رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
انتي عايزاه.
شذي بشبه صړاخ لاء ماليش دعوه عايزة اكلم امي ابعد عني بقى وإذا بها تزجه في صدره و قد عادت إليها ملامح الخۏف.
اندهش هو من خۏفها الغير مبرر له وزجها له بهذه الطريقة هل تبغضه الان هو لم يجبرها على شئ قط لماذا اذا تعامله بمثل هذه الطريقة.
مد يده وأتى بهاتفها أولا و ارتدي ملابس مريحه من الحقيبة و سحب هاتفه وترجل خارج الغرفه بالكامل مغلقا الباب عليها پعنف.
ماجدة بدموع و صرخات شذي انتي فين يا بنتي كده تخرجي من غير ما تقوليلي.
انا مع مالك يا
ماما.
قالتها شذى بهدوء وهي تستمع الي صوته الجاهور من الخارج.
ماجدة پغضب وايه اللي وادكي معاه لوحدك تسافري اسكندرية تاني لوحدك تروحي ليهم برجلك يا شذى
انا مش لوحدي يا ماما انا معايا جوزي وهو قادر يحميني.
ماتخفيش يا ماما مالك مطمني و هو عارف بيعمل ايه كويس.
ماجدة ساخرة من كلمتها و الله ما عارف حاجه ولا عارف بيتعامل مع مين اصلا اخلصي و قوليلي انتي فين و انا هاجيلك.
شذي ناهرة ما تقوله والدتها لاء يا ماما انا جوزي فعلا قادر يحميني و انا اللي طلبت منه أن احنا نسافر لوحدنا عشان مبقاش قلقانه عليكي فمن فضلك بقى يا ماما تسمعي كلامي المره دي.
قولتلك ماتخفيش يا ماجدة يلا سلام بقى وانا هبقي اطمنك علينا كل شويه سلام يا حبيبتي.
اردفت ماجدة بدموع سلام يا شذى خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.
اغلقت الهاتف معها و انزلقت من على الفراش تضم الغطاء عليها بخجل و اتجهت نحو تلك الحقيبة التي دائما تكون شاهدة على أحداثهم سويا ارتدت ملابسها على عجالة و فتحت الباب لتبحث عنه و هي بلأصل لم تتعثر كثيرا....
كان يوبخ خالته بصوته العالي وهو يدرك انها تسمعه الان.
مالك معنفا لوالدته ابقى فهميها وقوليلها ان بنتها في عصمة راجل يقدر يحميها و لو انتو مش شايفين كده كنتو بتجوزهالي ليه يا أمي.
ليغلق الهاتف دون أن يلقى عليها التحية و ينظر لها پغضب.
حاولت تهدئته و الذهاب اليه لكنه اوقفها بأشارة من يده.
شذي پخوف هاتروح فين
بالله كيف ترضي ذاك الغاضوب لماذا لم يرأف بحالتها الا يلتمس لها العذر ابدا هل يريد تدليله كالطفل الصغير هذا الذي مادام يخبرها بأنها ابنته و هو ابا لها
تخبط الأفكار في رأسها جعلها تنعس مكانها و هي جالسة على الاريكة.
عاد إليها بعد وقت طويل ممسكا بيديه حقائب ممتلئة بأشياء كثيرة ليجدها غافية في ثبات تام. وضع الحقائب الممتلئة بالطعام من يده و اتجه نحوها ليوقظها.
شذي بنصف افاقه انت جيت امتى هي الساعة كام دلوقتي.
الساعه ١١ بليل.
شذى بعين جاحظة يااااه انا نمت كل ده و انت سيبتني طول النهار كده لوحدي روحت فين يا مالك.
مالك مبررا بعده عنها طيلة هذه المده ما قولتلك قبل ما انزل اني هاقعد شوية مع ابو حسام و اخواته و بعدها روحت اشتريت شوية حاجات لزوم البيت.
شذى پغضب كل ده تسيبني و تخرج ١١ الصبح ترجعلي ١١ باليل في بيت غريب زي ده.
مالك متعجبا من كلامها بيت غريب! هو انا سايبك في الشارع دانتي يعتبر قاعدة في شقة اخويا و انا كنت قاعد اغلب الوقت تحت البيت يبقى سيبتك امتى بقى.
شذى مرتسمة الحزن خلاص بقى براحتك انت اصلا كنت نازل و نواي على البعد.
انتي هتتفلسفي اتفضلي قومي حضري حاجة ناكلها من الاكل ده.
