رواية جاسر
المحتويات
ترفع رأسها هاتفة ب تنهيدة
معرفش يا نادين..صدقني لو كنت أعرف مكنش دا بقى حالنا
عقدت حاجبيها ثم قالت بعدم فهممش عارفة إزاي!..أومال الطلاق حصل على أي أساس
ضحكت روجيدا ب أسى قائلةعلى أساس إن جاسر قرر..على أساس إنه يختفي ليلة ويرجع يقولي إحنا لازم نتطلق
ومسألتيش!..مشيتي وراه زي الهبلة كدا!
وضعت يدها على خصلاتها قائلةكنت تعبانة ومصډومة إني أعارض أو أسال..كل اللي فكرت فيه إني موجوعة وعاوزة الۏجع يخف
نفت ب رأسها وهمستأبدا..بالعكس دا الۏجع زاد لحد أما حسيت ب ڼار جوايا..ڼار بتاكل قلبي وروحي..ومسبتش وراها غير رماد..جات شوية هوا صغيرين طيروها بعيد...
جذبت نادين رأس روجيدا لتضعها على رأسها تربت عليها ثم همست وهى تبكي دون علم منهما
حاربي يا روجيدا..حاربي عشان ترجعي الڼار دي تاني..بس أقوى..خليها أقوى عشان ترجعي جاسر ليكي .. حاربي زي ما أنا حاربت زمان مع سامح..لحد أما بقينا زي ما أنتي شايفة...
ف لحظة زمان حسيت إن كل حاجة وكل قصر بنيته ف الهوا إتهدت فوق راسي..كل حلم حلمته فجأة بقى كابوس..کرهت سامح لدرجة إني حاولت أقتله ف يوم
همست روجيدا ب عدم تصديقتقتليه!
إتسعت إبتسامتها ثم قالتأها..
صمتت وكأنها تسترجع أحداث مر عليها الزمن لتضحك وهى تقول
نهضت نادين وهى تعجز عن كبت ضحكاتها لتقول وهى تدير ظهرها إلى روجيدا تمثل أحداث ما حصل
لأ خلاص غيرت رأيي..أنا أصلا معرفش هخفي الچثة فين...
والله فكرت نفسي إتجنيت رسمي..فجأة إتحولت رغبة القټل لبرود فظيع..كل ما أفتكر الموضوع دا أفطس على نفسي من الضحك..لأ وسامح جننته ف الفترة دي..بصراحة إستحمل كتير...
هدأت ضحكات نادين ومعها ضحكات روجيدا لتتحول معالم الأولى إلى الجدية ثم هتفت
اللي عاوزه أوصلهولك..مفيش مانع تفقدي عقلك أو تفقدي روحك شوية..أهم حاجة هتعرفي ترجعيها ولا لأ
ردت عليها ب مرحيلا أي خدمة..قومي كملي شنطتك وأنا هجهز جلنارتي
هتفت روجيدا ب إعتراضمش عاوزة أتعبك...
نهضت نادين ثم قالت وهى تشيح ب يدها
تعب إيه!..أنا مش بعمل دا عشان خاطرك..أنا رايحة أتوحم على جلنار
ضحكت روجيدا وقالتمتبقيش تيجي ټعيطي بقى...
دلفت نادين إلى الخارج وبقيت هى تكمل حزم حقائبها لترحل معها جدتها..ظل حديث نادين يصول ويجول ب
وصلت بسنت إلى المجمع التجاري لتشتري منه ثيابها حتى إنتهت ليجلسا في أحد المطاعم يتناولان طعام الغداء لتسألها هاجر ب إهتمام
وروجيدا عاملة إيه!
رفعت بسنت منكبيها وقالتبتحاول تكون كويسة
أومأت هاجر ب رأسها قائلةمعاها حق..اللي مرت بيه مش سهل...
