روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
نظرات خاطفة ورأسه يدور لا يعلم ماذا يفعل .. لابد أن يخبره بأمر زوجته التى قدمت ضده بلاغ وزجت به فى معتقلات الأهوال تلك ظلما ولكن هل يخبره الآن أم ماذا ... قطع فارس عليه تفكيره وقال متسائلا
معرفتش يا دكتور مين اللى عمل فينا كده
ألتفت إليه الدكتور حمدى ثم أعاد النظر للطريق وقد حسم أمره ثم قال
فارس .. لازم تعرف الدنيا دى كلها فيها الكويس وفيها الۏحش فيها اللى بيعمل خير لوجه الله من غير سبب وفيها برضة اللى بيأذى الناس من غير سبب ولو الأذيه جاتلك من اقرب الناس ليك أوعى تزعل نفسك .. واعرف ان ربنا بيكشفلك اللى حواليك علشان متفضلش عايش موهوم ومخدوع فيهم ..
الكلام ده معناه ان حضرتك عرفت مين
أومأ الدكتور حمدى برأسه وهو يقول
أيوا عرفت ... بس كنت محتار اقولك دلوقتى ولا لما تروح بيتك وترتاح شويه من اللى شفته
أعتدل بلال فى جلسته وقد شعر أن الدكتور حمدى يقصد شخصا قريب جدا من فارس بينما قال فارس
سريعا
مين يا دكتور قولى مين
أضطرب صوت الدكتور حمدى وهو يقول ببطء
مراتك دنيا
أتسعت عيني فارس هلعا ونظر إلى بلال الذى لم تكن الصدمة عليه أقل من فارس .. حدقا فى بعضهما البعض بينما هتف فارس
ظهر الأسف على وجه الدكتور حمدى وهو يقول بإشفاق
هو ده اللى انا عرفته.. ولعلمك محدش هيقدر يجاوب على سؤالك .. إلا انت بس .. أنت بس اللى ممكن تقولنا ليه هى عملت كده
أعتدل فارس فى جلسته مصډوما واستند بظهره إلى مقعده وقد احتقن وجهه ڠضبا وحنقا وضړب باب السيارة بقبضته بقوة وهو يهتف
سؤال أيه اللى اجاوب عليه .. هو فى حاجة بين راجل ومراته مهما كانت تخاليها تعمل كده فيه .. ليه يا دنيا تعملى فيا كده ليه ده انا ..
بتر كلمته وابتلعها قبل أن يكملها .. كان سيقول
أستنى يا فارس لما تقابلها وتتكلم معاها بهدوء.. أحنا لسه مش عارفين حاجة.. أستنى لما تسمعلها الأول
ألتفت إليه فارس غاضبا وهو يقول
هتقولى أيه يا بلال ..هتقولى بلغت عنى وعن صحابى ليه .. ليه
ربت على كتفه مرة أخرى وهو يدعوه للهدوء مرة أخرى وأن ينتظر حتى يسمع منها حتى هدأ فارس بعض الشىء وصمت غضبه خارجيا ولكن قلبه كان مشټعلا .. كيف تفعل فيه ذلك بعد كل ما فعله من أجلها .
أقتربت سيارة الدكتور حمدى من منزل بلال الذى شعر بنشوة وانتشاء حينما لاح جانب المنزل من بعيد فقال سريعا