمفهوم

اللي عرفته إنها مخلفة من واحد تاني ورجعت معاه مش معقول يسمح لنفسه يرجعلها.

ارتمت سمر على المقعد بداخل غرفتها مغتمة بشدة فهي لم تشك به مطلقا بل أصبح يتودد إليها عن السابق وباتت معاملته لها حسنة وقلقت من صدق ما سمعته فإن ارتبط بغيرها سيعلم بالطبع عن خداعها انتصبت في جلستها ثم سألت والدتها بريبة

طيب هنفذ اللي اتفقنا عليه ولا أيه!..............

__________________________________

استقبلته حين أتى وكأنها كانت تترقب عودته بين الفينة والأخرى وتلقائيا أسعد آيان بذلك وأخذ يقبل وجنتيها قال

وحشتك!

هذا ما تفهمه من ترقبها ذاك لكنها ثبطت ظنه حين ردت

لا أنا كنت عاوزاك في موضوع مهم!

بعض الأحيان يحزنه جفائها معه لكنه بات يعتاد قال

يا ترى موضوع أيه اللي مستنياني أول مرجع علشان تقوليهولي!

اقعد نتكلم!

تهكم في نفسه ثم جلس منتظرا قالت وهي تجلس بجانبه

هطلب طلب منك والمفروض بدون نقاش تنفذه!

زاد فضوله أكثر وهو ينتظر فتابعت زينة بجدية

اللي اسمها جنى دي تسيب الشركة ومش بس كده أنا أمسك مكانها!

من رؤيته لها وجدها تتحدث بنزق بل وتتعسف في طلباتها فنظرت له زينة بقوة تنتظر _من وجهة نظرها_ الموافقة فقال

لو بتعملي كده علشان حاجة في دماغك فدا مش صح الشغل شغل وكفاية طريقتك اللي تضايق أي حد!

مناقشته لها أغاظتها فأصرت قائلة

لا إنت متدنيش تعليمات وتفهمني حاجات متلزمنيش بقولك البت دي من بكرة متكونش في الشركة تشتغل بعيد عننا

نهض آيان وقد توغر صدره هتف

دي بنت عمتي وعيب أمشيها من غير سبب

قامت هي الأخرى وقالت بحنق

خلاص أمشيها أنا!

حقا لن يفعل ذلك فهتف باعتراض

لا يا زينة مش من حقك تدخلي في شغلي وفي الموظفين اللي عندي!

لجأت في حديثها للټهديد الصريح حين قالت

يا أنا يا هي اختار!

سهلت عليه كثيرا الأمر فهو لم يحبذ عملها منذ البداية قال

خلاص اقعدي وبلاش شغل

كبحت ضيقها من رغبته التي يضمرها قالت مصححة

لا أنا أقصد أسيبلك البيت مش الشركة!

تبقي اټجنني.

صاح بها بامتعاض فقد تمادت كثيرا معه قالت بانفعال

معنى كلامك إنك موافق عليها واختارتها تفضل!

وقف آيان للحظات يتأملها بغموض وعقله يتذكر مغزى نواياها وتصميمها العنيد لتأتي هنا لعڼ غبائه فقد وعي متأخرا ثم ابتسم باستهزاء أدهشها قال

فهمت دلوقتي ليه أصريتي نيجي هنا بس لو فاهمة إنك بكده هتمشيني على مزاجك فأنت غلطانة يا زينة........!!

الفصل الحادي عشر

قطرات الحب

حضرت سريعا لمقر المشفى حين وصلها خبر على مكتبها بداخله وقفت رسيل بين طاقم الأطباء العاملين والأمن مشدوهة تتفحص ما حدث لمكتبها وللمعمل المقترن به وللحظة عابرة أحست أن الأمر متعمد من أحدهم ويرتبط بمشروعها القادم لكن تأنت وفكرت بهدوء عل في الأمر شيء آخر فعدة أشياء جعلتها تستراب حدثت المسؤول عن الأمن باقتطاب

مين عمل كده!

