بين غياهب الاقدار بقلم نورهان العشرى كامله الاجزاء
المحتويات
كدا..
لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المړض اللعېن و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت ټحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها.
وقعت عينيها عليه هو سقف الغرفة الأبيض الذي كانت تراه بتشوش في البداية وبعد ذلك بدأت الرؤية تتوضح ليهاجمها بعدها ألم قاټل أسفل جسدها فرفعت يدها تضعها فوق رأسها فتفاجئت بذراعها و بلحظة ضړب عقلها هاجس رفضته بقوة فأخذت تتلفت حولها بلهفه والعبرات تتساقط من مقلتيها بغزارة دون أن تشعر. فقد أدركت الآن حقارة ما حدث معها فتشنج جسدها و خرجت الصرخات المستمرة من فمها الذي أخذ يردد دون وعي
أخيرا صحيتي ..
كان هدوءه يوحي بمدى حقارته فقد كان هادئ وكأن شيئا لم يحدث بينما هي كانت تحترق بلهيب الغدر و الألم و الڠضب معا فصړخت به
انت معملتش فيا كدا صح
لم يجبها حازم انما توجه الى اقرب مقعد وألقى بثقله عليه وهو يقول بهدوء
لم تستطيع تصديق إقرارا بذنبه العظيم و فجيعتها الكبرى و الأسوء من ذلك ان يتحدث بتلك الطريقه و يبرر جريمته النكراء فصړخت حتى جرحت احبالها الصوتيه
انت حيواااان ..
لم تشعر بنفسها وهي تمسك بقنينة مياة كانت على الطاوله بجانب السرير و تقوم بإلقائها في وجهه فتفاداها بصعوبة وتوجه ناحيتها پغضب انطبع علي مرفقيها حين اخذ يهزها پعنف
بكل ما يعتمل بداخلها من قهر صړخت بوجهه
فجأة هدأت ثورتها وجلست بمكانها وهي تقول بنبرة تقطع لها نياط القلب
انت ضيعتني. حرام عليك.. حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدا..
خلاص بقي أنت مزوداها كدا ليه ما قولتلك دا لا عيب و لا حرام أنت مراتي افهمي
بكرهك... بكرهك يا حازم بكرهك..
عودة للوقت الحالي
اختلط الحلم بالحقيقة للحظات شعرت بأنها في ذلك الچحيم مرة أخرى و تعاظم الألم حتي صار تحمله دربا من دروب المستحيل فوضعت يديها فوق أذنيها حتي لا تسمع صوت صرخاتها الممزوجه بتبريراته السخيفه تريد الهرب حتى لا تراه مرة أخري أمامها فصارت تغمض عينيها بقوة و تردد دون وعي
كانت ملامحها المتألمه تحكي عن أي كابوس تعيش في تلك اللحظة. كابوس لا تستطيع تجاوزه أي فتاة و خاصة هي. جسدها المرتجف كان يعبر بطريقته عن رفضه لما حدث له و ما مر به. يعلم جيدا أي شعور يجتاحها الآن فقد كان يشاركها الألم يشعر بالقهر لما حدث معها يتألم كما لم يتألم من قبل.
كانت شئ ينتمي له لا يعلم كيف و لم يعد يتساءل متي فمنذ أن رآها أول مرة كان يرى نفسه بعينيها بري انهياراته و ضعفه و هزائمه. كانت تعبر عنه تشكو همه بلسانها تذرف عبراته التي تثقل جفونه وتؤلم قلبه الذي كان يحيط به كبرياء أعمى يمنعه من الإنهيار.
كان القدر يلقي بها دائما في طريقه و كأنه يعانده حتى أسلم قلبه رايته فأصبحت حربا ضاريه يقف بها أمام قدره الذي أحكم قلبه بين كفيها ولم يعد له سبيل للمقاومة و بالرغم من قوته و صلابته إلا أنه أضعف مخلوق أمام ضرا يمسها.
و الآن يقف عاجزا لا يستطيع أن يفعل لها شيئا وهو يراها تنازع ألمها وعڈابها الذي كان هو جزء منه.
لم يستطيع تحمل
جنة فوقي.. فتحي عنيك .. دا كابوس.. فتحي عنيك انا جمبك
أخيرا استطاعت أن تفتح عينيها حين وصلها صوته الذي بدا و كأنه قادم من بعيد. فأخذت ترمش بعينيها لثوان قبل أن تصطدم بجمرتين مشتعلتين بنيران دائما كانت ټحرقها بألسنة اتهاماته المروعه و التي لم تشفق يوما عليها فحاولت استعادة نفسها للحظات لم تقطع تواصلهما البصري ثم ڼهرته بجفاء
انت بتعمل ايه هنا
تراجع خطوة إلى الخلف بينما عينيه ما زالت مسلطة عليها و قال مستفهما بنبرة هادئة كانت غريبة على مسامعها وخاصة منه
عاملة ايه دلوقتي
غمغمت بخفوت
الحمد لله.
شعر بجفائها الذي آلمه ولكنه تجاهل ذلك قائلا
حمد لله على سلامتك..
لم تتنازل بالنظر إليه بل أجابت باختصار
الله يسلمك..
كان جفاءها أمر متوقع ولكنه بالرغم من
متابعة القراءة