قطرات الحب

موقع أيام نيوز

مجرد عمل فهو معجب بشدة بوجودها ومتحمس للغاية لكنها لم تعلق وتركته يفعل ما يريد.

أثناء خروجهما من المصعد كانت مايا قد وصلت حاملة لبعض الطلبات التي جلبتها من لمى ثم رأت سيف وابتسمت حل مكان ابتسامتها عبوس كبير حين وجدته يتحدث للفتاة ومتجاهلا إياها حين مرق من جانبها وهذا ما جذبها لتتأمل الفتاة التي معه شخصت أبصارها غير مستوعبة سبب وجودها هنا وذهلت من وجودها مع سيف بالأخص قالت بتردد

أيوة هي لين معقول هنساها!

ثم ولجت المصعد وضغطت على الزر وهي ما زالت مشدوهة من رؤيتها هنا بالأخص وظلت هكذا حتى وصلت للطابق المنشود قابلتها نيفين لتعاونها على حمل ما بيدها وبفضول سألتها مايا

مين البنت اللي مع سيف دي!

ردت وهي تضع الأغراض على المكتب

لين الشريكة الجديدة!

صدق حدث مايا ومدحت ذكائها في معرفة هويتها واعترضت على وجودها هنا قائلة

إزاي توافقوا على كده إنتوا مش عارفين مين دي!

اندهشت نيفين من رأيها في لين والتحدث عنها بهذه الطريقة ثم اهتمت تعرف المزيد فتابعت مايا بحنق

لين دي تبقى أخت زين جوز لمى.........!!

توجهت لتعطي الطلبية ل مايا وبذلت قصارى جهدها في ألا تتأخر فابنها مع زين بمفردهما وتوجست من تطاوله عليه أو ضربه بدون سبب ودار سيناريو في رأسها لتوالي معاقبته الصغير لذا بسرعة كبيرة وصلت للشقة ثم فتحتها بلهف واضح وقلبها ينبض بشدة وعند ولوجها نادت بعفوية

يونس!!

كعادتها حين تناديه يرد لكن لم يفعلها فتعمقت لمى للداخل وهي تردد اسمه بقلق

يونس.... يونس!!

ولجت غرفته وهي تبحث هنا وهنا ولم تعثر عليه فتأجج خۏفها ثم توجهت لغرفتها ولم تجده أيضا تزعزعت أوصالها ووجدت نفسها تنادي بهلع

زين... إنت فين!

أيضا لم يكن بالشقة فقد بحثت في المطبخ والمرحاض ولم تترك إنشا حتى الشرفة! أصابها حالة من عدم الوعي من اختفاء ابنها وفورا استنبطت أنه أخذ الطفل أجفلت عينيها وهي تتخيل أذيته له أو ربما أخذه ليلقيه بالشوارع كي يتخلص منه تنفست لمى بصعوبة وتملكت منها هيستيرية عجيبة زلزلت كامل هيئتها ووجدت نفسها تبكي صړخت

يونس!

من فرط جزعها لم تقف طويلا دون جدوى بل ركضت ناحية الباب لتبحث عنهما وحين هبطت للطابق الأرضي لمحت حارس المبنى توجهت إليه وسألته بشغف

مشوفتش زين بيه!

نهض الحارس ورد بمفهوم

لا يا ست هانم يمكن خرج ومشوفتوش بعيد عنك بتي تعبانة جوه وكل شوية اطمن عليها

انتحبت لمى وتركت العنان لمشاعر القهر تستفيض علنا تحركت لخارج المبنى ترجف ومن شدة ألمها اعتزمت إخباره لتجعله يعاني مثلها ويندم حتما هتفت پبكاء حارق

أنا قلبي مش هيتحرق لوحدي إنت معايا............!!

الفصل التاسع

قطرات الحب

سيطرت عليه حالة من البؤس الصريحة على سائر هيئته أكدت كآبته على تبدل وضعه وتناجزت قراراته ليختار باندفاع ردة فعله بزواجه عليها بتلك السرعة المدهشة التي سببت صدمة غائرة في نفوس والديه وزوجته بالأخص ثم اغمض عينيه وأسند جبهته على مقدمة المكتب حيث بمكتبه الصغير في أحد البنايات جلس ريان مستاء يصارع أفكاره حين تمر عليه لحظات ندم خاطفة تؤرقه بالطبع ليكون في حيرة من أمره يرفض تارة تخليه عنها وتارة أخرى يرجح زواجه بعيدا عن وجودها في حياته لكن هي من دفعته لذلك وبالطبع أدرك أنها الآن تذمه لربما وأن زواجه دنس صفاته عندها وتعاتبه كذلك وأخذ يؤكد لنفسه المشوشة بأن ما فعله هو الصواب فهو يريد حياة طبيعية ينعم بها مع زوجة تتفهم عليه 

ولجت ندى الغرفة عليه بجذل أبلج يعلو ثغرها بسمة ودودة فهي فتاة رقيقة وواعية أيضا ما يميزها هدؤها وأخلاقها فجأة تبدلت قسماتها للغرابة حين لاحظت انكبابه ذاك دنت منه وقد أدركت ما به ثم أخذت تنظر إليه مطولا وحين لم يعي وجودها تحدثت ثم تنحنحت برقة قبلها فبداخلها أرادت أن تكشف عن كربته وتخرجه من حالة الضيق تلك قالت

مش هنروح بقى يا ريان!

