رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
استماعه لبعض الاشتباكات و الصياحات المرتفعة اسفل البناية.
اسدل هاتفه متحدثا فيه بهدوء حتى لا يرهب الموقف عليهم اكثر من ذلك ويحاول التملص منهم للخارج سريعا لكنه همس في اذن المحقق قبل أن يذهب ببعض الكلمات قبل أن يبرح باب الغرفة
في حاجه و لا ايه
قالها مالك بقلق بعد أن رأه يذهب بهذه السرعه و لم يلتفت اليهم.
مافيش يا دكتور حضرة الظابط بيشوف شغله اكيد الراجل مش هايفضل قاعد معانا و سايب الدنيا كده يعني
ماتنسوش ان في متهم في عهدته نرجع بقى للتحقيق تاني.
اومئت شذى برأسها و همست هادئة
اتفضل حضرتك.
تمام نيجي بقى لوقعة التحرش اللي اتعرتضي ليها هل هاتتهمي اشرف بيها برضو و لا هاتتهمي حد تاني.
انا ماعرفش مين اللي عملها و الله انا كنت متخدرة ساعتها صدقني يا مالك.
حزن زوجها من أجل تذكرها هذه الأحداث المؤلمة و امسك يدها هذه المره ليطمئنها.
عارف يا حبيبتي و متأكد من ده و مصدقك طبعا.
قطع المحقق وصلة نظراتهم لبعضهم البعض هاتفا.
ايوه حصل.
و ان اشرف كان واقف على القمه ساعتها.
صمتت قليلا ثم أجابت ايوه بس انا طلعت جري ساعتها و النور كان مقطوع ماشوفتش مين اللي كان ورايا.
طيب خلاص احنا كده خلصنا تقدرو تمشو دلوقتي بس اعملي حسابك انك هاتروحي تشهدي في المحكمه بعد ما اشرف يعترف بكل حاجه.
و هنا! فتح الباب عنوه و ولج منه الضابط مصطفى بشبه همجية مقتحم عليهم جلستهم.
بعد اذن حضرتك يا سيادة المحقق حضرتك خلصت تحقيق.
اندهشو جميعا من ظهوره أمامهم بهذه الطريقة و وقف مالك امامها يخفيها خلف ظهره كاحصن منيع بينما هتف المحقق بوجهه مرتاب.
يا فندم في اشتباكات جامدة بين اهل المتهم و أهل القتيل وفي خطۏرة جامدة على الشاهدة و لازم تمشي من هنا.
تشبثت بيديها في ملابس زوجها تكاد تغرز اصابعها في جسده من شدة رعبها. ليصرح المحقق
لتحقيق انتهى بالفعل و تقدرو تمشو.
لكن مالك اهتاج بجسد صلب متشنج
ده اللي حاليا بيحصل بالفعل يا دكتور واظن حضرتك ازكى من انك تفتكرني هاخرجكم توجهوهم لوحدكم اتفضلوا معايا دلوقتي.
نروح معاك على فين انا مش هانزل بيها وسطهم حتى لو كانوا مقبوض عليهم.
لقد سئمو من هذا الحديث لذلك قررو الإفصاح له عن ما ينتوه.
المحقق بوجه محتقن
ماتقلقش يا دكتور حضرتك و المدام هاتنزلو من سلم الطوارئ الخاص بالموظفين و بينا في حالة حدوث
اي اشتباكات و السلم ده هاينزلكم على بوابه في الشارع الخلفي تقدرو تمشو من هناك
من غير اي مواجهه مع أي حد.
كما اردف الضابط بكلمته ايضا
و كمان حضرتك تقدر تتصل برجالتك اللي جاين معاك عشان يتحركو ليك انا لمحتهم بيبعدو بهدوء و اخدو جنب لوحدهم برغم ان رجالة عيلة العسال حاولوا يستفذوهم اكثر من مره لكن بصراحه هما كان عندهم ثبات انفعالي غريب و ماتدخلوش في اي حوار وفضلوا الفرجه من بعيد لبعيد.
مالك فاتحا هاتفه انا فعلا كنت هاعمل كده
ضغط على اسم اخو صديقه وبدء يجري معه محادثه بصوت مرتفع و الكل يعرف مغذها. الو ايوا يا حامد انت فين
اتاه صوته من الجهة الاخري مجيب الاتصال سريعا.
