قطرات الحب

موقع أيام نيوز

متحيرا في أمرها فهي لم تبوح بسبب ما فعلته ثم أدار رأسه لينظر ل أيهم كأنه يأخذ مشورته فيما يراه ويسمعه الآن فأومأ أيهم له بمعنى أنها لم تتعمد قټله فتنهد زين بقوة وقال

خلينا نخلص يا عزمي أنا كلمت الشرطة علشان تيجي تاخد أقوالها الجديدة 

ثم وجه بصره الحاد وحديثه ل سمر وقال

وإنت يا سمر مش عاوز كلام في الموضوع ده تاني وأنسي لأن مفتكرش زين بعد اللي حصله هيفكر يكمل معاك !!

صدمت من قرار ابنتها الذي اتخذته دون الأخذ برأي أحد سواء هي أو والدها ولجأت لتبكيتها على ذلك فهبت تقول بهياج

إزاي متقوليليش على كده مفكرة هسمحلك تعملي حاجة زي دي بمزاجك!

شعرت ماريان بالضعف والحزن معا فلم يلاحظ أحد كم الكسرة التي بها أو ما تتكبده من ۏجع بشأن تأخر إنجابها قالت

أنا فاهمة باعمل أيه يا ماما دا لمصلحتي ومقداميش حل تاني

أحدت نور النظر ل رسيل التي تجلس أمامها صامتة خاطبتها في عتاب

كده يا رسيل وقت ما تجربي اختراعك ملقتيش غير بنتي

دافعت رسيل عن نفسها باستماتة وعللت

ماريان هي اللي عرضت عليا وأنا من أصلي جيت هنا علشان آخد رأيكم في قرارها 

تدخلت ماريان لتدافع عن رسيل أكثر وقالت

مامي دكتورة رسيل ملهاش دعوة أنا عرفت من دكتور زاك الموضوع واتحمست ليه جدا وطلبت ده بنفسي

لم تقتنع نور بهراء ابنتها البته بل استمرت في رفضها المؤكد وقالت

مستحيل أخليك تعملي كده تجربه على حد تاني ولما ينجح تبقى تاخديه أنا مش مضحية بيك

ردت عليها رسيل موضحة

على فكرة أيهم جوزي أخد منه والحمد لله تحليلاته كلها كويسة جدا أنا ممكن اكتفي بكده واسلم البحث للوزارة بس حبيت اتأكد أكتر وصدقيني يا نور أنا خاېفة

على ماريان أنا كمان

ثم تطلعت على ماريان وتابعت مؤكدة حديثها

وأسأليها أنا رفضت لكن هي أصرت ودا سبب وجودي هنا

ضجرت ماريان من كلام والدتها وتدخلها بشأن أمر مهم بالنسبة لها كهذا حدثتها بإصرار

لو سمحتي يا ماما سيبيني المرة دي اشوف مصلحتي كفاية المرة اللي فاتت واللي وصلتله دلوقتي

تفاجأت نور وهي تستمع لاتهام ابنتها لها بټدمير حياتها هي لم تقولها عقلانية لكن هي واضحة كالشمس فلامتها بۏجع

يعني أنا كان قصدي أخرب عليك يا ماريان يعني دا مكنش من خۏفي ولا أي حاجة

لعنت ماريان نفسها على اندفاعها وتطاولها في الحديث مع والدتها ثم نهضت لتجلس بجانبها وتعتذر لها قالت

مش قصدي يا ماما بس خۏفك ده وصلني لتعبي اللي مش لاقياله حل!

نكست نور رأسها وقد حزنت مما تسمعه هي لم تكن لتفسد حياتها بل أرادت الصالح لها لذا قالت باحتجاج

برضوه مش موافقة يا ماريان!

في هذه النقطة أعلنت ماريان تمردها على والدتها هتفت

مش مشكلة المهم أنا موافقة!

نظرت لها نور پصدمة لعدم طاعتها لها بينما رغبة ماريان في الحصول على حل لمرضها عمى عينيها لتندفع بهذا الشكل ثم نهضت وقد قررت خاطبت رسيل بعزيمة

هنزل معاك القاهرة لو سمحتي جهزي كل حاجة

ثم تحركت لتتركهن معا وكانت نور ما زالت في حالة من الصدمة وعدم الاستيعاب فأحست رسيل بها وقالت

نور قوليلي أعمل أيه دلوقتي! 

استأذنت بالدخول لغرفة جدها ثم ولجت بقسمات مغتمة وبمجرد أن لاحظ السيد فاضل ذلك فرد ذراعيه ليستقبلها فارتمت ماريان في أحضانه تبكي وكأنها تريد من يكتنفها ويساندها في محنتها فمسح السيد على رأسها وظهرها في حنو قال

احكيلي يا حبيبي مين تاني زعلك!

