دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
لازم امشي
ثم أشار برأسه و
خلي بالك من العصفورة اللي عندك أحسن تطير
ف نظر يونس نحو شرفتها و
متقلقش كانت مرة وعدت
استمعا لصوت البوابة تنفتح ويدخل منها عيسى الرجل الخاص ب يونس والذي يقوم بكل أعماله على أكمل وجه قطب يزيد جبينه مندهشا من تواجده هنا الآن وسأل
مين اللي امه دعياله!
لم يفهم يونس مقصده فسأل
يعني انت مش بتحتاج لعيسى غير لو في حاجه شديدة أوي أو هيتسلط على حد غالية مثلا
هز رأسه و
تؤ سيب غالية دي على جنب موالها كبير أتكل انت على الله وامشي وراك طريق طويل
ف استقر يزيد بداخل سيارته مستعدا للمغادرة بينما كان عيسى يقترب من يونس ليستقبل منه الأمر الجديد ولكنه أولا برر عدم لحاقه ب ملك مفسرا
قاطعه يونس
مش مهم ركز معايا
تنهد يونس قبل أن يملي عليه الأمر و
في عنوان هتاخده دلوقتي بكرة الصبح تبقى عرفت عن صاحبه كل حاجه كل تفصيله مهما كانت صغيرة عايز مسح شامل عنه حتى أنفاسه عايز أعرفها
فأجاب على الفور وهو يحني رأسه
كيف أصبح الصباح بهذه السرعة!
لا تدري لا تدري كيف مر الوقت بهذه السرعة وهي نائمة بعمق لأول مرة من أن أتت إلى هنا ضيفة
انتعشت ملك بعدما خضعت لجلسة استحمامية سريعة بدلت ملابسها على أثرها وقررت أن تعيش آخر يوم لها هنا بسلام حسبما اعتقدت ذلك
نظرت للإفطار بغير شهية وراحت تنظر للهاتف الذي أعطاها إياه يونس كي تجري مكالمة به فوجدته قد نفذت بطاريته نفخت ب انزعاج وهي تشعر بصعوبة طلب شاحن الهاتف منه ولكن لا بديل لها
يونس
استدار برأسه نحو صوتها ف دنت منه وهي تشير بالهاتف
ذم على شفتيه لحظة ثم أجاب
للأسف مش معايا نسيته في القاهرة بعدين هبقى أجيبه
وقبل أن يهم بالهبوط استوقفته مجددا
طب أعمل إيه دلوقتي! يعني احنا اتفقنا آ
گالمعتاد قطع نصف حديثها متنبئا بما ستقول و
أنا فاكر اتفاقنا لكن انا ورايا حجات مهمة لازم أخلصها قبل ما آخدك وننزل القاهرة ممكن
أفصل التليفونات الأرضي كلها ولو طلبت شاحن قولها أي حجة مش عايزها تتصل بحد ولا توصل لحد النهاردة
ماشي بس انت رايح فين
مشوار مهم
وتحرك مع إنهاء كلمته الأخيرة نحو السيارة التي أعدها له الحارس قائدا إياها نحو بوابة الدخول الرئيسية وقد انتوى أن لا ينتهي اليوم إلا وقد فعل الكثير من الأشياء
لم ينم يزيد طوال ليله كأن مرور الوقت ليس شفاءا إنما گالسرطان كلما مر الوقت كلما تفشى أكثر وأكثر وزادت خطورته لن يزول إلا ب
استئصال جذوره ولكن حتى استئصاله سيترك آثار جانبية آثار ستعيش مجبرا معها
أغلق يزيد خزينته الخاصة الجديدة والتي تستخدم ببصمة الأصابع ثم نظر لمساعده و
عايزها تكون مفاجأة لما رغدة تعرف إن الورق اللي شافته في مكتبي ملهوش أي لزوم وإن المعلومات اللي خدتها كلها ملهاش أصل من الصحة هنبقى نجحنا بجد