وافقتها بسنت الحديث..إرتشفت من كأس الصودا الخاص بها لتضعه مرة أخرى ثم تساءلت ب جدية
هو أنتي ليه مقولتيليش إن جدة روجيدا تعرف عن جوازك من بابا!...
رفعت هاجر رأسها ب صدمة ألجمت فاها عن الحديث لتتساءل ب صدمة وهى لا تزال تحدق ب إبنتها وكأنها تقول حديث ب لغة تعجز عن فهمها
مش فاهمة!..عارفة إزاي يعني..ومين اللي قالها!!
إرتفع حاجبي بسنت تتساءل هى الأخرى ب صدمةأنتي مكنتيش تعرفي!
ردت هاجرولو كنت أعرف..كنت هخبي عليكي ومش هقولك!..كنت عرفت روجيدا يوم أما حكيت كل حاجة حتى عشان أبرء نفسي قدامها...
صمتت بسنت وبدت وكأنها إقتنعت ب حديث والدتها التي سألتها ب إهتمام
عرفتي منين!..ومين اللي عرفها!
ردت بسنت ب بساطةجدة روجيدا شفتها لما كنت عند جاسر ف الصعيد وحكتلي على كل حاجة..أما اللي عرفها ف بابا الله يرحمه هو اللي قال لها
إتسعت عينا هاجر ب دهشة لتردد ب صدمةجمال!!!
أها..قالتلي إنه من حقه عشان هما اللي ورطوه معاهم وهى مكنش ليها حق الإعتراض...
هزت هاجر رأسها ب صدمة ولم ترد وأكملا طعامها في صمت حتى رحلا
وب طريق العودة كانت بسنت جالسة ب جانب والدتها ب السيارة حتى لمحت ظل شخص تعرفه..لتطلب من والدتها أن تصف السيارة سريعا..ف إمتثلت لما تقول تحت صدمة لتهبط روجيدا سريعا..لتلحق ب ذلك الشخص
إلتفت على يد وضعت على منكبه ليلتفت سريعا ف وجدها فتاة ذات عينان بنيتان..ليتساءل ب عقدة حاجب
خير في حاجة يا بنتي!
إبتسمت بسنت قائلةأنت مش فاكرني يا عمو!
هز الرجل رأسه قائلا ب إبتسامة بسيطةلا والله يا بنتي..مش واخد بالي
ردت عليه ب هدوءأنا بسنت..مرات صابر إبن حضرتك...
إتسعت إبتسامة الرجل ما أن علم هوية الفتاه ليقول ب حبور
أهلا وسهلا يا بنتي..والله مش عارف أقولك إيه غير إني مبسوط إني شوفتك
أهدته بسنت إبتسامة رقيقة هاتفةلا يا عمو أنا اللي
مبسوطة إني شفت حضرتك تاني
أنا أكتر..باين عليكي بنت ناس
تابعت ب نفس الإبتسامةتسلملي يا عمو...
إبتسم والد صابر وساد الصمت لعدة دقائق قبل أن تقطعه بسنت قائلة
أنا وصابر هنتجوز كمان تلات شهور
إبتسم الأخر ب حزن قائلاألف مبروك يا بنتي..ربنا يتمملكوا على خير
إختفت إبتسامة بسنت وهى تقول ب إستنكارإيه ألف مبروك دي!..هو حضرتك مش هتشرفنا ولا إيه!
هاجي إزاي وإبني وبنتي مش طايقين يبصوا ف خلقتي!
ربتت بسنت على منكبه قائلةلو على دي ف سبها عليا
ردد الآخر ب أملبجد!..يعني ممكن أحضر فرحك أنتي وصابر!
أبتسمت مرة أخرى قائلةإن شاء الله..إعتمد على ربنا وبعدين على العبد لله بسنت جمال...
