دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
رأسه نحوها وسألت
مالك يايونس عينك حزينة ليه!
أجفل بصره وغطت الأهداب على جفونه و
مفيش مرهق ومش بنام كويس بقالي كام يوم.. عايز أرجع المزرعة بقى
لأ في حاجه تاني
وكأنها خمنت ما وراء حزنه
شوفت الحية حماتك
ف سحب شهيقا عميقا كتمه وهو يردف ب عصبية
بلاش تجيبي سيرتها يانينة من فضلك أنا مش طايق حتى افتكرها
وراحت تصدق على شكوكها التي قالتها من قبل
أنا متأكدة إنها اللي قټلت هانيا Bir katil. قاټلة
لم يقتنع يونس من جديد ب اتهامها ل غالية والذي اعتبره غير مدروس جيدا وأعلن ذلك بصراحة لها
إزاي يعني ھتموت بنتها! هانيا كانت نور عينها مستحيل تعمل فيها كده
تنغض جبينها وهي تضيق عيناها مؤكدة حديثها
كأن عقله لا يتوقف عن التفكير ولكنه في نفس الآن يرفض تخمين ذلك.. ف تابعت كاريمان ل تثبت له
غالية مكنتش تعرف إن هانيا معاك في نفس الأوضة اللي كنت حاجزها في الفندق.. اليوم ده كنتوا مټخانقين مع بعض وهي جت وراك عشان تصالحك لكن الحية أمها مكنتش تعرف ده طبعا افتكرت إنها هتغدر بيك.. لكن ربنا عاقبها على إجرامها
إيه ده يانينة! انتي بتتصلي بيا ازاي!
دي ملك أنا سيبت لها تليفوني التاني عشان متبقاش من غير موبايل
ف نهض عن جلسته وهو يضغط على الشاشة لرفض المكالمة و
طب أنا هروح اشوفها
وخرج تعجل نحو غرفتها.. فقد تكون تحتاج لشئ لما.. طرق أولا قبل أن يدخل ف كانت ممددة في فراشها تمسك الهاتف وعلى وجهها بعض ملامح الإعياء..
دلف إليها وهو يتسائل بقلق
ف هزت رأسها بالسلب و
لأ دراعي واجعني جدا ومش قادرة أقوم أشوف بديل المسكن
فتسائل وهو يجلس بقربها
هو خلص
ف ردت بحرج وهي تسبل بصرها
آه
ف اكفهر وجهه وهو يستخدم هاتفه معنفا إياها و
طب ليه ساكته !!
وضع الهاتف على أذنه يتحدث فيه و
أيوة ياعيسى هبعتلك صورة برشام مسكن دلوقتي تجيبلي منه علبة وتيجي طيارة.. ماشي
انتي سخنة
ف كتمت أنفاسها بيدها وهي تعطس بصوت خاڤت ثم قالت بصوت واهن
يعني مش أوي
عاد يتواصل عبر هاتفه وهو يسخر من استخفافها
أنتي مهملة
أراحت رأسها للخلف متجاهلة ما قال بينما بدأ هو يتحدث للطبيب
أيوة يادكتور ملك سخنت شوية وتقريبا جالها برد.. عارف إن معاد زيارتها ليك بكرة.. بس مفيش حاجه تاخدها مؤقتا
نظر لها فكانت متعلقة ببصرها عليه ف لم يحيد بصره عنها وهو يتابع
شكرا سلام
تنهد وهو يتابع النظر إليها بينما أجفلت هي بحرج منه وهو يقول
مينفعش تاخدي أي حاجه مع الأدوية والمضادات الحيوية اللي بتاخديها
نهض عن مكانه وراح يفحص الخزانة التي تبين من شكل الملابس فيها بحداثتها وجميعها جديد.. حاول أن ينتقي شيئا ثقيلا كي ترتديه لتدفئ جسدها فلم يجد سوى منامة قطنية ذات ملمس ثقيل.. سحبها وقطع عنها البطاقة الخاصة بها وتركها على حافة الفراش ثم دنى منها و
البيچامة دي تقيلة ممكن تلبسيها على البيچامة اللي لبساها
حدقت فيما يمسكه وقالت ببلاهه
إيه! ألبس بيچامتين على بعض!
