رواية صعيديه بقلم نورهان لبيب

موقع أيام نيوز


لهم أخبار حزينه
الآن ويجب عليهم أن يتقبلوها مهما كانت.. بينما هم
بمجرد ان رأوا مظهره لم يتجرأ أحد منهم على سأله
هتف الطبيب بصوت متقطع حزينأنا أسف.. إحنا عملنا إللى علينا.. بس إرادة ربنا كانت فوق كل شئ
.. البقاء لله
هتفت مريم بعدم تصديق وصدمه ودموعها تسيل على وجهها بشده
مريم بصوت متقطع وبكاء مريريعنى ايه جاسر ماټ.. أنت أنت كداب جاسر عمره ما يسبنى هو هو وعدنى بالسعادة وحب ومستحيل يا خدهم منى ويمشى كده بسهوله.. أنت بتكدب صح قول ان أنت بتكدب ارجوك أنا ما قدرش أعيش من غيره أبدا ما قدرش

قالت كلمتها الأخيره بكاء مرير ثم سقطت فاقده الوعى أثر اڼهيار عصبي حاد غير مستوعبه ما أمرها
به الطبيب مطلقا.. فأخذها مازن بأحضانه ينظر لها
بحزن شديد فكيف ستتقبل الأمر عندما تستفيق
بالتأكيد ستموت قهرا ولكن خروج الممرضه من غرفة العمليات وهى تلهث وتتحدث بصوت متقطع
الممرضهدكتور مكرم يا دكتور.. الحق المړيض إللى فى العمليات طلع عايش وحضرتك شخصته غلط ده
قطب الطبيب حاجبيه پصدمه فكيف يشخص مريضه بطريقه خاطئة وهو كبير الأطباء بالمشفى
بل وبمصر بأكملها فمشفى مثل الصياد لا توظف
أى كان بها إلا إذا كان على كفائه عليه.. و بمجرد
أن استمع مازن لما قالته الممرضه حتى مسك الطبيب من تلابيبه وحدثه بلهجه عڼيفة وحاده وهو يهزه بقوه وهمجيه وعينه تقدح بشرارة غاضبة
مازنشخصته غلط.. أنت عارف أنا هعمل فيك إيه ده أنا هخليك عبره لأى دكتور وكل حد هيفكر يدخل
كلية الطب.. أنت عارف بسبب إللى أنت عملته أختى
وأبن عمى كان هيبقى مصيرهم إيه.. ده أنا ھدفنك مكانك على عملتك السوده دى
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبه بسبب خوفه الشديد من مازن بينما هتف الطبيب بتوتر وصوت متقطع من شدة رعبه من مازن
الطبيبوالله يا مازن بيه المړيض قلبه وقف وأنا حاولت معاه بالصدمات الكهربائية والتدليك القلب بس مفيش أمل قلبه ما رجعش يشتغل من تانى
حرك مازن رأسه بسخريه وعدم اقتناع ثم هتف بعصبيه وڠضب وهو يشير للممرضه
مازنأومال إيه الكلام إللى بتقوله ده يا حضرة الدكتور يا كبير يا محترم أنا مش عارف مين إللى ظلمك ودخلك كلية الطب من أساسه
توتر الطبيب وحاول تهدئة مازن بأى طريقة فتوجه ناحية الممرضه يستفسر منها عما حدث بالداخل
الطبيبممكن تفهمينى بالظبط إيه إللى حصل جوه وازاى أنا شخصت توقف القلب غلط
كانت الممرضه تفرك يدها بتوتر ثم تحدثت فى جديه حاولت أن تجمعها فى نفسها الخائفه مما يحدث
الممرضههو صحيح أن النبض كان ضعيف والقلب شبه متوقف لكن المړيض ما متش لا ده كان عنده استرواح فى الصدر أدى إلى ضعف مؤشراته الحيويه
والحمدالله دكتور سيف أكتشف ده واتعامل معاه على أنه استرواح فى الصدر مش توقف قلب أبدا وأنا خرجت عشان أبلغ حضرتك قبل ما تقول لأهل المړيض
تنهد الطبيب بضيق وهم ان يدخل حتى يكمل العمليه إلا أن يد مازن الحديديه منعته من التقدم إلى غرفة العمليات.. وقال له بصرامه
مازنرايح فين.. أنت ملكش مكان جوه..بس دلوقتى أنت تشوف أختى مالها وبعدها تورينى عرض كتافك
قال مازن جملته الاخيره وهو يشير إلى مريم الغائبه عن الواقع فى أحضان زوجة عمه فى حزن شديد و دموعها ټغرق وجهها فتنهد الطبيب بقلة حيله ذاهب للكشف عليها فأكتشف أنها حالة اڼهيار عصبي فقام بنقلها إلى أحدى الغرف وعلق لها المحاليل وأعطى لها بعض المهدئات وتركها حتى تستريح بعد مرور عدة ساعات خرج جاسر من غرفة العمليات وتم وضعه بغرفة العنايه المركزه المجاوره لغرفة مريم
التى كانت بحاله سيئه للغاية ط ال ذلك الاسبوع المنصرم فهى كانت بعالم أخر تعتقد به أن جاسر حبيبها قد تركها وذهب بلا رجعه ورغم محاولا مازن
المستميته لأقناعها بأنه مازل على قيد الحياة إلا أنها
لم تقتنع ولم تخرج من قوقعتها الحزينه التى قفلت
على نفسها بها حتى استفاق جاسر وبدأ فى السؤال على مريم فأخبرته أمه بحالتها فنهض جاسر وعزم على الذهاب إليها رغم ألمه وحالته السيئه ومحاولة
أمه اثنائه عن ذلك إلا أنه أصر ان يذهب إليها تحرك
جاسر متوجه إلى غرفة مريم مستند على كتف أمه
وصل جاسر إلى باب الغرفه وظل واقف لبره أخذ نفس عميق ثم أدار المقبض الباب وفتحه ببطئ فكان ملاكه الصغير متقوقع على نفسه فوق ذلك السرير الطبى شارده ودموعها تنزل فى بطئ شديد
ټغرق وجهها الشاحب توجه جاسر ناحيتها وجلس
بجوارها ووضع يده على شعرها يمررها عليه بهدوء
حنان حتى تشدق جاسر بصوت مټألم يملئه الحب
والحنان يحاول ان يفيقها من شرودها
جاسر مريم حبيبتى.. قومى يا قلبى جاسر حبيبك بخير.. أنا اهو جمبك
لم تحرك مريم ساكنا بل ظلت على وضعيتها غارقه
فى شرودها وعتمتها الخاصة فتنهد جاسر بهدوء ثم
حركها وأجلسها أمامه وضع وجهها بين يديه ثم اقترب يقبلها من جبهتها ببطئ قال جاسر لها بحنان
وعشق يقطر من عينه
جاسر مريم.. فوقى يا حبيبتى أنا اهو كويس وبخير.. أنا وعدتك يا
 

تم نسخ الرابط