ضحك والد صابر وباتت تعابير وجهه منفرجة وكأنه عاد صغيرا مرة أخرى..هنا وعلمت بسنت أن هذا الرجل لا يريد سوى إصلاح ما مضى..يريد إسترجاع ما فقده ب لحظة سيطر على عقله الشيطان ليتركه نادما بعدها طوال حياته
إبتسمت بسنت ب رقة لتهتف وهى تنظر إلى والدتها التي تشير إليها
معلش يا عمو أنا مضطرة أمشي عشان ماما مستنياني..بس أكيد هشوفك تاني!
إبتسم والد صابر قائلالو ربنا رايد أكيد
حضرتك ساكن هنا!
نفى ب رأسه ثم هتف وهو يشير إلى أحد المحاللأ يا بنتي..أنا بشتغل ف محل الأدوات الصحية اللي هناك دا..هتلاقيني هناك على طول..لو عوزتيني هتلاقيني هنا
خلاص يا عمو ف
أقرب فرصة هجيلك
وتنكلم مع بعض كتير
ربت على ذراعها وقالدا أنا متسعنيش الدنيا لما أتكلم مع مرات إبني...
إبتسمت إليه بسنت ب لطف لترحل وهى تلوح يده..ليلتفت الرجل وراحت إبتسامته تتسع أكثر ليهمس ب شكر لله
الحمد لله يارب..يارب إبني يسامحني...
وقفت روجيدا أمام فاطمة تودعها لتقول الأخيرة ب عتاب وهى تعانق الأخرى
يعني مصممة تمشي يا بنتي!..أنا ملحقتش أشبع منك
ربتت روجيدا على ظهرها قائلةمعلش بقى يا طنط فاطمة..إحنا تقلنا عليكوا
بدت روجيدا شاردة عما حولها ف لم تنتبه إلى أحاديث طفلتها التي زمت شفتيها ب ڠضب على والدتها التي ظنت أنها تتجاهلها.
لما كل ذلك الحزن..أهو لرحيله!
همست روجيدا ب تنهيدةلا أعلم..أنا فقط أشعر ب فراغ داخلي..وكأنني لا أملك شيئا
إبتسمت سوزان قائلةهذا هو العشق يا فتاه..تماما تشعر كما وأنك بدرا مكتملا في وجود أحبتك..ولكن عند لحظة غيابهم تتحول إلى نجم وحيد لا حول لك ولا قوة..لا أن تتحول إلى هلال ف الهلال يكتمل مرة أخرى...
نظرت إليها روجيدا ب عمق لتقول
لما تكذبين علي..لم أعهدك كذلك
إبتسمت سوزان قائلة ب مكر هى الأخرىوأنت ألم تكذبي علي!!...
إتسعت عينا روجيدا وتلعثمت ب حديثها لتضحك سوزان ملئ فاها وهى تقول
أنا جدتك عزيزتي..أعلم عنك ما لا تعلمينه عن نفسك
ماذا تقصدين
أكملت ب نفس نبرتها الماكرةألم تذكبي بشأن زواجك من ذلك الشرقي!
لم..لم أفعل
ردت عليها سوزان ب تأكيدبلى فعلتي..إذا لما لا ترتدين خاتم زواجك وتضعيه ب عنقك بدلا عن إصبعك!...
نظرت روجيدا إلى جيدها ثم إلى جدتها التي تنتظر كذبتها الجديدة لتقول ب تلعثم
لقد ضاق على إصبعي..أصبح من الصعب إرتداؤه...
ضړبت سوزان مؤخرة رأس روجيدا ب خفة ثم قالت ب مزاح
حمقاء..كل ما حدث كان تخطيطا من سيد ضخم..هو من أحضرني إلى هنا حتى يستطيع أن يتقرب منك مرة أخرى...
إتسعت عينا روجيدا وفتحت فاها..كلما حاولت الحديث تعود وتغلقه ف لا تجد حديث حتى تقوله..لتضحك سوزان قائلة
هذا الرجل لم أرى قط من يعشق مثله..يريدك ب جوارحه..إنه يقاتل ويناضل من أجلك..كما لو أنك بلد مستعمرة وهو مناضل يدافع عن كل شبر ب أراضيه...
