رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
و عجبته فاتقدملها واتجوزها
لكن والدتها اټوفت بعد جوازها بحوالي عشره او خمسة عشرة سنه وكان والدها ساعتها راجل مريض و كبير في السن فكانت شبه مقيمه معاه هي وحسام و نقلته المدرسه عندنا بقينا انا و هو أصحاب اوي
و كل اللي يشوفنا يقول علينا اخوات و في الحقيقة والده ماعتراضش على كده بالعكس دا كان ايام كتير بيجي يزورهم و يقعد معاهم لحد ما والدها الله يرحمه اتوفى
ساعتها جيه بات عندنا نام جانبي على سريري و قعد يبكي و يقولي شوفلك حل يا تنقل نفسك معايا اسكندرية يا تخلي ابويا يسبني هنا
بس يا ستي ساعتها خليت ابويا يكلم ابوه واقنعه ان حتى لما والدته تسافر هو هايكون معانا ومش هايسبنا فاوافق
حملها مالك بين ذراعيه و اتجه الي غرفة نومهم.
اهو انا بقى مابقتش عايز من حب الناس دي كلها غير حبك انتي يا شذى.
أصبحت شمس اليوم الموعود و هم مستيقظان سويا
من وقت صلاة الفجر كعادتها كانت تضع رأسها على قدمه و هو يمسد بيده على رأسها
هي خائڤة من كل ما سيقابلها اليوم. و هو خائڤ عليها.
الي ان دقت الساعة الثامنه صباحا صدق على تلاوته بدء يجفف دموعها التي بللت سرواله من شدة أنهمارها اعدلها و اجلسها على قدمه.
مالك محتضنها برفق ليه الخۏف ده كله يا روحي مش قولنا نسيبها على الله و نتوكل.
طبعا يا حبيبي متوكله عليه اااانا بس خاېفة عليك انت احسن يئذوك بسببي.
مالك مطمئنا لها و لا هيئذوني و لا هيئذوكي ماحدش يقدر اصلا يقرب منك أو ېلمس شعرة من راسك دي يلا قومي البسي و هانروح النيابة سوي و إنشاء الله هانرجع من غير اي اساءه لأي حد فينا.
قالتها بمنتهى البراءه لينفجر هو ضاحكا على طفولتها.
هههههههه نهرب! دا على اساس ان احنا متهمين بحاجه.
ابتعدت عنه استدارت جالسة على الارض مكورة يدها أسفل ذقنها متزمرة بحيرة...
ماعرفش بقى انا خاېفة و خلاص....
ضمھا الي صدره من الخلف مازحا معها مذكرها بأول يوم رأها فيه.
ثم بدء يقلد صوتها بمرح سيبوني انا هانزلهم اما اشوف هيعملولي ايه و عملتي فيها عشر رجالة في بعض.
اضجعت ظهرها مستنده على ظهره و عيناها لمعت برونق براق...
اه يا حبيبي تصدق اني كنت في اليوم ده يأست من كل حاجة صورة ابويا و هو مرمى في وسط الشارع خلتني استسلم لأي حاجه حتى لو ھيموتوني عادي بقي ما هو اللي كان بيحميني و ېخاف عليا ماټ.
لكن اول ما خرجت انت من الأوضة و وقفت قصادي حسيت بأحساس غريب عليا اول مره في حياتي احس بيه.
لتلتفت له شاهقة بابتسامة عريضة
و لا لما نزلت على السلم و انا نازلة في ظهرك و كأني ماشية ورا مارد طول بعرض مغطيني كلي و مش باين مني اي حاجه.
مالك ساخرا منها
عشان انتي بالنسبة ليا اوزعه يا حبيبتي.
عادت لجلستها الأولى و اسندت ظهرها على صدره.
لاء مش اوزعه انا كنت حاسه ساعتها ان ربنا بعتك
ليا بدل ابويا عشان اتحامي فيك ههههههه و لا لما ضړبت الولا اشرف بالبوكس في وشه و رفعتني جنب قلبك بأيد واحدة و كأنك شقيت الطريق لحد العربيه
شهقت وازدادت لمعة عيناها....
و يا لهوي يا مالك لو كنت اقدر اوصلك احساسي ساعتها.
كنتي حاسه بأيه ساعتها يا قلبي....
و كأنها
تشعر هكذا بالطمأنينة.