انتو اللي فين يا دكتور دي العركة دايرة هنا على الآخر و اقتحموا عربية الترحيلات تقريبا كانو فاكرين قاربهم ده فيها دول كمان حاولو يتعاركو معانا احنا.
مالك بنفاذ صبر اسمعني يا حامد ارجوك تقدرو تلفو لينا من الشارع التاني.
اه طبعا من عند البوابه الخلفية انتو هاتنزلو من سلم الطوارئ.
ايوه كويس انك عارفه دلوقتي تستناني هناك وانا هاجلكم حالا.
الا عارفه يا دكتور دي اسكندرية كلها عرفاه خلي انت بس الشرطه يأمنوك كويس لحد ما تطلعلي من البوابه دي و سيب الباقي على الله وعلينا احنا.
تمام يا حامد الله يطمنك يا اخويا سلام وانا جايلك حالا دلوقتي..
اغلق معه الهاتف ناظرا الي الضابط و وجهه واجم يريد أن يخبره بعدم الأطمئنان لكن على كل حال هو أيضا لا يريد أن يزيد من خۏفها.
هتف الضابط على عجالة خلاص فهمتهم هنعمل ايه نقدر نتحرك دلوقتي.
مالك مستفهما ايوه بس حضرتك متأكد ان السلم ده امان.
ايوه طبعا و متخافش في عناصر من الشرطه واقفين عليه دلوقتي وعندهم أوامر بالضړب في المليان لأي حد يحاول يتعرض لينا.
مالك ممسكا يدها في راحة يده يحثها على التحرك. تمام استعنا على الله يلا بينا يا شذي.
انا خاېفة يا مالك هايخدوني منك و ېموتوني.
قالتها شذى پخوف واضح و ليرفع ذراعه بعفوية مغلقا عليها ضاممها تحته بتملك و تحرك بها.
شذي ثقي فيا يا حبيبتي خليكي متأكده ان اي حد عايز ېلمس شعره منك لازم يواجهني انا قبلها و اذا حد لمسك يا شذى يبقى اكيد هتكون روحي فارقت جسمي يا حبيبتي.
بعد الشړ
قالتها الجميلة الصغيرة پ
ليهتف الضابط متأثرا بهم
ان شاء الله مافيش حاجه من دي هاتحصل يلا بينا بقى الوقت كده
مش في صالحنا.
استنو....
قالها المحقق أمرهم بالأنتظار ليلتفتو جميعا له.
مضي على اقولك يا مدام شذى و يا ريت يا حضرة الظابط تخرجهم من الباب الخاص بيا بلاش تتواجهوا مع حد بره.
اومئوا له و مضت على اقوالها بدؤ الترجل من الباب الذي أشار لهم وكيل النيابه عليه.
اطمئنت و هدئت عندما وجدت الرواق فارغا. فحاولت ان تبطئ في خطواتها الا انها كادت ان تتعثر في ادنائها بسبب خطوات زواجها السريعة.
ليلتقطها مالك قبل أن تسقط فيصيح متلهفا.
حاسبي لا تقعي يا شذى على مهلك يا حبيبتي.
شذي پبكاء
على مهلك انت يا مالك انت اللي هاتوقعني.
مالك بأسف حقيقي مشفقا على صغيرته و ما يحدث لها...
اسف يا حبيبتي حقك عليا طب اشيلك يا شذى.
شذي بخجل لا لا لاء انا خلاص بقيت تمام يلا بينا نمشي من هنا بقى.
مالك مؤيدا رأيها حاضر يلا بينا.
بدؤ يترجلوا على الدرج بانتظام و حرص
يتقدمهم الضابط و تليه شذى و يليها مالك محتويها و متحفظا عليها بيديه من الجانبين و هم يشاهدون الجنود تصتف على الدرج في انتظار هبوطهم للأسفل.
لكن لم يزد هذا المنظر سوي الرهبه في قلبها فاهي خائڤة لأبعد حد ممكن ان يتصوره انسان زوجها يحاوطها و الشرطه تحميها و رجال ليس لها بهم اي صله تدافع عنها و كل هذا ضد من
يا الله ماذا فعلت تلك الفتاة في حياتها حتى يريدو أقرب الناس إليها ان يزهقو روحها هل يحدث لها كل هذا فقط لأنك منحتها كل هذا الجمال!
اذا الجمال في هذه الحاله ليس بمنحه او نعمه هو نقمه ليس إلا.
