رواية جديدة مقتبسه من أحداث حقيقيه امواج قاتله بقلم نداء على

موقع أيام نيوز

كانت ميادة كعادتها مؤخرا صامته 
اقتربت سهيلة من مجلسها وأخذتها اليها واضعة رأسها فوق صدرها تحاول أن تحثها علي الحديث ولكن دون فائدة.. انتظرت قليلا ثم تحدثت اليها قائلة
تحبي احكيلك يا ديدا أنا مين وحكايتي إيه ولا مش حابة تسمعيني دلوقتي 
ميادة بفضول لم تفقده لاه جولي آني من الأول كان نفسي اسألك بس خۏفت تزعلي مني.
سهيلة حاولي تتكلمي زينا كده تقدري ولا صعب عليكي
ميادة بحزن لاه مهواش صعب.. بالعكس آني کرهت لهچتي وأي حاطة تفكرني بالنطع.. مفيش حاچة هتفكرني بيهم بعد إكده غير تاري وتار اهلي
سهيلة پخوف تقصدي ايه.. إنتي تنسيهم خالص أنا معنديش إستعداد أخسرك إنتي فاهمة
ميادة بحب مټخافيش.. يلا إحكيلي بجي 
سهيلة حاضر.. هحكيلك واخد رأيك في موضوع مهم اوي
ميادة بشقاوة موضوع ايه.. استاذ يزيد إياك
قهقهة سهيلة قائلة يعني نسخة منها وكمان لمضة زيها... 
ميادة هي مين ديه.. بتك 
سهيلة ايوة بنتي... هحكيلك اهو... 
وتمضي أعواما تهلكنا بمرارتها وهل هناك ماهو أمر من الانتظار.. سنوات قضتها نوارة في انتظار عودتها.. رجوع طفلتها.. كانت تأمل أن تراها ولو لمرة واحدة ولكن لم يحدث.. عاما بعد عام ويأس الجميع في رجوعها الا هي.. دعاؤها الي الله كان مقتصر علي طلبها من الله ان يعيد اليها ابنتها.. أما الأن فهي ترجوه أن يحفظها أينما كانت وإن لم تعد إليها..
كانت تبكي وتبتسم في آن واحد عندما مر بخيالها يوم شبيه بذاك الذي تحياه عندما اصطحبها سلمان خارجا ومعهما ميادة وحليمة
دلفوا سويا الي واحد من المحلات الكبرى بالمدينة واشتري لهم العديد من الاشياء.. اخذهم في جولة لم تحظ بواحدة مثلها من قبل وعندما سألته عن السبب أخبرها ان هذا اليوم يوافق ميلاد طفلتيهما.. كانت تبتسم بسعادة غير مصدقة.. سألته باستنكار وهل عليه أن يدللهما هكذا ويحتفل بمولدهما فتلك سابقة لم تحدث بقريتهم من قبل وأجابها هو أن ابنتيه لابد أن ينعما بحبه طالما كان حيا 
خانتها دموعها ولم تستطع أن توقفها بل تحول بكاؤها الي عويل حاد ليقترب منها جاد قائلا
مالك يامه.. حد زعلك 
عدوا هوا ومرارته لساتها چوة جلبي مريداش تفارجه
احتضن جاد والدته ولا يدري ما يقول الا أوه اخبرها ما يتمناه هو قائلا
هترچع بأذن الله.. مسيرها ترچع 
لم تجبه نوارة فهي لم تعد تعلم هل حقا ستعود أم لا...
ارتدى نوح ملابسه سريعا فقد تأخر في نومه.. توجه خارجا قاصدا الذهاب الي مقر عمله.. شركة السياف الهندسية.. أسسها هو وفهد وأصبحت واحدة من الشركات القوية بعالم الانشاءات والمقاولات... رغم انه لم يتجاوز الثلاثين بعد الا انه ذو صيت ذائع بين اقرنائه لجديته والتزامه الشديد...