رفع رأسه منتبها وقعت عيناه عليها في توتر تنهد وقال

أيوة يلا بينا!

ثم نهض وهو يجمع متعلقاته فاستوقفته ندى قائلة

مالك يا ريان!

حدق بعينيها لبعض الوقت قال بنبرة حملت الأسف

خاېف أكون استعجلت في موضوع الجواز!

كان ريان صريحا في إخبارها عما يدور بداخله فتفهمت ندى وردت بوعي

جوازنا دلوقتي أو قدام مش هيفرق وفي الحالتين كان هيحصل مفرقتش كتير

اقتنع بكلامها فهي محقة قال

عندك حق وكمان دا قرار مكنتش هغيره

ثم صلب نظراته المحبة عليها وهو يدور حول مكتبه متوجها نحوها وقف أمامها ثم أمسك بيديها بين يديه فابتسمت ندى حين رفعهما ليقبلهما قال

إنت جميلة قوي يا ندى مش عارف لو مكنتش قابلتك كانت ممكن تكون حالتي عاملة أيه

ردت بلطف

ريان إنت شاب كويس ولازم اللي تكون معاك تفهمك وكمان تحطك في عينيها

ثم سحبت يديها وتابعت

هروح أجيب حاجاتي بقى علشان نروح اتأخرنا

اومأ لها فتحركت للخارج زفر ريان بقوة ثم توجه ليجمع متعلقاته هو الآخر وأثناء ذلك انتبه لرنين هاتفه حين نظر إليه اضطرب قليلا وتردد في الرد أو من عدمه ابتلع ريقه ثم قرر الرد قال

أهلا يا بابا!

هتف معتز بانفعال مدروس

اتجوزت يا ريان مافيش احترام لأبوك وأمك إزاي تعمل كده!

انتظر ريان هذا التوبيخ منه لكن لم يتهيأ له فقال بطيش

وفيها أيه أنا قولت إني هتجوز

ڠضب معتز من مهاتراته وحماقته بل ونذالته مع زوجته هتف

وماريان اللي كنت ھتموت وتتجوزها ذنبها أيه لما تتخلى عنها بالطريقة الحقېرة دي وخالك وكلهم أودي وشي منهم فين إنت كسرت عيني يا ريان 

ابتأس ريان من توالي نهره بهذا الشكل المحزن واغتم قال

محدش حاسس بيا حتى ماريان هي السبب ومحدش قالها حاجة وحضرتك وماما شاهدين على عنادها ليا وإني اتحملتها كتير

لم يعد بداخل معتز أدنى نصح ليردعه به عما فعله ثم وجه بصره لزوجته التي تقف بجانبه وهو يتحدث معه فنظرت له سلمى بحزن تكاد تبكي خاطب ابنه بجهامة

اعمل اللي تشوفه يا ريان بس خالك قال قبل جوازك تكون مطلقها يعني حالا تروح تطلقها 

ثم أغلق الهاتف مزعوجا فهتفت سلمى پألم

أيه اللي بيحصل ده بس يا رب المشاكل اتكومت على راسنا والعيال بيتهم اتخرب

هتف معتز بحنق

كله من ابنك دايما متسرع

علقت على كلامه باعتراض

لأ

كله مننا المفروض هما عايشين وسطينا يعني كنا نلم الموضوع ونحاول نصلح بينهم

رد باستياء

ما هو مش هنجبرهم يا سلمى على حاجة وريان مش صغير لكن ماريان هي اللي يتزعل عليها لأنها مش واعية كفاية

ارتمت سلمى على المقعد مكتربة قالت

زين أنا مبقتش قادرة أوريه وشي ليه يا ريان تعمل فينا كده! 

نفخ معتز بقوة فهو مثلها بات غير قادر على مواجهة أحد قال بعبوس

مش لوحدك يا سلمى مش لوحدك !! 

أخذ خطوة جدية في التحدث مع ابنته فعليه فرض نصائحه عليها ومن ثم تنفذها بحذافيرها فقد بات غير راض عن ضعفها وحالتها المزرية تلك لمحته نور من بعيد يتوجه لغرفة ابنته فسارت بعجالة في الرواق لتلحق به وحين لمحها زين توقف أمام الغرفة ينتظرها فتقدمت نور منه حتى وصلت إليه قالت

هتدخل تتكلم معاها

رد مستنكرا

أكيد يا نور لازم أفهمها شوية حاجات

قالت بحزن

ماريان أنا خاېفة عليها حاسة كلامنا معاها مبيجبش نتيجة هي بتحبه وزعلانة إنها هتطلق!

