رواية جاسر
المحتويات
طفولة وإبتسامة متسعة ليهتف هو
طيب يبقى ألعب ولا ملعبش!
لأ إلعب...
قالتها ثم ضحكت لينزلها هو أرضا وينزع عنه قميصه ويرتدي الكنزة التي جلبتها إليه روجيدا..ثم أعطى قميصه إلى جلنار قائلا
يلا ودي دي لماما...
أخذته ثم ركضت إلى الداخل..ليقرر النهوض والرحيل دون حتى أن ينتظر رؤياها مرة أخرى
دائما كانت الوحدة رفيقة العاشق..المنزوي..البائس..الكتوم..الفاقد لذة الحياة..أما في حالته ف كان هم جميعا..يشتاقها حد الجنون..بعدما تذوق جنة اللقاء وحلاوة التلامس..عليه أن يتذوق چحيم الفرق. تساءل ب غرابة كيف تحمل ثلاث سنوات قبلا دون أن يتلمس يدها!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يرحل ويصعد إلى شركته لتبدأ جولة أخرى من المراقبة..عينان فيورزيتان شادرتان تتأملان النيل..بين يديها كوب من الشاي ..يتفوه بها كلما قربت الكوب من شفتيها..حياه أخرى كان يحيها وهو يراقبها..يعلم أن تتذكر حياتهم معا..ف ذلك الشرود يبدأ ب إبتسامة يتبعها دمعة تسير على وجنتها ب ضلال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
صوريلي ماما وهى نايمة..وكانت الصغيرة أكثر كرما..بل كرما ب سخاء..حققت مطلب عاشق ومطلب زوح يشتاق إلى زوجته..ليترك لعيناه حرية النظر إليها كاملة..
وضع يده على صدره يتذكر يوم الوشم..كان أكثر الأيام سعادة..ذهب إلى ذلك المكان..ب الرغم من كونه يكره ذلك..إلا أنه أراد الشعور بها على جسده..ف وشم رائع على جسده ب اسمها يكفيه
نهض ونزع قميصه وحدق ب وشمها على صدره..نفس الحروف ونفس الزخرفة جعلت عيناه تطوف ب ذكرى رائعة
عودة إلى وقت سابق
فوق سطح هذا المنزل الريفي..تمدد كلاهما ب شكل متعاكس..ولكنه يضع أنفه عند وجنتها ..لتضحك وتهمس ب خجل
بس إيه!!...
قالها وبدأ يداعب خصلاتها الكستنائية..لتبتسم ب إتساع..
أنت واخد بالك إحنا فين!!...
جاسر الله!!...
قالتها ب إعتراض ..ثم إبتعدت أكثر
صوتك يا هانم
زمت شفتيها بعدما إنتفضت ثم قالتالله!!..ما أنت اللي مش محترم نفسك
نهض ونفض ثيابه ثم قال ب خبث إذا جاسر الصياد محتاجله حملة تربية...
فتح عيناه .إبتسم
يا صباح الفراولة
يا صباح بيحلى بجاسر الصياد...
إبتسمت وإبتعدت تقول ب شقاوة
أنا كنت بفكر ف حاجة وأنت نايم
تساءل ويداه تهبط إلى ظهرهاإيه هى...
إلتفت تجذب قلم لتفتحه تحت نظراته المتعجبة..لتكتب على صدره تحديدا فوق قلبه حروف اسمها ب زخرفة رائعة..إبتسامة عذبة رجولية إرتسمت على وجهه عندما سمعها تهتف ب حب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إبتسم وهمس مش محتاجة تكتبي اسمك..
إنتهت الذكرى مع وضع يده على صدره يتنهد ب عڈاب..قد تكوز قد نست تلك الذكرى الرائعة ولكنه لم ينساها..ف هى السبب في وشمه الحالي
تحمل من الحزن الكثير
تصبحي على خير يا فراولتي...
