رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
و كشفت عن وجهها الحقيقي عند سماع سيرة ابنها
لااء اوعي تقولي كده اشرف مالوش يد في
مۏت خاله
حرام عليكي يا شيخه دا بيحبك و رمى نفسه في الهلاك ده كذا مره عشانك و في الاخر اتحبس
و انتي جاية دلوقتي تقولي عليه كده...
هب مالك واقفا منفعلا من تلك السيدة
بيحب مين يا ست انتي بيحب مراتي انا!
اندهشو من تصريحه هذا و همس السيد بتسأول
بينما علا صياح عمتها بنفور من زوجة اخيها....
حصل امتى ده و كده من غير ما ناخد خبر جوزتي البت من غير ما تقوليلنا يا ماجدة
استلم بقى يا سيد يا اخويا ادي اللي كنت بتحاملهم و تقول عليهم لحمك ماحولوش حتى يكبروك ال جوزتها من ورانا
هاقول ايه ماهو ان طلع العيب من اهل العيب مايبقاش عيب يا اخويا.
هبت شذي سريعا هاجمه عليها كالبؤة ثائرة
امسك مالك معصمها و فاض به الكيل مما تفعله تلك اللعېنة...
اطلعي على فوق يا شذى.
صړخت بصوتها العالي لم تعير احد اهتمام و لا حتى التزمت الأدب في حضرة والده و عمها....
لاء مش هاطلع اما اشوف آخرها ايه الوليه دي.
زجها بندفاع بتجاه الدرج و ظهر التعصب على وجهه الان.
هو احنا پنتخانق قولتلك اطلعي على فوق واسمعي الكلام بقى
لتزيد عمتها من حنقها و تهتف و هي تراها جالسه بالاعلي
يا زين ما خلفتي و ربيتي يا ماجده الله يرحمك يا محمد يا عسال بقى لو كان ابوكي عايش كان سمحلك تقلي أدبك عليا كده...
لأ انا متربية كويس اوي يا عمتي و ماجده مأثرتش في تربيتي وانتي عارفه وأن كان على محمد العسال الله يرحمه كان بياكل اللي يقربلي بسنانه...
جرت لداخل غرفتها متلعثمه في خطواتها تكاد ان تسقط من شدة سرعتها موصده بابها جيدا حين رأته يصعد خلفها يتمتم بكلمات غير مسموعه.
يأمرها من الخارج.
افتحي الباب ده
شذي پخوف
لاء لما تهدي هافتحلك
مالك ساخرا من تلك الكلمه
اهدي و انتي فاكره اني هاهدي دا انتي موتك على أيدي النهاردة ابقى اشوف طيفك تحت تاني يا شذى.
ركل الباب بقدمه ليعلن لها عن مدى غضبه و تركها لأفكارها و ذهب.
عاد جالسا مره اخرى معهم و بيده ثق زواجه منها مقدمه الي عمها....
حاول الحاج سيد إرجاع يده مؤكدا بأنه يصدقه.
يابني انا مصدقك من غير ما توريني القسيمة
انا بس اللي زعلني اني بنت اخويا تتجوز وماكنش انا وكيلها اظن انا ليا حق في كده لكن انا ان كان عليا ماتمناش لبنت اخويا واحد احسن منك انت الف مبروك يا دكتور.
صاحت ماجدة بلوم لأخته
لو كنا نعرف انك هاترحب و توافق كنا اتصلنا بيك يا سيد بس احنا بصراحه خوفنا لا نلاقي اللي يخلق لنا المشاكل تاني.
صاحت ام اشرف اهو اتحبس يا اختي عشان ترتاحي انتي و بنتك اتهموه بالباطل واترمي في الحبس و السبب في كده
مين المعدوله بنتك.
أخيرا خرجت الحاجه مجيدة عن صمتها اذ قالت بصوت هادئ...
بقولك ايه يا ام اشرف ما تجيبي ياختي من الاخر و تقوليلنا سبب الزيارة الشريفة دي ايه اصل بصراحة حكاية انكم جاين تاخدو البت و امها دي انا مش بلعاها خالص.
و هنا صاح السيد نافيا حديثها بأستنكار لا اله الا الله ليه كده بس يا حاجه هو انتي مش شيفاني قصادك راجل قد كلمتي ايوووه يا جدعان على الكلام اللي يزعل.
حاول الشيخ حسان التدخل ليطفئ هذا اللهيب المشتعل
استهدي بالله بس يا حاج سيد اكيد الحاجة ماتقصدش تزعلك مش كده يا حاجة ما تقولي حاجه اومال.