كنت حاسة اني طايرة مش مركزة مع حد غيرك انت و لا شايفة من كل الناس اللي كانت مالية الشارع غيرك انت و لا سامعة غير صوت قلبك انت و بس
كنت حاسه ان الكون كله اتحول لجنينة كبيرة مالينه فرشات بتطير حولينا احنا الاتنين.
مالك ناظرا في ساعة يده و بحركة خفيفه اعدلها ليقفو سويا
سيدي يا سيدي علي الكلام الحلو دا كان حب من اول نظرة بقى.
شذي ناظرة في عينه بحب
اه تقريبا كده دا انا ماشيلتش عيني من عليك و لا ثانية. ضم حاجبية متصنعا التزمر و قرص على اذنيها توبيخا على ما فعلت.
معني كده انك اخدتي ذنوب بسببي انتي ماسمعتيش حاجه عن غض البصر ابدا.
تألمت من قرصته لكنها ضحكت على فعلته هذه كثيرا الي ان احمرت وجنتيها
هههههه بصراحة انا كنت بتعمد ابصلك عشان احفظ شكلك و ماكنتش عايزة اشيل عيني من عليك.
مالك مصرحا لها وهو يأتي لها بنقابها و يهم امامها بتبديل ملابسه
طب هاقولك على حاجه مش عارف هتفرحك و لا هتضحكك!
شذي بنظرة ضاحكة كده و لا كده هتفرحني قول بقى.
لفها بيده و قرر ربط وشاح وجهها
انا لما كنت بتخانق معاكي على لبسك و بزعق ليكي عشان تلبسي حجابك قدامي ماكنتش ببقى عارف اغض بصري عنك
وعشان كده اول حاجة عملتها بعد جوازنا لبستك النقاب عارفه ليه
شذي بحب ليه يا مالك
مالك بحنان وعين عاشقة عشان ماتبقيش سبب فتنة حد غيري انا يا روح مالك.
شذي بضحكة عاليه ههههههههه يعني كنت بتبص عليا من تحت لتحت يا نمس
لتجري للخارج سريعا قبل أن يمسك بها.
مالك مندهشا من جرائتها متعجبا مما تلفظت به انا نمس! خدي هنا انتي هاتطلعي شقاوتك دي عليا انا يا بنت انتي....
ضحكت كثيرا و سبقته للخارج لترتدي حذائها
وقف هو يشاهدها واضعا يده في جيب بنطاله ثم أشار بسبابته على نفسه
انا نمس!
قفذت من علي مقعدها
و جرت اليه بضحك و همست له.....
لاء انت حبيبي
قلب حبيبك انتي...
أخيرا ترجل بها خارج البناية لكنه قبل أن يتجه بها إلى سيارته تفاجئ بوالد صديقه و أخواته و حشد كبير من الرجال يقفون بأنتظاره.
تقدم والد صديقه نحوهم مبتسما إليهم ليبدء مالك بالحديث معه...
في ايه يا عمي مين كل الناس دي.
والد حسام موضحا له دول رجالة عائلة الجزار كلهم متجمعين النهاردة عشانك انت و مراتك يا مالك.
متجمعين عشاني انا ومراتى ازاي يعني يا عمي معلش انا مش فاهم.
تقدم حامد اخو حسام الكبير منهم و هو خريج كلية آداب لكنه فضل ممارسة مهنة الجزارة مثل ابيه
ليهتف بحرارة و امر له.
يعني الجزارين كلهم رايحين معاك النيابه يادكتور.
رايحين فين بس يا حامد انا
لما قعدت و اتكلمت معاكم ماكنتش بطلب حمايه او...
انت ايه يا دكتور بص قبل ما تعترض
على حاجه عشان تبقي فاهم انت هنا كأن حسام اللي موجود بالظبط و اظن يعني انا عمري ما هايكون اخويا في ضيقة و أقف اتفرج عليه
و بعدين بقى انت ياما وقفت مع اخويا وتبقى عيبه في حقنا لما تخرج من وسطنا ومنقدرش نوفر ليك انت و مراتك الحماية مش كده و لا ايه.
بس يا حامد.
مافيش بس يلا يا دكتور خلينا نلحق وقتنا وننجز في الحوار ده و بأذن ربنا طول مانتو في وسطينا مافيش نمله هاتقرب منكم.