في صباح اليوم الموالي كان سامح يقف أمام المرآه يعدل رابطة عنقه ب صعوبة بالغة وكأنه ينازع ف تأفف تاركا إياها ثم هتف ب نزق
جرى إيه يا نادين!..أنتي بتخترعي الذرة جوه...
فتح الباب ما أن أنتهى من عبارته..لتقول وهى تعدل ذلك الحزام على خصرها
بتزعق ليه يا سامح
تأفف مرة أخرة وتشدق ب غيظإعمليلي الزفتة دي مش عارف أعملها
ضحكت وقالتبس كدا!..عنيا يا سيدي...
أفاق من تأمله
وهى تعدل تلك الرابطة ويسألها ب صوت مبحوح متأثرا ب طلتها
أنتي ناوية تخرجي كدا!
عقدت حاجبيها لتقول وهى تستند على صدرهكدا إزاي يعني...
لتضحك ب عفوية ثم هتف وهو يقربها أكثر
أنتي مش شايفة نفسك إحلويتي إزاي بعد الحمل!
همهمت امممم..بجد!!
ردجد الجد..فكريني كدا اللي هتابعي معاه دكتور ولا دكتورة
ضحكت وهى تميل على وجنته دكتورة يا حبيبي..متقلقش
حتى لو ست.
ضحكت بعدم تصديق قائلةبتغير من واحدة ست!..مش ممكن
ضحكت ب صوت أعلى وهى تقبل وجنته قائلة ب حب
واللي يحبها صعيدي يبقى يا بختها..وفعلا يا بختي بيك...
أمسك كلا كفيها ثم رفعها وقبلهما عدة قبلات ليجذبها خلفه متشدقا ب إبتسامة
يلا عشان لا فيه دكتورة ولا فيه شغل...
إبتسمت وتبعته ا وهو يحادث والدته التي وصتهما ب العناية ب بعضهما..ليومئ كلاهما ثم يرحلان
صعدا إلى السيارة وإنطلق السائق بهما وتبعتهما سيارتان لحراستهما..سألته نادين وهى تمسك يده
لسه ضلوعك بټوجعك
هو ضلع واحد..ولأ الحمد لله..لما بضغط بس عليه بيوجعني
يارب تتقطع إيد اللي عمل كدا
ضحك سامح ثم قاللأ دا روحه هى اللي إتقطعت...
حركت رأسها ب إستفهام ليقول موضحا
جاسر برضو عمل اللي ف دماغه..وقرر يعلمهم الصح
هتفت ب دهشةهو مش راحم نفسه! إفرض كان جراله حاجة لقدر الله!..هيسيب بنته ومراته لمين!
ربت على خصلاتها قائلاجاسر بيحسب خطواته يا نادو متاخفيش..هى ماشية معاه بستر ربنا
ربنا
يهديه..ويرجعوا لبعض عشان المرار الطافح اللي هما معيشينوا لينا دا
قولي يارب...
وصلا بعد مدة طويلة إلى عيادة الطبيبة التي كانت خالية تقريبا من المرضى في هذا الوقت من الصباح..دلفا إلى الغرفة ورحبت بهما الطبيبة ثم طلبت من نادين الإستلقاء على الفراش
فعلت نادين ذلك ثم عاونها على الإستلقاء..لتبدأ الطبيبة ب فحصها وعلى وجهها علامات راضية..أغلقت الجهاز ثم قالت ب إبتسامة
ما شاء الله..واضح إن مدام نادين مشت على التعليمات مظبوط
رد عليها سامح ب إبتهاج يعني كل حاجة تمام!..صحتها هى والبيبي كويسة!
ردت عليه ب نفس الإبتسامةأحسن مني ومنك كمان..أنا عوزاكي يا مدام نادين تمشي على نفس الفيتامينات والأدوية اللي أنا كتبتهالك المرة اللي فاتت
أومأت ب موافقة ثم همست ب إبتسامة سعيدةحاضر يا دكتورة...