استوقفته شهيرة التي لم ولن تتغير قائلة 
وبعدهالك ياولد أبوك.. مهتسمعش كلامي وتشوف العروسة..
نوح لاه.. متشكر خليها مرة تانية
شهيرة وااه بتتمتلج علي ياواد إياك
خليك اكده جاعد كيه البيت الوجف رابط حالك بواحدة يا عالم عايشة ولا لاه.. 
نوح پغضب وآني كنت اشتكيتلك
شهيرة بهدوء يابني العمر بيچري وانت اللي باجي بعد اخوك ما هچ وفاتنا... اتچوز وافرح بعيالك
نوح ان شاء الله لما انوي هجولك.. سلام بجى اني آتأخرت جوي .
تركها نوح هاربا منها ومن إلحاحها المستمر ومن نفسه الرافضة للإقتران بأخرى وتوجه الي عمله الذي يلهيه عما يعانيه
داخل سيارته بعيدا عن المتطفلين اجرى اتصاله اليومي بشقيقه الي ان اجابه قائلا 
ايه ياعم حماد.. لساك نايم اياك
حماد لاه نوم ايه هو اللي عنده عيلة زي دي ينام كيف
نوح ربنا يبارك فيها.. 
صمت حماد قليلا.. فتحدث اليه نوح قائلا 
محتاچ حاچة ياخوي.. في حاجة نجصاك 
حماد نفسي اشوفك يانوح.. اتوحشتك جوي.. خاېف اموت ومنتجابلش تاني
نوح جريب هجيلك بس اخلص الشغل اللي ورايا.. واعرف اتحجج بأي حاجة عمك فهد يصدجها
حماد لساته بيدور علي
نوح متشغلش بالك انت.. المهم عندي تبجي بخير.. يلا هسيبك تكمل نوم وسلملي علي مرتك
انتهت بينهما تلك المكالمة اليومية التي تساعد كلاهما علي الاستمرار فرغم شفائه من الادمان وزواجه وتأسيسه لحياة جديدة الا انه لم ينسى ما حدث بل يطارده شبح ضحيته ليل نهار
كانت تدعي المذاكرة كي لا تنتبه سهيلة الي ما تخطط له.. كانت تفكر وتضع خطوات سوف تتبعها الي أن تصل الي مبتغاها.. سوف تأخذ حقها وحق غربتها تلك السنوات.. منه.. من زوجها المزعوم.. ابن عمتها .. تلك الحية المؤذية التي كانت سببا في كل ما حدث.. لن تشفق علي أحد ولن تتراجع مهما حدث...
ومرت السنوات.. مضى العمر.. صارت ميادة بال٢٨ من العمر قضت خمسة عشر عاما بعيدا عن مصر بأحضان الغربة.. ټحتضنها سهيلة.. كانت خلال تلك السنوات أما حقيقية.. لم تبخل عليها بأي شئ وكذلك يزيد الذي جعلها تؤمن ان هناك بعض الرجال الصالحين.. صارت تتقن العديد من اللغات.. درست الهندسة.. مثله.. تفوقت بكل شئ.. لكنها اتخذت قرارا سوف تحترف الفن فصوته العذب وجمالها الأخاذ سيؤهلانها لشهرة واسعة بمصر.. مصر.. الأم القاسېة التي دفعتها للهروب بعيدا عن امواجها القاټلة.. ولكن آن أوان العودة.. واسترداد الحقوق المسلوبة
الفصل_الرابع_عشر