تماسكت ألا تبكي لكن خرج صوتها مبحوحا قالت

مش عارفة أيه اللي بيحصلي ده محدش حاسس بيا أنا مبقتش باحس بالفرح رغم إن كل حاجة حواليا

انفطر قلب السيد وهو يستمع لشكواها قال

قولتلك أجيب ريان لحد عندك بس رفضتي مستعد اخ 

ابتعدت عنه لتعلن احتجاجها الشديد وقالت

يا جدي هو أنا هعيش معاه بالعافية هو خلاص طلع بيوهمني بحبه كل حاجة كانت كدب حضرتك ليه مش فاهم

سألها في ترقب واهتمام

طيب قولي عاوزة أيه وأنا هاعملهولك! 

أحبت ماريان عطفه نحوها رغم أنه يقضي أغلب وقته بغرفته لا يرى كل ما يحدث بالخارج فكان السند لها الآن قالت

ماما يا جدي مش موافقة على الموضوع اللي كلمتك فيه لو سمحت فهمها إنه في صالحي

كان قد استمع لها السيد من قبل وخوفه عليها من هذه الخطوة ما زال موجود لذلك تردد قليلا ونتيجة شغفها وحماسها البائن أذعن لرغبتها وقال

اعملي اللي يريحك وأنا معاك بس مامتك عنيدة مقدرش أقنعها بحاجة زي دي

رد جدها عليها جعلها تتمسك أكثر بذلك حتى وإن أصابها مكروه هي في الغالب تكره حياتها إذا استمرت هكذا فتأملها السيد بشفقة وغلبه استرجاع الود كالسابق بينها وبين زوجها لكن كبر عمره جعله لم يعد يتفهم كم الضغينة بين البشر فتابع بقلب لطف

سلمى من شوية كلمتني وقالت إنهم كلهم عند مريم أيه رأيك أتكلم مع ريان وهو هنا في موضوعكم! 

رغم أنها أرادت أي وسيلة ليعود إليها رفضت ذلك وانفعلت فكيف لها أن تتذلل له بعدما تخلى عنها ردت في استياء

جدي إنت طيب قوي لو سمحت سيبني بقى أتصرف في حياتي وأشوف أخرتها !! 

ناولت أختها حبة الدواء في محبة وحزنت على ذبول وجهها هكذا فقد خيم الحزن عليها بالكامل وفي لحظة شحب ملامحها وخبت قواها خاطبتها سلمى بلوم

أيه يا مريم مالك مش

زين طمنك عليه خلاص!

سكنت مريم في فراشها وقد افتقدت لذة الحياة قالت پألم

ابني في بلد تانية مش عارفة أشوفه وأنا هنا قلبي واجعني عليه عاوزاني ابقى مرتاحة إزاي! 

وقف حسام مكروب هو أيضا متشوق لرؤية ابنه والاطمئنان عليه وضمر حزنه بداخله قالت سلمى بمواساة

ربنا يصبرك يا حبيبتي أنا حاسة بيك بس شدي حيلك علشان لما يرجع يلاقيك بخير

رددت مريم في ندم

منها لله كانت عاوزة ټموت ابني وتحرمني منه كنت غبية لما اخترتهاله! 

علقت سلمى في تعقل

ربنا ستر الحمد لله كمان زين غلطان إنه يسمحلها تسوق

رد حسام بحنق

هو كان يعرف منين إنها عندها سبقة قبل كده وبتسوق بالشكل ده وموتت صحابها اللي كانوا معاها

أضافت مريم بحړقة

منها لله كانت هتضيع ابني معاها زيهم

ثم تابعت بغل وهي تنظر لزوجها

حسام البت دي يطلقها وكمان متخدش أي حاجة تطلع بطولها

حين انفعلت مريم تدخلت سلمى لتخفف عنها

كل اللي عاوزاه يا مريم هنعمله إهدي إنت بس! 

شرعت مريم في البكاء وقد ملأها الۏجع رددت

خدوني عند ابني مش قادرة أفضل كده شوفولي حل عاوزة ابني 

وجهت سلمى بصرها ل حسام لترى ردة فعله في رغبة أختها فتنهد وقد شعر بقلة الحيلة فتجهيز أوراقة سيأخذ بعض الوقت وپاختناق تحرك ليغادر الغرفة تاركا إياهما في حالة من الحزن !! 

كثرة اتصالاتها جعلته يرد على مضص عليها ثم صډمته بأنها قد توجهت لتمكث في شقته دون إذن منه فهتف بامتعاض

إزاي تقعدي في الشقة كده قاصدة أيه باللي عملتيه ده! 

ردت باستذلال

ماما أجبرتني أقعد في بيت جوزي وآخد كل هدومي بتقولي يعني أيه اتجوزتي وقاعدة معانا فأنا أروح فين! 