ترك سيف الملف جانبا و
مش عايزك تقلق خالص يافندم مهندس الديكور اللي جبناه يعدل ديكورات المكاتب زرع المسجلات في أوضهم زي ما أمرت وبشكل سري جدا من هنا ورايح مش هنتفاجئ بأي حاجه من ناحيتهم
نظر يزيد في ساعة يده ثم قال ببعض القلق
فاضل ربع ساعة لازم تأمن دخول يونس من غير ما حد يشوفه عشان المفاجأة تكون أقوى
وابتسم پشماتة جلية
أنا تعبت أوي لحد ما قدرت أضم يونس لصفنا يونس هو اللي هينهي العك اللي بيحصل ده مجرد وجوده هيعمل طفرة
ونهض عن مكتبه
روح اعمل اللي قولتلك عليه وانا رايح أبدأ الإجتماع
حاضر
وانسحب سيف بعدما سحب الملف من جديد و
حالا
في جانب آخر
كان يونس يتلقى أهم الأخبار والمعلومات التي كان عيسى يمده بها عبر الهاتف حيث حصد مجموعة من المعلومات لا بأس بها حتما ستفيد يونس استمع له حتى النهاية حتى أن عقله الدائب الذي لا يتوقف عن العمل قد شرد فيما سيفعل
أغلق يونس الهاتف وجلس بسيارته شاردا عيناه للأمام بينما ذهنه بعيدا نزع السېجارة من فمه وترك عقبها ينزلق من بين أصابعه عبر نافذة السيارة
الآن أصبح الأمر واضحا للعيان وتفهم مقصد عمه حينما أفاض له بإنه يحميها من نفسها إذا هو أيضا يعلم بقصة ذلك الحبيب المجهول فرك يونس رأسه بحيرة هل يدينها أم يستمع ل مبرراتها ويصدق إنها لم تخون
ولكنها وهبت لآخر قلبها وهي زوجة لأحدهم أي ظروف تلك التي رمت بها لهذا القاع! لا يعلم ولكنه سيعلم ذلك أيضا
ضم المجلس الكثير من رؤوساء الأقسام على رأسهم معتصم الذي حضر نيابة عن زوجته التي تغيبت عن الإجتماع بينما كانت أعين يزيد تبحث عن ظلها هنا وهناك بدون أن يلفت انتباه أحد
ترأس الطاولة وتسائل بفتور
خير يامعتصم قاعد مكان المديرة بتاعتك ليه
وكأنه يتعمد تذكيره كل مرة بعدم امتلاكه لشئ هنا هو فقط زوج صاحبة الأسهم حاول معتصم بفشل ذريع أن يقضي على ضيقه حيال ما قال بكلمات متجاهلة سؤاله
ياريت نبدأ عشان مش فاضي النهاردة
نظر يزيد حوله و
بس احنا لسه مش كاملين
ابتسم معتصم بسماجة قائلا
متهيألك كل الموظفين قاعدين
انفتح الباب على حين غرة ودخل سيف أولا ثم أفسح المجال قائلا
اتفضل يافندم
دلف يونس حاملا وقاره وهيبته على كتفيه وأردف بجدية
بعتذر عن التأخير
نهض يزيد عن مكانه والضحكة تنبعج منه تكاد تصل من أذنه اليسرى لليمنى جلس يونس على رأس الطاولة وهو يرى علامات الدهشة الممزوجة ببوادر الإنفعال المتعصب على ملامح معتصم ولكنه تجاهل ذلك قائلا
ياريت كل واحد يقعد مكانه
قالها وهو ينظر ل معتصم الذي لم يتحرك قيد أنملة أو يرمش حتى ف مط يونس شفتيه للأعلى قليلا قبيل أن يستطرد مجددا
الكلام ليك ياأستاذ معتصم
انتبه معتصم ولكنه لم يفهم تحديدا إلام يرمي
مش فاهم
ف سخر يونس منه بطريقته
ده الطبيعي
ف تشنج معتصم من إهانته المتوارية و
أفندم!
