قطرات الحب
على المنضدة الصغيرة أمامه وقد توغر صدره فتحركت أخته لتجلس بجواره حين لاحظت ضيفه من شيء سألته باهتمام
قالتلك أيه!
رد بانفعال شديد
بتقولي مش هينفع جوازك منها أنا مش عارف ليه لمى بتدخل المفروض الموضوع خاص بيا
ربطت نيفين الأمور ببعضها وقالت بعقلانية
لأن الجوازة دي من البداية هتفشل أخوها مش هيقبل بيك ولمى كمان هتعملها مشكلة إزاي هو فاكر إنك متجوز لمى وهيوافق عليك تتجوز إخته.
عبس سيف وقال
هقوله متجوزتش لمى وكل حاجة بينا كانت كدبة!
وتفتكر كلامك ده هيكون في صالح لمى وابنها!
سألته باستياء حين انتبهت لأنانيته فتحير سيف أكثر وتضايق من كثرة العوائق التي تقف له بالمرصاد فسأل أخته بقلة حيلة
طيب أعمل أيه دلوقتي بس متقوليش أطنش الجواز
نصحته بدراية كبيرة
استنى شوية على ما نشوف موضوع لمى أخرته أيه وبعدين أطلب تروح تتقدملها
مط شفتيه مفكرا سألها
إنت شايفة كده!
دا عين العقل وبكرة لمى هتعترف لجوزها بالولد وتلاقي الموضوع مشي تمام وأهي بتشتغل معانا وإنت أفضل وراها أقنعها بالجواز لحد ما يحصل
اقتنع سيف بكلام أخته وأخذ قرار تأجيل الأمر لفترة اعتبرها قصيرة فقد تتوق داخليا للإرتباط ب لين ومواعدتها.....!!
وهي تترجل من سيارتها أمام المبنى القاطنة فيه لمحته صدفة يترجل من سيارته حاملا للولد صلبت لمى نظراتها المدهوشة عليه فقد جذبها تودده للصغير ومعاملته الحسنة تجاهه فلاحت بسمة راضية عليها ثم وقفت تنتظرهما حتى تقدم زين منها خاطبها مبتهجا
خرجته شوية!
ارسلت إليه نظرة ممتنة ثم تأملت ابنها ومدى الفرحة التي أنعم بها وكم السعادة التي كان سببا في رسم الضحكة على وجهه وما أطرب قلبها هو وضع الصغير رأسه على كتفه كنوع من القبول والود المتبادل عادت تنظر ل زين وقالت
أنا بحبك قوي!
ثم فاجئته حين مالت على يده تقبلها فرفض زين بشدة فغدت الدموع في عينيها من الفرح كما يقال ثم وضعت رأسها على صدره من الجانب الآخر فطوقها بذراعه قال
كل ده علشان خرجت الولد شوية
ثم سحبها ليلجوا المبنى سويا فابعدت
رأسها قليلا لتنظر إليه وقالت
عاوزة الولد يعيش كويس طفل ملوش ذنب نأذيه
ندم زين على ما اقترفه في حقه ثم وقف أمام المصعد وقال
باعتذر على اللي عملته معاه كنت متهور سامحيني أنا والله بقيت باحبه جدا!
ولجوا المصعد وسط تهللها من كلامه ثم دنت لتقبل وجنته أولا ومن بعدها وجنة ابنها بحب كبير قالت
بحبكوا إنتوا الاتنين
ثم شددت من لف ذراعيها حول خصره وقد بعثت له بشوق كبير فقال زين بتأفف مصطنع
الواد ده بيكلمني انجليزي وأنا مش متعود
ضحكت بخفوت ولم تعلق فكل ما طرأ عليها أن تخبره بحقيقة ابنهما فما تراه منه قد شجعها وانتظرت الفرصة الملائمة والتي ستأتي بالطبع عند انفصاله من زوجته الأخيرة فلن تتوانى لحظة واحدة وستبوح بكل شيء..
فتح زين باب الشقة وعند ولوجهم معا تأجحت فرحتها أكثر فكلما تراه محبا للصغير تتراقص دقاتها فرحا فتلك اللحظة كانت تترقب حدوثها بلهف كبير. توقفت معه منتصف الردهة وقالت
هاعملكوا أكل يجنن!
رد بعزم كاد ېقتلها مسرة
هدخل أغير ل يونس على ما تخلصي
أرادت لمى مكافأته على ذلك بأنها قد رغبت الآن في إنجابها ثانية منه وتعوض بذلك سنين قد ضاعت هباء بينهما قالت
خليك النهار ده معانا أنا فاضية ومعنديش حاجة!
لمحت له بتوقها في اقترابهما اليوم وهي تتأمله بتمن فتفهم عليها وقد رغب هو الآخر فهو هيفان لتكون بجانبه ليس في البقاء اليوم فقط لكن المكوث بجانبها طيلة حياتهما قال مبتسما
من غير ما تقولي كنت هبقى طول اليوم هنا معاكم
ردت بطلعة مستبشرة
طيب يلا جهزوا نفسكم على ما أعمل الأكل......!!