اومئ له برأسه و الټفت إليها مطمئنا لها ليري في عيناها لمعة الفرحة و الطمئنينة. امسك يدها و هتف طب انا هاسبئكم بعربيتي.
هتف حامد معترضا ليوقفه قبل ان يذهب.
لاء معلش يا دكتور انتو بعد اذنك طبعا هتركبو معايا انا.
مالك محاولا عدم بث الرهبه في قلبها مره اخرى....
ماتكبرش الموضوع يا حامد لو سمحت الحكايه ماتستهلش دا كله.
لاء تستاهل يا دكتور اتفضلوا معايا وانا هشرحلك.
ليشير بيده الي رفاقه ليتحركو جميعا بالسيارات في موكب مكون من ست سيارات
جلسوا داخل السيارة ينتظروه حتى يكمل حديثه....
ليحثه مالك على الحديث ماقولتليش الحكاية تستاهل ازاي يا حامد معلش يعني انت لما كنت قاعد معانا و بتسمعنا امبارح كنت حاسس انك زي ما يكون عندك فكرة عن الموضوع.
حامد رابتا على كتفه
اسكندرية كلها عندها علم بالموضوع يا دكتور اللي عملوه عيلة العسال
و عيلة خطاب قلب كرموز و اسكندرية تمنا....
لينظر في المراءه المعلقة امامه و يوجه حديثه لها.
طبعا انتي حضرتي الحكاية كلها يا اختي و عارفة ان الموضوع مش هين.
اومئت له برأسها و اجابته.
طبعا عارفة و ده اللي بحاول اوضحه لمالك من يوم ما سيبت اسكندرية.
حامد مؤكدا على كلامها لاء صدقها يا دكتور الموضوع فعلا كبير انت بعد ما سيبتنا و طلعت بليل انا خطفت رجلي و روحت لحد كرموز و قعدت على قهوة العسال.
هتفت شذى بشهقة موضحه له
دي تبقي قهوة ابويا بس مين اللي فاتحها و مشغلها دا حتى اشرف اللي كان بېهدد انه هايخدها مقبوض عليه دلوقتي يبقى مين اللي فاتحها
تقريبا كده اللي فتحاها امه!!
هتفت شذى بكره واضح امه
حامد مؤكدا ايوة علشان الرجالة اللي كانو متجمعين حاوليها كانو بيقولو ليها يا ام اشرف.
مالك مستفهما رجاله هي كانت قاعدة وسط رجاله.
اه و كانو بيتفقو علي خطڤ مراتك بعد خروجكم من النيابه.
و هنا انفزع مالك قائلا يخطفو مين مراتي انا ليه هي الدنيا سايبة للدرجة دي هما ناسين ان في قانون وحكومه في البلد.
ضحك حامد موضحا له ماهما لو كانو خايفين من القانون او الحكومه ماكنوش قومو العركه من الاول يا دكتور.
شذي برجفه متوترة شوفت يا مالك مش انا قولتلك ان الموضوع مش سهل زي ما انت فاكر.
مالك مهدئا لها اهدي يا شذى لو
سمحتي مش عايزك تتوتري واظن احنا بالعدد ده ماحدش يقدر يقرب منك.
هتف حامد أيضا ليؤكد على كلامه مټخافيش يا اختي برقبتي لو حد قدر بس يقرب منك أو من جوزك.
سألته شذى تريد أن تعرف اكتر لكن انت عرفت منين انهم كانو يقصدوني انا.
وضح لها مغذي الحديث مفصحا عما يعرفه. بصي لما قعدت انا و اللي معايا على القهوه اتعاملنا على اننا زباين عاديين خالص اغراب عن المنطقة ودا خلانا نطلب طلبتنا براحتنا
و قعدتنا كانت قريبة منهم و دا سمحلنا نسمع الحوار كان داير على ايه و انتهى كمان على ايه.
نظر مالك له بتعجب! ليكمل هو. ماتستغربش كده يا دكتور دا خلانا كمان نفهم العركه اللي دارت بعدها كانت عشان ايه.
شذي پخوف و صړاخ عركة هو كمان حصل عركة امبارح.
اه عركه بين شباب عيلتكم و بين عيلة اسمهم عيلة خطاب بيتهم في وش بيتكم على طول انتي تعرفيهم طبعا
نظرت شذى لزوجها
متابعة القراءة