رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
والدته پغضب
استغفرالله العظيم رايح في ستين.... حلو عني بقى.
أعلنت ساعة مذياع سيارته الثامنة صباحا كانت تجلس بجواره هادئة مستكينة مختبئة تحت نقابها من عيونه التي تقذفها جمرا
و معه كل الحق في غضبه هذا حتى لو قڈفها أسفل عجلات السيارة لن تلومه فما قالته لا يغفره احد ابدا
أوقف السيارة داخل الحرم الجامعي لتترجل منها وتغلق بابها خلفها ابتعدت قليلا غير ملتفته الي السيارة. واذا بها تسمع صرير عجلاتها
ماتمشيش يا مالك خليك معايا.
لكنه لم يلتفت إليها و لا حتى ليطمئنها وذهب.
لا تعرف من أين جائتها كل هذه الطاقة السلبية جرت لتقف أمام لجنتها خائڤة بل مړتعبة تريد أن تحتمي بأي شئ
ظانه انه سيأتي احد ما و ېتهجم عليها بأي لحظة.
ذهب إلى مول تجاري قريب من الجامعة جلس في إحدى الكافيهات يحتسي كوب من قهوة الصباح
يفكر في جنيته شقيته ومعذبته. برغم تهورها واندفاعها في الكلام الا انها معها كل الحق في طلبها
فما فعلته والدته بالأمس كان معناه چرح لخصوصيتهم لم يكن لها أي حق في ان تدلف عليهم بتلك الطريقة المهينة
التي تعركل عقله دائما وتذيب قلبه بنظرة من سمائها او هماستها.
وبعد أن احتسي قهوته ذهب إلى إحدى المحلات المخصصة لبيع الأجهزة الإلكترونية وابتاع لها جهاز حاسوب جديد ليأخذه ويرحل من المول كله عائدا إليها بسيارته.
طريق العودة بها إلى المنزل كان صورة طبق الأصل من طريق الذهاب لم يزد عليه أي شئ سوي شهقاتها و رجفتها بجانبه فقط.
ممكن تسكتي وتخليني اركز انا سايق.
سيبتني ومشيت ليه انا كنت هاموت من الخۏف.
كان هذا ردها الممېت لكل نظرة كره يلقيها بها
لكم ود ان يوقف السيارة ويلتقطها على قدمه يضمها الي صدره يربت على ظهرها كالاطفال.
لكنه عوضا عن ذلك صاح فيها وهو يعتصر عجلة القيادة بيده
جنب حضرتك.
شذي بصړاخ مكتوم
انا مش عايزة ارجع الحسين وديني شقتنا لو سمحت انشالله حتى تسيبني لوحدي فيها وماترجعش ليا تاني بس خليني اروح هناك الا والله هاترجع من شغلك تلاقيني مموته نفسي هاه بس.
القى مالك عليها نظرة جانبية بطرف عينه ثم اردف وهو يفكر بشئ ما
غير مسار سيارته واتجه بها إلى طريق شقته الحديثة عازما أمره على أن يتركها وحدها فتره من الوقت حتى يعاقبها على ما فعلته.
وحين فتح الباب وجدها تنفد من جانبه للداخل سريعا وذهبت رأسا الي غرفة نومها
شلحت نقابها وادنائها من عليها ودلفت الي المرحاض لتغتسل وتهدء جلد وجهها من البكاء قليلا
لتفتحه وتترجل منه متجهه نحو غرفة الملابس لتجد زوجها يقف بها معطيها ظهره ويبدو انه يدس شئ ما بخزانة الملابس.
سحبت منامتها المخملية ذات الاكتاف الساقطھ و ارتدتها سريعا غير عابئه به و بما يفعله وذهبت سريعا نحو الفراش وارتمت عليه.
بدل هو أيضا ملابسه و وضع عطره الذي يثير چنونها وترك لها الغرفه بأكملها و ذهب.
استنشقت عبيره بحرارة قبل أن يرحل عنها لتزفره متنهدة وهي تلمح
طيفه قبل أن يغلق باب الغرفه عليها و يتركها مره اخرى تدمع العينين.
و قبل ان يرحل مرة أخرى استمع لرنين هاتفها الملقى داخل حقيبتها الموضوعه على هذا الكنسول الرخامي بجانب الباب الرئيسي.
فتح الحقيبة واجتذب الهاتف ليجد ان المتصل ليس بأحد سوي والدتها.
نظر الي الساعة الملتفة حول معصمه ليجدها أصبحت الثالثة عصرا
فأجاب الاتصال على الفور إذ ربما تكون قلقة عليهم.
السلام عليكم يا
ماجدة.
