رواية جاسر

موقع أيام نيوز

ب أعجوبة من كثيرا منهم ولكن أصابته إثنتين..إحداهما ب جانب عنقه والأخرى ب ذارعه
سكون حل المكان بعد مطاردةإستعاد جاسر بعضا من وعيه ليذهب إلى صاحب الوشم الغير قادر على الحراك..ف قد سبب له الإصطدام أضرار بالغة..ضربه
ب معدته ف تأوة ليبتعد عنه
تقدم منه وكاد أن يلكمه الأخر
أمسك ب نحره وهدر ب صوت إهتزت له الجبال
من أرسلك!
أجاب الأخرمن يريدها..إبتعد عنها أو ستتسبب ب هلاكها...
الفصل ١٨
وتجبرني الأقدار على الرحيل..وكأنك شمس غير مقدر لها السطوع...
وكأني ذئبا ضال عن مأواه فلم يجده إلا بك...
ولكن حواجز القدر تمنعني...
وضعت ب مؤخرة رأسه وصوت غليظ يأمره ب جمود
ضع سلاحک أرضا
رد عليه جاسر ب قسۏةليس معي..إنه ب السيارة...
لم يصدقه الأخر وبدأ يتفحص ثيابه وجزعه ولكنه لم يجد شيئا..كان جاسر نظره مسلط ب الإتجاه القادم منه الشعاع الأحمر وكأنه يرى الأخر..ثوان وإختفى الشعاع ليظهر من العدم شخصا أخر يرتدي حلة سوداء
لم يتحرك نظر جاسر عن ذلك القادم أو يهتز له جفن بل ظل وكأنه تمثال حجري منحوت من القسۏة والصلابة..ليبتسم ذلك الشخص حتى برزت أنيابه ثم قال
وأخيرا إلتقيت بك أيها الثعبان..أتعلم كم كنت أتشوق ل لقائك!...
وأيضا سكون ولا رد فقط صوت حذاء الأخر يطرق الأرض الأسمنية وهو يدور حول جاسر حتى وقف خلف أذنه وهمس
هل تعلم من أنا...
لم ينتظر رد جاسر بل وضع يده وضغط ب قوة على چرح ذراعه ثم همس ب فحيح
أدعى چوناثان..شقيق مارتن..أتتذكره!
ليرد جاسر لأول مرة وهو يبتسم ب سخريةذلك الأخرق..لقد تذكرته..ولكن لم أكن أعلم أن هنالك أخرقا أخر
ربت چوناثان على كتف جاسر تشدق ب سخريةيا صاح أنت لست ب موقع قوة الآن..أنت تحت رحمتي
أحقا ما تقول!..لو كان مقدر لي المۏت الآن ف لن أستطيع رده
إنك ب مؤمن حقا...
عاد چوناثان يقف أمام جاسر الذي حدق به ب نظرات ممېتة وغليظة ليقول الأول وقد تجهم وجهه
إسمع..لقد حذرناك أكثر من مرة مسبقا..إما أن ترتدع أو تفقد أفراد عائلتك..أو هى والصغيرة...
خرجت زمجرة قاټلة من فم جاسر وقد إحتدت عيناه ب شراسة حتى تحول لون عسليتاه إلى أخر متوهج ك النيران ليهدر ب صوت جهوري جعل الذئاب تعوي
أقسم إن إمتدت يدك القڈرة على أحد أفراد عائلتي..لسوف أجعلك تتوسل إلي لكي أقتلك..سأكون أسوء كوابيسك 
ضحك چوناثان قائلاوهل تعتقد إني خفت!..لا تقلق ف أنا لست ضعيفا ك مارتن...
إسمعني جيدا فلا وقت لي لأمثالك..بل أنظر جيدا...
حاول جاسر الحراك وإبراح الأخر ضړبا ولكنه فوجئ ب إثنين قويين البنية يقوما ب تقييده..جعلاه عاجزا عن الحراك.. الأخر كان يبتسم دون رد..وحينما إنتهى جاسر تشدق چوناثان
ما هو جوابك!...
