رواية جاسر

موقع أيام نيوز

مصر وهى لم تطئ ب قدميها إلى العمل ومراد لا يضغط عليها أبدا ولكنها تمادت كثيرا..سمعت صوته يقول ب جدية
لازم ترجعي يا بسنت..أنا سبتك فترة طويلة تاخدي فيها راحتك وتستمتعي مع عيلتك..لكن لازم ترجعي الشغل كتير وإحنا عاوزين نفوق
إبتلعت ريقها وقالتعندك حق..أنا إن شاء الله هرجع من بكرة وأكمل شغلي...
اومئ ب رأسها ب رضا ثم قال وهو يوقع بعض الأوراق
جهزي نفسك عشان داخلين شغل مع مستثمر لبناني هيبني مجمع سكني ف لبنان وهنكون أول ناس تعمل فيه عرض الأزياء
وبعدين!
أكمل حديثهأنا هبعتلك التفاصيل ع الإيميل..تكوني عنه فكرة ولو عندك ملاحظات عرفيني
حاضر يا مستر مراد..أوعدك مش هخذلك
تمام يا بسنت..أنا مضطر أقفل عشان عندي شغل وهبعتلك الإيميل كمان ساعة...
ثم أغلق الهاتف..لتتضعه ب جانبها وبدأت ب عض أناملها خوفا..وضعت هاجر يدها على منكب بسنت وتساءلت ب جدية
لسه معرفتيش صابر!
تنهدت بسنت ب يأس وقالتلأ وخاېفة أقوله...
جلست هاجر ب جانبها ثم قالت ب هدوء
لازم تعرفيه يا بنتي..كل ما بتتأخري كل ما المشكلة هتعقد..وصابر مش هيعديها بسهولة..أنتي بتقولي إن بينهم عدواة
تأففت بسنت ب ضجر قائلةكأنك بتقولي حاجة جديدة!..أومال إيه اللي مرددني أقوله!
رفعت هاجر منكبها وقالت ب بساطةخلاص قوليله النهاردة..هو جاي...
وضعت بسنت يدها على عينها ثم قالت دون النظر إلى والدتها
مينفعش خالص دلوقتي
طب ليه
أجابت بسنت ب توضيحعشان ظروفه متسمحش
أومأت هاجر ب رأسها وقالتتمام بس متتأخريش...
هزت رأسها ب موافقة لنتهض هاجر قائلة وهى تتجه إلى الأسفل
أنا هنزل أوصي ع الأكل عما صابر يجي..وأنتي قومي إجهزي
حاضر...
ونهضت بسنت من أجل تحضير نفسها..أتاها إتصال من صابر ف أجابت على الفور لتسمع صوته الرخيم
وحشتيني
إبتسمت بسنت ب خجل وقالتوأنت كمان
تشدق هو ب مشاكسةوأنت كمان إيه!
ضحكت بسنت وجارت مشاكستهمش هقولك ومۏت بغيظك
ماشي أنا كدا كدا جاي وهعرف أخد حقي...
كانت نبرته خبيثة أنبأتها سوء نواياه..ليتلوى شدقها ب خوف..سمعت صوت ضحكاته يخترق أذنها لتبتسم لا إراديا منها..سمعته مرة أخرى يتحدث ب هدوء
أنا جبت نور معايا عشان نتسلى كلنا
قالت هى ب حماسبجد!
أها والله..هي جنبي أهي وبتسلم عليكي
ضحكت بسنت وقالتطب كويس..متتأخروش بقى
أجابها صابرمسافة السكة..سلام مؤقت يا مون أمور...
ضحكت بسنت ب
صخب وهى تغلق الهاتف لتقول وهى تتجه إلى خزانة ملابسها
مچنون..بس بعشقه...
دق الباب لتفتحه روجيدا بعد فترة قصيرة..ف وجدت جاسر
يحمل حقائب بلاستيكية عديدة..إرتفع حاجبها ب تعجب وتساءلت
هو دا مخزون رمضان!..