آه
خرج لمدة ثلاث ثواني ثم عاد لها لتقول هي ب اعتراض
مش هلبس حاجه الجو حلو
تجاهل كلامها ونظر نحو الشرفة المغلقة فتحها كي يتجدد الهواء.. ف دخلت خديجة لتلبي نداءه
أيوة يابني
الټفت يتحدث إليها وهو يشير للمنامة
معلش يادادة محتاجك تساعديها بس تلبس البيچامة دي
عيني
فكررت ملك من جديد وهي تنظر نحوه بتعند
مش عايزة البسها
ف ابتسم بسماجة وهو يتذكر كيف كان يتعامل معها قبيل تلك النواكب كلها
معلش تعالي على نفسك كلمة لأ دي مش هتكون لطيفة معايا حاليا.. عشان كده بلاش تعرضي نفسك ل mood مش هيكون لطيف لو شوفتيه
هم من مكانه كي يترك الغرفة لهم ف اضطرت ملك أن توضح سبب تعندها المبرر بعد أن نادت عليه
يونس
ف الټفت برأسه مهمهما
همم
أشارت لذراعها المصاپ وقالت بحزن بلغ حلقها من فرطه
مش هعرف البس حاجه تاني عشان دراعي
فكر وهو ينظر لذراعها المحتبس داخل جبيرة ضخمة إلى حد ما.. ثم رضخ لرغبتها في الأخير
بلاش يبقى تتغطي بحاجه
تحركت خديجة لإحضار غطاء أثقل من الموجود على الفراش بينما كان يتحدث إليها كي تنحل عقدة حاجبيها تلك
لو كنتي قلتي من الأول آ.....
فقاطعته وقد انهمرت دموعها لتنسال بغزارة وهي ترميه بكلماتها الموحية من جديد
مش لازم كل حاجه افسرها وأبررها أنا بني آدمه وليا حريتي وحقي أعمل اللي انا عايزاه
أشار يونس بعينه ل خديجة ف غادرت على الفور وأغلقت الباب.. بينما تضايق هو من نفسه بعد أن ضغط عليها من جديد وهي تعاني من الألم الآن ومازالت فريسة الوهن والتعب ودنى منها محاولا التخفيف عنها بلطف
مقصدتش أجبرك على حاجه مش عايزاها بس مصلحتك آ.....
يوه
صاحت بها فجأة وهي تحرك ذراعها المصاپ بدون دراية ثم تابعت
تاني هتقولي مصلحتي!!.. محدش يفكر في مصلحتي شيلوني من دماغكم خالص
وضع كفه على يديها يثبتهما في مكانهما بعد أن أشاحت بهما متجاهلة الألم الذي تعانيه ثم أردف بلهجة تحمل بعض الحزم
أهدي ياملك أهدي مش كده
م.....
أنا آسف ياستي خلاص
صمتت وهي تشهق بصوت منخفض محاولة ابتلاع صوت البكاء المنهمر.. ف مد هو يده يمسح عنها دموعها
خلاص
أطبقت جفونها ف أفرغت كل الدموع المختزنة بهما وظلت هكذا وهي تتناسى شعور الۏجع عمدا ف أبعد يده عن وجهها وهو يتطلع إليها وقد بدأت تهدأ تدريجيا ف قرر أن ينتشلها من حزنها قليلا بذلك الخبر المبهج
في حاجه نسيت أبلغك بيها
فتحت عيناها وهو يخرج ظرف من جيبه ثم ناولها إياه و
ورقة طلاقك
اتسعت عيناها مسحت بقايا الدموع العالقة بجفنيها .. وتناولتها بتلهف وهي تنطق ب
كل ده معاك وساكت!
فتحتها بيد واحدة بسرعة ونظرت إليها تشبع عينها بها انبعجت ابتسامتها وغطت على ملامح الهزل والضعف.. تبدلت لأخرى تماما وبنظرات ممتنة قالت
شكرا بجد بس إزاي!
عادي زي الناس
ثم عاد يتحدث بجدية وهو يسألها
مستعدة لبكرة!
أومأت برأسها عدة مرات ف شملها بنظرات مترددة و
ولا المحامي يحضر التحقيق بالنيابة عنك ونأجل لحد ما.....
لا لا لا أنا مستعدة أروح لازم أروح
ف ضحك من مشهدها المتلهف گطفلة تود الذهاب للعب في الملاهي و
خلاص فهمت
طرقت خديجة على الباب ودلفت
البرشام المسكن أهو يايونس
وقدمته له ف سكب لها الماء من أبريقه الكريستالي وناولها حبة منه
يلا
تناولتها على الفور وتسائلت
هو هيكون هناك
آه
ترك يونس الكأس فارغا على الكومود و
بس انا عايز منك حاجه
ترقبت لمطلبه و
إيه
طالت نظراته لها مما جعلها تشك بوجود أمر ما حتى قطع صمته الطويل قائلا
تتنازلي عن القضية بكرة الصبح في النيابة
فلم تمهل نفسها فرصة التفكير وعلى الفور صاحت
لأ مش هيحصل
ملك!
فأصرت إصرارا شديدا متمسكة برأيها
مش هيحصل مش هسيبه المرة دي غير وهو دافع تمن كل الۏجع اللي عيشته في سنتين.. مش هرحمه عشان هو عمره ما رحمني
إصرارها راق له ولكنه أصبح بين المطرقة والسندان.. ذلك اللعېن لن يتجرأ على لمسها مجددا.. هو يضمن ذلك ولكن هناك وعد منه عليه الإيفاء به ف ثمن وثيقة الطلاق الموثقة تلك لم يكن مجاني كانت أمام عهده ب حل وثاق السچن عنه.. ولكنه لم يفكر أن صاحبة الشأن نفسها قد ترفض ذلك وبتعند صريح.. أصبح الآن عليه التفكير في حل يرضي رغبته في الإيفاء بكلمته كما اعتاد دائما.