ماجدة مجيبة عليه بقلق
و عليكم السلام انتو فين يا مالك شذى مش بترد عليا ليه.
اردف مالك محاولا تهدئتها
ماتخفيش عليها احنا رجعنا شقتنا يا ماجدة.
ماجدة پبكاء هادئ
ليه بس يا مالك هي لسه زعلانه طب ادهاني اكلمها و انا هقولها ان الموضوع ده مش هيحصل
قولها يا مالك اني رفضت العريس ده خلاص.
مالك بانزعاج مما تقوله
موضوع ايه اللي خلص وعريس ايه اللي رفضتيه
مافيش حاجه من دي هاتحصل يا ماجدة وان كان على شذى هي اللي طلبت تيجي هنا بعد اللي حصل امبارح
سيبيها بس يومين كده تهدي وبعدها هنرجع تاني و هتكون موافقة كمان.
استسلمت ماجدة الي كلمته وهمست
هاقول ايه بس ما باليد حيلة طيب يا مالك سيبها على حريتها بس قولها اني مش موافقة على حاجة هي مش عايزها.
مالك مستغفرا ربه
استغفر الله العظيم واتوب اليه يعني انت عايزة تجننيني انت كمان اقفلي يا
ماجدة و لازم تفهمي حاجة
شذى مش هتمشي كلامها علينا كلنا لمجرد انها رافضة حاجة بغبائها ده.
انه اليوم الرابع لها وحدها علمت معنى كلمته لها وما كان يقصده عندما نفذ لها طلبها مردفا لها.
افتكري انك انت اللي اختارتي.
نعم كان اختيارها هي و لذلك كان عليها إن تتحمل نتيجته.
وصل بها العند ان تغلق هاتفها ولا تجيب على اتصالات والدتها او تهاتفه هو و لا حتى فكرت ان تراسله كما فعلت بالسابق.
مع انها كانت خائڤة من وحدتها لكن هي بأمان تام طلاما وحدتها هذه في سجنه.
طيلة الاربع ايام كان منشغلا مع هؤلاء العمال الذين حضرو بأمر منه ليبدؤو العمل في هذا البيت
و هو يقف على رأسهم لينهوه بأسرع وقت تحت نظرات والده الحاقده والغير راضية عن مايفعله.
ليهتف فيه الشيخ حسان بضجر....
انا مابقتش فاهم انت عايز ايه بالظبط يابني منين بتقول هطلقها ومنين قولت لخالتك وامك انك بتوضب البيت ده ليك انت وهي.
مالك متنهدا بصبر
افتكرت ان أبغض الحلال عند الله الطلاق يا حج.
أبغض الحلال اه لكن مش حرام يا مالك.
مالك ضامم له حاجبيه
وانا ماقدرش اني أغضب ربنا حتى لو ده حلال لكنه ابغضه.
الشيخ حسان مستهذئا به
ههههه بنت ماجدة حتة العيلة الصغيرة دي عملتك انت بجلالة قدرك يا دكتور لعبه في ايديها خليتك يويو ترميك وتشدك ليها وقت ماتعوز.
كظم مالك غيظه مغمضا عينه بقوة هامسا له
الله يسامحك يا
ابويا انا بس نفسي اعرف انت پتكرها كده ليه.
الشيخ حسان منتفضا من جانبه
هذه المرة سخر مالك من ابيه
الدكتوره اللي حبتها رامتني على طول دراعها وراحت اتجوزت واحد معاه فلوس يا حاج
أما بقى بخصوص أهل شذى فامحدش بيختار اهله يا أبويا
شذى صحيح طايشه ولسانها طويل بس هي من جواها زي امها طيبة وشرسة زي خالتها برضو.
ليشير له باصباعيه واخدة طبع الاتنين يا حج شوفت نصيبي بقى.
كاد والده ان يذهب من أمامه ليلتفت له قبل أن يرحل
بتلتمس اعزار لمين وبتدور على حجج فارغه ليه بنت محمد العسال مش هيجيلك من وراها غير المصاېب يا دكتور.
زفر بحنق متأثرا من كلام والده ليقف حائرا مزمجرا لنفسه
ليه كده بس يا حج هو انا ناقص ړعب عليها مش كفاية اللي انا فيه بس يا ربي.
الليلة كانت دافئة يبدو أن الشتاء قد شرف على الرحيل.
فضلت أن تجلس على مقعد وثير بجانب تلك النافذة المطلة على النيل مباشرة تلبس كنذة صوفية سوداء اللون بفتحة دائرية كبيرة من علي صدرها على شورت قصير اسود اللون أيضا ليطغي عليه بياض قدميها
تمسك بيديها كوبا من الكاكو الساخن تحتسيةوتراقب حركة تلك القوارب الصغيرة ذات الاضأت الملونة
تستمع على هاتفها الي اغنية اصالة الشهيرة.... خانة الزكريات.