وقد تغفو الأعين علها تستريح ولكن تبقي الارواح معلقة بين ماضي لا يرحم ومستقبل مبهم وكلما حاولنا الفرار تطاردنا تلك الايام التي لا نرغب في تذكرها فتصبح اليقظة مرهقة ويغدو النوم صراعا
اخذت بدور تربط علي ظهر سهيلة بضعف لكنه قوي بحنانه واحتوائه الذي لم تضعفه السنوات فرغم تجاوزها سن السبعين الا انها مازالت الركن الذي تلتجئ اليه سهيلة عند الشدائد
تحدثت اليها ومازالت تهددها كطفلة حزينة
ياحبيبتي قوليلها متنزلش مصر لو خاېفة عليها انتي امها يا سهيلة
استمعت ميادة الي صوتها الباكي بقلب مكسور فهي بالفعل أمها وان لم تكن من انجبتها
دلفت اليها مبتسمة كعادتها لتشيح سهيلة وجهها بعيدا عنها
جلست ميادة بجوارهما موجهه حديثها الي بدور قائلة
قوليلي يا دادة لو حد حاول يأذي ماما سهيلة هتدافعي عنها
بدور بصدق طبعا ادافع عنها بروحي
ميادة طيب لو حد أذاها فعلا وأذاني انا وبابا يزيد تعملي فيه ايه
بدرية أكله بسناني
ميادة ممكن يا ماما تبصيلي علشان خاطري
لم تجبها سهيلة بل استمرت ببكائها.. فستأذنت ميادة من بدور أن تأخذ مكانها.. احتضنت ميادة سهيلة پخوف قائلة
انا لازم اسافر يا ماما.. ومټخافيش عليا
سهيلة بحدة مخافش عليكي وانا عارفه انك نازلة لاهلك برجليكي.. رايحة ټنتقمي من مين ها.. فكراني صدقت كلامك وانك نازلة مصر علشان الفن والكلام ده.. طيب
انا معاكي خليكي هنا وانا هفتحلك شركة انتاج وغني واعملي اللي يعجبك
ميادة بدموع تحاول كبتها عندك حق انا فعلا نازلة أخد حقي وحق اختي وامي.. حقي نفسي اللي ضايعة بقالها سنين ومش لقياها.. تعرفي يا ماما انا لما بنام بفضل صاحية.. عيوني بس بتغمض لكن روحي بتكون في ڼار.. ڼار بتقتلني كل يوم وانا حاسه اني عاجزة.. هربت زي الجبانة وسبتهم عايشين.. كان لازم اقتلهم كلهم
سهيلة پبكاء وضعف طيب وانا.. ويزيد مفكرتيش فينا
ميادة انتوا أهلي والسبب الوحيد اللي مخليني عايشة.. لولا وجودكم كنت مت من زمان
سهيلة بعد الشړ عنك ياقلبي.. علشان خاطري بلاش
ميادة علشان خاطري انتي قويني.. ساعديني ارتاح.. انا تعبت من المهدئات.. مبقتش تقصر فيا انا تعبانه اوي يا ماما
قائلة سلامتك يا قلب ماما وعنيها انا بس خاېفة عليكي وعموما الاول كنت رافضة نزولك مصر بسبب يوسف لاني كنت خاېفة ينتبه للاسم ويدور وراكي بس خلاص الله يرحمه يزيد قالي انه اتوفى السنة اللي فاتت ومراته صفت كل حاجة واخدت ولادها وسافرت كندا
ميادة الله يرحمه..
سهيلة پخوف هترجعيلي يا ميادة
ميادة انا ديدا مش ميادة.. وهرجعلك الشئ الوحيد اللي هيمنعني عنك المۏت وبس...
