رواية جديدة مقتبسه من أحداث حقيقيه امواج قاتله بقلم نداء على

موقع أيام نيوز

انتي مطرحها مهتسبيش حجك واصل.. وخالي فهد مهواش ساكت بيدور علي حماد وعامل حاله مبجاش مهتم بالموضوع
ترددت في النزول من الطائرة فالتفكير شئ سهل وبدأ التنفيذ صعب للغاية تشعر بالخۏف يتملكها مازالت تتذكر صوت حليمة لم يفارقها وكأنه يدعوها الأن الي البدء والا تتراجع.. نظرت جوارها فوجدت مصطفي ينظر اليه مستفهما فابتسمت اليه هاتفه يلا بينا انا بس كنت باخد نفس علشان مش هيبقي في وقت بعد كده
مصطفي تمام يلا بينا يا أنسة ميادة
ابتسمت ميادة ساخرة من تلك الكلمة فهي أنسة متزوجة منذ خمسة عشر عاما والعجيب انها تشعر بقيد يربطها بنوح لا تدري اهو قيد القرابة بينهما أم لأنه الأول بحياتها....
توجهت بخطوات ثابته ناحية السيارة الواقفة بانتظارهما وانتقلت بهما نحو بداية الرحلة
تجول نوح بثقة بين جنبات مصنعه الجديد يحاول الالمام بشؤونه.. اقترب منه فهد فاسرع هو للقائه قائلا
ايه رأيك يا خال
فهد زين جوي.. وسعره كمان معجول.. رايد نتكلموا في المكتب في حاجة مهمه
نوح بانتباه حاضر.. تعالي معاي
جلس فهد يحاول ترتيب افكاره فهو علي يقين ان نوح سوف يغضب مما سيسمعه لكنه سيخبره
الست دي مبتجدرش تجعد ساكته.. مهيعجباش العچب لازمن تنفذ اللي في راسها وبس.. اني تعبت منيها...
فهد ان چيت للحج هي معذورة.. انت مبجتش صغير يافهد.. انت دلوك عديت ال ٣٥
صمت نوح ولا يدري بما يجيب فهو لا يعلم سبب عزوفه الي الأن عن الزواج لما لم تجذبه واحدة من تلك الفتيات الكثيرات اللاتي يتعامل معهن او احدة من فتيات النجع.. هل مازال ينتظهرها وهل ان عادت سوف تتذكره.. سوف تعتبره زوجا لها..
لاحظ فهد شروده فنفخ بضيق قائلا
تعالي نطلعوا عالبيت اني جعان جوي ورايد اريح جتتي من الطريج
هب نوح واقفا دون رد وتحركا الي وجهتهما
مرت الأيام والشهور وكانت ميادة تعدو بقوة وكأنها في سباق اوشك علي الانتهاء وعليها ان تصل
الي خط النهاية وكان مصطفي بجانبها خطوة بخطوة.. بدأ نجمها يسطع سريعا ولما لا وهي ذات صوت عذب وطلة ساحرة وحضور طاغي بالإضافة الي ذكائها وما تمتلكه من اموال
ومع انشغالها الشديد لم تكن تغفل عن متابعة نوح واحواله ومع كل نجاح تحققه في مجال الفن كانت تشعر باقترابها منه
لاحظ مصطفي صمتها فتحدث اليه قائلا
عاملك مفاجأة هتعجبك اوي
ميادة بجد.. مفاجأة ايه
مصطفي هنروح نشتريلك عربية جديدة
ميادة بهدوء عربيتي لسه جديدة يا خالو
مصطفي عربيتك جديدة.. بس عربيات السياف ممتازة دول واخدين توكيل مهم
استمعت الي اسم عائلتها بقلب منقبض وكأنها علي وشك المۏت.. نظرت اليه بعيون دامعة فتحدث اليها بجدية قائلا
ميادة وانا هستفيد ايه لما اروح اشتري عربية من عندهم ما انا ممكن مقابلش نوح
مصطفي عيب عليكي انا سألت وعرفت الايام اللي بيكون موجود فيها قومي يلا غيري هدومك عاوزة ينبهر لما يشوفك.. اوك
ميادة حاضر.. هخليه يتجنن ابن شهيرة
كنت فين لحد دلوك يا سلمان
سلمان بتردد كنت سهران مع چماعة اعرفهم
جذبته اليها ټشتم رائحة ملابسه لتنظر اليه بحزن قائلة والچماعة دول بيدخنوا ياواد فهد
نظر اليها بخجل فهي نادرا ما تدعوه بذاك الاسم فاشاح ببصره محاولا ادعاء القوة ليهتف بعد قليل
اني مبجتش صغير وبسببك زمايلي بيتنجوروا علي
بهدوء عكس ما تداريه قالت
لم خلچاتك وروح علي دار ابوك ومشوفش وشك اهنه واصل.. اني بعدتك عنيهم انت واخوك علي أمل اني اربيكم زين وميجولوش تربية مرة.. بس اها زي ما بيجولوا العرج دساس.. الاسم لوحده مهيكفيش يا سلمان.. كنت مفكرة انك هتكون اسم علي مسمى
نظر اليها سلمان پغضب وخوف مما قالته لكنه استمر علي عناده قائلا
أهه.. سلمان چوزك الأولاني اللي بسببه كارهه ابوي ومبعدانا عنيه
استقبلته شهيرة قبل ان يأتي اليه فهد مهرولا فتحدث سلمان بړعب الحجني يابوي.. امي وجعت جدامي ومرضياش تجوم
شهيرة بفضول ماټت اياك
سلمان بحدة مۏته تاخد عدوينها انشالله..