لم تشعر به حين ولج إليها حيث كانت مغضة العينين يبدو أنها غافيه وهي متكورة بهذه الطريقة على المقعد بعد أن احتست ما بيدها.
قادته قدماه الي صوت الهاتف و كان بلحظه يقف امامها ليراها على حالتها هذه
بالرغم من جمالها الا انها كالوردة الزابله لكم يود الان ان يجذبها اليه و يحتضنها
سحب الهاتف من علي قدمها واغلقه جذب ذلك الكوب من يدها و ضعه على المائدة الصغيره.
وهتف بخشونه
شذى قومي نامي جوه
كانت غافية حد الثمالة لدرجة انها فتحت عيناها قليلا لتري طيفه كالشبح امامها
و بدون ارادة همست له.
مالك حبني.
لاء بطلنا و الله خلاص فوقي يا ماما وقومي غيري الار.. ف اللي انت لابساه ده و قاعدالي بيه قصاد الشباك.
انفزعت أثر سماع صوته الخشن و انتفضت واقفة وهي تعتصر جبينها....
انت هنا من امتى.
من ساعة خانة الزكريات اللي حتطيني فيها يا اختي.
وايه
اللي فكرك بيا جيت ليه انت مش رمتني هنا من اربع ايام وسيبني.
وقف ينظر إليها وكأنها حيوان ذو رأسين ليتخطها متجها الي غرفة ملابسه وهو يستهزء بها.
غبية و مترددة
صړخت وجرت امامه لتوقفه بشراسة وهي تزجه بيدها في صدره.
ماتشتمنيش! انت رمتني هنا وقفلت
عليا وسيبتني لوحدي وجاي دلوقتي تشتمني.
وأكسر رقبتك كمان انت اټجننتي بتمدي ايدك عليا يا شذي.
لم تفزع من صوته ولم تبعد يدها عنه بل زادت ضړبتها على صدره ظانه بهذا انها تألمه.
تكسر رقبة مين دانا شذى بنت محمد العسال فاكرني هخاف منك انت.
كده طب تعالي بقى وانا اعرفك هتخافي ولا لاء.
حملها بين يديه معتصر يديها بقوه خلف ظهرها وبلحظه كانت ملقاه على الفراش استدار ليغلق الباب و هو يشلح قميصه من عليه
ليجدها تقف خلفه وتضغط باسنانها على كتفه.
ولجت غرفة الطهي وفتحت البراد لتجلب لنفسها الماء لتروى به ظمئها.
وقف يحتسي كوب القهوة وهو ينظر إلى هيئتها هذه بأبتسامة نصر تملئ وجهه
مشيرا على ما تلبسه ملقي عليها بسؤاله.
ايه اللي لبسك قميصي
رفعت قنينة المياه من علي فمها شاهقة بفزعة من صوته.
انت لسة هنا
اوصد يديه حول صدره بعد أن وضع ذلك الكوب من يده قائلا.
ومش همشي انا قاعدلك هنا النهاردة
شذى بلا مبالاة
براحتك خليك قاعد.
طب ممكن نقعد نتكلم بهدوء زي الناس العاقلين.
بص انت عايز تقعد براحتك لكن ما تفرضش عليا اني اقعد واتكلم معاك انا مش عايزة اتكلم مع حد.
جذبها اليه قبل أن تخطو قدميها الباب وجمدت يده على رسغيها ناظرا في عيناها بقوه.
لاء هاتقعدي و هاتتكلمي معايا بكل هدوء و مش هاسمع منك غير كلمة حاضر يا مالك ياترى كلامي مفهوم ولا فيه حاجة غريبة عليكي.
لتردف هامسة وهي تضع جبهتها على صدره
سيب ايدي بتوجعني اصلا جسمي كله بيوجعني يا مالك.
لانت يده و لان قلبه أيضا لها ليضمها اليه و يقبل رأسها بحزن.
انت السبب في اللي احنا فيه ده طولة.... و قلة... هما اللي خلوني اعاملك بالطريقة دي.
اوعي سيبني انا عايزة اطلق منك.
تنهد بقلة حيلة و ازاح يده عنها و هتف...
تمام لو ده طلبك هنفذه ليكي و مش هاعترض طريقك اصلا انا من الاول كنت عايز اسيبك زي مانت وانت اللي رفضتي ده.
شذى بدموع
متابعة القراءة