حاضررررر
قالتها منتفضه من مكانها مترجله بعيدا عنه.
أحضرت بعض الاطباق الشهية و وضعتها على المائدة الصغيرة امامه و جلست بعيدا في صمت.
مالك محاولا تهدئتها قاعدة بعيد كده ليه يلا تعالي كلي.
همست بكلمة واحدة
لاء
مالك رافعا حاجبه محاولا اغاظتها......
براحتك مع ان الاكل حلو اوي.
شذى بغيظ
انا اللي عملاه على فكرة.
عارف على فكرة
ليحاول استدراجها في الحديث بصراحة تسلم ايدك انتي شاطرة اوي في الأكل حلو و حادق مع انك سنك صغير.
شذي ناظرة له لكنها مازلت على تحفظها
دي هواية عندي من وانا صغيرة.
مالك متصنع التزمر
امممم بس بصراحة مالوش طعم
تملك منها الغيظ و هبت واقفه واذا بها تصيح
قصدك ايه انا اكلي مالوش طعم!
مالك ضاحكا اهدي بس انا قصدي اني مش بعرف استطعم الاكل وانا باكل لوحدي تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي واقدر اقولك رأي في طعم الأكل كويس.
هدئت قليلا و تقدمت لتجلس بجانبه تسطرد الكلمات قائلة.
اومال كنت عايش ازاي عشر سنين بره لوحدك و كمان لما بتبات في المستشفى بتاكل ازاي.
مالك منتبها لما تقول و بدء يطعمها بيده
وانا في المستشفى تقريبا بقضي معظم وقتي في العمليات
و باقي الوقت بخصصه في الادارة أما بقى العشر سنين الي قضتهم بره احب اقولك اني قضيت منهم احلى تلات سنين
في حياتي اكل و لعب و حب.
كان قاصدا كلمته الاخيرة قالها و عينه مرتكزة على عيناها ليعرف مدى تأثيرها عليها.
انتبهت هي لما يقول أنزلت يده المتجهه نحو ثغرها بالطعام لتعيدها الي الصحن ثانية و ظهرت على محياها ملامح الغيرة.
شذي رافعة حاجبيها بتحدي حب!
مالك مؤكدا اه يا شذى حب اظن يعني ان امي حكت ليكي على ريهام و حبي ليها من ايام الكلية.
حاولت إغلاق الحديث مرتسم عليها علامات الحزن
اه قالتلي عن اذنك انا داخلة انام.
امسك يدها و اجلسها بجانبه مره اخرى بحزم
اقعدي يا شذى كملي اكلك عشان انا لسه عايز اتكلم و عايزك انتي بالذات تسمعيني.
جلست مره اخرى و لم تتحدث بل أمسكت الملعقة وبدئت تغمسها بالطعام و تملئ بها فمها بتعصب شديد
مالك مكملا مش عارف ليه عايز احكيلك انتي بالذات دلوقتي مع اني لما كان حد بيفتح سيرة الموضوع ده قدامي كنت بتعصب جدا و اټخانق واتنرفز على اي حد لكن معاكي انتي حاسس ان الموضوع ده مابقاش ليه اي أهمية بالنسبة لي.
لمعت عينها بنظرة غريبة تحولت ملامح الحزن الي فرحه و ظهرت ابتسامه عريضة على شفتيها لكنها تذكرت اول مره كان يمد يده عليها بسبب تلك الذكرى المزعجة وضعت راحة يدها على وجنتها و همست
للدرجه دي كنت بتحبها عشان كده ضړبتني بالالم اول ما جيبت سيرتها.
مالك كارها تلك الذكرى
انتي لسه فاكره طب اقولك حاجه ممكن تشفعلي عندك و تخليكي تنسيلي الغلطة دي.
اعتدلت بجلستها للخلف و اضجعت بظهرها على الأريكة موصدة يدها حول صدرها
قول يا مالك.
مالك بحب واضح
لها
قبل ما اقول اي حاجه عايزك تعرفي ان الكلام دا كله مجرد ماضي و انتهي وأن اللي اسمها ريهام دي مش اكتر من مجرد صفحه سوده وانقطعت من تاريخ حياتي مش عايزك تغيري من الماضي يا شذى.
شذي معتدلة بغيظ منه
انا اغير طب ليه هو في حد عاقل برضو يغير من الماضي. أعادها الي وضعها مره اخرى مبتسما لها
برافو عليكي يا حبيبتي ربنا يكملك بعقلك يا رب. شذي بضحك
ههههههه طب يلا احكي بقى.