شهيرة وااه شوف الواد جليل الرباية بتدعي علي عمتك
سلمان انا جولت عدوينها.. لو انتي منيهم يبجي بكيفك
تركهما فهد وانطلق اليها لصدم من رؤيتها هكذا ضعيفة صامته.. لم يعتد منها هذا السكوت.. جلس ارضا ورفعها اليه محاولا افاقتها دون فائدة فتحدث الي سلمان پخوف شيل امك معاي خلونا نطلعوا علي مستشفي نشوف مالها
بعد ساعات من الانتظار اسرع فهد وسلمان باتجاه الطبيب ونظراتهما تعبر عن خوفهما وشعورهما بالذنب
تحدث الطبيب بلطف اليهما 
الحمد لله المدام احسن دلوك.. هي تجريبا في حاجة مزعلاها وضغطها ارتفع جدا وللأسف كان هيتسبب بجلطة.. ياريت تلتزم بالأدوية وتبعد عن اي انفعال
فهد ممكن اشوفها ياداكتور
الطبيب اتفضل حضرتك هي فاجت وحاليا بخير
دلف اليها بخطوات نادمة فهو السبب فيما ألت اليه حياتها وحياتهم جميعا ولكن هيهات أن يعود الزمان بنا الي الوراء ليته كان ممكنا
جلس جوارها ونظرت اليه بنظرات لم يفهما لكنها تحدثت اليه وكأنها تحادث نفسها تلومه دون أن توجه اليه اتهام تبكي بصمت لكنه يشعر بها سألته بخفوت
كيف سيدنا يعجوب اتحمل يبعد عن يوسف ٤٠ سنة يافهد.. كيف جدر يصبر السنين ديه كلياتها وميأسش!!
حاول الرد لكنه لم يستطع فاستكملت
اني حاولت اكره ولادك ومجدرتش واصل يا فهد كنت حاسه ان حبي ليهم خېانه لبناتي.. بس
فهد جاد تجريبا في شغل.. وسلمان هو اللي جالي وچبناكي علي المستشفي
نوارة كتر خيرك.. رايده منك طلب ممكن
فهد انتي تؤمري
نوارة خد سلمان يعيش معاك.. اني خلاص كبرته وبجي راچل اها.. بس دلوك محتاچلك انت
فهد بشك ليه عمل ايه سلمان.. انتي اتعاركتي معاه يانوارة
نوارة بتعب اسأله وسيبني ارتاح دلوك.. تعبانه ورايده انام
دثرها بعناية وغادر الغرفة متوجهها الي ولده الذي يبدو انه قد ورث عناده
سحبه من يده وتوجها الي داخل سيارته وتحدث اليه بجدية 
عملت ايه يا سلمان وجولت ايه لامك خلاها تتعب اكده.. دي رايداني اخدك تعيش معاي
قص عليه سلمان ماحدث بينهما فما كان من فهد الا ان صفعه بقسۏة ناظرا اليه پغضب قائلا
العيب مهواش من نوارة.. العيب مني آني فكرت ان ربنا هملني اكده يبجي هيسامحني واللي اني اتسببت في مۏت حليمة وهروب ميادة اخواتك وبنات عمك سلمان.. خابر اني اتچوزت علي امك وجهرتها وياما مديت يدي عليها واني رايد اكسرها واجبرها تحبني.. وربنا المعبود يا سلمان لو أمك صابها شي بسببك ما هرحمك سامعني
بكي سلمان بقوة فنوارة لم تضربه مطلقا ولا شقيقه وتلك المرة الأولى التي يقسو عليه أحد هكذا
امك عمرها ما ظلمت حد ولا ظلمتني.. اني اللي جسيت عليها ياما.. خليك انت واخوك سندها وكفاية اللي راحوا منيها
بينما كان غارقا بافكاره وتردده بين ما يفرضه المنطق وما يطلبه القلب.. هل زواجه الأن هو الصواب أم ان الصواب مرهون بعودتها.. الا ينبغي أن يشتاق الي بدأ حياة جديدة.. ان يحظى باطفال أم انه يخشى أن يسعد بحياته فيزداد شعوره بالذنب لذنب لم يرتكبه...
استمع الي صوت أحد مساعديه يخبره بقدوم أحد العملاء لشراء سيارة جديدة فاستعد للقائه
دلف مصطفي اولا بابتسامة عملية ومد يده مصافحا لنوح وبادله الاخر التحية وطلب منه الجلوسس معتقدا انه بمفرده لكنه تفاجأ بدخولها.. اربكته طلتها وكأنه لم ير نساءا من قبل.. شعر ناحيتها بحنين لم يفهمه..