قبلتها سهيلة بيأس ولكنها لن تتركها مهما حدث لذا هتفت بجدية 
انتي هتنزلي قبلنا بشهر وانا ويزيد هنحصلك
ابتسمت اليها ميادة قائلة خالو مصطفي مسافر معايا.. ايه رأيك بقي
سهيلة بجد.. طيب ليه مقاليش
ميادة كان عنده أمل اني مسافرش بس لما اتأكد اني مصممة قالي انه هيفضل معايا وهيساعدني كمان
سهيلة طيب كلمي يزيد تاني وحاولي تقنعيه وبلاش تسافري وهو زعلان منك
قبلت ميادة يدها قائلة
مقدرش طبعا هقنعه.. في حد يزعل ابوه الحليوة ده
منذ أن استمع من جدته الي سر العداوة القائمة بين والدته ووالده وهو عازم علي الاڼتقام سوف يثأر لوالدته وشقيقتيه.. لم يعلم من قبل سبب الجفاء البادي بين نوارة وفهد وكلما سأل احدهما يتهرب من الاجابة.. مازال يتذكر شقيقتيه رغم صغر سنه وقت غيابهما الا انه يتذكرهما والأن ادرك ما حدث وما عانته والدته..
لابد ان يجعلهم جميعا نادمين.. فكر قليلا ثم ابتسم بانتصار فلا يوجد غيرها.. رباب الابنة المدللة لدي الجميع.. نقطة ضعف والدها والمحببة الي قلب شهيرة والأقرب الي نوح.. سوف يذيقها ما ذاقته شقيقته...
طلب اليها لقائه بالمدينة بعيدا عن النجع وعيون الجميع ووافقت.. ولما لا.. وهو ابن خالها ومشهود له بحسن الخلق
احتضن طفلته بحب وسعادة يملؤها الخۏف.. فلا يعقل أن تعطيه الحياة تلك السعادة دون مقابل.. شفي من الادمان وبدأ عملا جديدا اصبح من خلاله من كبار التجار بتلك البلدة النائية التي اختارها له نوح بمساعدة عمه.. عمه نعمان الذي ورغم ابتعاده عنهما الا انه وقت الحاډثة لم يبخل عليهما
يزوره علي فترات متباعدة كلما سنحت له الفرصة
تنهد حماد بتعب وانزل ابنته بعد ان قبلها بحب هاتفا تعالي يا تقي خلي بالك من جميلة
تقي انت نازل برده يا حماد.. مش قولت هتقضي اليوم معانا
حماد معلش كلموني وقالوا في مشاكل في الشغل
تقي بحزن خلاص براحتك.. انا اتعودت علي بعدك بس حرام بنتك تفضل طول النهار تستناك ولما ترجع تكون هي نامت
اغمض حماد عينيه يحاول أن يجيبها بشئ يرضيها لكنه لم يجد.. لقد حاول أن يحبها لكنه لم يستطع.. هي زوجة مثالية وربما لا يستحقها لكنه يستشعر وجود حاجزا يمنعه عنها.. ربما ضميره ليس الا...
مفيش حد بيجدر عليا غيرك يابت نعمان
رباب وااه واني بته لحاله اياك 
شهيرة الله يسهله بجى هو وام صورم اللي متجوزها
قهقة رباب قائلة والله دي طيبة جوى وهتحبني
شهيرة علي رأي المثل.. بت الضرة ضرة يا جلب أمك
ابتسمت رباب بيأس قائلة 
فضيها السيرة دلوك وجوليلي سي نوح وين رايده اشوفه ضروري جوي..
شهيرة ها رايده منه ايه يا مضړوبة انتي
رباب حاجات بسيطة اكده
أجابها نوح قائلا حاجات بسيطة كيف.. ده انتي طالبة مني حاجات تكفي النجع كلياته
تعلقت رباب بذراعه متدللة عليه بحب قائلة
وااه مش حبيبتك اني ولا ايه
نوح حبيبتي طبعا.. وحاجتك فوج اطلعي شوفيها
أسرعت متجهه الي الأعلى ونظرت اليه والدته قائلة
اخوك عامل ايه يا نوح.. بجالي يومين هكلمه ومبيردش والمعدولة مرته بتجول عنديه شغل كتير
نوح جولتلك متتصليش عليه طوالي مريدينش حد يعرف مكانه
شهيرة ليه خايفين من بت بهية لساتكم
نوح بت بهية ليها حج ولو
تم نسخ الرابط