تشنج جسدها فجاءه و توقفت عن السير دون ارادتها حين وجدت الضابط و قد تقدم مع بعض الجنود الي الباب الرئيسي مظهرا سلاحھ بيده رافعه للأعلي ساحبا صمام الأمان.
التفتت دون ارادتها تلقي بنفسها بين ذراعي زوجها تختبئ في صدره من المجهول تهمس له پخوف.
مالك انا خاېفه هو ايه اللي بيحصل ده.
حاول مالك تهدئتها لكن كيف و هو أيضا خائڤ عليها و لا يعلم ما يحدث.
اشششش اهدي يا شذى ماتخفيش يا حبيبتي انا باتصل بحامد اشوفه فين.
الو ايوه يا حامد انتو فين دلوقتي و ايه الدوشه اللي عندك دي.
احنا ورا المبنى زي ماقولتلي يا مالك و مستنيك بالعربيه
قصاد البوابه على طول بس خلي بالك و انتو خارجين عشان في نوش هنا برضو و مستنينكم تخرجو.
هتف مالك ضاغطا على جسدها بذراعه
يعني ايه يا حامد مش هنعرف نخرج.
تأفف حامد منزعجا على ما يهرتل به صديق شقيقه ليصيح فيه بطريقة عشوائية و بصوت جاهور.
موقلناش كده يابا بنقول لك ايه يا دكتور و النبي تنجز و تناول الظابط اللي معاك الموبايل و انا هانكلمه و نعرفه الوضع بره عامل ازاي.
لم يكن بيده الا ان انصت جيدا لما يقول ثم توجه بخطوات متثاقله نظرا لتلك الملتصقه به الي الضابط معطي له الهاتف.
اخذ الضابط منه الهاتف و بدء الحديث... الضابط مصطفى رامقا الجميع بعينه
ايوة يا حامد.
ايوه يا باشا مع ساعدتك حامد صاحب الدكتور مالك.
الضابط مصطفى
معاك يا حامد قولي الوضع عندك اخباره ايه.
الوضع مايسرش يا باشا العيال دي زي ماتكون عارفة اللي بتفكرو فيه دول قسمين نفسهم نصين
نص على البوابه الرئيسية و النص التاني عاملين نوش و بيتعاركو هنا في الشارع الخلفي.
صمت الظابط يفكر قليلا ثم أردف له....
تقدر تدخل بعربيتك من البوابه الحديد يا حامد.
لو سمحولي بده يا باشا هادخل انا واقف قصاد البوابة الحديد اصلا.
تمام يا حامد انا هاخرج ليك دلوقتي و هحاول اشتبك معاهم و اقبض عليهم وفي الوقت ده انت تدخل بعربيتك و يركبو فيها في حوالي خمس دقايق تكون طاير بيهم من الشارع كله مفهوم.
أوامر يا باشا على راسي في انتظار ساعدتك.
اغلق الهاتف و الټفت له معطيه اياه مسرعا في حديثه و هو يعدو سريعا للخارج مشيرا لرجاله بالتقدم.
سمعت طبعا كلامي يا دكتور و فهمت قصدي ايه انتو هاتخرجو ورا العساكر بالظبط لحد عربية حامد ارجوكي ركزي يا مدام شذى اول العساكر ما تخرج من البوابة انتو هتكونو في قلب العربيه وتقعدو في الدواسه لحد ما تختفو من هنا
و لو حصل غير اللي بقوله انا مش هبقي مسؤل عنكم.
صړخت شذى
انا خاېفة يا مالك....
اردف مالك قائلا و كأن ليس بيده حيلة اخري
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا شذى.
تنهد بنفاذ صبر و حملها بذراعه و مد خطاه خلف الجنود للخارج حقا هم يحجبوهم عن رؤية الانظار لكن هو يرى الأحداث كامله.
لكي الحق ان تهابي الموقف برمته يا عزيزتي ضغط براحة يده بخفة على رأسها من الخلف الي صدره قاصدا الا يريها ما يدور امامها..
ترجل على الدرج سريعا حين لمح شقيق صديقه يقف ينتظرهم بالداخل و يفتح لهم باب السيارة الخلفي.
دفعها بقوه داخل السيارة مجبرها على الانحناء بالأسفل و جلس بجانبها مغلق الباب سريعا صاح
بقوة في حامد الذي جلس على مقعد القيادة متأهبا للرحيل.
يلا بسرعه
متابعة القراءة