دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

الذي ما زال محتفظا بصحته وهو يدخل برفقة أحد الحرس ويحملان مرتبة أخرى للفراش أعتدلت في جلستها حتى انتهى من وضعها فسألته وهي تقف 
هو يون 
قطعت صوتها ما أن رأته يدخل أشار برأسه ف خرج كلاهما وأغلقا الباب نظر حيالها نظرة مزجت بين غضبه وعتابه بين لين وشدة ستعانيها 
أطرقت برأسها بينما استدعى هو هدوءه المبالغ به متسائلا 
كنتي عايزة تروحي فين
فأجابت گالمعتاد 
مش هروح لحد كنت عايزة امشي من هنا
شبك يداه خلف ظهره بعدم اقتناع و 
أنا مبحبش الكذب ياملك عارفه إيه الشفيع الوحيد ليكي معايا لحد دلوقتي إنك متعرفنيش لو حد تاني مكانك كان الموضوع اختلف
دنى منها خطوتين وقال صادقا 
أنا ممكن أوديكي مكان ما تحبي لو عايزة تروحي جهنم نفسها هوديكي بنفسي بس عرفيني يمكن اساعدك
كأنه وضع لها لغم على طبق من ذهب فخ مزين حتما ستقع فيه كي تتخلص من سجنها لمعت عيناها ببريق متحفز بعد تصريحه الأخير بإنه سيصحبها أينما أرادت أن تكون رأى بريق نظراتها تلك ف أيقن إنه ضغط على المنطقة الصحيحة ستبوح له عاجلا أم آجلا ولكنه رغم ذلك لن يبدي رغبته الملحة للوصول إلى أغوارها فرد ذراعيه ليكونا بجواره و 
براحتك لو حبيتي تقوليلي عايزة تروحي فين أبقى عرفيني
الټفت موليها ظهره ووقف عند الباب ليقول 
أنا مش هقفل الأوضة تاني عشان متبقيش مضطرة تنطي منها لكن هقفل كل مخارج المزرعة وبعد كده مش هديكي ضهري ياملك
وأغلق الباب كلمته الأخيرة ضايقتها بدون سبب أحست وكأنه يصرح بأن لا أمان لها 
ولكنها لم تطل التفكير في ذلك ما استولى على ذهنها أكثر هو عرضه المغري متناسية تماما أن والدها قد اتبع هذا الأسلوب ل استدراجها مسبقا 
هذه هي الفرصة التي انتظرتها وبنفسه سيقودها للمصير الذي تريده 
لم يفتح يزيد أضواء الغرفة دخل واستقر في شرفتها بتلك الظلمة التي تحسن من نفسيته قليلا لم يشعر بنفسه ولهيب الدموع الحاړقة تنسال على وجنتيه مستعيدا في ذهنه ذكرياته مع امرأة عشقها بكل قلبه ووجدانه بينما هي انساقت خلف لعبة كاذبة ابتدعها معتصم كي يفرق بينهما وقد نجح في ذلك 
هي الآن زوجة لغيره ناهيك عن تسليمها زمام الأمور لزوجها الجديد الذي استخدمته للأنتقام من زوجها الأول فهو الآن يعاني ألم أعظم ألم رؤيتها مع رجل غيره مشاركتهم نفس المنزل ونفس الفراش مشاركتهم الطعام والشراب مجرد الفكرة تمزع في قلبه بلا رحمة ونيران الغيرة ستنهيه يوما رغم إبداعه في تمثيل إنها لا تشغل عقله ولكنها تسيطر عليه بكل قوة لا يستطيع التخلص من مرض حبها بأي شكل لم تحل امرأة محلها قط كل عاهراته التي استخدمهن للنسيان كن يذكرنه بها أكثر ف باتت حياته گكتلة من ڼار لا الهواء ينهيها ولا الماء يطفيها 
فتح يونس الباب ليتفقده بعد تلك الحالة التي سيطرت عليه وقبل أن يفتح الإضاءة كان يزيد قد نظف وجهه وأهدابه من آثار الدموع تقدم يونس منه وضع يده على كتفه وضغط مآزرا إياه وقال 
أنا عارف إنك واخد مني موقف من فترة بسبب الموضوع ده
تنهد يزيد و 
أنا وأنت عارفين السبب اللي ورا رفضك
ثم حانت التفاته من رأسه نحو شقيقه وتابع 
بس انت بالشكل ده مش بتمنعني انت هتخليني أوصل للي انا عايزه بطريقتي اللي انت عارفها كويس
وكأنه رأى الدموع في عيناه رغم إنه حرص على إزالة آثارها ف جذبه إليه و 
انت كنت بټعيط
أشاح بوجهه و 
لأ
تضايق يونس وهو يراه هكذا من ناحية يرغب في إنقاذه مما سقط فيه وناحية أخرى لن يستطيع المغامرة به وتركه يفعل ما يحلو له 
ثوان معدودة وكان يضع الحل الذي رآه مناسبا أمامه و 
أنا هعملك اللي انت عايزه بس بطريقتي أنا
ف تحفز يزيد وهو يسأله 
إزاي
هتعرفني عايز تعمل إيه وانا هعمله نيابة عنك
تأفف يزيد مبتسما بسخرية من ذلك الحل الذي وجده و 
لا ياراجل!!