بصي يا ستي ريهام كانت في دفعتي في الكلية انا و حسام طبعا أصحاب من ثانوي و رانيا هي اللي عرفتنا على ريهام بحكم انها كانت صاحبتها هي في الاول عرفتنا عليها وبقينا احنا الأربعة على طول مع بعض
هي كانت بنت ملتزمة و مانكرش انها كانت زكية و شاطرة جدا في دراستها لكن رانيا كانت دايما بتحاول
تلفت نظري انها انتهزيه وبتاعت مصلحتها وده اللي للأسف صدقته وعرفته بعد فوات الأوان.
التوت شفتي الصغيرة بحركة فجائية وهتفت ساخرة
اه معلش تعيش و تاخد غيرها اصل الحب أعمى زي ما بيقولو.
ضړبة خفيفه تلقتها على رأسها من الخلف ليقول متزمرا
نتكلم جد بقى شوية.
شذي واضعه يدها خلف رأسها
قلبي و بس المهم يا ستي فرحت جدا لما البعثة جاتلي انا و هيا
طبعا دي فرصة اي شاب في سني عمره ما كان يرفضها خصوصا ان الانسانه الوحيدة اللي كان نفسي مافرقهاش لحظه هاتكون معايا.
بس ازاي هاخدها و نسافر و نقعد في مكان واحد واحنا مش متجوزين و مافيش حاجه تربطنا ببعض.
عرضت عليها اني اروح أتقدم لأهلها واكتب كتابي عليها قبل مانسافر لكن فاجأتني برفضها قالتلي نتخطب لبعض بس و الغريب ان أهلها هما كمان رحبو بده و وافقو على الخطوبه بس.
شذي بملل هممم كمل يامالك و انجز بسرعه و النبي.
مالك مبتسما على طفولتها.
حاضر يا ستي اتخطبنا و سافرت انا و هيا والحمد لله طول الفترة اللي قعدناها مع بعض قدرت اني اعف نفسي كويس اوي
و ابعد اي شبهه ممكن توصمني او ټأذي سمعتها هيا مع اننا كنا في بلد غربي
لكن لاحظت ان في بعض التغيرات بدأت تظهر على أخلاقها في الفترة الأخيرة بدء الالتزام بالصلاة يقل و اللبس بدئت طريقتو كمان تتغير
تقعد قدامي من غير حجاب وحاولت كذا مره انها تخرج من غيره الا اني كنت بزعق ليها و ارجعها تلبسه تاني.
لحد ما في يوم اكتشفت انها بتراسل دكتور زميلنا خليجي وهي في البيت و لما وجهتها قالتلي عادي دكتور زميلي ونفس تخصصي وبيكلمني زي مانت بتكلمني.
اتخنقت انا و هي ساعتها و قولتلها اني مش زي حد ولو انا بالنسبة ليها كده يبقى نفض الخطوبة احسن.
اتأسفتلي كتير طلبت مني اسامحها وحبي ليها شفعلها عندي بالفعل و سمحتها.
قررت انزل واجهز الشقة بسرعة لأنها كانت آخر سنه لينا هناك.
و اخر مره رجعت فيها بعد اجازتي ما خلصت اكتشفت انها لما رفضت السفر معايا عشان ترجع تزور أهلها.
كان عشان تتجوز هي والدكتور الخليجي اللي زغلل عينها بالهدايا الكتير.
ضمته شذي رابته علي ظهره بحب و حنان
ماتزعلش يا حبيبي دانت ربنا بيحبك انه بعدها عن سكتك اللي زي دي مايتزعلش عليها يا مالك.
وضع أصبعه أسفل ذقنها ليجبرها على النظر له هامسا
ربنا بيحبني عشان عوضني بيكي انتي يا شذى.
شعرت بالحزن في نبرة صوته فاقررت ان تغير مجري الحديث بينهم.
إنما قولي صحيح انا في حاجة مجناني بصراحه و مخلياني عايزة أسألك عنها من ساعة ما جينا هنا.
ضم مالك حاجبيه بعدم
فهم
حاجة ايه دي اللي مش فهماها.
هو ازاي اهل حسام من هنا وهو عايش هو و مراته و ولاده في القاهرة
حسام من صغره عايش في الحسين مع جده والد والدته أصلها كانت وحيدة ابوها و امها و اتجوزت والد حسام لما شافها في فرح عندنا في الحسين
متابعة القراءة