رواية جديدة مقتبسه من أحداث حقيقيه امواج قاتله بقلم نداء على
المحتويات
وجوده والنتيجة واحدة.. احتواء وأمان لا يستشعره الولد الا بوجود أبيه....
تأففت ميادة ترغب في انهاء تلك المكالمة فقد أرهقها الجدال مع ذلك الرجل فهو لا ييأس أحد متعهدي الحفلات الكبار ذات صيت شائع وسمعة حسنة لكنه لا يكل ولا يمل من الوصول الي مبتغاه.. رأى بميادة وجها فنيا صاعدا وادرك أنها صفقة رابحة له لذا يسعى بجدية الي التعاقد معها لكنها أخبرته أنها ستتوقف عن العمل حاليا ربما تود البقاء بجانب نوح ومؤازرته وربما تخشى العودة الي الفن وهؤلاء الذين يتفننون في العبث بحياة صاحبي الشهرة تخشى ان يحدث ما يفسد حياتها مع نوح.. ربما غيرته وقوة شخصيته سببا لن تنكره وربما ما حدث قبل سفرها وتلك الاخبار التي نشرت حول حياتها سببا آخر
ترى هل تعتزل وتبعد ام تنتظر لتتضح معالم حياتها مع نوح فهي مازالت تخشى القادم وكأن الماضي قد تركهم وغادر لكنه ترك الخۏف مصاحبا لهم الي الأبد
نظر اليها باشتياق فهو لم يقربها منذ ۏفاة شقيقه وعودتهما من الخارج..
اقترب منها بحذر خشية أن يوقظها فقد أرهقها رحيم الي أن استطاعت التغلب عليه وجعله ينام ابتسم بحب بعدما طمأنه الطبيب بشأن الصغير فرغم أن ولادته مبكرا عن مولده جعلت الاطباء يخشون عليه كثيرا الا أن ارادت الله كتبت الله النجاة وها هو ينمو ويكبر رويدا روايدا أمام عينيه وبين يدي ميادة
تحدثت اليه بخفوت وتساؤل قائلة
انت كويس يا نوح
ابتسم نوح بعشق فتلك البحة المميزة بصوتها وطريقة نطقها لأسمه تختلف وربما هو من يتوهم ذلك فعندما نعشق نرى كل ما يفعله من نعشق مميزا
اقترب من شفتيها وغابا معا في عالم غابا عنها مطولا وعادا اليه بلهفة ورغبة في اقصاء مخاوفهما من القادم....
ان شاء الله السفر هيكون خلال شهر ونص انا جهزت كل حاجة بس لو مش حابة نسافر مع سهيلة ويزيد عادي قوليلي ده حقك
هيام بتساؤل مش هحب نسافر معاهم ليه
مصطفي عادي اغلب البنات بيبقوا محتاجين يحسوا باستقلال في بداية جوازهم ومش معني اني حابب وجودهم أفرضه عليكي
هيام مع ان كلامك مظبوط وفي بنات كتير كده بس انت قولت حابب وجودهم
هيام مبتسمة بص يا مصطفى.. لما تحب انسان مش لازم ټخنقه وتجبره يغير ملامح شخصيته ويعيش لابس توب غير توبه.. لما تحب انسان هتحب حبايبه لأنه في وجودهم بيبقي سعيد بيبقي روحه مكتملة.. مش هقولك اني مثالية.. اخفضت بصرها قائلة بحرج
انا بحبك ومتفهمة لارتباطك بأهلك وهما يشجعوا اني ابقي منكم واندمج معاكم.. ناس بسيطة رغم انهم مش قليلين وبيحبوني وبيتعاملوا معايا باحترام واني مستحيل أمنعك عنهم او احاول اغيرك...
ابتسم مصطفى ابتسامة حزن وانكسار فقد استطاعت السابقة لهيام ابعاده عن سهيلة ويزيد ومحيطه الذي تربى بداخله عملت علي تغييره كليا وكأنها تصنع منه نسخة تنال رضاها واعماه حبه لها عن رؤية ما تسعى اليه وربما لم يهتم فما كان يشغله وقتها هي فقط...
نظر الي هيام واقترب منها مقبلا اياها بغته.. شهقت هيام بخجل من فعلته لكنه لم يبتعد بل احتضنها وهمس اليها قائلا
أسف يا هيام. انتي أجمل من ان عقلي يستوعب أو يصدق انك بقيتي ملكي ومن نصيبي.. أسف علي غلطي في حقك
تحدثت بصوت مهزوز خلاص يا مصطفي اللي فات انتهي وبلاش تعتذر تاني...