ف ابتسم يونس بهدوء و
الطبيعي إنك تقوم من مكان مش بتاعك خصوصا إن صاحبة الأسهم مش موجودة يعني انت هنا نائب عنها وبس
وأشار له لينهض وقف معتصم بحرج شديد وهو ينظر للمحيطين الذي تبادلوا النظرات معا في حين أشار يونس لشقيقه
ياريت تقعد في مكانك يامستر يزيد
خطى يزيد نحو مقعد الرأس بالجهة المقابلة بينما كان معتصم يجلس بجواره تحديدا كما كان في السابق عندما كان مساعد درجة أولى وصديق مقرب له
استند يونس بذراعه اليمنى على سطح الطاولة و
في حجات كتير حبيت أطلعكوا عليها بنفسي منها إني هكون متواجد هنا بشكل كبير الفترة الجاية لحد ما المشروع الجديد ينتهي
المطلوب وبإيجاز كل واحد هيكتب تقرير بخط الأيد عن أهم الخطوات والإنجازات اللي عملها في المشروع ده ويسلمه ل مستر سيف
ثم نظر ل معتصم وسأل
فين إحصائية الجرد بتاع المكن الجديد يامستر معتصم
ارتفع حاجبيه غير متوقع سؤال گهذا و
دي مش مسؤوليتي
صح مكنش مسؤوليتك الأول لكن بقى ضمن المهام اللي هتنفذها
أنا آ
وقبل أن ينفعل معتصم بادر يونس من جديد
هستناها بكرة تكون على مكتب سيف عشان يسلمهاني
ثم أشار ل سيف
سيف وزع المنشور اللي معاك على الزملاء عشان كل واحد يعرف هو هيشتغل على إيه النهاردة
وقف يونس عن جلسته و
عارف إني هلغبط ال system نظام بتاعكم بس انا مش بحب شغل الإيملات ده النهاردة اليوم هيكون نظري أكتر
وتناول يونس أحد الملفات منسيف و
عايز كل موظف قاعد معاه نسخة من الملف ده
حاضر النسخ بتجهز
بدأ كل الجلوس بتنفيذ أولى تعليماته بجد فهو لا يحبذ الأخطاء والتهاون والجميع على علم بذلك كان يفحص كل نظراته وإيماءاته مقتنعا بما رواه يزيد كانت المفاجأة شديدة على عقله ماذا سيفعل إذا عندما يجد نفسه أمام باب الشركة مطرودا منها!
خرج معتصم من المكان بخطوات متشنجة بعد انتهاء ساعة عصيبة للغاية لا يدري كيف تحملها للنهاية ومن خلفه كان يسير يونس الذي استوقفه مناديا
معتصم
وقف بمحله دون أن يستدير ف دنى منه يونس و
أنا مبحبش الإنسان البديل بعد كده لو المدام مش قادرة تحضر الإجتماع ياريت متبعتش البديل بتاعها
ف احمرت عينيه أخيرا بعد كتمان طويل و
يونس! انت زودتها أوي
ف احتدم صوته وتلاشى هدوءه على الفور وهو يحذره
أنا مش صاحبك يامعتصم أعرف قدرك وانت بتتكلم مع رئيس مجلس الإدارة
ثم تابع بصوت أخفض
رئيسك في العمل ومدير مجموعة الوطنية كلها
كان يزيد يقترب منهم متلذذا بتلك التعابير الحاقدة على وجه غريمه وما أن لمح معتصم ظله حتى ضبط نفسه وهو يقول
حاضر يارئيس مجلس الأدارة المدام بتعتذر عن غيابها مستنين ولي العهد يشرف عشان كده لازم ترتاح
هذه العبارة التي تأكد معتصم إنها وصلت لمسامعه قد أصابت يزيد في مقټل لم ينتظر يونس المزيد من حديثه السمج ف أنهى الحوار على الفور و
مسألتش عن السبب بلغها إني مش متقبل غيابها ولا هقبل بديل عنها
ثم دنى منه خطوة وقال بتحذير شديد اللهجة
يعني مش عايز أشوفك في اجتماعاتي تاني
وتركه خلفه قبض معتصم على كفه بعد أن أصبح بمفرده حتى يزيد لم يكن واقفا وكأنه انصرف منذ مدة أرخى معتصم رابطة عنقه بعد أن أحس بالإختناق وغمغم
لازم الأسهم دي تتحول ليا أنا مش هبقى لعبة في إيد يونس عشان معاه ال 50 لازم اتصرف
لقد انتظر الكثير من الوقت حتى تأكد إنه بالأعلى تلك الخطوة التي رأى يونس كم هي ضرورية قبيل الإقدام على التخلص من هادي نهائيا لن يكون الأمر سهلا بعد ما توصل إليه يونس من معلومات تفيد بإنه إنسان ماجن متعدد وكثير العلاقات وقد قرر إنهاء أمره بالشكل الذي يراه لائقا
وقف يونس أمام تلك اليافطة الرخامية المحفور عليها أسم هادي لحظات ثم قرر دخول المركز الخاص به حيث كانت تجلس موظفة الإستقبال تتحدث في هاتفها ولا يوجد مرضى بساحة الإنتظار وزع نظرات شمولية على المكان يحفظ تفاصيله دهاليزه وممراته ثم دنى منها يونس ليلتقط بسمعه
لسه مزنوقة في قرشين ومستنية اقبض الجمعية عشان اخلي الدكتور يحدد معاد العملية بتاعت إبني
انتبهت له ف أبعدت الهاتف عن أذنها و
أيوة ياأستاذ اتفضل
كان ساكنا ذا صوت رخيم وعذب
متابعة القراءة