دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

الكدمات إلى آخره 
تركهم يونس وذهب نحوها موفضا و 
إيه آخر الأوضاع
شوية وهتصحى أديتها حقنة مسكنة ومضاد حيوي عشان لما تصحى الۏجع هيشد عليها
طب ينفع أدخل دقيقتين بس
مينفعش
أخرج يونس بضع ورقات نقدية ودسها في جيب الممرضة وهو يقول 
أنا مش هتأخر هشوفها وأخرج
نظرت الممرضة نحو البقية فأردف يونس قبل أن تفكر هي 
محدش هيدخل معايا
متتأخرش عشان ميحصلش مشكلة
حاضر
اقتربت منه نغم التي كانت تتابع بنظرات مقتنصة و توسلته 
خليني أشوفها بالله عليك
كاد إبراهيم يدخل إليها في غفلة من الجميع ولكن يونس استوقفه و 
عمي من فضلك أنا لازم أشوفها قبل ما الشرطة تيجي تاخد أقوالها
يابني مش قادر اتحمل ھموت قبل مااشوفها
ف ربت عليه وهو يشير ل يزيد 
بعد الشړ متقولش كده أقعد وانا هدخلك خليه يقعد يايزيد
ثم نظر ل نغم التي فاضت عيناها بالدموع و 
هدخلك بس من فضلك استني
تركهم ودلف أغلق الباب وهو ينظر نحوها كانت رأسها ملفوفة بالشاش ورغم ذلك تباينت كدمة زرقاء أسفل عيناها ذراعها مقيدة بالجبيرة وساقها أيضا تأن بصوت مكتوم وكأنها تشعر بالألم الذي يضرب بقوته عظامها المفتتة المکسورة فمها مفتوح كأنها تتنفس منه غير قادرة على استخدام أنفها وحالة لون بشرتها الشاحبة شحوب أزرق تخيف الناظر 
أنا آسف أنا السبب
وعاد ينفخ في أصابعها من جديد نظر حوله شمل الأدوات الموجودة على الكومود فرأى بقايا قطن نظيف وبعض زجاجات المطهرات انتقى من بينهم كحول صافي وقام بالتقطير على قطعة من القطن ثم مسح بها حول أنفها مثيرا حاسة الشم لديها وهو ينادي بهمس 
ملك أصحي
ثم كرر فعلته مع معصم يدها على عروقها النابضة وأوردتها حيث مسح عليهم بالكحول كون هذه المنطقة حساسة للغاية ضد المثيرات وعاد ينظر إليها واقترب منها مناديا 
ملك لازم تسمعيني في كلام لازم أقولهولك ملك !!
 
الفصل السابع عشر
في قانون الحياة ظلم الظالم أول اختيارات العدل 
اختلى يزيد بنفسه وهو يتحدث في هاتفه مكالمة حساسة جدا في ظل الوضع الراهن والذي أنساه مسؤولياته المهنية 
بدا الإمتعاض على وجهه وهو يتحدث بصوت خاڤت 
إزاي ياسيف مفكرتنيش غير النهاردة!! كنت فين امبارح وأول امبارح
نفخ يزيد ب انزعاج وهو يضغط ضغطا على فكه قشعر له بدنه ثم أردف 
خلاص أقفل وسيبني أتصرف مش وقته حكاوي ياسيف إن شالله يولع معتصم أكتر ما هو والع
وأغلق الهاتف الټفت ينظر ب إتجاه شقيقه التوأم الذي كان منشغلا بكل كيانه مع مسألة ملك خاصة بعدما أصر على عمه أن يحكي له تفاصيل زيجتها كاملة متى تزوجت وكيف كانت علاقتها بزوجها وكيف كان يعاملها ولماذا دخلت المشفى مرتين!
