دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
كان طويل لم تستخدم من أدوات الزينة سوى طلاء الشفاة الوردي الرقيق ومسحت أسفل عينيها بالسائل الخافي للهالات السوداء
وقفت على الباب وهي تحمل حقيبة صغيرة وأردفت
أنا جاهزة
شملها بنظرة واحدة ثم عاد ينظر للكتاب وهو يقول متعمدا مضايقتها
طلعتي بتعرفي تتشيكي! ياترى ليه كلفتي نفسك كده!
فلم تبدي انزعاجها و
ترك الكتاب ودعس بقايا سيجارته ثم نهض وضع يسراه في جيبه و
اللي قولتلك عليه هتنفذيه بالحرف مفيش كلمة تنقص ولا كلمة تزيد يعني ياريت متشغليش دماغك
ف انفعلت وهي تقول
أنا مش غبية عشان تفهمني كذا مرة
ف ابتسم بسخرية و
واضح إنك مش غبية خالص عشان كده هتاخدي أكبر قلم في حياتك بعد ساعتين من دلوقتي
فقاطعها و
مش لازم تردي وتزعقي وتتعبي نفسك هتحتاجي للطاقة دي لما نرجع
ومر من جوارها بينما كانت هي متصلبة في مكانها فتوقف عن السير ونظر نحوها وهو يقول
المفروض أشاورلك على الطريق ولا أمسك إيدك وأوجهك بنفسي زي العيال الصغيرة
تشنجت وهي تسير نحوه حتى تجاوزته ثم مشت ب اتجاه الباب وقد وصل ڠضبها منه لذروته في حين كان هو يسير بخلفها متأملا مشيتها الغريبة وهي منفعلة هكذا منع ضحكة من التسرب إلى وجهه وضبط تعابيره حتى ينهي هذا الأمر اليوم وبعدها ينظر في أمر مشيتها المتشنجة الغريبة تلك
خرج المساعد أولا ثم سمح له بالدخول
الكشف خلص تقدر تدخل
دخل يزيد وهو ينظر للطبيب بترقب وسأل
أجفل الطبيب رأسه وصرح ب
هي مجرد شكوك لكن قوية أستاذ إبراهيم عنده سړطان في الرئة وأكيد هو عارف ده
تجمد يزيد بمكانه وعيناع عالقة على الطبيب بينما تابع الأخير
وزيادة احتياط مني هكتبلك على شوية تحاليل وآشعة لازم تتعمل بناء عليها لازم نحجز أستاذ إبراهيم في مستشفى عشان يبدأ العلاج الكيماوي
عارف!
أكيد عارف نوعية المسكنات اللي بياخدها بتأكد إنه عارف
خرج إبراهيم وهو يسير ببطء وقال بسئم
أرتحت لما جبتني عند الدكتور يا يزيد يلا بقا رجعني المحل عشان سايبه لوحده
نهض يزيد وسحب الورقة التي كتبها الطبيب طواها ودسها في جيبه و أردف
فتح له الباب بينما كان يسأل
تاني!! يابني أنا كويس صدقني
لأ ياعمي مش هصدقك
خرج إبراهيم وهو من خلفه ف استوقفه يزيد وهو يسأل
انت عارف إن في أي وقت ممكن يجرالك حاجه عشان كده سيبت ملك مع يونس ! عشان مش ضامن إنك تلحق تتصرف
أطرق إبراهيم برأسه ولم يود التحدث عن الأمر مشى بدون أن يجيبه ف لحق به يزيد و
كنت هتخبي علينا لحد أمتى!
يزيد أنا مش قادر اتكلم وصلني ياأما هاخد تاكس وامشي
لما نعمل الأشاعات والتحاليل ياعمي
ف اعترض إبراهيم ولكن يزيد لم يوليه فرصة لذلك
مفيش اعتراض أركب لو سمحت
ف شدد عليه إبراهيم وهو يضغط على ذراعه
ملك مش هتعرف يا يزيد
أظهر يزيد ترددا حيال طلبه ف عاد إبراهيم يؤكد على حديثه
لو قلتلها اعتبر إن عمك ماټ
ف أجفل الأخير بصره و
ماشي
استقر إبراهيم بمكانه بينما كان يزيد گالترس لا يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث قد تتغير كل الأمور بعدما علم بمرض عمه الممېت بل سيتغير بالفعل ولا وجود للإحتفالات حتى
تأفف هادي بقنوط وهو ينهض عن مكتبه نظر للساعة للمرة الخامسة على التوالي وغمغم بسخط
مش فاهم ليه يعني نتقابل في العيادة في عز الصبح واضطر آجي أفتح بنفسي!! وكمان تتأخري عليا كل ده!