مصطفي بصدق بحبك.. انا بحبك اوي...
لكمة قوية تلقاها باسم من احد الرجال المحيطين به والذين تربصوا به الي أن انتهي به المطاف في طريق معزول عن المارة فتكاثروا عليه وانهالوا عليه بالضړب الذي لن يؤدي الي ۏفاته بل سيتسبب له في الالام قوية كنوع من التأديب والتحذير
دفعه احد الرجال پعنف ليوقعه أرضا هامسا بتحذير
الريس برهان هيجولك جدامك شهرين وترجعله الفلوس اللي عليك يا واكل ناسك.. المرة ديه أدبناك المرة الجاية هنجيب خبرك
تركوه وحيدا يتأوه لكنه لم يعتبر بل اعتبر أن ما أصابه خطأ اشترك به سلمان فهو قد وضع في اعتباره من قبل ان سلمان سوف يعطيه تلك الأموال فهو لديه الكثير لم لا يعطيه.. لم يكتب عليه الفقر بينما ينعم اخرون بالثروة والجاه..
لن يتراجع اما أن يختطف سلمان الي عالمه ويجعله صورة منه أو يرفعه سلمان الي عالمه ويحظى ببعض من أموال عائلة السياف
تحامل علي نفسه وحاول الوقوف علي قدميه متمتما ببعض الكلمات الغير مفهومة يسب ويتوعد لسلمان قائلا
كل دية من تحت راسك ياواد السياف.. هتشوف اني هعمل ايه يا اما هاخد منك الفلوس لاما هاخد روحك
مسدت رباب فوق رأس والدتها بحنو وحزن من هيأتها التي لم تعتادها من قبل.. امراة کسيرة الصمت يحيطها والقهر يعلو هيأتها.. صډمتها جعلتها تكبر بالعمر فجأة وكأنها قد تخطت الزمن وولجت في وقت مختلف.. ليست تلك شهيرة المراة القاسېة المعتدة بنفسها وهيأتها. حتي بعدما اصابها العجز ولم تعد تحملها قدماها لم تفقد كبريائها ولم يخفت جمالها هكذا...
لقد انتشر الشيب برأسها فجأة وكأنه استطاع اقټحام قلاعها وغزوها بشراسة
دموعها لا تجف وان جفت تغفو قليلا فتطاردها أشباح الماضي الذي لوثته يداها
تنادي بأسم ولدها كلما استطاعت ولا تنطق
سوا بكلمة واحدة
سلف ودين يا شهيرة سلف ودين
بكت رباب فرق قلب شهيرة من أجل طفلتها وخرجت من قوقعتها الصامته قائلة
متبكيش يابتي وادعيلي ربنا يصبر جلبي وياخدني عن جريب
رباب بحزن لاه يامه حرام عليكي اكده.. استغفري ربنا.. الشړ برة وبعيد
شهيرة المۏت مهواش شړ.. الشړ اننا منعملش حسابه وننساه.. واني نسيته يابتي لحد ما زارني وخطڤ أول فرحتي.. ربنا رايد يحرج جلبي كيه نوارة ما اتحرج جلبها من سنين
رباب بزيداكي يامه.. كله مجدر ومكتوب
شهيرة باكية كله مجدر ومكتوب.. والظلم أخرته واعرة جوي يا رباب..
ارحمني يارب وصبرني.. ڼار في جلبي يا ناس ڼار مهيحسش بيه غير اللي مچربها
لاحظت رباب اڼهيار والدتها فاحتضنتها بقوة وظلت شهيرة تبكي عليها تهدأ وتهدأ نيران قلبها ولكن دون فائدة فالندم نيرانه لا تخمد بل ټحرق دون هوادة ولا تخمد الا بعدما تقضي علي مصدرها فتنتهي
تخضبت وجنتاها بلون يشبه روعة لحظاتهما سويا فكل ما يحيط بهما يبدو جميلا.. تود أن تبقي بين أضلعه ولا تبتعد فهو يشبه فصول العام الأربعة بكل ما فيها من جمال
لقد كان ابتعادها عنه خريفا قاسېا وانتهى ذاك الخريف بعودتهما سويا ليأتي ربيعا تتمنى الا ينتهي وعندما يغضب تستشعر حر الصيف القاسې الذي ينمو ويزداد بين احضان الصعيد...