أجابها جاسر ب تجهم وهو يدفع ب طفلته إلى الداخل
الست هانم بتحبه
نظرت إليه جلنار ب حنق وتشدقتعندك مانع!
رد جاسر ب عدم تصديقاه يا بنت ال..يخربيت تربيتك السو...
ضحكت روجيدا لتأخذ الحقائب من جاسر ثم أدخلتها المطبخ..عادت إلى الخارج بعد مدة وقالت ب حنو
يلا يا جوجو..حضرتلك الكورن فليكس...
صفقت ب يديها ب حماس وإتجهت إلى المطبخ..نظرت إلى جاسر الذي بدى عليه التجهم ف تساءلت وهي تفسح له المجال
مالك يا جاسر!
أجابها وهو يجلس على الأريكةبت تربيتها قڈرة..شوفي بترد عليا إزاي!
ضحكت روجيدا ثم قالت ب سخريةوهى هتجيبه من بره
عندك حق...
قالها ب تجهم وهو يزيل نظارته الشمسية..دلفت روجيدا إلى المطبخ وجلبت كأسين من العصير وعادت إلى جاسر..وضعتهم على الطاولة الزجاجية ونظرت إليه لتتسع عيناها وهى تتساءل ب خوف
أنت إتخانقت تاني ولا إيه!
عقد حاجبه وأجاب نافيالأ ليه!...
إقتربت منه روجيدا ثم وضعت يدها على الچرح أعلى حاجبه..وضعت يدها أمام عيناه وتساءلت
أومال إيه دا!...
تلاقي الچرح إتفتح تاني
عنفته روجيدا وهى تنهضخليك مستهتر كدا...
نهضت ودلفت إلى أحد الغرف أحضرت صندوق الإسعافات وجلست ب جانبه على الأريكة..أدارت وجهه إليها ب عڼف وبدأت ب تطهير جرحه وتقطيبه
بقى جاسر يحدق بها ب هيام وهي لا تعي لنظراته..تأوه وهو يشعر بها تضغط على جرحه ليقول ب تهكم
ما شاء الله..إيدك خفيفة زي النسمة
ردت عليه ب تشفيأحسن مش عاملي فيها الشحات مبروك...
ثم وضعت ضمادة صغيرة عليها..كادت أن تنهض ولكن يد جاسر منعتها..حدقت ب يده ثم إلى عيناه ب دهشة..كان يحدق بها ب عمق يخترق روحها..تعشق تلك النظرات التي تستطيه كشف ما ب داخلها ب يسر
رفع يدها وقبل باطن يدها ةط..لتسمعه يهتف ب همس عذب
شكرا
همست ب عدم تصديقالعفو...
لسه بتحبيني!...
كادت أن تجيب أنها تعشقه إلى النخاع..بأن عشقها له لا يقل بل يزداد أضعاف..أن عيناها لا تزال تلمع كلما رأته..أن ضربات فؤادها لا تخفق إلا له..ولكن عقلها تغلب وذكرها ب خططها
إبتعدت تحدق ب نهر عسليته الساحرة وأجابت ب ثقة
لأ...
لم يتفاجئ أو تتسع عيناه صدمة..بل على العكس إتسعت إبتسامته وعاد يقترب من أذنها وهمس ب ثقة تفوق ثقتها
كدابة...
ة
لم يبتعد جاسر عنها بل ظل ..حتى أجفل كلاهما على صوت طفولي
أنتو بتعملوا إيه!...
الفصل التامن
الحب ك الزهرة الجميلة 
والوفاء هو قطرات الندى 
إنتفض جاسر مبتعدا عن روجيدا قائلا ب صوت حانق
مباحث الأداب وصلت 
تقدمت جلنار منهما وجلست ب المنتصف وأخذت تتبادل نظراتها بين والدتها و والدها لتتساءل وهى تشير ب سبابتها ب والدها
بابي أنت كنت بتعمل إيه لمامي!