بينما كانت هي تتواري خلف نظارتها الشمسية تحاول أن تنظر اليه دون أن يلحظ.. ترجو دقات قلبها المتلاحقة أن تهدأ قليلا قبل أن يسمعها هو.. تود أن تقترب منه حد الالتصاق وتخشى الاقتراب منه وكأن قربه هلاك لروحها .. بينما كان هو ېكذب نفسه مستنكرا أن يصدق ان الواقفة امامه هي ميادة.. زوجته الهاربة.. اعتقد انه صار مهووسا بعودتها فاصبح يخيل اليه أنها الواقفة امامه الان.. هي تشبهها الي حد بعيد ليس الا
قاطع صمتهما مصطفي الذي تحدث الي ميادة بحنان قائلا
اقعدي ياقلبي.. نوح بيه شكله هيسبنا واقفين كتير
ابتسم نوح بحرج قائلا باعتذار
اسفة.. انا مقصدش والله.. اتفضلي يا أنسة.. ولا حضرتك المدام
مصطفي ممازحا لأ أنسة.. بنت أختي وتربيتي
نوح وقد تيقن انها ليست من يسعى الي لقياها
حضرتك شرفتنا.. تشربوا ايه الأول
كان يتحدث نوح الي مصطفي ويرجوها بداخله أن تتحدث.. يتمني أن يرى عينيها ولو للحظات ولا يعلم أهو فضول أم ماذا
لاحظت هي ما يدور بخلده فتحدثت بهدوء قائلة
ملوش لزوم.. انا محتاجة سيارة
جديدة تكون عملية وسريعة
اجاب مصطفي مش قولتي قبل كده عاوزة فيراري بورتوفينو
ابتسم نوح قائلا 
موجودة يافندم مع انها صعب تنزل مصر
حاولت ميادة أن تبدو طبيعية أو تبادله الحديث لكنها كانت تنظر الي يده وتلك الدبلة التي مازال يرتديها.. أيتذكرها الي الأن أم أن غروره يمنعه من التخلي عن استرجاعها
اقترب منها مصطفي وتحدث اليها بقلق حبيبتي انتي كويسة
ميادة اه يا خالو.. بس أسفة منمتش كويس وكان عندي تصوير متأخر
نوح بفضول حضرتك مذيعة
ميادة بغيظ لأ.. مطربة حضرتك اكيد مش مهتم بالفن
نوح يعني مهتم بس مش اوي
ميادة اوك.. حضرتك خلينا نشوف السيارة واضح انك مشغول
نوح لالا.. انا مش مشغول ولا حاجة
ابتسم مصطفي وقد ايقن ان نوح قد اعجب بها وتعجب هو من نظراته اليها
بعد أن اختارت ميادة ما تريد وتم توقيع العقود أحس هو بالحزن فقد اوشكت علي الذهاب ود لو تظل امامه ولو قليلا بينما كانت هي تشعر بالاختناق تود البكاء وتمنع نفسها بصعوبة فرؤيته الأن تذكرها بما فات بحلوه ومره الذي لن يحلو يوما ما...
اتجهت للمغادرة خلف مصطفي لكن نوح استوقفها فالټفت اليه لتجده ماددا يده اليها راغبا في مصافحتها
البارت انتهي.. طبعا الرواية انا قولت انها قصة حقيقية.. نوارة وبناتها وسلمان وفهد وحقهم اللي اتاخد واحدة من اصدقائنا المتابعين كلمتني من فترة وقالتلي الاحداث دي وانها حصلت في الماضي .. الجزء الخاص بسهيلة برده قصة حقيقية بس بعيدة عن نوارة انا ربط القصتين ببعض وكملت الاحداث بطريقتي واتمني تعجبكم لأن صعب اني ادمج حكايتين في اوقات زمنية مختلفة ...
الفصل_الخامس_عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ودائما يخذلنا القلب بضعفه حتي وان أبينا القول.. فمن يحب يكابر ولا يود الاعتراف ومن يكره يدعي العكس.. وفي نهاية الأمر نواجه أنفسنا ولكن أسوأ ما في الأمر أن المواجهة تأتي غالبا متأخرة
قضى نوح ليلته تلك هائما في عالم اعتاد العيش به وحيدا منذ سنوات الا أنها تحدته اليوم وشاركته تلك الوحدة رغما عنه يتقلب يمينا ويسارا ولا يرى سواها.. لا يعلم احقا اوقعته احداهن أم ان ما يشعر به مجرد سراب.. يرغب بالقرب ويخشى عليها من السواد الذي غلف حياته وسنواته الماضية بأكملها.. فحياته بالفعل مليئة بالعتمة ليس الا
أخذ يقلب بهاتفه ودون أن يدري كان يبحث عن صفحتها الشخصية ينظر الي صور مختلفة تجمعها ببعض المعجبين والبعض الأخر لعائلتها.. والديها وخالها.. غيرة
تم نسخ الرابط