..........................................................................
للتو وصلت نغم لمنزل كاريمان بالسيارة التي أرسلها لها يونس منذ الصباح كي تذهب برفقة ملك أمام النيابة كونها شاهدة على ما عانت منه في فترة زواجها من محمد.. وكي تكون بجانبها أيضا في يوم گهذا.
صعدت لها لتستمع لصوت آهاتها من الخارج والتي أرعبتها ف دخلت على الفور لتجد خديجة تساعدها في ارتداء
ملابسها تكاد تكون قد انتهت أيضا.
آه آآه
تنفست نغم الصعداء وهي تردد
اټخضيت لما سمعتك بتقولي آه
ف ابتسمت خديجة وهي تنظر لطلتها النهائية و
خلاص خلصنا معلش ياحببتي
نظرت لها كاريمان بتفحص وأبدت ملحوظاتها
غيري الإسكارف ده ياخديجة هاتي النبيتي أجمل وأشيك مع لون بشرتها
ثم دنت منها كاريمان ومسحت على بشرتها بلطف وهي تقول
روحي هاتي علبة الميك أب بتاعتي من أوضتي
ثم وجهت حديثها ل ملك
مش هنحط ميك أب كامل هنعمل رتوش صباحية خفيفة ومش هتبان عشان وشك باين عليه التعب
ف أومأت ب انصياع .. وتركت نفسها بالكامل لها بداية من اختيار ثيابها الجديدة وحتى أصغر التفاصيل من حذاء ووشاح وهكذا.
_ بالأسفل _
دعس يزيد سيجارته في المنفضة وراح يقف بجوار شقيقه الذي كان ينظر عبر النافذة المطلة على الحديقة ېدخن سيجارته هو الآخر وقال
النهاردة نخلص من الموضوع ده ونجهز للسفر بكرة الصبح
إن شاء الله متقلقش الإتفاقية دي في جيبي
ف تنهد يزيد بقلق و
ياريت يايونس
ثم سأله متبرما
برضو مش موافق تسيبلي الأسهم اللي عايزها منك
تؤ
استمع لصوت جلبة بالخارج.. ف عقد حاجبيه وخرج كانت ملك تقف على رأس الدرج مستندة على عكازها بيدها السليمة بينما تحاول نغم مساعدتها.
يبدو إنها عاجزة عن نزول السلم ف احتوى يونس الوضع وهو يقول
هاتلي كرسي من جوا يايزيد
كرسي!
ف رمقه بغلظة وهو يؤكد
آه كرسي
ثم صعد للأعلى ملتهما الدرج وأشار لصديقتها كي تبتعد
سيبيها تقف هي قادرة تعمل ده لوحدها
ف ابتعدت عنها قليلا بينما كانت ملك تكافح بالفعل كي تبقى صامدة واقفة على ساقيها متحملة تلك الآلام التي تنحرها.. صعد يزيد وهو يحمل المقعد الذي لم يفكر في سبب أتيانه به ف تناوله يونس منه ووضعه أمام ملك و
أقعدي ياملك
استطاعت تخمين ما سيفعل وأظهرت بوادر اعتراض على ذلك
ليه
ف أشارت لها كاريمان ل تطيعه
أسمعي الكلام ياملك Hadi bebeğim. هيا ياعزيزتي
ف اتسعت عينا نغم وهي تتسائل متحمسة
الله أنتي بتتكلمي تركي
ثم ارتبكت وهي تصحح
أقصد حضرتك يعني
ف انبعجت شفتي كاريمان وهي تجيب بلغتها الأم
Evet نعم
Çok güzel. رائع جدا
قالتها نغم وهي تضم كفيها سويا ف وزع يزيد نظراته الحانقة بينهن و
آدي التفاهه بقى!
ثم صاح ليسمعهن
في نيابة وتحقيق مش هيستنى الكلام الفارغ ده على فكرة
ثم أشار ل يونس
يلا ياعم نينة لسه هتديها أول سيشن في الكورس التركي الماسخ ده
ف ضړبته كاريمان بطرف عكازها وصاحت به
Kes sesini أخرس
صعد يزيد درجتين وانحنى نحو ملك وهو يردف بنبرة هادئة
سوري يابنت عمي مضطر
وبعينه أشار لشقيقه الذي انحنى هو الآخر وفي وقت واحد حملن المقعد من الإتجاهين.. ذعرت ملك وشهقت بصوت مرتفع وبذراعها السليم كانت تتشبث ب يونس
متابعة القراءة