استمع لصوت الجرس ف أسرع يخرج من الغرفة كي يفتح لها الباب بعدما اتفقت معه بالأمس أن يتقابل معها اليوم في وضح النهار بمقر العيادة الخاصة به وما أن رآها حدق فيها للحظات هذه المرة الأولى التي يراها بهذا الجمال وهذه الإطلالة المميزة وبدون حجاب أيضا انبعج فمه ب ابتسامة مسرورة متلهفة وتناول كفها ليسحبها إلى الداخل وهو يردد
ملك!!! انتي اتغيرتي خالص إيه الحلاوة دي
ف رسمت أمامه وجها سعيدا وهي تقول
كان لازم شكلي يتغير بعد ما حياتي اتغيرت
صحبها للغرفة الخاصة به ل استقبال المرضى أو الفرائس خاصته بمعنى أدق وأشمل وقال
بس التغير حلو أوي مكنتش أتوقع إنك جميلة كده بشعرك
ابتمست بتكلف غير متحملة تلك اللعبة السخيفة التي وافقت على ممارستها و
بتحبني ياهادي
ف تنهد وهو يمسح على وجهها بلطف أربكها ضړب حصونها وجعل قلبها يتحرك من مكانه يرجو منها الإستستلام له في الحال دنى بخطوات جعلته شبه ملتصق بها وقبل أم يعانقها أردف بصوت يجبرك على تصديقه
بحبك أوي
وضمھا إليه متابعا
دلوقتي مفيش جوز تخافي من خيانته انتي حرة نفسك
ارتجفت أوصالها وهي تحس بدفء صدره المنبعث نحوها وارتخت أعصابها التي كانت تحاول متكبدة العناء التحكم فيها وقالت بصوت ضعيف
إحنا لازم نتجوز بعد ما العدة بتاعتي تخلص
سحبته من ذروة شبقه بها نحو طريق آخر جعله يرمقها مذهولا لحظات والټفت يوليها ظهره وهو يقول
مرة واحدة كده مش لما نتعرف على بعض كويس
إحنا نعرف بعض من أربع شهور وأكتر وبعدين انت لسه قايل إنك بتحبني!
جلس ونظر نحوها بفتور لا يناسب تلهفه عليها منذ دقائق ثم أردف
بحبك بس مش معنى كده إننا نحكم على علاقتنا بالمۏت
تنغض جبينها بعدم فهم تركت الحقيبة على الطاولة وتسائلت
مۏت!
طبعا مۏت الجواز ده كلمة فاشلة أطلقها كل اتنين عايزين يعيشوا علاقة قدام المجتمع ومتكونش منبوذة منه مش معنى إن كل الناس بتعمل كده إحنا كمان نعمل كده!
حدقت فيه غير مصدقة ما يقول كإنها ترى إنسان آخر غير ذلك الحنون الذي أحبته ووقعت في عشق رقيه ورقته معها وسرعان ما أردفت محاولة تجاوز صډمتها
ده مكنش كلامك ليا و
لأ لأ لأ أوعي تقوليني كلام مقولتوش أنا عمري ما قولت هتجوزك ولا قولتلك اطلقي من جوزك عشان تبقي معايا انتي اللي عملتي كل ده ب إرادتك اللي انا زرعتها جواكي
ابتلعت ريقها محاولة إيجاد ما يقال في مثل ذلك الموقف الذي لا تحسد عليه ولكنه استبقها متابعا
أنا كنت القوة الخفية اللي كانت بتحركك أنا اللي خليتك تتمردي على الظلم والعڼف اللي كنتي عايشة فيه وخلصتك من جوزك بأيدك انتي لكن مقولتش هتجوزك
كأن صدرها ضاق عليها لم تعد تتحمل حتى غاز الأكسچين الذي تتنفسه ولكنها ما زالت تعافر كي تبرئه أمام نفسها و
صحيح ان وجودك في حياتي نفعني وقواني بس انا قويت عشان نكون مع بعض عشان أعيش الحياة اللي استاهلها معاك مش عشان أكون عشيقتك!
