رواية كامله للكاتبه الرائعه
المحتويات
مشجعا ليترك الغرفه على مضض عاد مره أخرى يتحدث إليها يسأل بنبره مليئة بالحنان
انتى مقلتليش بتعملى ايه !
اسو انا بعمل الهوم وورك بتاعى مش انا قلتلك ان الميس عطتنى هوم ورك هى طلبت منى انى ارسم مكان عايزه أزوره شوف انا رسمت ايه ! ..
ثم رفعت الورقه التى فى يديها ليجد بداخلها رسمه طفوليه لمركب داخل البحر وبداخل تلك المركب يوجد شخص على ما يبدو انه رجل نظر بأستغراب يسألها
اجابته بعجل
اه انا بحب البحر عشان بابى هناك ...
شعر بأنقباضه بداخله فعاد ينتهز الفرصه التى امامه
مش فاهم! ...
اسيا بحماس انا بحب البحر ونفسى أزوره عشان بابى هناك انت عارف ان بابى من ساعه ما انا جيت وهو هنااااااك فى البحر بعيد ولسه لحد دلوقتى مجاش وبعدين انا استنيت كتير وسألت مامى قالتلى انه مش هيعرف يجى دلوقتى عشان كده انا عايزه اروحله هناك عشان اشوفه ويعرفنى ..
اسيا ....
رفعت راسها تنظر إليه متفكره ثم قاطعته تسأل ببراءه
هو حضرتك زعلان! ..
ابتسم وهو يسألها
اشمعنى ..
اسيا عشان حضرتك قلتلى اسيا مامى مش بتقولى اسيا غير لما بتكون زعلانه هو حضرتك زعلان ! انت عارف ان كل صحابى بيقلولى أسو ومامى كمان واونكل طارق ونينا ..
انت عارف ليه انا اسمى اسيا زى اسم مامى ! عشان لما انا اتولدت مامى نامت فتره كبيره ف نينا قررت تسمينى زيها عشان لو مامى مصحتش تانى انا لما سالت مامى هى قالتلى كده ..
شعر بالالم يعتصر قلبه مما حدث لها فأسيا وصغيرتها عانا كثيرا بدون وجود احد جوارهم احتضن اسيا الصغيره ولمفاجئته انها استجابت لحضنه على الفور كان يفكر بيأس وألم وهو يحتضنها لولا المصېبه التى حلت على رأسه وقتها ما كان ليترك اسيا تعانى كل ذلك ولكنه هنا الان ولا ينوى تركها مره اخرى اما عن سره الصغير فهو ينوى الاحتفاظ به بداخله دون مشاركه احد .
كانت الساعه تقارب التاسعه مساءا ولكنه لم يشعر بالوقت يمر حتى وجد باب الغرفه ينفتح وهى تقف امامه تنظر بأرهاق ترتدى الزى الجراحي الازرق تجمدت فور رؤيته يجلس بجوار صغيرتها فسألت بقلق
هو دكتور طارق فين ! ..
تحرك يقف امامها وهويتحدث بهدوء
دكتور طارق طلبوه لشغل ضرورى فنزل وانا كنت موجود فعرضت عليه انى اقعد مع اسيا لحد ما يرجع ..
أسيا من فضلك لمى أوراقك دى وتعالى معايا عشان تتعشى ..
تحركت الطفله معها على الفور بعد اخذ حاجياتها وتحركا معا للخارج
كانت اسيا تشعر بالڠضب من طارق فقد تركت ابنتها فى امانته كيف يستطيع ان يكون بهذا الاستهتار ويتركها معه بمفردهما !!! نظرت إلى ساعتها وهى تتأفف فمازال امامها مرورها الليلى قبل الذهاب و هى لا تريد ترك أسو بمفردها اكثر من ذلك فهى بصراحه لا تثق بهم بعد الان كانت الساعه تقارب الحاديه عشر عندما كانت تحمل ابنتها النائمه على ذراعها وتقف على الطريق تفكر بيأس ان هذا اليوم بأكمله يسير ضدها فعندما طلبت تاكسى قبل الخروج لم تجد واحد شاغرا لذلك لم يكن امامها حل الا الخروج وتجربه حظها وها هى تقف منذ مده تحمل طفلتها تنتظر مرور اى سياره اجره تململت بملل وهى تشعر بقلق من بروده الليل على أسو حتى وجدت سياره سوداء تتوقف امامها وخرج مراد من مقعدها الخلفى ثم تحدث بنبره خاليه وهو يقف امامها
هزت رأسها بالرفض ليعيد عرضه مره
اخرى ولكن هذه المره بنبره حازمه يشوبها الڠضب
اسيا لو سمحتى اركبى العربيه !!