نهضت الطبيبة ثم قالت وهى تجلس على مكتبها
البيبي عمره شهرين..كمان شهرين زيهم ونص ونقدرنتعرف على نوع الجنين...
رد عليها سامح وهو يعاون نادين على إرتداء ثيابها
كل اللي يجيبه ربنا كويسة يا دكتورة
إن شاء الله ربنا يكرمكوا بكل حاجة كويسة...
صافح سامح الطبيبة ثم رحلا إلى الشركة تحت إصرار نادين على الحضور معه..ليدلف إلى الشركة وهى ب جانبه تتطلع إلى كل إمرأة من العاملات هنا تحي زوجها ب نظرة وكأنها قطة شرسة تستعد للإنقضاض على من يتجرأ ويمس أطفالها ب سوء
ما أن دلفا إلى المكتب حتى إنفجرت نادين ب وجهه تحت نظراته المشدوهه
هو أنت كل واحدة تقابلها تسلم عليها!
ردد ب عدم فهم أسلم عليها!!..مش فاهم
لكزته ب كتفه هاتفةأه بتسلم عليها ومش ناقص
كبت ضحكته ب صعوبة وقال ب مزاحااااه هى دي هرمونات حمل بقى ولا إيه!!...
ضړبته ب صدره عدة مرات
قبل أن يجذب يدها إليه يمسك يدها مانعا إياها من ضربه لتهتف ب عڼف
يا بارد يا مستفز يا...
كانت نادين تضع وجهها أرضا ليبتسم سامح ثم هتف بعدما إستعاد أنفاسه
أدخل...
دلفت السكرتيرة الخاصة ب سامح..وليتها لم تدخل..ف كانت حسناء لدرجة جعلت نادين تشهق ب ڠضب ناظرة إليه ب إتهام..حتى ثيابها اليوم منمقة عن العادة
زفر سامح ب يأس فما كان عليه أن يجلبها إلى هنا..فهي لن تقوم سوى ب إفتعال المصائب ليسأل السكرتيرة سريعا يتجنب
ثورة من الڠضب
في حاجة!
أه يا فندم..في واحدة مصرة تقابلك برة
أتاهم صوت نادين الغاضب واحدة!...
نظرت إلى سامح ثم أشارت ب سبابتها وهتفت ب عڼف
وأنت بيجيلك وحدات هنا كتير!
همس ب أذنهاإهدي يا نادين..أنا والله ما أعرف مين...
ثم عاد ينظر إلى سكرتيرته متجاهلا تلك التي تتأفف ب ضيق وتساءل ب إهتمام
مقالتش مين!
حركت رأسها نفيا ثم قالتلا يا فندم..بس هي مصرة جدا
طب خليها تدخل...
أومأت ثم أنصرفت..لتمسك نادين يد سامح وتشد عليها..
غيرة
ها!!
ردت عليه ب ڠضب بس يا سامح عشان أنا مش طيقاك...
ضحك ب قلة حيلة..ليسمعا صوت كعب أنثوي يطرق الأرض ب رتابة ليلتفت كلاهما إلى مصدر الصوت..لتنفلت شهقة من نادين مع إتساع عيناها من الصدمة عندما رأتها..وكذلك سامح لم يقل عنها دهشة عندما تمتم ب عدم تصديق
مايسة!!!...
كان يتابع العمل على أرض الواقع..العمال يتحركون جئية وذهابا..الجميع يعمل ب نشاط وعزيمة..إبتسم ب شرود قبل أن تأتيه داليدا تسأله
كيف شايف الشغل
مط شفتيه ثم قال ب رضاكويس..العمال والمهندسين شغالين بهمة
حركت رأسها ب إيماءة بسيطة وقال تماشي..راح روح أنا..إذا بدك شي حاكيني...
أومأ لها لتتركه
وترحل..بقى ينظر في إثرها مطولا قبل أن يأتيه صوتا بغيض من خلفه
مساء الخير يا جاسر...