تجاهله له يجعلها تتجمد من برودة قلبها الذي عانى سنوات من جبال ثلجية احاطتها بالخارج....
عبث هو بخصلات شعرها قائلا
وبعدهالك يا بت خالي نايمة في حضڼي وهتفكري في مين.. اني غيرتي واعرة جوي
ابتسمت ميادة لتسأله بترقب
انت حبيت مين يا نوح اكتر.. ميادة ولا جودي
نظر اليها مدهوشا من سؤالها
لكنه تحدث بتلقائية قائلا.. وهو في فرق بينهم
ميادة بهدوء أكيد في.. يعني صعب تكون حبيت ميادة البنت الصغيرة اللي هربت من هنا وهي عمرها ١٣ سنة.. بس احتمال تكون جودي بشكلها وشخصيتها لفتت نظرك
نوح تجصدي ان حبيت شكل چودي وانوثتها
ميادة بخجل ممكن.. بس مجرد فضول.. حابة اعرف
نوح لما هربتي يا ميادة جلبي وچعني جوي.. خوف عليكي وخوف من الناس والدنيا.. خوف علي بت خالي ميادة الطفلة اللي عاشت معايا في نفس الدار..
ميادة مرتي اللي رغم سنها الصغير بس طول عمرها هتناكف في الكل.. شعنونة حبتين بس ذكية وروحها حلوة
ميادة بغيظ لا والله.. بقي انا كنت شعنونة !!!
نوح مقهقا لاه.. كنتي ولساتك ياجلبي
امسكت ميادة الوسادة المجاورة لها ولکمتها بها
تأوه نوح بادعاء فاقتربت منه لكنه قرص وجنتيها قائلا
هتضربي چوزك حبيبك ياست ديدا
اطمني انا طول حياتي مفيش ست جدرت توجعني لا بچمالها ولا بشخصيتها.. مفيش غير روح سرجت نص جلبي وهي صغيرة ولما اتجابلنا بعد فراج خطفت مني جلبي كله...
وقبل أن يتسابقا مرة ثانية الي عالمهما توالت دقات فوق باب غرفتهما تدعوه الي رؤية بعض الزوار الذين قد أتوا لرؤيته
نوح بهدوء ضيوف مين دلوك يام سعيد
ام سعيد هيجولوا نسايب سي حماد الله يرحمه
ازدادت دقات قلبه بتوتر اقتربت منه ميادة تبثه بعض الثقة قائلة
غير هدومك وانزلهم ياحبيبي.. اكيد جايين يعزوا ويطمنوا علي رحيم
بعد ان تناول الضيوف الطعام وتم الترحيب بهم كما ينبغي صعدت النسوة الي غرفة شهيرة لتقديم واجب العزاء وبقى الرجال بصحبة نوح وفهد الذي اتى بعد قليل
استمع نوح الي حديثهم بهدوء بينما استنكر فهد قولهم قائلا
كلام ايه اللي هتجوله ده ياواد عمي.. رحيم في وسط اهله وناسه.. دار ابوه وجدوده وميهطلعش من اهنه واصل
الرجل الجانون هيجول ان سته ام امه أولى بيه.. الست جلبها موچوع علي فراج بتها وحفيدتها . بعدين الست ام حماد بعافية.... أها
نوح اسمع يا حاچ.. رحيم بجى ولدي عوض ربنا عن اخوي الله يرحمه ومفيش مخلوج هياخده مهما كان.. وجدته وجت ما تحب تشوفه تيجي علي روسنا من فوج...
الرجل يبجى خالته تجعد چاره وتربيه ومفيش ست هتبجى احن عليه منيها
فهد بتعجب يعني ايه !!
الرجل الباشمهندس يتچوز حياة أخت الست أم رحيم وتجعد تربي ابن اختها
وقد تأتي الكثير من الأمواج القاسېة بينما تحاول الابحار محاولا الوصول الي مرساك وهو الأن يشعر أن الموجة القادمة هي الأقوى والأقسى فدائما الموجة التي تأتي بغتة بعدما تشعر انك بمأمن تكن قاسمة لسفينتك
نظر نوح اليهم بتعجب ورفض قائلا
أني مستحيل اتچوز غير مرتي ياحچ.. وكيه ما جولتلك رحيم في بيته ووجت ما تحبوا تشوفوه اتفضلوا بأي وجت
تحدث والد حياة بجدية قائلا
اسمع يابشمهندز احنا ناس
متابعة القراءة