ولكنه مال إلى أذنه دون أن يدع له مجالا للرد وهمس ب خبث
أنا أعلمه مسبقا..لذا سندعك وشأنك الآن..ولكن إحذر ف أنت لا يمكنك الهرب من قبضتنا...
إبتعد عن جاسر التي إختفت التعابير عن وجهه وظلت القسۏة وحدها تظلل ملامحه ليبتسم چوناثان ثم أشار إلى رجاله ب أن يرحلا وتحرك هو الآخر ولكنه هتف قبل أن يبتعد
أراك لاحقا سيد جاسر..والآن سندعك تحتفل مع أحد أفرادنا...
قالها وهو يشير إلى ذلك القناص الذي ماټ ..ثم رحل الجميع وبقى جاسر وحيدا ليجلس على الأرض القاسېة ېصرخ ب إنهزام..لقد هزم من جديد
كل ما يفعله بات هباءا منثورا على مقاومة إتسهلكت جل طاقته ولكنه هزم..وضع يده على وجهه وصړخ من جديد وعلا مع صرخه صوت عواء الذئاب ونباح الكلاب وكأنها تشاركه الألم
كان شريف يجلس أمام يسري ينتظر منه الإنتهاء من مشاهدة المقطع..كان يتلهف إلى ردة فعله ما أن لاحظ تجهم وجهه ب قوة وظهرت عله علامات عدم الرضا
إنتهى المقطع ليطفئه يسري ويخرجه من جهاز الحاسوب ثم نظر إلى شريف ب جمود وهتف
وبعدين!
رفع شريف حاجبه وهتفوبعدين إيه يا سيادة اللوا!..دا قتل مع سبق الإصرار...
أومأ يسري ب رأسه ثم أمسك القرص المدمج وقام ب تحطيمه إلى نصفين لتتسع عيناه شريف ب قوة وقبل أن يتذمر كان الآخر يقذف القرص على المكتب ب إهمال ثم هدر ب إنفعال
لأخر مرة بقولك إبعد عن سكة الصياد يا شريف..أنت مش فاهم أي حاجة ولا عاوز تفهم بس أنا زهقت منك ومن غباءك...
فتح أحد أدارج مكتبه وأخرج منه ملف ليعطيه إلى شريف الذي أخذه منه ب ضيق ليقول يسري ب جمود
إقرأ الملف دا وإدرسه كويس..أنا بديك فرصة تبعد عشان متورطش نفسك ف مشاكل أنت مش أدها..عشان بعد كدا لو عرفت إنك بتنخور ورا الموضوع دا تاني..صدقني هسيبه يقتلك...
فتح شريف الملف دون أن يلتفت إلى حديث يسري وبدأ ب قراءة الأوراق المرفقه ب الملف ومع كل سطر تتسع عيناه حتى كادت أن تخرج من محجريهما..سنوات ضاعت من البحث هباءا وهو يقرأ تلك الأوراق
بعدما إنتهى من القراءة وضع الأوراق أمامه على الطاولة وهمس ب عدم تصديق
إيه دا!
رد عليه يسري ب جفاءاللي حبيت توقعه دا هو اللي عمال يخدم سيادتك لما كنت شغال هنا..كل مهمة روحتها وإتنقذت فيها كان وراك جاسر الصياد..من يومين بس عيلة جوز أختك مرمية ف السچن وهتقضي اللي باقي من عمرها هناك يا حضرة النقيب شرف
تشدق شريف ب عدم تصديقهو حضرتك عارف!
أجابه ب تهكممن ساعة أما جاسر عرف..جه وقالي على كل حاجة وهو اللي دخلهم السچن وتقدر تعيش أنت وأختك ف أمان...
قام ب دهس لفافة التبغ ب منفضة السچائر ثم أكمل حديثه
هو معملش دا عشان خاطرك..لأ..دا عشان خاطر أختك بس
بس يا سيادة اللوا آآآ...