استردفت الحاجة مجيدة كلامها منتظرة الرد من تلك الخبيثة التي تعي معنى كلامها جيدا.
صلى على النبي يا حاج سيد انا يا اخويا ماقصدكش انت بالكلام ده انت زيارتك على عيني و على راسي من فوق
و نكرمك لوجه الله تعالي دا كفايه أن اختي في شدتها مالقتش غيرك يقفلها هي و بنتها ويكون سند بجد ليهم.....
لكن بقى اختك يا ترى ايه اللي خلاها تغير رأيها بعد ما طردتهم من بيتهم لاء وبتقول ان ابنها اتحبس بسببهم كمان.
ابتسم الطبيب على حديث والدته والتي بتلك المراوغه الصغيرة كشفت الستار عن أعين هذه المرأه لتقول برعونه.
و مين قالك اني جاية اخدهم حبا فيهم لاء ياختي انا جاية عشان خاطر ابني برضو
الواد هايضيع مني في شربة مايه يا ناس والحكاية كلها واقفه علي شهادة بنتك في النيابة يا ماجدة.
قولتيلي بقى!!
هتفت بها الحاجة مجيدة ساخرة منها....
طب يا اختي ما تفهمينا الحكاية دي نحلها ازاي
ام اشرف معلنة عن نوايها صريحة....
المحامي قالنا ان إدلعادي المحروس ابنك قدم للظابط اللي ماسك قضية محمد تسجيل على تليفون شذى ....
حثتها مجيدة بأن تكمل ناظرة الي وجه ابنها المحتقن.
و بعدين
ام اشرف مكمله
وهي فيها بعدين يا ام مالك مانتي عارفه ان بنت اختك هاتروح و تشهد بس احنا بقى عايزنها بدل ما تقول حصل ترجع في
كلامها و تقول ماحصلش.
تشهد زور يعني
صاح بها مالك الذي انتصب واقفا پغضب.
ام اشرف بلهجة سوقيه.
اه يا اخويا تشهد زور مش احسن ما ابن عمتها ينحبس الله و اعلم بقى الواد يتحكم عليه بأيه.
يعني انتي كل اللي همك حكم القاضي و ماخوفتيش على بنت اخوكي من حكم ربنا انتي اصلا عارفة حكم الشهادة الزور عند ربنا ايه
ربنا أعلم بالنوايا يا شيخ مالك مانا مش هارمي ابني في الهلاك و اقف اتفرج عليه
مالك متعصبا
تقومي ترمي مراتي انا مش كده طب نفرض انها راحت و قالت ماحصلش ما التليفون الحكومه محرزاه و التسجيل سمعوه يبقى شهادتها بالنفي مش هاتنفع حد بالعكس دي هاتضرها هي.
لمعت عين تلك المرأه بمكر واضح واردفت لاء ما تخافش الحرز ده لعبتنا احنا هي بس تروح وتقول ماحصلش والباقي علينا احنا.
اغمض مالك نصف عينه غير مستوعبا مدى مكر تلك السيدة....
و هاتعملوها ازاي دي
مالكوش فيه بقى
وقفت معتدلة من علي تلك الاريكة تحث أخيها على النهوض ليذهوا من حيث اتوا مكمله...
انتو كل اللي عليكم انكم لما تروحو تفهم المحروسة مراتك انها تقول ماحصلش يلا يا سيد خلينا نرجع بلدنا قبل الدنيا ما تليل علينا.
لكن ماجده اوقفتها قبل أن ترحل
خاېفه على ابنك لا يتحبس و مش زعلانة ولا همك ډم اخوكي اللي سال على الأرض.
كان
ټهديدها الان واضح للجميع حين استدارت لهم قبل أن تبرح ساحة المنزل محزرة بعين كالجمر....
احسن ما يسيل ډم تاني يا ماجدة و صدقيني ابني لو راح مش هيروح لوحده فوتكم بعافيه....
لم يقوي اي منهم على ارجاعه عنها بمجرد ما اغلق باب المنزل خلف هذان الضيفان الغير مرغوب فيهم صعد الدرج سريعا الي تلك المختبئة داخل غرفته.
جرت خالته خلفه خائڤة من بطشه على ابنتها
استنى يا مالك و الله لو مديت ايدك على بنتي ما هايحصل كويس.
هتفت والدته أيضا تحاول اللحاق به ناهرة عصبيته المفرطه
يا واد اهدى وصلي على النبي دي عيلة يا مالك لسه ماتفهمش حاجه.