رد بجهل ضايقها

منعرفش يا دكتورة.

رمقته بنظرة ساخطة وهي تستهزئ به قائلة

إزاي وكاميرات المراقبة اللي مالية المستشفى دي راحت فين!

وضح ما حدث بعملية

فيه حد قطع الكهربا وكمان الكبل المؤقت لما تقطع الكهربا لقيناه كان عاوز تصليح فالكاميرات كلها وقفت.

عقدت جبينها مذهولة فرغم بساطة ما حدث من خسائر لم تقارن بكم المجهود المبذول لفعل ذلك قالت

وكل ده ليه علشان يكسرولي المكتب والمعمل.

تدخلت راندا وردت عليها بمعنى

أنا شايفة إن بعد اللي حصل ده سهل أي حد يدخل ويعمل حاجات أكتر يمكن المرة دي عدت بس الله أعلم بعدين هيحصل أيه.

توترت آلاء وانحرجت فهي المسؤولة في غياب رسيل قالت باغتمام

صدقيني يا رسيل أنا كنت متابعة كل حاجة بس دا حصل بليل جدا و...

قاطعتها راندا بنبرة حادة

كان المفروض يا دكتورة تتممي على كل حاجة الدكتورة رسيل بنفسها كل يوم بتمر تتأكد إن كله تمام!

لم تتقبل آلاء اتهامها بالتقصير وكذلك أيضا ألجم لسانها ولم تجد ما تقوله وترقبت من رسيل معاقبتها على ذلك والتي تابعت ما يحدث بقسمات متجهمة تنهدت بضيق وقالت

خلاص حصل خير!

تيقنت آلاء أنها سامحتها كونها صديقتها فقط ورغم ذلك أحست بالذنب استطردت رسيل حديثها للأمن بحزم

متجبش سيرة عن اللي حصل هنا أنا مش عاوزة دوشة ومن هنا ورايح لو لقيت تقصير منكم اعتبروا نفسكم مرفوضين.

شرعوا في تنفيذ ما أمرتهم به وكذلك بدأ عمال النظافة في ترتيب كل شيء بينما تحركت رسيل للخارج وخلفتها آلاء تريد التحدث معها قالت

رسيل ممكن نتكلم!

بالرواق الخارجي وقفت رسيل لتستمع إليها فتابعت آلاء بتحير

أنا لحد دلوقتي مش فاهمة دا حصل إزاي وليه أصلا وأيه الاستفادة من كده!

من نبرتها وعيت رسيل بمدى تأثرها بما حدث قالت

أنا مش بلومك يا آلاء بس الله أعلم ليه دا يحصل بس أنا برجح إنه مقصود إن المستشفى سمعتها تهتز وإنها مش آمان ودا ممكن يضرني أنا شخصيا.

حقا كان الأمر غريب ويسبب الريبة فقد خشيت رسيل تعقب أحدهم لها ومن ثم تخريب ما تسعى إليه استأذنت من آلاء لتجري مكالمة هامة قالت

تابعي يا آلاء كل حاجة وأنا هاعمل تليفون!

ثم توجهت رسيل لغرفة الاجتماعات الجانبية كي تتحدث بأريحية خاطبت الطرف الآخر بهدوء ظاهري

أهلا مستر هانك كل حاجة وصلت ولا لسه!

قال متحمسا

كله تمام ممكن تيجي بكرة نبدأ شغل كلنا في انتظارك والدكتورة إيما وصلت من ساعة كمان وجاهزة.

هدأ توتر رسيل وقالت

طيب الحمد لله أنا هاجي بكرة ونبدأ وهكلم مدام نور تيجي كمان.......!!

في ملعب الاسكواش ضړبت الكرة المطاطية الصغيرة بالمضرب وقد بدا عليها رشاقة تماثل الفتيات الصغار فحركاتها وأسلوبها في كل شيء يجعله يتفاخر بها أمام الجميع خاصة حين تفوز عليه في اللعب فاستلم الكرة ليضربها هو الآخر وقال

برافو يا مامي!

