روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
من كتر الأهمال فى المستشفيات الحكومية...الكلام ده لو فى عدل لو كل واحد بياخد حقه
نسى علاء أنه فى مكان عام وهتف غاضبا
وحضرتك بقى وافقتى تتجوزينى ليه طالما شايفة أن شغلى تافه أوى كده
حملت حقيبة يدها وقالت بتلقائية
منا قلتلك كنت فاكراهم بيضحكوا علينا فى التلفزيون وبيبالغوا بس كلامك ده واللى أنا شايفاه أكدلى ..وبعدين مالك زعلان أوى كده ليه الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأنا بقول رأيى
نظر لها يحيى مندهشا وهو يقول
سبحان الله كأنى سامع الأستاذ فارس هو اللى بيتكلم
نظرت له مهرة بتأثر ولمعت عينيها حنينا بينما قال علاء متسائلا
ضحك يحيى وهو يقول
ده بقى يا سيدى الأب الروحى لمراتك.. هو اللى مربيها ومحفظها الكلام ده
ظن علاء أن الشخص الذى يتحدث عنه يحيى رجل طاعن فى السن مثلا فلم يبالى بالأمر وقال باستهزاء
وأنا أقول برضة اتعلمتى منين التخاريف دى
هتفت مهرة وهى تنظر له پغضب
أتكلم باسلوب أحس من كده
تدخل يحيى بسرعة وقال مهدئا للموقف
صلوا على النبى يا جماعة دى مجرد مناقشة
تأملها علاء لبعض الوقت ثم قال حانقا
يالا نمشى
سارت بجواره وهو يمشى بخطوات واسعة وهى تحاول اللحاق به جاهدة ويحيى يلقى النظرات الأخيرة على النادى الذى حلم دائما بدخوله حتى وجدته يقف فجأه وتتغير ملامحه الغاضبة إلى الابتهاج عندما صافح أحد الرجال الذى كان يبدو عليه أنه فى أوائل العقد الخامس من عمره يرتدى حلة وقبعة رياضية ثم استدار إليها يعرفها إلى الرجل
قائلا
دى مهرة مراتى يا كوتش وده يحيى أخوها
نظر إليها الرجل مبتسما ومد يده يصافحها قائلا
أهلا وسهلا نورتى النادى
عقدت ذراعيها وقالت بجمود
أهلا بحضرتك بس معلش مش بسلم
مد يحيى يده وصافح الرجل بحرارة بينما نظر لها علاء نظرة ڼارية وضغط أسنانه حتى خيل إليها أنها استمعت إلى صوت صكيكها وقال آمرا
سلمي يا مهرة ده الكوتش بتاعى.. أنت متعرفيهوش ولا أيه
نظرت إليه وظلت عاقدة ذراعها ولم ترد فقال الرجل بسرعة وهو يربط على كتف علاء
خلاص يا كابتن مش مشكلة ..يالا اشوفك فى التدريب سلام
جذبها من ذراعها بقوة وهو يقول
أمسكه يحيى وهو يحاول تخليص ذراعها منه هاتفا
مش كده يا كابتن التفاهم بالراحة
دفعت يده بعيدا بضيق وأسرعت الخطى وقد لمعت عيناها بالدموع ظلت جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة وعلاء يقودها حانقا فى طريقه إلى المنزل وهى تنظر من النافذة بجوارها وكلما فرت دمعة من عينيها رغما عنها مسحتها بسرعة حتى لا يراها فى المرآة .. أما هو فكان يصيح طوال الطريق پغضب قائلا
بتحرجينى مع الكوتش بتاعى يا مهرة يعنى لو كنت قابلت حد من الرجال الاعمال اللى بيرعانى كنت برضة هتحرجينى قدامه كده مش كفايه مش عاجبك شغلى ومستخسرة فيا الفلوس اللى باخدها
وضع فارس حقيبة دنيا فى غرفتها وخرج منها وأغلق الباب خلفه قائلا لوالدته فى عجلة من أمره
لازم امشى حالا.. أتأخرت أوى على المكتب
همست له والدته بخفوت
مش تستنى مع مراتك شوية يا فارس وبعدين تنزل
ربت على كتفها برقة وقال وهو يضع الهاتف فى جيبه ويأخذ مفاتيحه
هستنى أعمل أيه يا ماما هى خلاص بقت كويسة.. معلش عندى شغل متأخر .. مع السلامة
ترجل يحيى فى بداية المنعطف المؤدى إلى شارعهم عندما التقت عيناه بعينيى محمود الذى قاطعه منذ زواج مهرة وهو يقول
معلش يا كابتن واحد صاحبى زعلان مني عاوز ألحقه .. يالا سلام
تابع علاء طريقة بتثاقل ووضع السيارة بجوار المنزل هبطت مهرة بسرعة دون أن تنتظره لحق بها على الدرج وأمسكها من ذراعها وجذبها إليه بحدة وهو يقول
كمان مش معبرانى .. ده بدل ما تعتذري لى يا هانم
ألتفتت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وقالت
لو سمحت سيب أيدى .. مش كفاية الكلام الچارح اللى عمال تقوله طول الطريق .. جاى تكمل هنا كمان
حاولت أن تتملص منه ولكنه جذبها مرة أخرى وقال بعصبية
مهرة .. أنت متعرفنيش كويس .. أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى ..أعتذرى حالا
بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل بصره بينهما و قال وهو ينظر إليها وإلى دموعها التى انسابت على خديها وقال بلوعة
مالك بتعيطى ليه
قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال
وأنت مالك انت خاليك فى حالك ..
لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن
متابعة القراءة