قاطع حديثهم صوت هاتف يسري يصدح ليأخذه ويجيب دون أن يرى المتصل ليأتيه صوت جاسر الخالي من الحياه
سيادة اللوا يسري
عقد يسري حاجبيه وهتفجاسر!!..خير
لأ مش خير..أنا عاوزك تيجي على العنوان اللي هبعتهولك فورا
طيب..إيديني العنوان...
أرسل جاسر إليه العنوان ليحمل سترة حلته ف تساءل شريف ب عدم فهم
في حاجة يا سيادة اللوا!
قوم معايا دلوقتي ومن غير كلام
نهض شريف وقالحاضر يا فندم...
ملست على خصلات طفلتها الكستنائية وهى نائمة و روجيدا غير واعية لتلك التي غطت في سبات عميق..ليأتيها صوت بسنت من خلفها تعانقها لتبادلها روجيدا العناق..ساكنة..جامدة لا تتحرك ف همست بسنت وهى تتفحص الصغيرة النائمة
روجيدا..طلعي جلنار تنام ف أوضتها
ها!!..طيب...
تعالي

ننزل الجنينة تحت...
أومأت روجيدا وكأنها مسيرة لا مخيرة لتهبط الدرج وتعود للخارج مرة أخرى..جلست على تلك الأرجوحة وب جانبها أختها لتسألها وهى تملس على ذراعها ب حنو
أنتي كويسة يا حبيبتي!
نفت ب رأسها
قائلةأنا تعبانة جدا يا بسنت..تعبانة لدرجة إني مش حاسة ب حاجة
جذبت رأسها إليها وهمستجربي ټصرخي يمكن تحسي ب حاجة...
إستسلمت ليد بسنت في جذبها إليهما حدث أو أنها نجت هى وطفلتها مما حدث..لم تشعر بما حدث بعدها من تجمهر الشرطة وإصطحابها من وسط تلك الحاډثة أو أيا مما حدث..كل ما أحست به هو ذراعين صلبة تعانقها ب لهفة وخوف..وعند تلك النقطة إنتفضت روجيدا لتنتفض معها بسنت قائلة ب ذعر
في إيه يا روجيدا!
سألت روجيدا ب فزعفين جاسر!
أجابتها بسنت سريعامټخافيش يا حبيبتي..و راح يكمل التحقيقات بدالك
نفت ب رأسها قائلةلأ..جاسر حصله حاجة...
نهضت بسنت تمسك يدها ثم قالت وهى تبتسم ب إطمئنان تقدر ما بها من قلق
والله صابر مكلمه وإحنا ف الطريق وقاله إنه رايح القسم يكمل التحقيقات وصوته كان طبيعي
ظهر ب صوتها الرجاءبجد يا بسنت!
ربتت على يدها قائلةبجد يا روجيدا..متقلقيش...
أومأت ب رأسها لتجلس مرة أخرى وبسنت جانبها..وظل السكون يظلل ما بينهم وكلا غارقا في أفكاره حتى صدح صوت جدتها من الخلف
كنت أبحث عنك
سألتها روجيدا دون أن تلتفتما الأمر جدتي!
نظرت إلى بسنت ثم قالتبسنت هل لك أن تبقي مع الصغيرة!...
أومأت ب رأسها وقد فهمت أنها تريد الحديث مع روجيدا ب مفردها لذلك نهضت دون حديث..جلست سوزان ب جانب حفيدتها وتساءلت
هل من الممكن أن تخبريني بما حدث...
أومأت روجيدا ب رأسها وبدأت ب سرد ما حدث وأوصالها ترتجف رغما عنها..كانت سوزان تستمع ولم تظهر أي تعابيرة على وجهها حتى قالت بعد مدة من صمت روجيدا
ومن تظنين أنه فعلها!
أجابت روجيدا ب حقدومن غيرهم
تنهدت سوزان قائلةأنا لا أعتقد أنهم من تظنين
ولما!