لازم تستغلي جوازك منه ويكمل كمان!
رددت تلك العبارة سيدة مسنة لا تتوافق طلعتها البريئة مع طريقة كلامها الماكرة فنظرت لها ابنتها وقالت
اعمل أيه يا ماما دا أنا كل ما أشوفه يقعد يفتكرلي في مراته وإنه ندم على جوازه مني!
هنا تدخلت أختها الصغرى وقالت بجبين معقود
علشان إنت خايبة واحدة غيرك كانت مضيعتش الفرصة دي من إيديها كانت استغلته وخلاته ليها دي فرصتك
تحيرت ماذا تفعل لذا أضافت والدتها بعقل داهية
لازم يحصل بينكم حاجة تخليه ميقدرش يسيبك علشان بس ميبقاش جواز على ورق زي ما اتفق معاك
حدقت بوالدتها وقد اهتمت فتابعت الأخيرة بنفس مكرها
كلميه وقوليله يا ريان تعالى شوف ماما تعبانة وأنا هخليه يبات عندنا!
انبهرت ندى باقتراح والدتها لكن لم تتمسك بفعلها ذلك قالت
هو بيحب مراته وجوازه مني كان مشروط علشان يخليها ټندم على اللي كانت بتعمله معاه يعني بعدين هيرجعلها
هتفت أختها بحنكة
يبقى لازم تنفذي كلام ماما عارفة دا لو حصل مستحيل يسيبك وأكيد هيكمل معاك وينساها طالما طلقها
لم تقتنع ندى فتابعت والدتها بشغف
دا لو حصل هتنقذي نفسك وتنقذينا من الفقر اللي إحنا فيه دا أبوه قريب هيترقى ويبقى لوا يعني حسب ونسب
مررت ندى نظراتها عليهن وهي تفكر في التنفيذ أو من عدمه وكانت نظرات التشجيع الظاهرة من أعينهن قد دفعتها لأن تفعل ما اقترحوه عليها فقالت
طيب سيبوني أفكر وأخطط هاعمل أيه.....!!
أترعها بحبه الظاهر والكامن مشبعا لهفتها في رغبتها نحوه ثم ابتسم لها وقد أحب ما تمنحه إياه من قبول حسن وحين أسند ظهره على الوسادة معربة عن حبها له فقال بغرابة
مالك النهار ده إنت متغيرة!
ردت مستنكرة بدلال
علشان بحبك وعاوزاك جنبي أبقى متغيرة
مرر أنامله بين خصلاتها فأغمضت عينيها متعمقة في تلك اللحظات الرائعة وهي معه قالت
قلبي حاسس قريب هيكون في بينا طفل
تغيرت ملامحه للتجهم ولم يحبذ أن يتحدثا عن ذلك نظرت له لمى متفائلة فرسم الثبات تابعت
التانية مطلعتش حامل عارف
ليه!
بالطبع يعرف لماذا فهل تعلم سببا آخر تفاجئه به أردفت بود
علشان ربنا عاوز تكون معايا مهما بعدنا بنرجع بنكون لبعض وولادك هيكونوا مني بس
زيف بسمة بصعوبة ليدعي فرحه من ذلك وبتردد صاحبه اضطراب حاول كبته قال
بس أنا مش مستعجل ومش بفكر في الخلفة وكده دلوقتي!
ظهرت عليها الدهشة وقالت
معقول مش بتتمنى ولد يعني مش عاوز تعوض سنين كان ممكن ربنا يديك ولدين وتلاتة فيها!
كانت تمزق قلبه بكلامها ذاك وعبس قال
مش بفكر يا لمى مش عاوز ولاد كفاية إني معاك ويونس كمان هاعتبره ابني
خرجت نبرته مزعوجة وذلك ما جعلها ترتاب في أمره ليس لكشفها حقيقة ما أصابه بالزيف لكن قلقت من تلاعبه بها وربما عودته لها فابتعدت عنه بغتة فأصابه الذهول قال
مالك!
تبدلت ملامحها للحنق وهي ترد
بعد اللي قولته دلوقت مش عاوزني أزعل باين لسه بتلعب بيا وكلامك أنا مش نسياه يا زين إن ولادك هيكونوا من التانية وبس
اعتدل مكانه وقد رفض هرائها هتف
مش خلاص اتفقنا أطلقها وكمان علشان قولتلك مش عاوز عيال دلوقتي بقيت بلعب بيك
مافيش راجل مش بيتمنى يخلف!
قالتها بجدية جعلته يصدق على كلامها فهي محقة قال بتردد
يعني لو مخلفناش يا لمى هتزعلي!