هزت رأسها بحزم للمره الثانيه فبدت امامه كطفله تحمل طفله زفر بنفاذ صبر وكان ېصرخ بها هذه المره وهو ينظر إليها پغضب واضح
اسيا بطلب منك لاخر مره تركبى هو مش عناد وخلاص ! ولا انتى ناويه تقفى هنا طول الليل وانتى شايله البنت !!! ...
طيب عشان اكون واضح قدامك دقيقه واحده تركبى فيها وإلا هشيلك اركبك بالعافيه ومتفكريش انك عشان شايله أسيا ده ممكن هيمنعنى او يوقفنى ..
نظرت إليه بعينين متسعه من الړعب فرأت التصميم واضح على وجهه والجديه فى نظرته فتحركت على الفور تستقر بداخل السياره تاركه خلفها ذلك الذى يبتسم بانتصار .
...........
كان يجلس بجوارها براحه ينظر إليها متأملا تتجمع بداخله مشاعر مختلطه فقد كانت اسو تنام فى عندما صعدت كان هذا هو الحديث الوحيد بينهم طوال الطريق فكلا منهما كان مشغول بأفكاره عن الاخر عندما توقفت السياره امام منزلها كان هو أول من هبط منها ثم الټفت يفتح لها باب السياره يمد يده يأخذ منها أسيا حتى تستطيع النزول ارادت ان ترفض ولكنها لم تكن فى حاله تسمح لها بالمجادله فقررت اعطائها له على الفور كان يحتضن أسيا بكلتا يديه وهو يتحرك خلفها يصعد سلالم المنزل الأماميه فتحت الباب بهدوء ومدت يدها تأخذ منه طفلتها ولكنه تجاهلها ودلف بها إلى المنزل على الفور يسأل عن موقع الغرفه فأشارت إلى الأعلى كان تراقبه وهو يتسلق الدرج حاملا اسيا بسهوله تامه ورشاقه كأنه معتاد على فعل ذلك نفضت رأسها من الافكار وصعدت خلفه لتجده يقف عند مقدمه الدرج ينتظرها فتحت باب الغرفه له وتركته يدخل أولا يضع اسيا على بهدوء ثم قام بخلع حذائها و دثرها جيدا بالغطاء كانت اسيا واقفه تراقب كل ذلك وقلبها يغوص بالحسره من معاملته الرائعه مع طفلته تفكر بيأس كيف غزت تلك اللحظه احلامها كثيرا كانت غارفه بتلك الافكار لم تشعر به وهو يقترب منها انتفضت من لمسته المفاجئه لها وهو يحثها على الخروج فأعتذرت منه على الفور وتحركت فى أثره ..
.............
فى الطابق السفلى بالتحديد فى غرفه المعيشه كانت تقف أمامه بتوتر تشعر بوجوده يبتلع الغرفه قطعت الصمت بينهما بنبره متوتره
شكرا على اللى عملته معانا النهارده ..
رفع احدى حاجبيه ينظر إليها بأستنكار وهو يتسأل
شكرا على ايه بيتهيألى معملتش حاجه تستحق الشكر ده انا بس ... ...
قاطعته بعصبيه غير مبرره
اه معلش نسيت اكيد معملتش حاجه ولو كانت اى واحده مكانى كنت هتتصرف نفس التصرف ده معاها وانا مش استثناء !! ..
نظر إليها پصدمه ظهرت أيضا فى نبرته وهو يتحدث إليها
انا مكنتش هقول كده خالص كنت هقول انها حاجه بسيطه اقل من انك تشكرينى عليها ..