ب بساطة..هم لا يفتلعون شيئا ب وضح النهار..لا ينفذون ب العلن..ب الإضافة أنهم يسعون خلفك كل ذلك الوقت وها أنت أمامهم ف لم لا ينتهون من أمرك!
وضعت روجيدا وجهها بين يديها وقالتلا أعلم..حقا لا أعلم
وضعت سوزان يدها على ساق روجيدا وقالتأما أنا ف أفعل..من فعل ذلك يكره زوجك..أو ربما ذلك الضخم إفتعل شيئا أغضب أحدهم ف قرر تحذيره..لذلك قام بما حدث...
أزاحت روجيدا يدها عن وجهها لتنظر إلى سوزان قائلة
لا أظن ذلك جدتي..أنا أعلم جيدا أنهم تلك المنظمة
عزيزتي..إنتهى أمر تلك المنظمة منذ زمن..ف منذ قتل زوجك
لمارتن قد توقفت أعمالهم ب مصر..مارتن كان اليد الأقوى لديهم وقد خسروه..لن يستطيعوا أن يجدوا أحد مثله ولو مرت مئات السنون..لذلك لن يفتلعوا أي شئ قد يهلكهم جميعا
ضحكت سوزان قائلةوهل تعتقدين أن سيد ضخم ليس ب ندا لهم!...
نظرت روجيدا إليها ب تعجب لتكمل سوزان حديثها وهى تبتسم
أومأت روجيدا ب عدم إقتناع ف هى لن تهدأ حتى تعرف بما يحدث..لتنهض قائلة
حسنا جدتي..سأذهب إلى النوم..تصبحين على خير...
أومأت سوزان ب رأسها ب إبتسامة خفيفة وبقت هى جالسة تفكر فيما حدث
رد عليها
ب جموديلا طلعيها مش محتاجة مخدر
تنهدت الطبيبة وقالتتمام زي ما تحب...
ممكن تميل رقبتك شوية عشان الچرح!...
أنت كويس يا جاسر!..حصلك حاجة
نفى ب رأسه وقاللأ..أنا كويس...
جلس يسري على أحد المقاعد أمام جاسر وبجانبه شريف الذي أخذ يرمقه وكأنه شخص غريب عن الذي يلاحقه..بالرغم من تلك القسۏة البادية على وجهه لا يتستطيع أن يخفي ذلك الحزن الذي إلتهم عيناه
تشدق يسري وهو ينظر إلى جاسر ب أسف
حمد لله ع السلامة يا بطل...
أومأ ب رأسه ولم يرد..يبدو أنه لم ينتبه إلى وجود شريف بعد وإلا لكانت أعلنت المشفى حالة الطوارئ..سأله يسري
إيه اللي حصل!
زي ما أنت شوفت..لما شوفت الواد دا ومسكته..حاولت أعرف منهم أي حاجة بس هما قتلوه
يعني مش أنت اللي قټلته...
إنطلق هذا السؤال من فم شريف ليترفع رأس جاسر سريعا ونظر إليه ب نظرات أكثر قسۏة وظلمة مما كانت عليه..إكتفى ب تلك النظرات ولم يقم ب أي فعل..ليتساءل صابر عله ينهي حرب النظرات تلك والتي لن تنتهي على خير
طب هتعمل إيه!
أخذ نفسا عميق ثم قالمش وقته..
نظر إلى يسري ثم تشدق ب برود
عاوز الموضوع دا ميتعرفش..يعني اللي حصل والناس دي مين...
بتر حديثه وهو ينظر إلى شريف ب تهكم ثم أكمل قائلا
الناس دي عيلة جبر الرشيد..عشاه دخلتهم السچن وهما حبوا ينتقموا
طب واللي حصل وسط الناس!
رفع جاسر منكبيه وهتفعادي..رصاصة طايشة ..تهويش يعني
أومأ يسري قائلاتمام يا جاسر..روح أنت بيتك وإستريح...
لم يرد جاسر بل نهض وإتجه ناحية شريف لينهض صابر هو الأخر إستعدادا لما
تم نسخ الرابط