ضړبت الكرة ببراعة وقالت

مصدقتش لما لقيتك هنا أومال فين العيال 

حاذرت نور من ذكر اسم زوجته فهي لا تطيقها فرد آيان بتردد

أنا قولت آجي ألعب شوية وأرجع وكمان زينة ملهاش مزاج. 

ثم استمرا في ضړب الكرة بالتناوب قالت بتهكم

ملهاش مزاج!! دا بالعكس دا انتوا هتغيروا جوا وتنبسطوا ولا هي ملهاش في الانبساط

ما أنا عارفاها! 

ارتبك آيان ولذلك لم يضرب الكرة جيدا وبطرف عينيها نظرت له نور لتستشف ما به وحين لاحظت اضطرابه توقفت عن اللعب فسألها

خلاص كده 

تقدمت نور منه وبزيف ردت بتحنن

مش عارفة ليه حاسة إنك مخبي عني حاجة احكيلي يا حبيبي

ابتلع ريقه وبتلجلج تصنع الابتسام قال

مافيش يا مامي ليه بتقولي كده 

تضايقت من رده ومدى احتماله لأفعال زوجته فهي أمه وأحست به قالت

ما أنا عاوزاك يا حبيبي سعيد دايما

ثم وضعت يدها لتلامس وجنته كاملة تابعت

أنا عاوزاك راجل متضعفش يعني متعملش حاجة ڠصب عنك وتتنازل لأنك بعد كده هتقل من نفسك وهتبان ولا حاجة! 

كأن حديث والدته نصح متعلق بالمشاجرة ليلة أمس ووجد فيه الحل لما يمر به واندهش كونها تستشعر ما بداخله قال

كلامك مريح قوي يا ماما بيجي في وقته يعني

كما توقعت نور يوجد ما يضايقة فجاء حنانها عليه هنا صادقا حين احتضنته قائلة

حبيبي لو مش هحس بيكم هحس بمين! 

حاوطها آيان بذراعيه بمحبة وفكر في كلامها جيدا لن يتنازل أكثر فهذا غير مقبول لذا بادر من اليوم بالتجاهل عل زوجته تتخلى عن نزقها الدائم معه......!! 

مرة وأخرى هاتفته ولا فائدة فهاتفه مغلق اهتاجت زينة فقد تغابى تماما عن رؤيتها أو الحديث معها واغتاظت حين رفض طلبها في إقالة الأخيرة وبعدم تردد منها وكأنها قد حسمت الأمر طلبت من الخدم ضب أغراضها وأغراض أطفالها فسوف تتركه يعاني لفراقها كونها متيقنه أنه لن يتحمل ثم شرعت في مهاتفة رسيل وانتظرت.. 

تقطب وجهها حين وجدتها مشغولة وتتحدث مع آخر فنفخت وهي تنتوي مهاتفة عمتها ردت الأخيرة فقالت

وحشتيني يا عمتي عاملة أيه 

ثم لم تمهلها زينة فرصة للرد لتتابع بمفهوم

كنت بكلمك علشان عاوزة آجي أقعد معاكم كام يوم كده! 

هنا اندهشت سميرة واستفهمت

هتيجوا كلكم ولا أيه! اوعى تكوني زعلانة مع آيان

ردت عليها بشرح مقتضب

أيوة زعلنا شوية

قالت سميرة بتأن

استهدي بالله يا حبيبتي احكيلي حصل أيه يمكن الموضوع ميستهلش! 

كظمت زينة غيظها وهي ترد باعتراض

لا الموضوع كبير ولازم أسيبه كام يوم علشان يتربى

فكرت سميرة في الأمر من كل جوانبه قالت

طالما كده باباك هيزعل إنك جيتي هنا ومرحتيش ليه علشان يقف جنبك! 

بابا مش هيعملي حاجة وبلاش عمرو يدخل في الموضوع! 

قالتها زينة

تم نسخ الرابط