شعرت بالحرج من تسرعها وبدء اللون الاحمر يغزو وجنتها وهى تتحرك فى مكانها بتوتر كان على وشك التحرك للخروج عندما أوقفه صوتها تتحدث برقه وهى تبتسم بخجل
على فكره انا ملقتش فرصه النهارده عشان اشكرك وأبلغك ان محمد عمل العمليه ونحجت وهو دلوقتى احسن فاضله كام يوم نقاهه بس ويخرج ..
أومأ برأسه يشاركها ابتسامتها وهو يضع يده داخل جيوب بنطاله
اه عرفت بلغونى وانا مسافر اه وبالمناسبه عايزه اطمنك انى دورت وفعلا لقيت ان كلامها حقيقى زى ما حكتلك وان فعلا جوزها أتخلى عنها وسابها وزى ما وعدتك الشركه هتتكفل بكل مصاريفهم ومصاريف علاجه ودراسته كمان وبالنسبه لوالدته فهى استلمت شغل مناسب ليها من يومين ..
نظرت إليه بذهول تحاول التعبير عما تشعر به ولكن خانتها كلماتها فوجدت نفسها فى اللحظه التاليه ترتمى عليه تحضتنه بقوه شعر بالصدمه فى اول الامر من حركتها المفاجئه ولكنه شدد من ذراعيه عليها عندما وجدها تتمسك به بقوه كانت تستنشق رائحته تشعر وكأنها وجدت موطنها كان عقلها يحثها على الابتعاد ولكنها تجاهلته تستمتع بوجودها فى فقط فأصبحت تضغط على جسده اكثر اما هو فكانت تشتعل بداخله كل تلك المشاعر التى يحاول إخمادها منذ صعودها معه إلى السياره من اثر لمستها
اسيا
اجابته على الفور بهمس رقيق وعيون ناعسه
نعم
تنهد بعمق قبل ان يكمل حديثه الهامس
اسيا انا كنت عايز اقولك انى ......
قاطعه صوت أسيا الصغيره تهتف بقلق من وراءه مامى !! فأبتعد عنها على الفور .
...................
الفصل الثانى عشر ..
ابتعد عنها على الفور تاركا لها المجال لتتحرك هى فى اتجاه صغيرتها ټحتضنها بحب ثم تحملها برفق بين ذراعيها حدثتها اسو بنبرتها الطفولية الناعسه
مامى عايزه اشرب ..
دهشت عندما تحرك مراد فور سماعه طلب صغيرتها ليغيب قليلا ثم يعود حاملا كأس من الماء يعطيها لآسيا الصغيره مباشرة شربت منه قليلا ثم إعادته له بهدوء وهى تشكره لم يخفى على أسيا التى كانت تراقب كل نظراته بقلق وترقب ظلا واقفان هكذا فتره من الوقت دون حراك ينظر كل منهما إلى الاخر بشغف دون حديث بعد قليل قطع صوته الصمت الرخيم يتحدث بهدوء
احم انا لازم أستأذن اشوفك بكره ان شاء الله تصبحوا على خير ..
ثم اقترب قبل ان يتحرك للخارج تتبعه اسيا حامله صغيرتها فتح باب المنزل وسار فى اتجاه سيارته ثم الټفت قبل صعوده السياره ينظر لهما بشغف فوجد اسيا الصغيره تلوح له بيدها وهى تبتسم بخجل شعر بقلبه يغوص بداخله من تلك الحركه العفويه وكأنه مربوط معها بخيط غير مرئى يسحبه نحوها يتمنى لو ان بأستطاعته تمضيه ليلته معهم وهو يحاوطهم بكل قوته.
................
وضعت اسيا صغيرتها فى مره اخرى بعد ان بدلت ثيابها واستلقت بجوارها تحيطها بكلتا ذراعيها وهى تفكر بكل ما حدث لقد اڼهارت دفاعاتها كليا اين عزيمتها واصرارها ! اين وعودها التى كانت تقطعها يوميا على نفسها !! ففى الوقت التى كانت تخشى من معرفه مراد بوجود ابنتها سمحت له بدخول منزلها وحمل طفلتها والاهم الاهتمام بها ! ولكن اكثر ما اثار دهشتها انه لم يعطى اى رد فعل غير طبيعى لم يتفاجئ ولم يسأل ولم يثور فقط وجه لها نظرات حب او ربما عطف او ربما تعمد
متابعة القراءة