ردت مؤكدة باحتدام
أيوة هزعل من حقي أخلف وإنت تكون راضي بكده
استشعر ضعفه من ردها وبدا مقيدا بلا قيمة لكن خۏفها من استغلاله لها جعلها تحزن أيضا وتعلن رفضها لقوله فدنت منه وقالت باصرار
زين لو مخلفناش أنا ممكن أسيبك
ردها كان نابع من عدم رغبته في الإنجاب لتردعه عن ذلك وجاء الأمر بالنقيض عليه وربط عقمه بكلامها وأنها حتما ستتخلى عنه حال معرفتها به فرد عليها بطلعة باهتة
يعني لو مبخلفش يا لمى هتسيبيني!
استنكرت ذلك تماما وقالت بثقة
لا إنت بتخلف وبطل تتكلم كده تاني معايا وتحسسني إنك بتخدعني أنا مصدقت هنكون مع بعض من غير مشاكل
توقف عن مجادلتها وقد ترك لها حرية كشف الأمر بنفسها قال مذعنا ليرضيها
طيب يا لمى هسيبك براحتك وأتمنى تجيبيلي ولاد......!!
أقام سهرة بسيطة في حديقة فيلته جمع فيها الوفد الأجنبي ومعه بعض رجال الأعمال في جلسة ودية ومن هنا تعرف أيهم عن كثب على الوفد وتعمق في أحاديثه معهم ولم يعثر على ثغرة تجعله يستراب نحوهم في شيء بل ظهرت عقلانيتهم في تناول المواضيع معه ومدى الثقافة التي يمتازوا بها..
دعاهم أيهم لتناول العشاء على المائدة الطويلة التي جهزها لتكفيهم جلست رسيل بجانبه بطلعة مشرقة وقد أحبت ذوق زوجها في التعامل مع الآخرين بشكل يرضيها خاطبته بلطف
عامل أيه دلوقت بقيت كويس!
ابتسم لاهتمامها الدائم ومواظبتها على ذلك قال
رسيل سألتيني السؤال ده عشرين مرة وقولتلك أنا تمام
ردت متصنعة الحزن
مش خاېفة عليك وبطمن دا جزاتي يعني!
رفع أيهم يدها ليقبلها امتنانا على لطافتها معه فابتسمت لاحظت نور وهي تتناول طعامها ذلك وتذكرت زين وما يفعله من أجلها تنهدت بخفوت فقد اشتاقت إليه بعكس ماريان التي انتبهت وتحسرت على نفسها فشعرت بعدم رغبتها في الأكل لكن أدعت أنها تأكل كي لا تلفت الأنظار نحوها وأثناء حالة التيه تلك التي أصابتها كان زاك يتأملها بإعجاب شديد فجمالها ورقتها سواء في الهيئة أو المظهر كانا يسلباه عقله بالأخص نبرتها الناعمة وهي تتحدث وبالصدفة انتبهت ماريان له وارتبكت بشدة هي معتادة على نظرات الإعجاب ممن حولها لكن هذا تمادى في تحديقه بها وقد انحرجت من ذلك ثم دون انتباه من أحد خبطت والدتها في ذراعها همست لها
مامي هو بيبصلي كتير كده ليه أنا بتوتر!
تفهم نور عليها جعلها
لا توجه نظراتها على زاك مباشرة كي لا تشعره بأن الكلام عليه فهمست لابنتها بنصح
هما الأجانب كده مفكر إنك سهلة زي بناتهم عاوزاك تبقي هادية خالص مش هتقومي الصبح ترتبطي بيه عندك مدة تلت شهور
ما يخمد ثورة رهبة ماريان كانت تلك المدة التي تضعها في خانة انتظار من ستسلمه نفسها وكان لتزيف الشكل دور كبير ليخفي معالم حزنها الداخلية فحتى إذا فكرت في الإرتباط فقد أغلق قلبها وانتهى وتلك الأحاديث من حولها كانت تخفف من توترها وتفتح لها مجال لتلهي نفسها عن نظرات الآخر نحوها...
بعدما أفرغوا من تناول العشاء وقفت رسيل مع أيهم وماجد قالت
ملك مجتش ليه كنت مستنياها
رد عليها ماجد موضحا
هي كانت جاية بس تعبها مع الولاد طول اليوم خلاها عاوزة تنام هي قالت اعتذر منك يا رسيل!
مطت رسيل شفتيها بادراك ولم تعلق ثم تحركت ناحية السيدة نور التي كانت تجلس على المقعد وترتشف من قهوتها شرعت في الجلوس معها وقد استغلت أنها بمفردها خاطبتها بحذر
على فكرة يا نور وقوف ماريان مع دكتور زاك ميصحش دا واحد أجنبي وتفكيره غيرنا
لم تنفر نور من تدخل رسيل بل أحبته وتقبلته قالت
أنا فهمتها تتكلم بحدود معاه وكمان هو يعني طلب إيديها مني
تفاجأت رسيل وقالت
ووافقتي!
ردت بعقلانية
مش على طول كده لأن فيه أمور كتير مش متوافقة بينهم وبتمنع الزواج بس أنا شيفاه شاب كويس ومجتهد
إلى هذا الحد وتوقفت رسيل عن التدخل فيما لا يعنيها لكن نصحتها بجدية
الصح اعمليه ولازم تكوني واعية