إرتفعت يد سوزان إلى وجه روجيدا المصډوم لتربت على وجنتها ب رفق لتهتف بعدها ب هدوء ولطف
دعك من كل هذا..دع قلبك يرشدك كيفية إستعادة ذلك الشرقي الوسيم...
إبتسمت روجيدا لدفء حديث جدتها لتقول وهى تنظر إلى عيناها
قلبي يخبرني ب إفتعال المتاعب حتى يعود إلي ذلك الأحمق
لتقول سوزان وهى ترفع منكبيهاولم لا..إفعلي ما شئتي..ولكن لا تخاطري ف ټندمي
ضحكت روجيدا قائلةلن أخاطر ب التأكيد جدتي..ولكنني سأندم ب التأكيد
هزت سوزان رأسها قائلةأعلم مكر النساء حلوتي...
إبتسمت روجيدا لحديث جدتها..حتما ستعمل على إعادة جاسر إليها ولكنها تعبت حقا من التعقل معه فلا بأس من بعض الجنون..تعلم أن ما يحدث من خلفها كبير وكل شئ يتعقد ب مرور الأيام..ولكنها لن تدعه يبتعد أكثر من ذلك ف قد أضناها الفراق كثيرا
ولكن يبقى أمر يشغل بالها..ماذا يحدث من وراء ظهرها!..ما ذلك السر الذي يجيد إخفاءه عليها!..لربما كثرت أعداءه كما يدعي..أو أن تلك
المنظمة لن ترتاح حتى تقع تحت قبضتهم
كان جاسر قد وصل إلى لبنان ليجد السائق ينتظره كما قالت له داليدا..صعد السيارة بعدما ألقى عليه التحية لتتحرك به دون حديث
كان جاسر شارد الذهن..مشتت العقل عن مشاهدة جمال تلك المدينة الرائعة..بيروت عاصمة لبنان..حتى وصل إلى فندق ما ليهبط من السيارة ليجد داليدا تنتظره ب إبتسامة..بادلها الإبتسام عندما إقتربت منه ب خط متمايلة عن غنج أنثوي مدروس هاتفة
حمد لله على سلامتك مستر چاسر
الله يسلمك يا مدام داليدا...
رفع يده يصافحها ف فعلت المثل وإبتسمت..أشارت إليه ليتقدم ب سيره ثم هتفت وهى تلحقه ب السير
ما كان في داعي..تچي بنفسك..كنا بنحلها على الموبايل
رد عليها جاسر ب هدوءمعلش..أنا حابب أتابع بنفسي..أنا أصلا مبثقش ف اللي اسمه مراد...
توقفا أمام عاملة الإستقبال لتقول داليدا إليها
أعطيني رقم الغرفة يللي وصيتك فيها...
أومأت العاملة ب إحترام وهى تخرج المفتاح وتعطيه إلى داليدا والتي أعطته ب دورها إلى جاسر الذي أخذه شاكرا إياها
شكرا يا مدام..تعبتك معايا
ما في تعب ولا شي..يلا بوصلك ع الغرفة...
أومأ جاسر لتتقدمه ب خطوة هاتفة
ما بعرف ليش أنت ما بطيق مستر مراد! حتى رفيقك صابر ما بيحبه
أصله معرفة قديمة..معرفة ...
همس ب الأخيرة ولكنها وصلت إلى مسامع داليدا لذلك تراجعت عن فكرة إخباره أن مراد هنا ويقيم ب نفس النزل..لذلك خشت أن يحدث صدام بينهما ف فضلت الصمت
دلفا المصعد وضغطت داليدا زر الصعود..ليتذكر هو روجيدا ومرضها المزمن من الخۏف الذي يصاحبها ما أن تدلف المصعد..لم تكد تمر ساعات وها هو يشتاقها حد الجنون..يعلم
متابعة القراءة