ف احتدت نبرة يونس معلنا إنها الورقة الوحيدة التي يستطيع مساعدته بها 
ده اللي هقدر اعمله متطلبش حاجه تانية مني
ضړب يزيد الحائط بقدمه كاتما عصبيته ثم قال بصوت مرتفع 
ماشي يايونس اللي تشوفه
ثم نظر نحوه و 
الجماعة الألمان جايين مصر أول الأسبوع ولازم نمضي
معاهم ومن غير ما معتصم يعرف
مينفعش ميعرفش
ينفع
تنهد يونس وقد بدأ يفقد صبره الطويل بينما عرض عليه يزيد الفكرة عليه و 
أسمعني يايونس انت بقالك سنين بعيد عن المجموعة وانا اللي ب أدير كل حاجه عشان كده لازم تسمعني للآخر وتعرف اللي عايز نعمله سوا
جلس يونس على الأريكة و 
سمعني
في الآونة الأخيرة فقدت الكثير من وزنها فقدت شهيتها أغلب الوقت الصراعات وكثرة التفكير في كيفية الفوز عليه وعدم تركه يهنأ كانت تطغى عليها لدرجة إنها تتناسى كل شئ أمام رغبتها العارمة في إيذاقه العلقم 
تركت رغدة أغلب طعامها باقيا على المائدة ونهضت صعدت للطابق العلوي حيث الروف ووقفت قليلا في الهواء الطلق فلم يتركها معتصم وحدها صعد خلفها وبيداه طوق خصرها و 
مالك يارغدة
ف تماثلت ل ابتسامة كاذبة يصدقها گالعادة و 
مفيش زهقاتة ونفسي أغير جو
متقلقيش قريب هنعمل كده انتي بس لو تطاوعيني وتحولي الأسهم هتريحي دماغك من كل اللي شاغلها
أبعدت ذراعيه عنها وراحت تنظر إليه ب عصبية قائلة 
تاني الموضوع ده انت مش بتزهق يامعتصم قولتلك مش هحول حاجه لو حولتلك الأسهم انت هيبقى كل همك تدمر يزيد
ف تحولت ملامحه فجأة لأخرى وقد أصيب بالغبطة 
وانتي شاغله بالك ب يزيد ليه ان شالله يولع
وتشنجت عضلات وجهه وهو يتابع 
أوعي تكوني حنيتي لحبيب القلب!
توترت ارتبكت ولكنها رغم ذلك ظلت محافظة على أن لا تظهر ذلك له و 
إيه اللي بتقوله ده دي صفحة واتقفلت انا بس مش عايزة مشاكل
وتحركت من مكانها 
أنا هروح أنام تصبح على خير
وهبطت للأسفل تاركة خلفها رجل قد يدمر هذا الروف بأكمله لينفث عن غضبه فقط 
أطاح معتصم المقعد بساقه وقال ب كل غل 
حتى وانت بعيد مسيطر على تفكيرها! ده انا همحيك من حياتها وحياتي بس اصبر
خرج مهدي حزينا من داخل الأسطبل ليجد يونس منتظرا له يسأله بتلهف 
ها
لسه تعبانة أنا كلمت الدكتور البيطري وهييجي الصبح
نفخ يونس بضيق و 
أبعتله الصبح بدري عربية تجيبه أنا مش هرتاح غير لما تبقى ريحان كويسة
إن شاء الله خير يايونس
من مسافة ليست ببعيدة لمحها تدنو ف ضاقت عيناه مستشفا سبب خروجها في هذه الساعة و 
طب روح انت يامهدي
وتقدم نحوها ليقتصر الطريق عليها حتى إلتقيا في المنتصف و 
لسه صاحية لحد دلوقتي!
آه
قالتها ملك وهي تطقطق رأسها للأسفل ثم قالت ببعض التلعثم 
آ انا وافقت أقصد موافقة يعني عشان اللي قولته آ 
قطب جبينه متابعا تغييرات ملامحها و 
أنا مش فاهم حاجه
سحبت شهيقا عميقا لصدرها و 
أنت قولتلي أقولك لو عايزة أروح في مكان
صح
نظرت إليه بتردد ف بادر هو 
قولي ياملك عايزة تروحي فين
كانت تحرك أصابعها وتفركهم بعضهم ببعض وهي تجيبه 
أنا عايزة أروح عند حد كده
ارتخت تعابيره وتحمس أكثر لمعرفة الجملة التالية وبهدوء ورتابة سأل 
مين الحد ده ويبقالك إيه
أطالت النظر لعيناه الغامضة لحظات ليست مدركة إنه على حافة الضجر ف أعاد سؤاله 
ملك! أنا مستنيكي تجاوبي!