كان فتوره قوي لدرجة لم تتحملها هي وهو يقول ردا عليها
مسمهاش عشيقتي أسمها حبيبتي أنا مستعد نكمل طول العمر سوا لكن
فقاطعته وهي تضحك بسخرية
لكن من غير جواز!
بالظبط
ضحكت ضحكت ضحكا كثيرا بعدما انتصر يونس عليها وتذكرت كلماته الموجعة التي لم تشعر بها سوى الآن ستعيش الألم والعقاپ الذي تستحقه بل أضعافه أيضا
سحبت حقيبتها غير قادرة على كبح الضحك الذي استبدلته بدلا عن البكاء والصړاخ وعيناه تنظر إليها بشدوه من صډمتها حتى عندما خرجت من الغرفة كان صوتها بازغا في حين كان يتمتم
هترجعي تاني مش هتلاقي غيري يكون حضڼ ليكي
هبطت ملك الدرج وهي تستند على الدرابزون ساقيها رخوتين غير قادرتين على حملها ورويدا رويدا كانت تترك جسمها حتى جلست على الدرج خرج الزفير من صدرها وكأنه دخان يخنق روحها وبأصابع مرتعشة أخرجت الهاتف الصغير من الحقيبة وبدأت تضغط على أزراره وضعته على أذنها وقالت بصوت مبحوح
يونس تعالى خدني أرجوك خرجني من هنا
ل
الفصل الثالث عشر
أحيانا لا يفيدك الندم سوى للتعلم والتعلم الآتي بعد ألم يكون أكثر تأثيرا
لم يتأخر عليها أساسا كان ينتظر في سيارته بالأسفل بضع لحظات وكان يقف أمام المصعد ويضغط عليه ولكنه لم يعمل تقريبا معطل ف تأفف يونس بنفاذ صبر وركض على الدرج ليصعد إليها وفجأة توقف عندما رآها تجلس هكذا بقلة حيلة وضعف على الدرج العلوي عيناها مرتكزة على الفراغ لم ترفع بصرها نحوه حتى ف هم ليصعد صوبها ومد لها يده
قومي ياملك
نظرت لكفه المفتوح أمامها أطالت النظر قليلا ثم رفعت بصرها رويدا رويدا حتى ارتكزت على وجهه رأى جميع معاني الخذلان في عيناها اللامعة بوميض حزين منكسر وبشرة شاحبة تغيرت كثيرا عما كانت منذ قليل
وضع يونس يده على مرفقها وجذبها برفق وهو يقول
يلا ياملك ده مش المكان المناسب اللي تسيبي فيه نفسك بالشكل ده
نهضت معه وظل مرفقها بين أصابعه وهو يسحبها بهدوء وروية ثم فتح لها باب السيارة وأجلسها أغلق عليها ونظر لها من خلف الزجاج القاتم الذي لم يظهرها جيدا ولكنه شعر بالغصة التي توجع قلبها
رفع بصره للأعلى راميا نظرة على نافذة العيادة المرفق بها يافطة تحمل أسمه وتخصصه تلوت شفتيه وهو يفكر قليلا لا بد من ثمن سيدفعه ذلك الأرعن بعد خداعه ل ابنة عمه فهو لن يترك الأمر هكذا بدون حساب وحسابه سيكون ثقيلا
جلس إبراهيم مهموما يفكر في ألف موضوع بآن واحد بينما كانت عينا يزيد المعاتبة عليه يرمقه بحزن ممتعض عليه ومنه
نهض يزيد عن جلسته وتحرك بعشوائية لا يجد ما يفعله سوى ذلك كأن الحلول التي لم تكن تنتهي لديه لم تعد موجودة وما أن سئم هذا الصمت قال ب انفعال
وبعدين يعني ياعمي لما انت رافض تتحجز في مستسفى المفروض أعمل إيه! أقف أتفرج على أبويا التاني وهو بېموت قدام عيني!
أسبل إبراهيم جفونه وتطرق للحديث
متابعة القراءة