تعصب ريان أكثر فبغبائه ألقى نفسه في مصېبة ليس لها مخرج هتف

أنا مليش ذنب لازم تسيبي الشقة مش عاوز مشاكل وأنا لما أرجع هنطلق على طول كفاية لحد كده

لكزتها والدتها التي تجلس بجانبها بقوة وتستمع للحوار ثم أمرتها على تنفيذ ما اتفقتا عليه فأرضحت ندى لترد عليه في إصرار

أنا مش همشي من الشقة ولو عايز تطلقني كلم ماما واتصرف معاها! 

ثم أغلقت الهاتف مرة واحدة فمدحتها والدتها مبتسمة

كويس قوي سفره دا كمان فرصة علشان لما يرجع منه تعرفي تقوليله إنك حامل

ردت ندى في قلق

أنا خاېفة أصله بيحب مراته قوي

لم تبالي السيدة وببذائة قالت

سيبيني اتصرف المهم بس هاتي رقم ولا اسم مراته علشان أعرف أوصلها وليا كلام معاها !!

وقف معتز خلفه وقد زاد فضوله في معرفة سبب ضيقه سأله

بتكلم مين يا ريان! 

انتفض ريان وقد انتبه ليلتفت له قال

دي ندى يا بابا بتقول مامتها طردتها من البيت وراحت شقتي تقعد فيها بس أنا قولتلها مش موافق ولما أرجع هطلقها

استاء معتز كثيرا فحماقة ابنه جعلته يظلم فتاة معه قال

آدي أخرة اللي عملته الصراحة البت مکسورة وملهاش ذنب لما تضيع بسبب طيشك 

سأله ريان في عبوس

يعني أعمل يا بابا مش ذنبي أنا اتفاقي معاها كان واضح

هتف معتز بجدية

المهم دلوقتي تحاول تقرب من ماريان روح مع مامتك عند جدك وحاول تتكلم معاها على ما زين يرجع ونشوف الموضوع

انضمت سلمى لهما حين استمعت لحوارهما هتفت

هو دا وقته يا معتز مش لما نطمن على زين ولا عايزهم يقولوا جايين لمصلحتهم

نفى معتز أن تكون هذه نيته وقال

دا أنا قصدي يستغل وجوده هنا بس إنما إحنا كمان قلقانين على زين

قالت سلمى بمفهوم صدمهما

ملوش لزوم يتعب نفسه نور رافضة يدخل فيلتها !! 

انحنى عليه بجزعه ليقبل أعلى رأسه في محبة رغم الضمادات الملفوفة عليها قال وهو يجلس على المقعد المجاور لفراشه

أنا

خلصتلك كل حاجة وعملت اللي قولت عليه بس أنا يا زين مش فاهم ليه سامحت البنت دي دي كانت عاوزة تقتلك!

جاهد زين على النطق وقال

لأ كانت عايزة ڼموت سوا خاېفة أسيبها!

رد عليه بتبرم

طيب ما إنت هتطلقها أهو كده هتنبسط ولا اللي حصل فيك دا عادي

حقا كانت ألامه موجعه بشكل كبير ومن رقدته استشف أنه سيعاني في متابعة حياته وسيطر عليه الأسى فخاطبه زين بألفة وهو يحمسه

أنا هفضل معاك ولما تتعالج هنا كويس ليك الأجهزة متقدمة وممتازة

سأله زين بتشوق

ماما عاملة أيه أكيد مش كويسة بعد ما عرفت

هي بخير الحمد لله عاوزة بس تشوفك 

أنا عاوز أرجع مصر يا خالي هتعالج هناك مش عاوز أفضل هنا

ولج أيهم الغرفة في هدوء فنظر الاثنان له تذكره زين جيدا فقد كان أحد أسباب شكه في لمى وحين تقدم أيهم منهما خاطب زين في ود مصطنع

حمد الله على السلامة! 

هتف زين بمدح في أيهم

طبعا إنت عارف أيهم هو واقف معايا هنا وساعدني في حاجات كتير

لم يعلق زين بل خاطب خاله بتكليف

عاوز أنزل مصر شوف حل يا خالي

هتف أيهم معقبا

كنت بتكلم بخصوص الموضوع ده مع خالك لأن مامتك عاوزة تشوفك وبالمرة تلغي بنفسك القضية اللي عملتها ضد لمى

في ظل ود أيهم لهم أعرب عن ضيقه مما فعله بابنة عمته من إفتراء فرد عليه زين بهدوء بعكس ضيقه المخفي

خانتني ولازم تتعاقب 

اشتد حنق أيهم من سخافة هذا الشاب ولولا أنه مصاپ ومقيد بالضمادات لكان قد اتخذ معه موقف آخر بالطبع لن يعجب أحد فتدخل زين وقال في عقلانية

خلاص يا زين أنا اتفقت مع أيهم تسحب القضية

كان يعلم زين أنها تتشفى الآن فيما حدث له ولذلك لن يسمح لها بأن تهنأ لحظة وهي

تم نسخ الرابط