أظلمت عيناه حتى وجه إستحالت ملامحه إلى كتلة ممېتة..إلتفت ب تلك التعابير إليها لتتجمد مكانها ولكنها أجبرت نفسها على الصمود و قول ما ودت قوله
قبل ما تتكلم..أنا جاية أعتذر عن كل حاجة حصلت...
خرج صوته هادئا ولكنه يحمل بحة مرعبة ومخيفة كملامحه جعلت الډماء تتجمد ب عروقها
إختفي من قدامي حالا..خلقتك ال دي تغور دلوقتي...
لم يحتج أن يكررها مرتين..ثوان وكانت دينا تاركة المحيط ولكنها هتفت ب صوت عال وب الرغم من علوه لم يجذب الأنظار
لازم تسامح يا جاسر..الدنيا مبتقفش على حد..زي ما هي نوقفتش عندك وعشقت من جديد...
ثم تركته ورحلت..ملامحه لم تهتز ولم ترتخي..بقى يحدق ب العمال ب جمود
حل الغروب وبقى هو جالسا أمام نهر العاصي ب لبنان..تحديدا عن منبعه سهل البقاع الذي ينبسط بين سلسلتي الجبال الشرقية والغربية.. تلك البقعة المميزة لبناء مجمع سكني ونزل كبير ب الإضافة إلى مول تجاري في المنتصف..تماما شارد الذهن يفكر..ب الآونة الأخيرة يفكر كثيرا..تلك الآونة التي لم يمر بها سوى ساعات حتى إشتاق..تركيزه منصب جاما عليها
يقوم ب تدخين لفافة تبغ ب شراهة..حتى قطع عليه ذلك الهدوء يد سحبت لفافة التبغ ينفث منها هو الأخر ثم جلس ب جانب جاسر الذي نظر إليه شذرا ولم يتحدث..ضحك مراد وقال
مش عيب لما مراتي تيجي تعتذرلك وترعبها كدا!...
لم يرد عليه جاسر أو ب الأحرى تجاهله..لينظر أمامه مرة ثانية إلى النهر الجاري أمامه..ليقول مراد دون أن يعبأ إن كان يستمع أو لا
تعرف سموه نهر العاصي ليه!...
لم يهتم جاسر..لم يكن يوما من محبين سماع تلك الأساطير المزعومة ولكن مراد لم يهتم وأكمل
عشان مخالف الطبيعة..ديما الأنهار بيبقى منبعها الشمال ومصبها الجنوب..بس نهر العاصي منبعه الجنوب وبيصب ف الشمال..زيك ب الظبط
رد عليه ب إستهجانلا والنبي...
سحب
مراد أنفاسا من لفافة التبغ ثم دهسها ب قدمه وأكمل
يا عم اسمع..أنا عارف أنك مبطقنيش والكلام الفاضي دا..كنا صحاب يا جاسر أنا وأنت وصابر..بس كنت أقربلي من صابر..أنا عارف إني خسرتك بحركتي دي
ربت على صدره ب قوةطب متقلبش المواجع عشان أنا عاوز أقتل حد دلوقتي..ف بلاش تنول الشرف دا
ضحك مراد ثم قاليا سيدي..أهي القعدة دي مش هتتكرر تاني..ف أهي فرصة نتكلم...
زفر جاسر ب ضيق ف هو لا طاقة له للحديث أو الإستماع..ليأتيه صوت
مراد ويضع يده على ركبته التي رفعها إلى صدره
مش هتكلم عن اللي فات..بس كل الحكاية لو الوقت رجع كان الماضي هيتعاد تاني بأي حال من الأحوال..ثم لو مكنش دا حصل..مكنتش هنا دلوقتي
تأفف جاسر وتساءلأنت عاوز إيه!
يمكن أنا معرفش إيه الحكاية..بس كل اللي شايفه واحد مهزوم فاقد الحياه..هربان
متابعة القراءة