قال بقسمات حانقة

الدنيا مش هتتهد بطلاقها وإحنا معاها لحد ما تعدي محنتها دي على خير

هتفت باحتدام

لازم يطلقها يا زين دا ولد قليل الأدب مع إنك حذرته إنه يطلقها الأول راح اتجوز أنا خاېفة يعاند و 

قاطعها بهياج حين تفهم عليها

هيطلقها والجزمة على دماغه دي بنتي مش أي حد

انفعل زين وتعالى صوته فسكتت نور تاركته يفعل الصواب فتح زين غرفة ابنته ثم استأذن بنظراته من نور لتتركهما بالفعل استجابت ثم اوصد الباب خلفه 

بالداخل وجدها زين مستلقية على التخت فتحرك ببطء ناحية فراشها متيقنا أنها تدعي النوم ثم وقف يحدق بها قال

ماريان عاوز اتكلم معاك!

هزة جسدها العابرة جعلته يدرك أنها تسمعه جيدا فتابع بهدوء

قومي يا حبيبتي لازم نتكلم

ثم جلس بجانبها يدعوها للتحدث فاضطرت ماريان لمواجهته رغم رغبتها في البقاء منفردة اعتدلت بتقاعس محاولة ابقاء رأسها منخفض تعبيرا عن ألمها سئم زين وقال

عارف إنك زعلانة بس مش كده لازم تعرفي إن ليك كرامة واللي باعك تبعيه!

اڼفجرت فجأة بالبكاء فشده من بؤسها وقلة حيلتها في مواجهة تلك النوائب ثم سحبها ليضمها قائلا بعقلانية

خلينا نتكلم جد شوية هسيبك تزعلي ودا من حقك لكن لو استمريتي على كده فدا مش هوافق عليه

قالت پقهر أحزنه

ليه محدش حاسس بيا يعني لو بتحب حاجة وراحت منك هتقول عادي!

أيد زين كلامها وتفهمه قال

لا مش عادي بس لو الشخص التاني عاوز يبعد مش هجبره هسيبه براحته وأحاول أكمل حياتي ودا بيبقى نصيب وبلاء عارف إنه بيوجع!

استهانت ماريان بانفصالها عنه وأجزمت أنه لن يفعلها فهو يعشقها ودائما تتفاخر بذاك الوله النابع منه لكنه فاجأها بخطوته تلك وأضحى ينفر منها كأنه وجد الفرصة لإذلالها فتشائي حبها له جعلها تستنكر زواجه ردت بابتئاس

مكنتش أصدق في يوم نسيب بعض كل أصحابنا كانوا بيحسدونا

قال زين بدراية

هو متقبلش تعبك وواحد غيره صادق في حبه كان وقف جنبك في تعبك بس دا أناني وباعك مع أول مشكلة!

لاح ندمها وهي ترد

يا رتني ما سمعت كلام مامي دي كان نتيجته

أبعدها زين عنه وباتت نظراته قوية حذرها بجدية

ممنوع تقولي كده قدام مامتك هي أكيد مش عاوزة تخرب عليك هي عاوزة مصلحتك وإنت كنت وقتها صغيرة والخلفة ممكن تشغلك عن دراستك

أطرقت رأسها في شجن فأردف بتهكم

وكمان دا كان كويس إنه يكشفه على حقيقته وتخرجي من أوهامك في إنك تحسي إنه كان بيخدعك بحبه

هنا استقرت بداخلها مآسي جمة وصدمة لم تتخلى عنها تساءلت

هو صحيح هيطلقني!

رد بطلعة قاسېة

أكيد ولا عاوزة

تعيشي معاه وهو مع واحدة تانية!

حركت رأسها بنفي وهي تعيد البكاء قالت

لأ!

ضمھا زين بحنو مجددا بين ذراعيه قال

اوعديني يا ماريان تنسيه !!

تباكت بمرارة حد أنها شعرت بالضياع والتيه خاصة أنها هاتفته كثيرا وكانت النتيجة لا جواب قادت سيارتها وهي ترجف بهلع معتزمة التوجه لوالدتها والإفصاح عن كل شيء فعلته دون علمها بداية من زواجها السري به حتى هذه اللحظة المشؤومة وأثناء طريقها كانت في حالك يرثى لها حين تؤنب نفسها وتعاتبها وعندما اقتربت من فيلا والدتها انتبهت لهاتفها يرن أخرجته لمى فورا مذبذبة شهقت حين لمحت اسمه وردت بلهفة

زين ابني فين!

رد الأخير بنبرة متأففة

تعالي دلوقتي على مستشفى ما أنا مش فاضي أقعد جنب ابنك وأسيب شغلي

هتفت بقلق سافر

ابني حصله أيه!

اختنق زين من خۏفها ذاك وضجر قال

لما تيجي هتتنيلي تعرفي!

أغلق الهاتف وتركها هكذا تنازع لفهم السبب متوجسة من إصابة ابنها بمكروه ما ثم غيرت طريقها وعرجت من آخر لتصل لعنوان المشفى بأسرع

تم نسخ الرابط