مالك مرددا بصوت مرتفع
ارجعو انتو الاتنين من ورايا يمين بالله لو واحده فيكم اتدخلت لتكون طالق مني انتو فاهمين.
اخرست كلمته لسانهم والجمتهم في مكانهم كما استمعتها هي الاخري من الداخل و شقت قلبها الي شطرين.
افتحي البااااااب.
قالها بصياح عالي يكاد يخترق اذنيها لكنها تستحق كل ما سيفعله بها و ستتقبله منه.
تحركت سريعا نحو الباب و فتحته و وقفت منحنية الرأس منتظرة عقابها.
اوصد الباب جيدا و استدار في مواجهتها اذا به يقبض على شعرها بقبضة من حديد.
مالك مجبرها على النظر في عينه
ايه اللي نزلك من غير نقابك ونزلتي ليه من أساسه انا مش منبه عليكي ماتنزليش ولا هو كلامي مابيتسمعش يا شذييييي.
صړخت متأوهه من قبضته القوية وأنهمرت دموعها على وجنتيها الملتهبتان.
شذى پتألم
اااااه سيبني يا مالك
ايدك بتوجعني.
انتي لسه ش
ليه مش شيفاني راجل قدامك مش هاقدر احميكي واجبلك حقك.
رفعت رأسها للأعلى حتي ترى عينه الجامده تسطعتفها لتجبره ان يلين قلبه لها محاوله ارضائه والسيطرة على شهقاتها.
لااااءه طبعا ياااا حبيبي بس انت انضف منهم و ماتعرفش تتعامل مع الأشكال اللي من عينة عمتي دي اصلا.
نفضها بعيدا عنه قبل أن يرق قلبه لها ملقي عليها اوامره كالعادة
اسمعي بقى يا بت انتي انا اكتر حاجه بكرها في الدنيا ان حد يصغرني و يقلل من شائني قصاد الناس
فمش هتيجي حتة عيلة زيك اللي تعملها على اخر الزمن وحسك عينك يا شذى اشوفك واقفه قدام اي حد من غير نقابك حتى لو كان الحد ده ابويا مفهوم.
قال جملته و وقف يبدل ملابسه الي جلباب ابيض حريري الصنع.
شذي بتوتر من حديثه
بس انا كده مش هبقي على راحتي زي ما قولتلي.
ط.. في راحتك ياختي هو انتي عايزة ترتاحي و تعصبيني انا.
قال جملته وهو يفتح باب الغرفه و يترجل منه لتصرخ هي سأله
طب انت رايح فين دلوقتي
بغضها بكلماته اللازعة و تركها و ذهب
اروح و لا اجي مايخصكيش انتي مالكيش دعوه بيا نهائي
تسمعي اللي اقوله تنفذيه من غير ولا كلمه وابقي حاولي تكسري كلمه من كلامي أو تتلاعبي بيا زي ما عملتي امبارح
يمين بالله ما هتبقى على زمتي ساعه واحده بعدها يا شذى.
افزعتهم صڤعة الباب اندهشو وهم جالسين على الاريكة بجانب بعضهم حين رؤوه يترجل بوجهه الغاضب
دون أن يلتفت اليهم وعلى ما يبدو أنه قد شملهم هم أيضا بالخصام.
همت ماجدة بالجري صاعده للأعلى لتطمئن على ابنتها
لتحاول شقيقتها تهدئتها بكلمات ساخرة
بتجري كده وراحه على فين يا مخبلة انتي.
ماجدة ملقيه عليها نظرة غاضبه
رايحه اشوف بنتي اللي سامعه صريخها من فوق بوداني و ابنك لجمني خلاني ماقدرتش احوشها من ايده.
وقفت الاخري على مضض تناديها
هيه استنى يا اختي اما اتسند عليكي مانا مش جيلي من وراكم غير ۏجع القلب.
تعجلت ماجدة في خطواتها بأنزعاج
اطلعي براحتك يا مجيدة هو انا لسه هاستناكي ت.
فتحت باب ابنتها و هي تصيح لها
اومال صريخها دا كان ايه يا مجيدة كان بيزغزها يا اختي.
شذي!
عمل فيكي ايه يا قلب امك
كانت جالسه مكانها على الفراش شعرها اشعث عيناها تزرف الدمع بغزارة تكاد لا ترى من كثرة بلل اهدابها.
مالك خاصمني تاني يا مامااااااا
قالتها بصړاخ لتجحظ عين والدتها و تتعجب على حب ابنتها
متابعة القراءة