نظر إليها شزرا ثم قال ب إبتسامة صفراءكنت بشوفها سخنة ولا لأ
زفر جاسر ب نفاذ صبرأه يا روحي عادي وبعدين دي طريقة أضمن تعرفي بيها درجة الحرارة صح 
وضعت الصغيرة يدها أسفل فاها ثم قالت ب تفكير و براءة
يعني لما أشوف حرارة حازم صاحبي ف الحضانة
إنتفض جاسر هادرا ب عڼفنعم يا روح أمك! حازم مين يا مفعوصة أنتي!
جعدت جلنار وجهها وقالت ب حنقحازم صاحبي يا بابي
تك بو صاحبك إزاي يعني! 
حاولت روجيدا الحديث ولكن جاسر هدر ب عڼف
أسكتي أنتي يا قدوتها
هدرت هى الأخرىإيه يا جاسر! البنت بتقولك صاحبها وبعدين دول أطفال
أشاح ب يده وقالبلا أطفال بلا زفت ما هو مبيجيش الغلط غير من الأطفال 
إلتفت إلى الصغيرة وأشار ب يده ب تحذير
وأنتي يا بت أنتي بلا حازم بلا زفت ولو عرفت إنك بتكلميه هعلق ف المروحة يلا خشي أوضتك 
نظرت إليه الصغيرة ب ڠضب ممتزج ب الحزن ثم نهضت وهى تتأفف وتتذمر ف إستمع إلى حديثها الهامس
اوووف بقى أنت مش بتحبني أكلم حد وأنا مش هسمع كلامك وهكلم حازم أصلا حازم صاحبي 
ثم دلفت إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها إلتفت جاسر إلى روجيدا ليجدها تكتم ضحكاتها ب يدها حتى إستحال لون وجهها إلى الأحمر تأفف ثم قال ب ڠضب
إيه البت دي! يخربيت التربية السو البت قليلة الأدب
إنفجرت روجيدا ضاحكة ثم قالت من بين ضحكاتهادي چينات يا جاسر چينات جلنار وارثة الإنحراف أبا عن جد
إتسعت عيناه وقالبقى أنا منحرف كدا!
ردت عليه روجيدا ب مزاحلأ طبعا دا أنت ألعن من كدا 
ليبتسم جاسر ب خبث و
تنحنحت روجيدا وقالت ب خجلأحم جاسر أنت أتأخرت على فكرة 
سحب جاسر سترته وإبتعد ثم قال ب مكر
منا عارف على فكرة وكنت باخد چاكيت البدلة أنتي كنتي مفكراني بعاكسك لا سمح الله!
ضيقت روجيدا عيناها ب ڠضب ثم قالت ب حنقلأ طبعا مش بفكر 
إرتدى جاسر سترته ثم قال مبتسما وهو يغمزها
وإتجه خارجا وعلى وجهه إبتسامة بينما روجيدا بقيت تهز رأسها يأسا ف هو لن يتغير مهما طال الزمن
هبط جاسر الدرج وقد تبدلت ملامحه ليقف أمام حرسه وأشار إلى أحدهم لكي يأتي ثم تشدق ب صرامة
عاوز أتنين يقفوا قدام باب الشقة

اللي فوق عنيهم ع اللي طالع واللي نازل
أومأ الرجل ب طاعةحاضر يا جاسر باشا
أكمل جاسر حديثهالمدام متغيبش عنكوا أي حتة تروحها متفرقوهاش أبدا وأي حد غريب تشكوا فيه أعملوا اللازم
أوامرك يا جاسر باشا 
أومأ جاسر ب رأسه ورحل إتجه إلى سيارته وقبل أن يصعدها أخذ يمسح ب بصره المكان عله يجد ما يثير الشك ولكن كل شيئا هادئ زفر ب نفاذ صبر وصعد السيارة ثم إنطلق بها
أخرج هاتفه وأتصل ب أحدهم ليأتيه الرد سريعا
إيه الأخبار!
