روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
من اللقاء ! ظل يتأملها قليلا فى صمت وعلى ثغره ابتسامة ناعمة تحمل كل الرضا والقبول
أرادت والدته أن تقطع هذا الصمت أو بالأحرى أرادت أن تعطيه طرف الحديث معها فقالت
رجلك عاملة أيه دلوقتى يا عبير
قالت بصوت لا يكاد يكون مسموعا
الحمد لله يا طنط أحسن شويه
تحرك لسانه أخيرا وتحرر من صمته ووجد نفسه يقول
بتعملى التمارين
كان لهذا أثر كبير على بلال الذى تحرر من خجله لمجرد أن أصبح وحده معها ولكنه فى داخله شكر فعل والدها أنه يحرص عليها مع ترك مساحة من الحرية لا تسمح إلا بالحديث معها فقط فكم سقط فى عينيه آباء كثر أغلقوا الباب عليهما بدعوى حرية الحديث لولا أنه كان يرفض ويأبى هذا بل ويكون سبب خروجه من البيت بلا عودة .
على فكرة ..الرؤية دى يعنى احنا الاتنين نشوف بعض كويس مش انا بس اللى اشوفك
جاهدت على أخراج صوتها من حلقها وكأنه يعبر الأحبال الصوتية فى مشقة وقالت
منا شوفتك قبل كده
لاحت ابتسامة صغيرة على جانبى
شفتيه وشعر أن الأمر يتطلب جرأة أكثر فقال
خفق قلبها بشدة وشعرت أنها لو تركت العنان لنفسها لهبت من مقعدها لتجرى إلى غرفتها وتغلقها عليها لتختبىء من نظراته المصوبة إليها ولكنها تعلم أنه من حقه أن يراها جيدا وينظر إليها رفعت وجهها ببطء ولكنها لم تقدر على النظر إليه مباشرة نظر إليها مليا ثم قال
عبير
والدك كان قالى انك عاوزه تتأكدى من حاجات معينة ..أتفضلى انا تحت أمرك
حاولت عبير أن تقذف بخجلها بعيدا بل وترميه خلف ظهرها فهذا زواج لابد أن يكون فيه من المكاشفة ما فيه حتى تستقر سفينة الحياة بهم فى المستقبل على جبل التوافق والرشاد
خرج صوتها بصعوبة وهى تقول
أتسعت ابتسامته وأشرق قلبه بسؤالها فهى ليست فتاة خجولة وفقط بل أنها تعرف ماذا تريد فى زوج المستقبل وتعرف أنه ليس كل ملتحى متبعا للمنهج الصحيح ..أجابها قائلا
أيوا الحمد لله .. أنا على منهج أهل السنة والجماعة
ظلت عبير تسأله وهو يجيب كأنما يجلس أمام محقق يعرف جيدا كيف يستخرج منه الأجابات الوافية سألته عن شيوخه ودروس العلم التى يحضرها وكيف بدأت حياته الدعوية وغيرها وكيف يستطيع أن يوفق بين عمله كطبيب والدعوة
فقال
بغض النظر عن أنى ممكن أخطب خطبة أو أتكلم مع حد .. لكن بجد انا شايف أن الدعوة دى بتكون فى أى مكان وفى أى حته ومهما كان الواحد بيشتغل ممكن يدعوا الناس عن طريق شغله
قالت مستدركة
قصدك يعنى عن طريق أخلاقه
هز رأسه نفيا وهو يقول
مش بس أخلاقه .. الدكتور والمهندس والمحامي وأى موظف فى أى مكان أو صاحب محل .. ممكن يحط قدامه كتيبات وشرايط على المكتب والمړيض أو العميل أو الزبون اللى يدخل عنده يديله منها ..الست ممكن تشيلها فى شنطتها وتدى منها هدايا لواحدة قاعدة جنبها فى المواصلات أو زميلتها فى الشغل أو جيرانها ...الواحد يجى يوم القيامة يلاقى جبال حسنات مش عارف جاتله منين .. ممكن
واحدة تقرا الكتيب وربنا يهديها وتبقى فى ميزان حسناتك وانت مش عارفة.. تتفاجئ بيها يوم القيامة فى ميزان حسناتك وهكذا ..علشان كده بقول مفيش حاجة اسمها مش عارف أوفق بين الدعوة إلى الله وشغلى مهما كانت طبيعة الشغل
ده.
أخذت نفسا عميقا وهى تشعر بالراحة النفسية الكبيرة وهى تنصت إليه فى اهتمام حتى انتهى من حديثه وأجاباته النموذجية كان ينظر إليها وهو يجيبها وكلما أجاب أجابة ابتسمت ابتسامة صغيرة مما جعله يعرف نتيجة الأمتحان سريعا مما شجعه على أن يقول
ها فى حاجة تانية ولا خلاص
هزت رأسها نفيا أن لا فقال مردفا بمرح
أنا اتعصرت على فكرة
أبتسمت ابتسامة صغيرة وهى تشعر بالقبول تجاهه ولكن قلبها خفق مرة أخرى
متابعة القراءة