كل ذلك استحوذ على الجانب الأكبر من تفكيره وجعله لا يرى سواها 
دنى منه يزيد واجتذبه من ذراعه بلطف و 
لو سمحت يايونس ثانية واحدة
وانفرد به جانبا ثم أردف 
الفريق الألماني هيوصل مطار القاهرة النهاردة الساعة سته
ف تنهد يونس وهو يحيد ببصره جانبا و 
أنت مش شايف اللي احنا فيه يايزيد ! هسيب ملك إزاي هنا لوحدها
اتسعت عينا يزيد قليلا و 
لوحدها إيه! عمي معاها والبت صحبتها دي والمباحث هتخلص شغلها ويمشوا إحنا ملناش لازمه
متهيألك
ثم نظر ب اتجاه إبراهيم الذي بالكاد يجلس بصعوبة شديدة متحاشيا آلامه التي بدأت منذ الصباح وقال 
بص على عمك كده عمك بيخلص على نفسه بإيده يايزيد واحنا بنتفرج أنا مستني بس حوار ملك يخلص وهتصرف مع عناده ده بنفسي
نظر يونس في ساعة يده و 
الساعة لسه واحدة قدامك وقت تلحقهم وانا لو خلصت وفضيت ساعة هاجي على الفندق على طول مش لازم استقبلهم معاك
زفر يزيد وهو يهمس لنفسه 
آدي اللي خدناه من ست ملك! ولا وهي متجوزة مرتاحين ولا وهي مطلقة حتى
ف لكزه يونس و 
بطل رغي
ثم مضى عائدا إليهم 
بداخل غرفة ملك 
كانت رؤيتها مازالت مشوشة قليلا ولكنها ترى الأشخاص المتواجدين معها في الغرفة من ضابط مباحث ومعاونه وكاتب للمحضر والطبيب المعالج 
كل كلمة قالها لها يونس تتشبث في آذانها گالقرط كأنه طوق نجاة جديد يونس هو الفرصة السانحة لها كي تحيا حياة جديدة نظيفة هذا ما علق برأسها وجعلها تصدق على ما أملاه إياها 
تحركت أصابع يدها المصاپة عسى أن تتخلص من اندمالها المزعج وتآوهت مټألمة بنفس اللحظة ف تدخل الطبيب بدوره 
ياريت كفاية كده المړيضة لسه خارجه من عملية بالليل ومحتاجة للراحة
ف بادرت ملك قائلة كي تتخلص 
لأ خلينا نكمل
ف نظر نحوها ضابط المباحث وهو يسألها ليتأكد أن قواها العقلية بمحلها 
متأكدة من اللي قولتيه يامدام ملك الكلام ده معناه اتهام جوزك محمد التهامي بالشروع في القټل يعني جناية
ف أكدت ملك وبداخلها الضغينة قد وصلت لأقصى مراحلها 
متأكدة دي مش أول مرة محمد هددني قبل كده وكذا مرة يعتدي عليا بالضړب آخرهم انا رفعت دعوة ضده وطالبه بالخلع وقدمت كل الورق اللي يثبت إني اتعرضت للخطړ
ابتلعت ريقها وصمتت لحظات تستعيد أنفاسها بعد عبارة طويلة قالتها بدون توقف ثم تابعت 
وهو طلقني ساعتها عشان اتنازل عن القضية لكن طلع بيخدعني وردني عشان ينتقم مني
لكن في المحضر جوزك نفى كل ده وقال إن انتي بنفسك اڼتحرتي وقال إنك تطاولتي عليه بالضړب وحاولي تهربي منه لما فشلتي رميتي نفسك من فوق
ف استجمعت شجاعتها المبددة و 
محصلش إبن عمي كان موجود تحت البيت وحاول يهديه لكن فشل لحد ما رماني من السطح ويونس ملحقش يطلع ينقذني
يونس ده اللي هو ابن عمك
آه
وابن عمك جه وراكم ليه
لم تفكر ف هي بالكاد تحفظ كل ما قاله لها يونس حتى أقل التفاصيل وعلى الفور أجابت 
لأنه ضړبني قبل ما ياخدني من بيت بابا وهددني إنه هينتقم مني لإني رفعت عليه خلع وكمان حصلت خناقة بينه وبين بابا وولاد عمي لأنه أخدني بالعافية
خارج الغرفة 
نهض يونس عن جلسته بقنوط نظر في ساعة يده للمرة العاشرة ثم تمتم 
ربنا يستر مكنش لازم يتحقق معاها وهي في الحالة دي!
فسأله يزيد 
أنت قلقان من إيه مش فهمت ملك تقول إيه
تضايق يونس لمجرد تذكر كيف كانت تبدو حالتها وقال منزعجا 
كانت هذيانه ومش مركزة حسيت إنها مش فاكرة حاجه وانا بفهمها تعمل إيه!
ثم نظر ب اتجاه إبراهيم بضيق و 
البنت دي اتبهدلت يايزيد عاشت حياة مكنتش تستحقها بنت عندها ٢١ سنة! إزاي تشوف كل ده لدرجة إن نفسها تهون عليها وترمي نفسها بالشكل ده!