أتاه الصوت من الطرف الأخرجبتلك قراره يا جاسر باشا 
إستند جاسر ب يده على النافذة المجاورة له وأخذ يحك ذقنه ثم قال ب هدوء ما قبل العاصفة
طيب تمام أقفل وحصلني على الشركة نشوف أخبارك
اللي تؤمر بيه يا جاسر باشا 
أغلق جاسر الهاتف وأكمل طريقه إلى الشركة وصل إلى وجهته ثم صعد إلى مكتبه ليجد صابر ب إنتظاره صافحه ثم قال
مستنيك من بدري
جلس خلف مكتبه وقال ب هدوءكنت بشوف جلنار
غمزه صابر ب مرحجلنار ولا أمها! 
نظر إليه جاسر نظرة ثاقبة ليضحك صابر ملئ فاه أشار إليه الأول ب تحذير قائلا
وأنت بطل تقعد مع البت كتير بهت عليها
أشار صابر إلى نفسه وقال ب صدمةأنا اللي بهت عليها وأنت موجود! طب دا أنت معلم
كلمة ومش
هتنيها يا صابر البت مقتبسة كل كلامك
طيب يا سيدي نخش ف الجد بقى 
إعتدل صابر ب جلسته بينما الأخر نزع سترته ورفع أكمام قميصه الرمادي إلى ساعده وقال ب جدية
أيوة إيه الجد بقى 
مد صابر ب يده ملف أزرق إلى صديقه ثم قال وهو يشير ب عيناه إلى الأوراق التي بدأ ب تصفحها
مدام داليدا كلمتني وقالتلي عن مستثمر شركة تصميم هيكون أول عرض أزياء ف الفندق اللي هيتبنى ف المجمع إيه رأيك!
رفع جاسر أنظاره عن الأوراق وقالطب ليه اسم المستثمر مش موجود
رفع صابر منكبيه وقالمعرفش بس هو المستثمر عبارة عن مجموعة شركات مالكها مجموعة مختلطة الجنسيات تحت شعار واحد 
صمت صابر قليلا ف حثه جاسر على الإكمال ليقول ب هدوء
ومدام داليدا واثقة فيهم جدا لأن سبق وتعاملت معاهم
قڈف الملف ب إهمال وقالبس أنا مقدرش أتعامل مع حد معرفوش يا صابر وأنت عارف اللي بيحصلي كل يوم والتاني
أومأ ب رأسه متفهما ثم قالعشان كدا فيه كمان ساعتين إجتماع مع مدام داليدا والمستثمرين نقدر نشوفهم ونتكلم عجبك نتفق معجبكش خلاص 
أومأ جاسر ب رأسه وأراحها على مقعده ثم وضع يده على عيناه حدق به صديقه ب إستغراب وتساءل
مالك يا بني في إيه! 
لم يرد عليه جاسر بل ب الأحرى لم يسمعه من الأساس ف كل ذهنه مرتكز على صاحب هذه الرسالة وكيف وصل إليه وسط حرسه وفي وضح النهار!
تنهد صابر ثم دنى من صديقه وربت على منكبه لينتفض جاسر ويستاءل ب ضيق
إيه يا صابر شغل المباحث دا!
مباحث إيه! بنادي عليك مش سامعني
حك جاسر رأسه وقالفي إيه
فيك حاجة!
ودا سؤال ولا تقرير!!
مط صابر شفتيه وقالالأتنين 
إستند جاسر ب مرفقيه على المكتب وأخذ يفرك عيناه ب عڼف ثم قال بعدما أطلق تنهيدة تحمل الكثير
والله منا عارف هلاقيها من الناس اللي بتجري ورايا ولا من ال اللي بيجري ورا مراتي ولا من الشركة وهمومها ولا منين بالظبط
هموم الشركة ومحلولة أنا وسامح نقوم بيها الناس اللي بتجري وراك وأنت عارف إزاي تطلع كل مرة أما روجيدا 
قالها ثم صمت ليسترعي إنتباه جاسر ب الكامل ليكمل
يا ترجعلها يا جاسر يا تسيبها ف حالها متفضلش تحوم حواليها ومعلقها معاك
هدر جاسر وهو يضرب سطح المكتب ب قوةأنت إتجننت عاوزني أسبيها ليه عشان هو
تم نسخ الرابط