ازدردت ريقها وهي تقول بصوت خاڤت التقطته آذانه 
ه هادي
تجعدت المساحة الموجودة بأطراف عينيه وهو يسأل كأنه يسمع عنه لأول مرة 
مين هادي 
الدكتور بتاعي
اقترب قليلا وبرأسه مال ليكون أقرب من ناظريها وهو يسأل بحذر 
بس 
وكأنها لم تستطع إخفاء الأمر عنه لتعترف بدون مقدمات وهي تحني رأسها بحرج 
و ح آ حبيبي
زالت علامات الإستفهام عن وجهه وارتفع حاجباه قليلا عن مستواهم تقريبا نصف السبب أصبح معروفا ولكن نظراته نظراته لها كانت بدون مغزى واضح لم تستطع ترجمتها ولم تستطع سبر أغواره لتعرف ما الذي سيقوله أو يفعله! 
ترى ما الذي سيفعله !
الفصل الحادي عشر
قد يكون ما تظنه هلاك هو طوق نجاتك وأنت لا تدري 
انتظرت طويلا بتردد وخوف اعتراها صمته لم يكن إشارة خيرة بالنسبة لها كذلك نظراته التي لم تستطع فهم مغزاها خشيت حتى أن تسأله ما الذي ينوي فعله تجلت عليها علامات التوتر ف قرر يونس إعفائها من المبادرة بالتحدث وسأل 
تعرفيه من أمتى على حد علمي إنك مطلقة من أسبوعين بس!
نظرت حولها متحاشية النظر لعينيه وهو يتحدث إليها وأجابت بصوت خفيض 
كنت بتعالج عنده و 
كأنها استحيت أن تتحدث في الأمر حاولت كثيرا أن توجد ألفاظ معبرة لا تخدش حيائها وبرائتها ولا تدينها ولكنها لم تجد أحست إنها ستكون مذنبة في عينه بكل الأحوال وسرعان ما تحولت لشخص يسعى لتبرئة نفسه أمام عينيه قبيل أن يفكر بها بشكل خاطئ و أسرعت تقول 
أنا معملتش حاجه غلط أنا مش خاېنة
وكأنها تحولت لحالة هيسترية متابعة 
أنا حبيته بس أنا مش كده آ 
ملك!!
قطع حوارها مناديا أسمها ف صمتت ليقول هو 
أهدي أنا متهمتكيش بحاجه
لازم افهمك إني مش 
فقال قاطعا عليها سبيل الدفاع عن النفس الذي لن ينتهي 
فاهم
ونظر في ساعة يده وهو يسألها 
عايزة تروحي أمتى بعد يومين كويس
فتحمست وهي تقول 
بكرة
ارتفع حاجبيه ب استغراب من حماستها التي حلت محل الذعر والخۏف ورفض مبررا 
مش هكون فاضي ممكن بعد يومين بس قوليلي هو مكانه فين
فكرت قليلا كأنها تأخذ حذرها و 
آ أنا هبقى اوصفلك الطريق لما تاخدني
امتعضت تعابيره وانقطب جبينه وهو يردف 
إزاي هروح مكان معرفوش على حسب وصفك وانتي متعرفيش تخرجي من المزرعة وتنزلي القاهرة لوحدك حتى هتوصفيلي ازاي 
حاولت ابتداع حل بدلا من أن تفشي بمكانه و 
لما نيجي نروح هقولك هو فين و 
فقطع حديثها بسؤاله 
انتي مش واثقة فيا
وكأنه قالها بلهجة تحمل بعض العتاب ف نفت على الفور و 
مقصدش كده أنا آ 
أنا وثقت فيكي وهساعدك على الأقل لازم انتي كمان تثقي فيا بما إنك قولتيلي عايزة تروحي لمين
أحست بتأنيب ضميرها ولم يكتفي يونس بذلك بل أستطرد متعمدا جعلها ټندم 
براحتك وأنا مش عايز اعرف
فتراجعت على الفور كي لا يتراجع هو أيضا و 
أنا مقصدش خلاص آسفه هقولك هو عند آ 
وتركت له وصفا مفصلا بعنوان العيادة الخاصة بطبيبها الحبيب هادي كي تستعين بمساعدته للوصول إليه وفقا ل اتفاقهم آمنت به ووثقت فيه خلال لحظات بدون أدنى مجهود وبدون أن ترى منه سبب يستدعي ثقتها 
تلك السذاجة التي لطالما كانت جزءا من شخصيتها أوقعت بها مجددا ولكن على ما يبدو إنها سقطت في أيدي أمينة 
خطوات يزيد المسرعة نحو سيارته في هذه الساعة لفتت انتباه يونس إليه فقطع حوارهم و 
اطلعي أوضتك وهنكمل كلام بعدين
أومأت رأسها وسارت نحو البوابة وهي تراه يسير ب اتجاه شقيقه الذي يقف أمام سيارته ينتظر حضوره 
رمقها يزيد بنظرة حانقة فلم يتقبل حتى الآن فكرة إقدامها على الهرب بينما كانت هي تبتعد بنظراتها عن عيونه التي تخيفها وأسرعت تدخل 
وقف يونس قبالة شقيقه يسأله 
هتمشي دلوقتي! خليها الصبح على الأقل
هز رأسه بالرفض و 
مش هرتاح
تم نسخ الرابط