متقولش لعمي الكلام ده مش فضلك يايونس عمي حاسس بالذنب ومش ناقص كلام من حد كفاية اللي قالته نغم
ف استنكر يونس انشغاله المفرط والمبالغ فيه بشأن إبراهيم و 
مكنتش أعرف إنك بتحب عمك أوي كده! لدرجة إنك تداري على غلطه
وقبل أن يقدم يزيد تبريرا لذلك كان الباب ينفتح ويخرج منه ضابط المباحث نظر ب اتجاه يونس و 
هيكون في استدعاء قدام النيابة وشهادتك هتفرق مع المجني عليها
أومأ برأسه و 
طبعا
وما أن انصرف الضابط نظر يونس قبالته فلم يرى إبراهيم ف أوفض ينظر بداخل غرفتها كان إبراهيم جالسا أمامها مباشرة ويحاول الإطمئنان عليها 
عامله إيه دلوقتي يابنتي
لم تجب بالرغم من إنها كانت محدقة بالسقف تشعر به وتعلم إنه بجوارها لكن تجاهلته تماما وضع إبراهيم يده على كفها ف صړخت صړخة مدوية جعلته سحب يده بسرعة بينما كان يونس قد دلف لهم بعجلة و نبه عليه 
حاسب ياعمي ده دراعها المكسور
تنفس إبراهيم بصعوبة وهو ينظر نحوها بحزن وسألها 
عمل فيكي إيه ال ده
نظرت بطرف عينها حيث لم تستطع تحريك رأسها الثقيلة التي بدأت توخزها توا ثم أردفت بنبرة ضعيفة 
أسألني الأول أنت عملت فيا إيه
كأنه يعلم جيدا ما الذنب الذي قدمه لها على طبق من فضة نظر حيالها بنظرات نادمة فلم تعبأ هي بندمه ذلك الذي لن يفيدها وهي على فراش المړض وراحت تضربه بكلمات لم تقال من قبل حتى إنها لا تناسب رقدتها وآلامها 
أنت اللي حرمتني أكمل تعليمي جوزتني لواحد عمري ارتحت معاه وفي كل مرة كنت بتيجي عليا عشانه كأنك بټنتقم مني عمري ما حسيت إنك بابا عمتو هي اللي كانت كل حياتي من ساعة ما راحت وبقيت انت اللي موجود وانا حياتي بايظة ملقيتش حد يقف في وشك ويقولك لأ ملك هتدخل الجامعة لأ ملك مش هتتجوز الراجل ده لأ ملك مش هتتسجن في البيت وتتحرم من صحابها وحياتها لأ ملك مش هتتحجب غير لما تحب ده لأ ملك مش هتتهان لأ ملك مش هتضرب
ثم أطبقت جفونها قائلة كلمتها الأخيرة 
أنت أول ظالم قابلته في حياتي أنت سبب المكان اللي وصلتله سيبني لوحدي
كانت عيناه تذرف دموعا وهو يستمع لنشيج قلبها ولكنها لم تكن به رؤوفة حتى إنها كررت من جديد 
سيبني مع نفسي يمكن أقدر اصلحها
ف اصطحبه يونس نحو الخارج وهو يحاول تهوين الأمر عليه 
معلش ياعمي لسه خارجه من تأثير البينج ومحتاجه ترتاح
خليك معاها يايونس أنا هستنى برا
وشدد على كفه وهو يختم عبارته 
يلا
ظل يونس واقفا بمحله ينظر نحوها ثم دنى من الفراش ف قالت 
انت كمان سيبتني في اللحظة الوحيدة اللي وثقت فيك بيها
تضايق من ظنها فيه وهو يبرر لها 
أنا سيبتك تمشي معاه عشان مصلحتك عشان أقدر اتصرف بعد كده إيه الفايدة لما اضربه وأديله علقة وينزل من بيت عمي على نقالة وبعدها يرجع يطلبك بصفتك زوجته الشرعية! أنا كنت عايز أحل الموضوع من جدوره
ضحكت ساخرة ف أوجعتها رأسها تآوهت وهي تجيب 
آه مصلحتي كلكم بتعملوا عشان مصلحتي وانا اللي ظلماكم
ومن بين صوت بكائها صاحت 
مش عايزة حد يفكر في مصلحتي تاني متفكروش بالنيابة عني أنا مش لعبة في إيدكم أرحموني
طب أهدي
انحنى على فراشها ومسح بأطراف أصابعه دموعها وهو يقول بنبرة صادقة 
أنا آسف مقصدتش غير إني أساعدك بالطريقة اللي شايفها صح
ف أطبقت جفونها لتنسال بقايا دموعها وهي تقول بعتاب
تم نسخ الرابط